تخيلات جنسية منذ 4-5 سنوات..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشكركم على هذا الموقع الجميل، وإن شاء الله سيكون هو الحل لمشكلتي.
المشكلة هي:
أنا شاب عندي 15 عاماً وأدخل في سن ال16, أعاني من مشكلات عديدة منها: كانت تراودني في طفولتي تخيلات جنسية كثيرة، في 4 أو 5 سنوات، وبدأت الأفكار تسيطر عليّ حتى الآن لدرجة أني بدأت أتخيّل هذه التخيلات على أقاربي ومنهم إخواني وأمي وأبي وخالاتي وعماتي.
بدأت ممارسة العادة السرية قبل سنتين في 14 من عمري، لكن كنت أخشى أن أمارس العادة السرية على أقاربي، وعندما كانت تأتيني التخيلات الجنسية على أقاربي كنت أوقف ممارسة العادة السرية خوفاً أن أمارسها على أقاربي, قبل شهرين تقريباً كانت تأتيني تخيلات جنسية على أقاربي وبدأت تأتيني شهوات على أقاربي، وأنا أخشى هذا الشعور، وبدأت أجلس وحدي وأفكر وكأني فعلت جريمة في حق نفسي، وتوقفت عن الأكل لمدة طويلة وقلّت شهيتي عن الأكل، وكنت أتمنى الموت في هذه الأوقات.
أيضاً كانت تأتيني وساوس على أني أريد أن أتزوج أقاربي، وكلما أتذكر تأتيني رغبة في الزواج من أقاربين أنا أتحسر وأفكر كأني أنا من أتى بهذا الشعور، وبعدها ذهبت إلى استشاري وأخذت بعض الجلسات معه لكن دون فائدة.
عندما كنت أصارح أهلي مما أعاني أحسست أنهم كانوا يخافون مني ويخافون من أن يكلموني، وبعدها ذهبت إلى دكتور نفساني ووصف لي بعض الحبوب اسمها salipax وقال لي أني أعاني من وسواس قهري جنسي, كلما تحسنت حالتي أبدأ أفكر وأتحسر على مواقف قديمة، مثلاً: تشاجرت مع شخصن لماذا لم أردّ عليه؟ ولماذا لم أضربه؟ ولماذا؟ ولماذا؟.. وأنا الآن أعاني من هذه الأفكار.
أصبحت قليل النوم، والآن أعاني من ألم في قلبي وأخاف من أن يأتيني مرض في قلبي أو من الإيدز أو من السرطان، ومن أشياء كثيرة، ولكن الحمد لله بدأت تذهب عني هذه الوساوس والأفكار.
لكن صارت تراودني مشكلات جديدة هي أني عندما يمرّ أحد من أمامي أخاف أن أشتم رائحته، وأنه شيء جنسي خطير! وأني ارتكبت شيئاً خطيراً من دون أن يعلم! وهذه الأشياء تراودني على أقاربي، وأجلس مع أهلي أخاف أن أستنشق الهواء الذي سيأتي من أقاربي!! وكلما أقوم بأي حركة من خلفهم أتوقع أني فعلت حركة جنسية من دون أن يعلم أقاربي! ما زالت هذه الوساوس تراودني..
أيضاً تأتيني أفكار أني قد تعرضت لاغتصاب ولا أتذكر. أتمنى مساعدتكم في أقرب وقت ممكن لأني ما زلت أعاني من هذه الوساوس..
وشكراً..
30/08/2009
رد المستشار
الأخ الكريم "يوسف"، شفاك الله وعافاك؛
صدقك القول طبيبك النفسي عندما شخص أعراضك بأنها أعراض الوسواس القهري، وهو أحد الاضطرابات النفسية الشهيرة. وجدير بالذكر أن أ.د. وائل أبو هندي من أكثر الباحثين في مجال النفس البشرية العرب اهتماماً برصد هذا الاضطراب وعلاجه. وستجد على هذا الموقع العديد من المقالات الرصينة والاستشارة العديدة عن هذا الاضطراب وأعراضه المتنوعة. وأرجو من أ.د. أبو هندي أن يضم موقعه أسماء الأخصائيين النفسيين، والأطباء النفسيين الذين يعالجون هذا الاضطراب علاجاً سلوكياً معرفياً مبنياً على فهم دقيق لثقافة شعوبنا من مختلف البلدان العربية، حتى يتيسر أن نحيل طالبي الاستشارات على عناوينهم، فأحياناً يكون العلاج الدوائي قاصراً عن علاج هذا الاضطراب ويحتاج إلى علاج نفسي مصاحب له، كما هو الأمر وحالتك..
الأخ "يوسف"، ما لديك هو عبارة عن أفكار وسواسية، فما هي الفكرة وكيف تنشأ؟!!
الفكرة هي الصورة الذهنية لأمر ما وهي نتاج العقل، والعقل يمسك بزمام الفكرة وهو قادر على التحكم فيها، يأتي بها متى شاء، ويصرفها متى شاء. إلا أنه في أعراض الوسواس القهري الأمر مختلف؛ فالفكرة تصبح هي سيدة نفسها، تأتي إليك في الوقت الذي تريده هي، وتلح عليك بالطريقة التي تريدها هي، والفعل الوسواسي هو محاولة لتهدئة قلق الفكرة..
ولمقاومة هذه الأفكار الوسواسية لا بد من معرفة طبيعتها أولاً، وأنت يا أخي تعوّدت رغماً عنك أن تستجيب لهذه الأفكار بالقلق والشعور بالذنب الناتج عن إحساسك بأنك مسؤول عن هذه الأفكار، ومشاعر الحزن والكآبة، وكلما قاومت زادت إلحاحاً وتنوعاً..
أولاً: أخي الفاضل، أنت مبتلىً بهذا المرض، والمرء منا يعيش جميع لحظاته في حالة ابتلاء، إما بالخير وإما بالشر، إما بالطاعة وإما بالمعصية، وقد وصف الإمام ابن القيم الابتلاء بأنه الجسر الذي يوصل إلى أكمل الغايات، وكان ذلك الجسر لكماله كالجسر الذي لا سبيل إلى عبورهم إلى الجنة إلا عليه..
فكيف تكون استجابتنا للابتلاء؟
أنت يا أخي مبتلىً بظهور بعض الأفكار والتخيلات الوسواسية ذات محتوى جنسي في غالبها، ولا تستطيع صرفها أو التحكم فيها، فكيف نستجيب لهذا الابتلاء كمرحلة أولى للشفاء –إن شاء الله-.
المسلم يستجيب للابتلاء بالتسليم والرضى (.... وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد:29)، ثم بعد التسليم لله والرضى والبحث عن السكينة والرضى والاطمئنان.
نأتي للخطوة الثانية، الصبر والاحتساب وأن تكون على يقين من أن مع العسر يسراً، وأن مع الكرب فرجاً، وأن الله سبحانه وتعالى يكشف ضرّه. فجدد نيتك كل صباح بأنك تحتسب صبرك على هذا المرض لله عزّ وجلّ راجياً أن يرفع عنك بلاءه..
ثانياً: بعد أن تستوفي الخطوة السابقة حقها من التفكير والتدبر وتعلم أنك غير مسؤول عن ابتلائك (التخييلات الجنسية)، عليك بعدم الاستجابة لهذه الأفكار المرضية تماماً، واصرف انتباهك عنها بشيئين؛ الأول: عندما تهاجمك هذه الأفكار والتخييلات استعذ بالله من الشيطان الرجيم وتوقف عن الاستجابة لهذه الأفكار تماماً، ثم الأمر الآخر أن تقول: أمنت بالله وأطلب منه المدد والعون.
ستجد في بداية الأمر عناءً وهو شيء عادي وبعد فترة من المقاومة الحقيقية واللجوء الصادق لله سيرفع عنك الضر إن شاء الله.
وكل هذا لا يغني من طلب العلاج النفسي الدوائي– والعلاج النفسي.
تابعنا بأخبارك بعد هذا البرنامج البسيط لنطمئن عليك ونتابع معك.
وفقك الله ويسّر أمرك.....