أحب غيرك يا خطيبي..!؟
خطبت لشخص لم يسبق لي التعارف عليه سوى أنه كان يراني في طريق عودتي من العمل نظراً لقرب مكان عمله من مكان عملي، وبعدها ظل لمدة ثلاثة أشهر يتابعني ليضمن الثقة بي وبأخلاقي، وبعدها تقدم لخطبتي بمنتهى السرعة. ارتباطه بي ليس ارتباطاً عادياً وإنما مبني على الحب من ناحيته، وأنه تمنى يوم ارتباطنا، أما أنا فقد سبق أن كنت مرتبطة بشخص أيام الجامعة وتقدم لخطبتي وأهلي رفضوا نظراً لأنه لم يكن يعمل وقتذاك، وبعدها وافقت على الخطبة واعترفت له أني كنت أحب شخصاً آخر ولم يحصل نصيب فكان متفهماً في البداية وكان رأيه أن كل إنسان يمر في حياته بتلك المراحل وأنه كفيل بإخرجي منها.
لكني ظللت فترة عاجزة عن النسيان، وبدأت معاملتي معه فيها إهمال شديد فكثرت المشاكل بيننا لأي تصرف يفسره أني لا أحبه واني ما زلت أحب غيره، وبدأ العناد يزيد لأي أمر أقول به، خلاف ذلك العصبية الشديدة التي قد تصل أحياناً إلى الإهانة رغم أنه فعلاً أشعرني بحبه لي رغم كل الظروف، ولما بدأت أتغيّر فعلاً وأحببته تغيّر هون ودخلنا في دوامة السحر والأعمال والخرفات وأنه لا يطيق سماع صوتي ورؤية وجهي وأنه لا يعرف لمَ يحصل ذلك معه رغم أنه يحبني! ذهب لشيوخ منهم من قال أن السبب عمل! وطلب مني أن أحتمل أنه يحس بالاختناق دائماً، وأن صدره يؤلمه، أنه لا يطيق عمله ولا الناس، ويتعصب على أصحابه، وحتى أهله لا يرد على مكالماتهم ولا يزورهم -هو في بلد وأهله في بلد أخرى- وأنه يحصل له حاجات غريبة أثناء نومه ولا يريد أن يخبرني بها، وأنه سيرتاح لو انفصلنا، وأنه كلما أقدم على تلك الخطوة يتراجع بسب حبه لي، لكن النهاية أننا انفصلنا بالفعل وبعدها، بفترة قليلة جداً رجع لحالته الطبيعية والعمل بشكل اعتيادي... ولا أدري! هل هو مسحور فعلاً -رغم أني لم أعتقد بهذه الخرفات-، أم هو ضغط نفسي بسبب المشاكل التي كانت بيننا، أم كان تمثيل من الأول؟؟
أرجو الرد على البريد الخاص بي لأني في حيرة، أ
تمنى أن أعيش حياتي بطبيعتي ثانية.
30/08/2009
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بك في مجانين،
أحسنت يا عزيزتي عندما أقدمت على الاستشارة، فقد لا نملك لك حلاً لما حصل وانتهى أمره، ولكن أرجو الله أن تجدي في موقعنا مساعدة لك للمستقبل.
أود أن أوضح لك نقطة مهمة وهي أنه بدا واضحاً منذ بداية استشارتك تردد خطيبك وضعف ثقته بمن حوله، وذلك من قولك أنه ظل ثلاثة أشهر يتابعك ليضمن الثقة فيك وفي أخلاقك، ودعمت أنت ذلك بإخباره عن قصة الارتباط السابقة مما جعله يتخبط بين رغبته فيك وبين شكه المتعب والذي فسره وفسرته أنت بالسحر، وأظنه حيرة وتخبط. ولذلك احمدي الله تعالى أنه قد وضح لك قلة ثقته وشكّه ولم تتورطي معه في زواج كان من الممكن أن يحمل لك الكثير من الإرهاق النفسي والضغط.
صديقتي،
ما حصل هو ببساطة "ما في نصيب" وذلك تصدقه وصية النبي عليه الصلاة والسلام لابن عمه عبد الله بن عباس، وفي آخرها قال له: "واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك"' ومعناه أن ما يصيب الإنسان في هذه الدنيا من خير أو شر فهو بتقدير الله تعالى، وأن ما قضاه الله سبحانه على العبد فهو نافذ وواقع به لا محالة لا يستطيع أحد رده ولا دفعه، ولا يمكن أن يصيب غيره فيخطئه، بل يصيبه هو لأنَّ الله هو الذي قدَّر أن يقع به لا بغيره.
ولكن من واجبنا أن نبحث في تصرفاتنا حتى نتعلم من أخطائنا، لقد أخطأت بإخباره عن ماضيك وهذا ليس مطلوباً منك لا شرعاً ولا عرفاً ما دام لا يحمل آثاراً على حاضرك. والآن خططي لمستقبلك واحتفظي بماضيك في ذاكرتك ولا تخبري عنه أحداً ما لم تضطري لذلك. وانسي أمره واحمدي الله كما قلت لك أن وفر عليك ذلك التعب.