السلام عليكم ورحمة الله
أساتذتي لا أعلم كيف أبدأ لكم مشاركتي فأنا فتاة طموحة منذ صغري ولكنني واجهت بعض المشاكل في نهاية فترة المراهقة وأصبحت عديمة الثقة بالنفس وغير متزنة وشخصيتي ضعيفة فيؤخذ حقي ولا أستطيع الدفاع رغم أنني لم أكن هكذا من قبل.
الخجل لدي كبير رغم أنني الآن أبلغ من العمر 21 عاماً لكنني لا أزال خجولة ولا أستطيع التحدث مع أحد في الجامعة لم أكون صداقات بل كلها عابرة ولا أستطيع الحديث مع أي شخص إلا وأشعر بأني أقل منه وأنه يعرف هذا الشيء فالثقة بالنفس عندي مستواها صفر إذا أحد أخذ مني شيئاً أو غلط علي تكون ردة الفعل عندي قوية جداً أو ضعيفة جداً يعني لا أأخذ حقي كاملاً وإن أخذته فإنني أقسو في ردة الفعل على من ظلمني لدرجة أصبح معها أنا الظالمة وهو مسكين وصاحب خطأ بسيط هذا ما أشعر به أنا شخصياً ثم يراه الآخرون.. يعني لست متزنة أبداً لا أعفو بإحسان ولا آخذ حقي بعدل متقلبة المزاج بشكل رهيب جداً جداً.. أيام أكون ملتزمة وأحب ديني والأيام الأخرى أريد الحرية وأن أعيش حياتي بلا قيود.. وأيام أكون مكتئبة جداً جداً ولا أستطيع الحركة أو القيام من مكاني وأيام أخرى أشعر بأنني إنسانة (طبيعية).. لكن في جميع الحالات ليست لدي أي ثقة بنفسي وإذا قرأت كتب عن الثقة بالنفس يكون تأثيرها محدود في أيام معدودة ثم أعود لعدم الثقة..
حياتي السابقة غير جيدة من ناحية الأهل ومعاملتهم.. أبي كان يهينني باستمرار في الصف الثالث ثانوي.. أما أمي فهي سيئة المعاملة لي منذ الصغر. وقد أهانتني كثيراً أمام الآخرين.. سواءً إخواني وأخواتي أم أفراد العائلة أم جيراننا.. ومرة من المرات رمت علي ماءاً أمام جاراتنا..
مررت بحياتي بالكثير لكنني لا أشعر به حالياً لأنني لست في مزاج الاكتئاب.. زيادة الحزن تحدث معي عندما تعاملني أمي بقسوة.. أنا على طول في مزاج كئيب لكن إذا أمي خاصمتني يزيد هذا الشعور.. أتمنى لو أموت لكنني لن أنتحر.. أحلم بهذا الشيء لكنني لا أريد تحقيقه تعبت من كل شيء حتى صديقاتي أحيانا أسيء الحديث معهم أو هم يغلطون علي ولا أرد وأدافع عن نفسي لدي أحلام كثيرة أود تحقيقها في حياتي ومجتمعي لكنني أشك في أنني سأقدر على تحقيقها سابقاً وقت المدرسة كانت لدي خواطر وقصص أكتبها وحتى الآن تأتيني فترات الإلهام وتخطر ببالي القصص لكنني لا أمسك بقلمي وأكتبها.. أعجز عن هذا الشيء صعب جداً ولا أدري لماذا..
أحياناً عندما أتحدث مع الآخرين أشعر بأنني فضحت نفسي.. أنا أعلم أنني مريضة نفسياً وأخشى أن يرى أحد ضعفي وقلة ثقتي بنفسي (في تصرفاتي المتخبطة) أكره نفسي كثيراً وأكره من أوصلني لهذه الحال السيئة (أمي وأبي) وأتمنى أحياناً أن أهاجر لبلد آخر لا يعلم أحد فيه عني شيئاً... تعبت والله تعبت أمي لا ترحم أبداً وصديقاتي لا يحسون في ولا يتواصلون معي وحتى أختي الوحيدة باتت تعتبرني مثل الآخرين..
أنا أعلم أن رسالتي مبعثرة لكنني لا أستطيع كتابة ما أشعر به بوضوح لا أدري ماذا أقول أكثر لا أشعر أنني أستطيع وصف مشكلتي راجعت طبيب نفسي فقال لي لديك ضعف احترام للذات وخجل اجتماعي ثم لما وصلت حالتي إلى يأس وإحباط وتمني الانتحار قال لي لديك اكتئاب لم أأخذ أية أدوية وذهبت إلى طبيب آخر فقال لي لديك قلق ووصف لي دواء لكن لم أتعاطاه.. صديقاتي (أقصد زميلاتي) بالجامعة أشعر بأنهم ينظرون لي كشخصية خجولة ومهزوزة أشعر بأنني أقل من الناس وأن ذكائي فقط منطقي وليس عندي ذكاء اجتماعي رغم أنني سابقاً كنت شخصية محبوبة.
أرشدوني هل أنا مريضة بمرض غير قابل للعلاج أم هذه شخصيتي؟ هل سأملك القدرة يوماً ما لتحقيق ما أحلم به إن شاء الله؟ أم أن أقصى آمالي ستكون في الخروج من دوامة الذات وأمراضي؟؟
هذه رسالتي الثانية. أتمنى أن أكون وفقت في شرحها وأتمنى إن حصلت الإجابة أن تكون على هذه فقط ولكم نشرها إن أردتم ذلك..
شكراً لهذه الفرصة.. جزيتم خيراً.
30/08/2009
رد المستشار
الأخت الكريمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير.
اطلعت على قصتك التي أرسلتها وتبين أنك قد عانيت من طفولتك من عدة أشياء تفاقمت عند الكبر منها الخجل والحساسية الزائدة التي وصفتها من خلال رشقك من قبل أمك بالماء أمام الجيران وقسوة الوالدين.
وفي الكبر أصبحت متقلبة المزاج سريعة الانفعال ميالة إلى الاستجابات المفرطة من الاستسلام والتهاون في حقوقك إلى الانفعال والإسراف في أخذ حقوقك وكذلك بين التدين والتحرر (كما أسميته رغم أن الدين فيه حرية وسعة).
R03;
لقد كانت كتابة الخواطر والشعر تساعدك إذ أن بها نوعا من التنفيس والتعبير الذي يؤدي إلى تخفيف الشحنات العاطفية ولكنك تخليت عنها. وقد عبرت عن حياتك بأنك حزينة وأنك أيضا فكرت بالانتحار كما اعتقدت أن كلامك عن حالتك هو كشف لأسرارك وقد راجعت أطباء ولكنك لم تأخذي العلاج
أعتقد أنك تعانين من اضطراب الشخصية ودوروية المزاج التي تؤدي إلى التأرجح في علاقاتك وحياتك.
أنصحك بمتابعة طبيب نفسي ليساعدك في برنامج علاجي حتى تتخلصي مما أنت تعانينه.
اقرئي على مجانين:
التقلب الانفعالي: بين السواء والمرض
الشخصية الفَـرَح انْقباضية والشُّوَاق والإنترنت!
الانهيار الدوري واليويو : شخصية فرح-انقباضية
متمنيا لك كل العافية