مداخلة:
الماسوشية يا دكتور.... نعم لها علاج مشاركة2
أتمنى لكم التحلي بالمزيد من الجرأة، كما أرجو من حضراتكم أن تطرحوا جميع معلوماتكم العلمية على طاولة الحوار، بالابتعاد عمداً عن المساعدات المفترضة من الإله مع احترامي الشديد لجميع المعتقدات الروحانية، ولكن في مثل هكذا مجال لن تترتب الاستقلابات النفسية المبعثرة في الدعاء أبداً، بل على الأطباء الكرام طرح الخطة النفسية الصحيحة في هذا السياق بعيداً عن زيادة القناعات والمسلمات. تدخلي هذا جاء بعد مصادفتي للكثير من الذين يترنحون على حافة الجنون من هذا المرض النفسي الخطير، وقد زادت حالتهم سوءاً عندما سلموا وضعهم للإله أو ما شابه من مقدسات، إذاً أنتم أصحاب القرار
وأرجو من حضراتكم التحلي بالمسؤولية.
وشكراً.
13/8/2009
رد المستشار
حضرة الأخ "سليم" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
عندما نغوص في أي علم من العلوم، نجد أنه يوصلنا في نهاية الطريق إلى حقيقة واحدة، وهي أن هذا الكون له مبدع عظيم. وأي علم لا يوصلك إلى الباري عزّ وجلّ يكون علماً ناقصاً غايته فقط أن ينقلنا إلى حقيقة قريبة المدى لا هدف لها.
يا أخ "سليم"،
إن كل ما نعرفه عن مسألة الإنجاب مثلاً بالشكل السطحي، هو أن رجلاً وامرأةً يمضيان وقتاً ممتعاً في فراش واحد تكون نتيجته إنجاب أطفال يمرحون ويسرحون ويتعلمون في مدارس ضيقة الرؤية ليصبحوا صحفيين وأطباء ومهندسين. ولكننا قد نذهل عندما نعرف بأن خلية صغيرة مجهرية أتت من بين 250 مليون خلية قذفت أثناء التلقيح لتلتقي ببويضة عند المرأة مغطاة بالعجائب من المواد الكيميائية الحافظة، فتلتقي الكروموزومات من كلا الخليتين لتتمازج ألوان العينين الزرقاوين أو السوداوين مع ألوان الجلد والبشرة وطبيعة الأفكار والطول والوزن، وحجم القلب والعقل..... ليخرج هذا الطفل بعد تسعة أشهر تكون فيه العناية الإلهية قد أبدعت في صنع وتكوين من يكتب على هذه الآلة الصماء أفكاراً كلها نور علمي يتحدث عن القشور ولا يغوص إلى منتهى الخالق المبدع. أو يسمى علماً ذلك الجهل الذي يتناسى ملايين العمليات الكيميائية والحسابات الدقيقة التي أفضت إلى هذا الخلق العظيم؟.
"وقل للذي يدعي في العلم فلسفة حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء"
قد يزعج البعض الاستعانة بالواحد القهار كوسيلة للعلاج النفسي، حيث أن ذلك قد يخدش مستوى علومه السطحي، فلا ضير لأن كل الملحدين في العالم لن يستطيعوا إطفاء النور الإلهي الذي يضيء الدروب والقلوب والعقول.
فإذا أردنا أن نفسر الفكرة التي تولد من رحم خلية لم تحمل بها، أكانت فكرة مازوخية أم سادية، فكرة خوف أو هلع، رهاب أم كآبة، توتر أم سعادة... كيف نستطيع أن نشرح علمياً لماذا عندما يصاب أحدهم بمكروه يكمل حياته بسعادة، مفرزاً من داخل خلاياه مادة الـ"سيروتونين" بالإضافة إلى الملايين ممن سواها، يلتقي الآخرين بسببهم بالبشر والحبور. وعندما يحصل مكروه أخف بكثير عند إنسان آخر فإن الـ"إبينيفرين، والـ أدرينالين والـ نورأدرينالين..." تزداد وتتكاثر. وتغوص الـ"إندورفين" (وهي مادة أقوى بمائة مرة من المورفين يفرزها جسم الإنسان لتحمّل المشاكل والصعاب) تغوص في مجاهل الخلايا فلا تلقاه إلا عابساً مكتئباً شاكياً باكياً.
نعم، إننا نعرف علمياً بأن علينا أن نعطيه مقويات السيروتونين لكي يسعد، ولكن لا نعرف لماذا الدواء يتفاعل مع أحدهم ولا يتفاعل مع آخر؟!. فإذا ألحدنا قد نعتبر بأن الزرع يتم عندما نرمي الحب في التراب، وإذا آمنا نعلم بأن ملايين لا بل مليارات العمليات الكيميائية تبدأ منذ تلك اللحظة، لكي تصنع من الماء والكيمياء أشجاراً وارفة الظلال، تعطي الثمار التي تأكلها على الطاولة. (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُون).
إننا نريح قصور علم الإنسانية بالاتكال على ذلك الخفي المبدع، ليساعدنا على شفاء بعضهم. في حين أن الأطباء الملحدين يستعملون قصور علمهم للغوص في التقصير عن شرح ما يدور في رأس هذا المريض أو ذاك. لقد درسنا في الجامعات نفسها التي درس فيها الملحدون، وإننا نقدّر بأن ما نعلمه يساوي بأقل تعديل ما يعلمونه، ولكننا نستعين لشفاء مرضانا بما وصل إليه هذا المجتمع الطيب من المعرفة الروحانية الربانية لكي نوقظ ما فات عن ضميرهم في بعض لحظات ضعفهم.
قد يطول جوابنا يا أخ "سليم"، ولكن حفاظاً على وقت حياتكم القصيرة، نكتفي بهذه الإشعاعات علها تضيء نور الفكر ببعض إطلالات العلم الحقيقي، "وفوق كل ذي علم عليم"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويتبع:>>>>>>>>>>>>:الماسوشية يا دكتور... نعم لها علاج مشاركة4