ليس لي غيرك بعد الله؟ الوسواس أرهقني؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في البدء أشكرك أيها الطبيب الكريم على ما تبذلونه من جهد كبير وما تقدمونه من عون ومساعدة، وأتمنى أن تسمح لي أن أسميك الطبيب الكريم فأنت فعلاً كريم. وبعد،
لقد سمعت كثيراً من الشيوخ يقولون لمن يعانون من مرض الوسواس القهري "افرح فهذا يدل على أنك مؤمن" فهل هذا صحيح؟!.
وسؤال أخر، عندما يسألهم المريض: "ماذا أفعل؟" يجيب الشيخ: "عليك بالاستغفار، اعلم أنه لا بد من الاستغفار في كل وقت" لكن أحس ببعض الالتباس من أجوبتهم، أعني هل يستغفر المريض لأنه يذنب؟ وكيف؟ فهو أصلاً مريض! وهل على المريض حرج؟ وسؤالي هنا هل مريض الوسواس محاسب على ما يقوم من أعمال قسرية بسبب مرضه كتكرار الوضوء مثلاً؟ ولماذا لا يعامل كباقي المرضى إذ إنه يقوم بذلك رغماً عنه؟.
وأيضاً سؤال يحيرني رغم أني أعرف جوابه تقريباً، أريد أن أعرف هل مرض الوسواس القهري مرض كأي مرض أم أنه من الشيطان؟ بالرغم من أني قرأت التفسير الطبي له إلا أني في حيرةٍ من أمري وأرجوك أن تسعفني بالإجابة.
أخشى أيها الكريم من أن رسالتي طويلة وممله وأنا في بدايتها فقط! أتمنى أن تقرأها للنهاية، وألا يتملكك الغضب، إذ أن كل معاناتي مدعاة للسخرية، وما حملني للكتابة لك إلا ما سمعته عنك من حلم وعلم، وما أعانيه من ألم. يا دكتور إذا لم يصلني جواب لأعرف ماذا أفعل سأستمر على مقاومتي التي لا تجدي نفعاً. لا أريد أن أطيل في الرسالة فأنا أعلم أنه لا وقت لديك وأعتذر أشد الاعتذار على ذلك.. أنا مريضة بالوسواس القهري وأعتقد أنه أصبح مرض العصر، ولا أعرف لماذا؟ أعتذر على الفلسفة... أنا من المتابعين لمشكلة أبو أنس (السهم) منذ بدايتها من قبل أن يبدأ بالكتابة لموقع مجانين، وذلك لأن معاناته مثل معاناتي تماماً عدا الوسواس الجنسي والحمد لله، وهو من عرفني بموقع مجانين وأنا أشكره على ذلك، وربما كان ذلك خيراً لي وحملاً ثقيلاً لكم وأنا أعتذر على هذا الحمل الثقيل.
إن نقطة الاختلاف بيني وبين أبو أنس هو أني وحيدة تماماً (لا أعني أني يتيمة) أنا كتومة لأبعد الحدود فلم آتي في يوم وأطلب من أمي أن أذهب إلى طبيب ولم أشكو لها ولا لغيرها همّي أبداً بل أعيش حبيسة همومي وأحزاني.. أنا منهارة جداً والوسواس لا يفارقني لحظة واحدة.
لا أعرف متى وكيف بدأ معي هذا المرض، ولا كم سنة لي أعاني، ولكن أقل تقدير 8 سنوات من الهم الخوف والاحتقار للنفس، وأشدها عليّ كبريائي الذي انهار وما زلت أحاول أن أبقي على ما بقي منه. وأزعم أني أمام عائلتي (هنا المصيبة) طبيعية ولست مريضة وأخاصم وأجادل.. وإذا حدث أن رأو عليّ شيئاً أحاول إقناعهم أني أفعل ذلك كعادة وأني طبيعية وحرة في تصرفاتي مثلهم، ولكن أعرف من نظراتهم القاتلة وهمساتهم وأقوالهم أنه لا يصدقونني.
لا أستطيع بعد كل ذلك الصراع بيني وبينهم أني سليمة أن آتي قائلة لهم أريد الذهاب إلى الطبيب!.
أنا طالبة بالجامعة قسم التمريض ولدي أياماً أطبق في المستشفى، فلو ذهبت إلى الطبيب لن يعلم أحد ولكني لا أستطيع الذهاب دون علم أبي وأمي، لم أفعل في حياتي شيئاً دون علمهما، وأنا لا أقدر أن أقف أمام الطبيب وأقول له أني مجنونة! فكل ما أفعله جنون، ولطالما سخرت من نفسي وهذا ما يعذبني. أعلم أني على خطأ ولا أستطيع التوقف، لماذا؟ في رأيك هل أذهب دون علمهم؟.
لمحه أخبرك فيها عن مواضع المرض:
1- في الوضوء: في التسمية؛ أردد التسمية مراراً وتكراراً لعدد غير معروف، وليس ذلك وحسب، فقد سمعت حديثاً أنه لا يجوز أن نزيد في مثلاً غسل المرفق عن 3 مرات، فأصبح يخيّل إلي أني زدت وأعيد الوضوء من جديد. أصبحت أتعب كثيراً وأتباطأ، وحتى عند دخولي دورة المياه (أعزّك الله) أقف مطولاً أنظر لوجهي في المرآة وآتي بكل الأفكار حتى آخر وقت الوضوء، وأتعب وعلامات التعب واضحة على وجهي، ناهيك عن أقوال أهلي لي عن بقائي الطويل رغم أني أصبحت لا أبقى طويلاً إلا بعض الأحيان، لكن رسخت في عقولهم الصورة الأولى. الحمد لله، الآن تحسنت كثيراً، ولكني خائفة من أن مواجهة انتكاسة.
2- الصلاة: في التكبير والنية؛ يخيّل إليّ أني لم أنوِ، أو أني أخطأت فقلت مثلاً صلاة العشاء بدل المغرب، أو أني لم أكبّر وبعض الأشياء... وحديثاً اشتد عليّ هاجس أني أخطأت في عدد الركعات ولكني لا أستجيب ولا أعيد الصلاة بل أسجد سجود السهو في كل صلاة، فهل هذا جائز؟ وهنا أيضاً تحسنت.
3- قراءة القرآن (الوسواس هنا شديد جداً جداً): يخيّل أيضاً إليّ أني أخطئ في قراءة الآيات والتجويد رغم أني أعلم أن قراءتي ممتازة، ومعدلي في القرآن إما 90 أو 97 والحمد لله. أصبحت لا أقرأ القرآن لأني تعبت، فقد أقرأ يوم الجمعة، وحتى أني كل جمعة أقرأ 3 أو 4 صفحات من سورة الكهف ولا أكمل قراءة السورة، فهل هذا جائز؟.
4- الأكل: وهذا يرهقني جداً؛ التسمية قبل الأكل فأسمّي مراراً، عشرات المرات وبصوت مرتفع، يخيّل إليّ أني لم أسمّي أو أخطأت في التسمية ولا أنتهي حتى أجد الأكل بارداً وأجد أن طاقتي انتهت.
5- الدعاء والأذكار والاستغفار والصلاة على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.. كل شيء! الاستغفار مئة مرة أعيده وأقول خطأ، وكلما رأيت أو سمعت شيئاً خطأ عدت الكرة. حتى نور غرفتي أخشى من إغلاقه علّي لم أضغط على المفتاح جيداً فيحصل شيء بسببي.
والحمد لله إلى الآن الوسواس لم يتدخل في عملي ودراستي، ولكني أتعب فمع كل هذا المرض طاقتي لا تحتمل تعب الدراسة، فأنت أدرى مني بتعب الدراسة في الأقسام الطبية وخوفي أن يتدخل المرض في عملي.
ملاحظة: وسواس الأكل والقرآن شديدان جداً، وأتمنى منك أن تسعفني بأي حل، فالآن رمضان وكم أتمنى أن أختم الختمة.
أعرف أني أطلت كثيراً، ولكن معاناتي لا تحتملها السطور ولا تعبر عنها الكلمات. أتمنى وأرجو أن تلقى رسالتي عندك قدراً من الاهتمام وأن تجيبني على تساؤلاتي، وألا تبخل عليّ بالرد، فأنا لولا حاجتي لما قمت بعرض مشكلتي ونشر أسراري.
وجزاك الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة، وأشكرك جزيل الشكر فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
27/8/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
شكراً على مشاعرك الطيبة، والحق معك أن تشكري الدكتور وائل وأن تصفيه بالكريم فهو يستحق ذلك بحقٍ وأكثر.
فعلاً الوساوس الدينية التي يُسأل المشايخ عنها تدل على قوة الإيمان بنص صريح من النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ: «وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟». قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: «ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ». لأن الموسوس لو لم يكن مؤمناً لما استنكر ما يرد عليه من أفكار، ولما تعاظم عنده.
وأما لماذا يأمر الشيوخ المريض بالوسواس فهذا لأن ملازمة الاستغفار سبب لتفريج الهموم، وزوال الضيق، ويدخل في هذا: الضيق والهم الذي ينزل بالموسوس، وقد روى أبو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً، وَرَزَقهُ مِنْ حَيثُ لاَ يَحْتَسِبُ)).
والموسوس أختي الكريمة مريض فعلاً حتى من وجهة النظر الشرعية، ولكن مرضه مختلف عن الأمراض الجسدية المعروفة، ولكل منهما دواؤه. فكل من الموسوس ومريض الجسد مطالب بالتداوي، لكن الموسوس دواؤه –في الشريعة والطب- مخالفة الوسواس وتصحيح أفعاله إرادياً، ووردت الرخص المتعددة بشأنه لمساعدته على تطبيق العلاج؛ فالموسوس –والله أعلم- لا يؤاخذ على وسواسه لأنه يؤاخذ على المرض، ولكن لأن في استمراره على متابعة الوسواس ترك لمداواة مرضه، وإضرار بعقله.
أما مريض الجسد فهذا غير وارد في حقه فلا يمكن أن نقول لمن كسرت رجله: إن أردت أن تشفى فامشِ على رجلك ولا تعرج! ولكن له أدوية أخرى يؤمر بالأخذ بها، ووردت الرخص الشرعية بحقه لمساعدته على علاجه- كما وردت الرخص الخاصة بالموسوس، كالترخيص له بالمسح على الجبيرة عند الغسل والوضوء، والصلاة قاعداً إن أضر الوقوف به.
فالوسواس القهري إذن مرض كأي مرض كما أثبت الطب، وكما ورد عن عدد من علماء المسلمين، ولكن ورد عن الصادق المصدوق أنه من الشيطان روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «يأتي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَلْيَنْتَهِ». ولا يمكننا سوى التصديق، ولا معارضة بين الأمرين، ويمكن الجمع بينهما، أي بأن يكون الموسوس مريضاً والشيطان يوسوس إليه أيضاً... والشيطان لا يفارق السليم ولا مريض الجسد حتى يشفق على الموسوس –الذي ضعف فكره- فيفارقه، بل الموسوس بالنسبة إليه صيد ثمين يقع في شباكه بيسر وسهولة، إلا إن كان الموسوس متيقظاً قوي الإرادة في العلاج والإعراض عن وساوس الشيطان التي توحي إليه بأنه مخطئ وكافر وعمله غير مقبول، فتقنطه من رحمة الله وتهلكه.
ولا شك أن الموسوس إن بذل جهده في العلاج ومخالفة الوساوس ثم بقيت بعض آثار الوسواس وكانت إزالتها خارجة عن إرادته فهو غير مؤاخذ عليها، بل هي سبب لحصول الأجر كأي بلاء، وهذا يختلف من موسوس لآخر والله الرحيم أدرى بحال الموسوسين.
أما بالنسبة لتكتمك على مرضك، فهذا ما يفعله الموسوسون عادة، فالموسوس يشعر ببشاعة وسواسه فلا يحب أن يطلع عليه أحد ولا أن يعيره، فينكر الحقائق التي يشاهدها الآخرون ليستر نفسه ويهرب من واقع مرضه، وهذا يزيد من قلقه ومن ثم وسواسه -ولا ريب- لأنه يعيش كالمجرم الذي يخاف أن يكتشف أمره.
لهذا من الأفضل للموسوس أن يعترف بمرضه أمام أهله ويستعطفهم ويطلب منهم المساعدة، فهذا سيخلق جواً من السلام والتعاون بينه وبينهم، مما يسارع في الشفاء. يمكن أن تخاطبي أهلك عندما يعيرونك فتقولي: (فعلاً أنا موسوسة وأكره ما أنا عليه، وأرجو منكم أن تساعدوني على التخلص من هذا المرض وقد علمت أن معالجة الوسواس تكون بكذا وكذا... فأعينوني على التطبيق وشجعوني). وهذا الاعتراف سيريحك ويزيل توترك حتماً.
لكن! (ولكن هذه مهمة جداً) قد تكون ردة فعل الأهل كما قال المثل: (عنزة ولو طارت) أعني يظل موسوسهم المسكين في نظرهم مجرماً يلزمه الردع والتنكيل والزجر والتهديد، وإن شهد على مرضه أربعون طبيباً، وعشرون معالجاً نفسياً، وعشرة مشايخ (أظن المجموع أصبح سبعين!) وفي هذه الحالة يكون إخبارهم كارثة حقيقية تقع بالموسوس... وحين يأبى الأهل أن يفهموا... والموسوس يَصْلَى ناراً حامية، تبدأ العمليات السرية والهروب إلى الطبيب النفسي الذي يفهم معاناته، ويبدأ تناول الأدوية دون علم الأهل. وأنت أعلم بما يريحك ويناسبك.
وما ذكرتِه لنا من وساوس، فكلها يداوى بنفس الطريقة، وهي: التعرض مع منع الاستجابة، ومتابعة العمل وكأن الوسواس لم يطرق الذهن... وهذه الطريقة مشروعة وإن ظن الموسوس أن عمله ناقص غير تام...
- فبالنسبة للوضوء ذكرت أنك تحسنت وهذا مبشر بالخير فاستمري في المقاومة، سمِّ الله وابدئي، فإن شككت في التسمية فلا تعيدي مهما قلقتِ، وعلى كل حال التسمية ليست واجبة إلا عند الحنابلة، وهي سنة عند الباقين، فلو أنك تركتها قصداً فلا ضرر في هذا، وتقليد الرخص أفضل بالنسبة للموسوس لأنه يعينه على الشفاء ويعيده إلى السواء.
- وكذلك الأمر بالنسبة للتسمية قبل الطعام، وأنا أسألك: ما هي المصيبة التي ستحصل لو نسيت التسمية على الطعام؟ يجزؤك أن تقولي: "بسم الله أوله وآخره" ولو عند آخر لقمة! فابدئي بالأكل فإن خيل لك أنك نسيت فقولي تلك الصيغة في بداية علاجك لنفسك، ثم بعد فترة حاولي أن تستمري في الأكل وإن شككت في التسمية دون أن تقولي "بسم الله أوله وآخره" أيضاً وسيزول ما بك إن شاء الله.
- أما الزيادة على الثلاث في الوضوء فمكروهة فقط، ولا تؤثر على صحة الوضوء، فما هو الداعي لإعادة الوضوء؟ وهذه الكراهة وردت بحق غير الموسوس، والمعهود من كرم الله تعالى أن يخفف على صاحب العذر، فالمرجو أن تكون زيادة الموسوس خارج نطاق الكراهة كما أشار إلى ذلك بعض المالكية في مسألة كراهة الإسراف في الطهارة فقد جاء في "مواهب الجليل" للحطاب: (وقال البرزلي: روينا عن النووي الإجماع على أنه لا يجوز السرف في الطهارة ولو كان على ضفة النهر وهو معنى ما في الرسالة، والسرف فيه غلو وبدعة. وهذا كله في غير الموسوس، وأما الموسوس فهو شبيه بمن لا عقل له فيغتفر في حقه لما ابتلي به). فجعلوا تشويش الفكر الحاصل عند الموسوس عذراً له، مثلما يعذر من كان فاقد العقل. فاستمري على مقاومتك ولا تخافي من الانتكاس، نعم قد يشتد الوسواس من وقت لآخر ولكن هذا لا يهم ولا يسبب انتكاساً إذا أصرر ت على عدم الاستجابة.
أما الصلاة، فأحييك على ما تفعلينه، وبالنسبة لسجود السهو فهو مسنون –في حالتك- عند المالكية ولم يقل غيرهم به، فأنت بالخيار إن شئت سجدت وإن شئت لم تسجدي، وإن كنت أفضل ألا تسجدي حتى لا يصبح ذلك السجود عندك كالركن في صلاتك فلا تستطيعين تركه، وينتقل الوسواس إليه.
وبما أنك نجحت في عدم الاستجابة في الوضوء والصلاة، فطبقي ذلك في قراءة القرآن والأذكار، وتابعي وإن خيل إليك أنك أخطأت، فأولاً: هذا وسواس وأنت لم تخطئي في الحقيقة. وثانياً: لو سلمنا أنك أخطأت، وكان هذا يحصل معك كلما قرأت، فأنت لست قادرة إلا على ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها فأنت لا تكلفين بالقراءة أفضل مما تقرئين ولك الثواب وإن أخطأت.
واعلمي أخيراً: أن الدنيا لن تخرب بسبب خطئك وتقصيرك في أعمالك، ولست أول من يخطئ، ولن ينفك الإنسان عن الخطأ مهما حاول فلا ترهقي نفسك في معاكسة هذه الحقيقة، واتركي نفسك تعمل بارتياح، ثم إن حصل وأخطأت فعلاً فلكل خطأ ما يصححه وانتهى الموضوع!.
اغتنمي الأوقات المباركة التي نحن فيها، فأكثري التضرع والدعاء بالشفاء –لك ولجميع مرضى المسلمين- وكل عام وأنت بخير.