السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،
أنا فتاة في الـ18 من العمر طموحة جداً، أعاني من مشكلة تعتبر كبيرة بالنسبة لي وهي تبلّد الإحساس! بدأت هذي المشكلة بالظهور قبل سنة من الآن.
أعراضها: فقدان الإحساس؛ أعني الإحساس النابع من القلب من فرح وحزن وخوف ودهشة وحب وكراهية... إلخ. عندما أحس بالفرح لا يكون له طعمه المعتاد في قلبي، وكذلك الحزن.
أحس أن الفرح -أو أي مشاعر أخرى- لا تنبع من القلب بل من جسمي وأنا أقول هذا لا للاستهزاء أو الضحك فهذي هي الحقيقة.
كنت فتاة طموحة تسعى بكل جهدها لتحقيق أحلامها ولكن الآن لم تعد تهمني أحلامي أو أي شي آخر في هذي الدنيا، أصبحت أظن أنني آلة أو جثة على قيد الحياة، أصبحت أحس أن هذي الأعراض تعزلني عن العالم عالم البشر.. آآآه، ما أروع الأحاسيس بجميع أنواعها.
أما عن علاقتي بعائلتي فيه علاقة جيدة جداً ولا يوجد مرضى نفسيين في عائلتي، وسبق وأن عانيت من الاكتئاب والتفكير جديّاً بالانتحار، ولكني أظن أنه كان بسبب فترة المراهقة أو مشاكل عائلية بسيطة!.
حاولت مراراً وتكراراً البحث عن حل لهذي المشكلة في موقع مجانين ولكن محاولاتي باءت بفشل ذريع، وأتمنى أن ألقى إجابة لاستشارتي لأني قد سئمت من هذه الحال.
وفي الختام، أرجو منكم معذرتي على عدم الترتيب في السرد لعدم خبرتي في هذي الأمور، وعندي استفسار أخير خارج عن الموضوع ولكم الحرية في الإجابة عنه؛
أنا الآن في السنة الأولى من الجامعة وأرغب في دراسة تخصص "علم النفس"، فهل تصنحونني بذلك؟.
30/08/2009
رد المستشار
صديقتي،
سؤالك الأخير هو ما يوحي بجذر المشكلة؛ إنك تنتظرين التوجيه ممن لا يعرفونك ولا يعرفون ميولك بدلاً من أن تتبعي رغبتك الشخصية! إذا أردت دراسة أي شيء فليس هناك ما يمنع، كل المجالات مفتوحة أمامك، ولكن هذا شيء مخيف لأنه يعني الاختيار والمسؤولية الكاملة، اعلمي أن ليس هناك هروب من المسؤولية الكاملة عن حياتك؛ إن اتبعت نصيحة أو رأي الآخرين أو لم تتبعيها، ففي كلتا الحالتين أنت مسؤولة مسؤولية كاملة عن حياتك وعن أحاسيسك ومشاعرك، ألست أنت التي تفكر وتضع معنى للأشياء والعلاقات، أو على الأقل توافقين وتتبنين معانٍ من الآخرين؟.
أعتقد أن أحاسيسك التي كنت تحسينها بقوة في الماضي لم تكن أحاسيسك حقيقة وإنما ما قاله آخرون عمّا هو مفترض أن تحسيه في موقف معين أو آخر... مثلاً، هناك حضارات ومجتمعات على مرّ العصور لا تحزن عند موت شخص عزيز، هناك من يحتفلون بالميت وتوديعه عن طريق إلقاء النكات أو الحواديت الطريفة من أحداث حياته، هناك من يلبسون الأسود، وهناك من يلبسون الأبيض في حالة الحداد!.
لقد بدأت في التعرف على كذب وخداع "مفروضات" الآخرين أو ما يقول الآخرون عمّا هو مناسب أو غير مناسب من أحاسيس في المواقف المختلفة. لقد بدأت أيضاً في التعرف على نضج جديد لا يسمح لك بأحاسيس قوية أمام أحداث وأشياء في الحقيقة هي تافهة. لا أعتقد أن العيب فيك أنت تحديداً وإنما في أن حياتك الآن تسير على نفس النمط والمنوال القديم لدرجة أنك فقدت شعورك بالفضول والدهشة، وكأنك قد علمت كل شيء وأحسست بكل الأحاسيس الممكنة مئات الآلاف من المرات.
دعيني أسألك: متى وكيف انفصل قلبك عن جسدك؟ هذا مستحيل، القلب مجرد مضخة الدم في الجسد وتتفاعل مع الأحاسيس (خبرة الجسد) والمشاعر (خبرة العقل) أعيدي الفضول إلى حياتك. أرأيت الأطفال وهم يلعبون؟ منتهى التركيز والفضول والشغف والجدية والاستمتاع بالرغم من كل أحزانهم ومتاعبهم... ليتنا جميعاً نتعلم من الأطفال.
وفقك الله وإيّانا لما فيه الخير والصواب.
* ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك د. علاء مرسي غير أن أحيلك إلى روابط لبعض المشكلات لعل تجدين فيها ما تبحثين عنه بدلا من الفشل الذريع...... فاقرئي:
خلطة قلق واكتئاب أم بداية اختلال إنية؟
6 سنوات عرض اختلال إنية في نوبات
زملة تبدل الواقع/اختلال الإنية
اختلال الإنية والواقع فقط أم مختلط؟
اختلال الإنية وأو تبدل الواقع العلاج
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بالتطورات.