بعد كتب الكتاب: أطلب الطلاق أحسن؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أتمنى أني ألاقي منكم النصيحة والإرشاد من بعد استخارة ربنا سبحانه وتعالى.
عشان أوفر عليكم المجهود والتعب لمساعدة غيري من أصحاب المشاكل أنا حادخل في المشكلة مباشرة.
أنا سني 20 سنة, وأنا عمري 18 اتخطبت لواحد كل صفاته كانت حلوة ومرح ولذيذ هو من علمني ازاي ينطق لساني بالحب وعودني على سماع أرق كلمات الحب والاشتياق وكان هو أول واحد في حياتي لكن نتيجة لاختلاف مفاهيمنا للحياة ونتيجة لبعده عن الدين وأنا عكسه تماما فأنا بهتم بديني وبعباداتي وحاولت كثير معاه أني أنمي فيه القرب للدين ولله لكن بدون أي نتيجة, وكانت النهاية أن اتفسخت الخطبة بعد 8 شهور بسبب كتر المشاكل وعدم اقتناع أي منا بطريقة الحياة اللي عايز يعيشها الآخر.
وبسبب طريقة تفكيره في الدنيا وبعده عن الدين كان شغلي الشاغل أني أتجوز واحد يكون متدين ويكون غيور علي ورفضت كتير من العرسان خوفا من أنهم يكونوا زي خطيبي السابق عايزين يستمتعوا بما لا يحل لهم في فترة الخطوبة على رغم من بسطاتها زي مسك الأيدي، وبالفعل اتخطبت وكتب كتابي في مدة قصيرة لواحد بيعمل في إحدى دول الخليج مهذب وأخلاقه حميدة باتفاق الجميع حتى أنا وكمان متدين (المشكلة الأولى) لكن طريقه تدينه فيها تشدد فهو لا يقتنع إلا بالشيوخ الذين يدعون أنهم على منهج السلف (اللي كثير يوجه إليهم الاتهام أنهم وهابيين والله أعلم) وبالتالي كان في حاجات كتير بتسبب مشاكل ما بيننا نتيجة لاختلاف رؤية كل واحد فينا عن الحلال والحرام وذلك نتيجة لاختلاف مشايخنا.
وفي (مشكلة تانية) تواجهني أنه مش رومانسي مش بيقول لي كلام حلو زي ما تعودت أسمع وزي ما تعودت أقول قبل كده لخطيبي السابق, كمان بيقبلني من غير ما يمهد أو يقول لي قبليها أي كلمة حب أو اشتياق مما يجعلني لا أشعر بأي متعة لما يقبلني (واشتكيت له من الحكاية دي ورد علي أنه السبب عدم خبرته بالبنات وأنه لم يصاحب بنت وأنا أول بنت في حياته تجمعه بها علاقة حب فمش عارف إيه اللي بتحتاجه البنات أو ازاي يعبر عن الحب بالكلام وقال لي اديني فرصة اتغير, لكن لو ما تغيرش وفضل كلامه مقتصر على الحديث عن الدين والحياة العملية حاعمل إيه؟؟؟؟؟ ولكن على الرغم من ذلك إلا أنه ناجح جدا في تعبيره عن الحب بالطريقة العملية ولم يقصر في ذلك قط.
و(المشكلة الثالثة) اللي بتواجهني معاه أنه مش مرح, كثير الجد وقليل الضحك أو بمعنى آخر (مش صاحب قفشات وتعليقات مضحكة أو بالعامية للتوضيح مش بيجر شكلي بضحك وهزار فا مش حاسه ب matching معاه) وأنا طول عمري بنجذب للإنسان المرح وبتمنى الصفة دي في زوجي.
(المشكلة الرابعة) أني بحب الانطلاق والحرية بحب الشغل بحب الاختلاط بالناس والتعرف على أنواعهم بنفسي لكن للأسف البلد اللي بيشتغل فيها مافيهاش شغل يناسب مؤهلي هي وبالتالي حاعيش حبيسة أربع جدران في الغربة.
أنا عارفة أن حايكون ردكم أن ليه مافكرتش في كل المشاكل دي قبل أما أقدم على كتب الكتاب لكن أقسم لكم أن كان كل اللي في دماغي ساعتها أني أتزوج بمن هو عكس خطيبي معتقدة بذلك الاختيار العكسي أني حاكون سعيدة ومش حافشل تاني (أن يكون متدين بيراعي ربنا في تصرفاته)
ممكن تقولوا لي بصراحة هل يحق لي بسبب المشاكل دي كلها أني أطلب الطلاق؟ أنا متخيلة حياتي حاتكون مش سعيدة في ظل المشاكل دي كلها, أم حرام عليّ زي ما ماما بتقول لي أني بتبطر على نعمة ربي عشان أخلاقه حميدة وأني حاكون حاصلة على لقب مطلقة ومفسوخ خطبتي سابقا وبالتالي حاكون ذات سمعة سيئة يجرى منها العرسان ويخافوا على أنفسهم.
أرجو أن تنقلوا نصيحتكم لي بمنتهى الصراحة, أنا مش بزعل من النقد.
30/08/2009
رد المستشار
السلام عليكم؛
أختي الكريمة: أهنئك أولاً على حرصك على دينك وثباتك على مبدئك، واعلمي أنه من ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه. فأسأل الله تعالى أن يسعدك ويعوضك خيراً.
إن مشكلاتك تتلخص في:
- اختلاف التوجه والتفكير بينكما.
- اختلاف نمط الشخصية: الاختلاف في التعبير عن الحب، وفي الجدية والمرح.
- مشكلة في الحياة اليومية: وهي البقاء في المنزل دون شغل يشغلك.
وسأبدأ الإجابة من الأخير:
- أما البقاء في المنزل بين الجدران فهو أمر صعب لمن تعودت الحرية والاختلاط بالناس، ولكنه لا يكون مشكلة حقيقية إلا إذا صاحبه الفراغ، فإذا وجدت شغلاً يشغلك ويملأ فراغك فإنك لن تشعري بالملل من جلوسك في المنزل، وخاصة إذا كان هنالك بعض النزهات والزيارات بين الأصدقاء بين الحين والآخر.. فيمكنك حل هذه المشكلة بسهولة بشغل نفسك بشيء من العلم أو التعليم، أو بعض الأعمال اليدوية أو الأنشطة المختلفة... وإجمالاً إذا كتب الله لك الإنجاب سريعاً فلن تجدي وقتاً لحك رأسك، وسيكفيك حينها زيارة بعض الأصدقاء أو نزهة قصيرة... ويمكنك أيضاً أن تتواصلي مع أهلك أو أصدقائك عن طريق الشبكة، وتتنافسي معهم في بعض الأنشطة العلمية، أو الدينية والاجتماعية... والخلاصة: أن هذه ليست بمشكلة إذا وجدت ما يملأ فراغك، ولا تستدعي الطلاق.
- وأما اختلاف نمط الشخصية، فهذا يحصل كثيراً بين الأزواج، ومع الزمن وطول العشرة بين الزوجين تخف هذه الفروق ويتعود الزوجان على بعضهما، إلا في حالات يكون الاختلاف فيها شديداً على نحو لا يطاق ولا يجد فيه الزوجان أي نقطة التقاء... ويبدو أن زوجك من النمط الصوري أو الحسي الذي يفضل التعبير عن مشاعره بالأفعال، أما أنت فمن النمط السمعي الذي يحب التعبير عن المشاعر بالأقوال والكلمات الجميلة...، وعليكما أن تنتبها لهذا الفرق بينكما لتعرفا كيف يرضي كل واحد منكما الآخر بما يحب...، وليس للتدين وعدم الخبرة بالفتيات أي دخل بهذا الموضوع إذ هو مجرد نمط للشخصية، ولو كان لقلة خبرته في البنات دخل لما عرف كيف يعبر عن حبه بالأفعال أيضاً... وكذلك الأمر بالنسبة للجدية والمرح، فمع الأيام سيأخذ كل منكما من طباع الآخر ويعتاد عليها...
وهذان الأمران لا يكونا مشكلة إلا إذا تسببا في إحداث نفور وكانا سبباً في عدم تحقيق الإعفاف المطلوب للزوجين وتسببا في أن يمدّ أحد الزوجين نظره إلى غير زوجه، وحينها لا يكون طلب الطلاق بطراً، لكن لا أظنهما وصلا بينكما إلى هذه الدرجة...
- أما مشكلة اختلاف التوجهات الدينية: فهي أشد المسائل حساسية.. فانظري إلى طبع زوجك: فإن كان ليناً يتقبل الخلاف بحيث يتركك على حريتك في التفكير والتوجه الديني ويفعل هو ما يقتنع به دون أن يجعل من هذا الاختلاف سبباً للتنغيص على الحياة الزوجية بكثرة جداله أو رغبته في إلزامك برأيه... فهذا لا بأس بالاستمرار معه... غير أن من يتقاربا في التفكير والتوجه يكونا زوجين وصديقين، أما في حالتك، فستكونا زوجين فقط ولن يؤثر هذا على سعادتكما الزوجية إن تقبل كل منكما الآخر ولم يجرح شعوره في مهاجمة ما يعتقده... وأعرف عدداً من الأزواج على هذه الشاكلة، وهم يعيشون حياة هانئة...
أما إن كان زوجك صلب التفكير والمعاملة، ويفتقر إلى الليونة وتقبل الآخر، ويحاول إرغامك على اعتناق رأيه والسير على منواله ويعتبر مخالفته جريمة، فهذا العيش معه غير مضمون العواقب إذ لن يمضي يوم دون جدال ومشاحنات، بل وصل الأمر بأحدهم (وهو ليس من الوهابية) إلى أن كفّر امرأته ثلاث مرات خلال أربعين يوماً (بأمور ليست كفراً عند عامة المسلمين)، وأتى بأخيه ليشهده على تجديد العقد الذي فسخ بكفرها!! وكانت النتيجة هي رجوعها إلى بيت أهلها بعد أربعين يوماً من الدخول!!
ففكري في الأمر: فإن كنت تشعرين بنفور منه، أو تشعرين أنك تقبلينه على مضض، أو تجدين الهوة واسعة بينكما، بحيث سيؤثر هذا على عشرتكما في المستقبل، وعلى أدائك للحقوق الزوجية، فمتابعتك معه مخاطرة... وأما إن لم يصل الأمر إلى هذا الحد فلا تفرطي فيه فقليلاً ما تجدين رجلاً على خلق ودين هذه الأيام، وليس من الممكن أن يأتي شريك الحياة مفصلاً تفصيلاً ومطابقاً لجميع الرغباتُ...
وأخيراً: هذه حياتك وأنت أدرى بما يسعدك وبما تستطيعين تحمله والصبر عليه...، فقرري وفقاً لحالك ولا تترددي في اتخاذ القرار بسبب كلام الآخرين، فهم ينصحونك من وجهة نظرهم ولا يمكنهم معرفة مشاعرك تماماً...
وفقك الله ورعاك وألهمك فعل ما يسعدك ويكون خيراً لك في الدارين...ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>> بعد كتب الكتاب: أطلب الطلاق أحسن؟ م