ضحالة الثقافة الجنسية.. هذا هو المآل
الثقافة الجنسية..!؟
عزيزتي الأستاذة دانة قنديل، مشكورة جزيل الشكر على ردك وعدم إهمال مشكلتي فكدت أفقد الأمل بالاستماع إلى استشارتكم.
أنا صاحبت مشكلة "ضحالة الثقافة الجنسية.. هذا هو المآل"، أحببت أن أبشرك بأنه بعد طرح مشكلتي في موقعكم مباشرة صليت صلاة الاستخارة كثيراً واعتزمت بالله وخرجت من المنزل متجهه إلى عيادة دكتورة نسائية قرأت عنها في منتديات حواء وكيف أنها دكتورة متفهمة ومستمعة تعامل المريضة وكأنها المريضة الوحيدة عندها وهذا ما كنت أحتاج إليه حيث أن الرعب والخوف من هذه اللحظة كان لا يوصف فأي موقف قد يحدث سيجعلني أتراجع من الأقدام على الفحص.
سبحان الله أخذت موعد عندها وذهبت قبل الموعد وفي الطريق اتصلت على العيادة وردت علي الدكتورة وقالت لي تعالي أنا موجودة.. وعندما وصلت إلى المكان المحدد وجدت العيادة مقفلة وسألت العيادة المجاورة قالت لي الموظفة ربما تكون الدكتورة في عمليه خارج عيادتها.. فخرجت من المكان على الفور وقلت سبحان الله يمكن خير.. خرجت من العمارة واتجهت إلى محلات تجارية في نفس الموقع فاتصلت علي الدكتورة قالت هل أنت من كانت عند عيادتي قبل قليل.. قلت نعم.. قالت أرجعي أنا موجودة.. أغلقت الهاتف وفكرت مع نفسي وكنت في حيرة وخوف لا يوصف..
فقررت بأنها فرصتي فإذا تراجعت لن أقدر على العودة مرةً أخرى.. واتجهت للعيادة وكانت خالية تماما من أي مريضة لأن كانت في عملية خارج العيادة فلم تأخذ أي مواعيد للمرضى في هذا اليوم، فأدخلتني الدكتور وشرحت لها موضوعي فقامت بالفحص ولم أصدق ما قالته لي.. قالت: "ما فيك أي شيء!!" لم أصدق فطلبت منها أن تأكد لي فردت "هل أكذب عليك!!" ثم شرحت لي أن نوع الغشاء دائري وأنه سليم، فشعرت بفرحه عامره واستشعرت حقيقة أن الله عند حسن ظن عبده به لو أني لم أشك في هذا الأمر لو للحظه فأنا لم أيأس من دعاء رب العالمين وطلبه في فك كل كرب وشكره على كل نعمه.
لا أخفي خوفي من النتيجة السلبية ليس لأن إيماني بالله ضعيف بل بالعكس ولكن لأني كنت أخاف من أن يبتلي الله أمي بي فأكون غير عذراء لأنها تتكلم أحياناً في أعراض ناس من مجرد الاستماع لناس فاسدة من غير شرف تقذف المحصنات.. فهي أن سمعت عن فلانة بأنها زانية فهي لا تعود تناديها باسمها عندما تتحدث عنها وتناديها بالزانية ولكن ما يضايقني أكثر هو ترديدها لقصص عن أخلاق ناس هي لم تعاشرهم بل تنقله من ناس لا يؤخذ بشهادتها.
لطالما اعترضت على تصرفاتها ولكنها تتهمني بأني أحب هؤلاء الناس التي هي تتهم في أخلاقهم.. فأني أرفض أن يتحدث شخص عن آخر حتى لو شهد فعله بعينه "فمن ستر على عبد في الدنيا ستر الله عليه في الآخرة" فما بالكم بمن يتحدث بشيء لم يشهده ومنقول من شاهد زور!!
أما بالنسبة لعلاقتي بأمي فهي علاقة معقده مرتبطة بمؤثرات خارجية. تظهر أمي بشكلين متناقضين تكون حنونة ومحبة برغم أني لا أصدق هذا الإحساس لأنها في حالات أخرى ضدي وتشعرني بأنها لا تحبني ولا يهمها أمري فهي غير مستمعة لي وأن حدثتها بأمر يخصني فأنه سيكون عند عدوي في اليوم التالي إذا ما كان في نفس اليوم. بالإضافة أنها لا تبدي لي أي اهتمام وتقطع الموضوع وكأني لا أتكلم أو تهز برأسها وكأنها تقول أنهي كلامك ليس عندي وقت لك مع العلم أنها لا تخرج من البيت كثيرا وليست اجتماعية وعلاقاتها بالمجتمع قليلة.. فهي لا تعرف كيف تتعامل مع الناس فتخسر صداقات كثيرة ولا تعرف كيف تجامل فتبعد الناس عنها والمشكلة أن هذا حاصل معها بتأثير أقوى مع أبنائها وبناتها. فهي تتبع سياسة التفرقة في التربية فتكون حنونة وأم مثالية مع البعض وعكس هذه الصورة مع الباقي..
مثلها مثل والدي يمنون علي بما ينفقونه علي من مال، فإذا حصل بيننا أي اختلاف في الآراء منوا علي ونعتوني بالجاحدة التي يصرفون عليها فتتمرد عليهم وتختلف معهم.. فمعارضتي لهم يعني أني عدوتهم الجاحدة والتي لا يعرف لها صديق (مع العلم أنهم غير ملتزمين دينيا ودعوتي لهم بالحق وما فيه خير يوتر علاقتي بهم).. بت أكره كل فلس يعطونني إياه ولا أجد أي سعادة في مالهم فأنا لم أعد أطلب فلساً من والدي واكتفيت بما تعطيني أمي من المصروف الذي يوفره والدي حيث أنهم منفصلين. فحتى المصروف الذي يصلني من والدي ويمر بأمي تمن فيه أمي علي وكأنها هي التي تشقى عليه!!
في رأيي أن الإنسان الشرير قد يمثل الطيبة ولكن ما لا أستطيع تقبله أن يمثل الطيب دور الشرير وهذا الذي لا يمكن أن يحدث ألا أن يكون عنده خلل نفسي في الشخصية ومع ذلك لا يمكنني تقبله أو حتى تصديقه.
لو أني أحب أمي ولكني لا أرتاح لها ولا أثق بها لأنها تستمع لناس فاسدة وهم المفضلين لديها في هذه الحياة وترى بأنهم ناس طيبون ومهما ذكرنا من سيئاتهم فهي تدافع عنهم بذكر حسنات تكاد تكون معدومة وتستسمح لهم الأعذار وكأنها معجبة بهم فهي لا تردد من مقولات إلا مقولاتهم وكأنها حكم وهم من أسوأ الناس وأكثرهم نفاقاً على وجه الأرض وأن قلت بأنهم قد يكونون أسوأ من الكفار في أخلاقهم فأني لا أبالغ والله على ما أقول شهيد.. فقذف المحصنات من صفاتهم، وارتكاب المحرمات من هواياتهم..
مع علم أمي بكل هذا لا وبل بشهادتها لأخلاقهم لا تزال تسمع لهم وتتخذ نصائحهم تقف في صفهم لمعاداتي وتصديقهم ضدي!! فكيف لي أن أثق بها وأعطيها سر من أسراري.. فمن أخوتي من لا يعطيها حقاً أو باطلاً عن حياتهم لأنها قد تنقله لناس لا يخافون الله فيستخدمون ما يعرفونه عن حياتهم بهدف الأضرار بهم.. أصبحوا بعيدات عنها لأنها قربت من لا ليس فيه خير ودين وأصبح قربهم منها خطر على حياتهم.. أتمنى من كل قلبي بأن أرتبط بإنسان صالح يعيش بعيداً عن أهلي في دولة أخرى وخصوصا في أول بدايات زواجنا حيث يتسنى لنا التعرف على بعضنا جيداً فيكون عرفني خير معرفه قبل أن يدخل شخص في حياتنا فيفسدها قبل أن نبنيها..
عزيزتي الأستاذة ما ذكرته عن والدتي هو لا شيء بالنسبة لما أعيشه فأنا لم أذكر مواقف تؤكد قولي غير أني لم أذكر صفات أخرى تجعلني أنفر منها.. وأني أتمنى أن لا يتم عرض مشكلتي المتعلقة بأمي على موقعكم لأني لا أريد أن يتعرف على شخصيتي من خلال ما قلت وهذا ما منعني أكثر من ذكر من هم الشخصيات الفاسدة التي تستمع لها أمي وعلاقتي بهم و ذكر مواقف توضح مشكلة أمي أكثر لأني لو ذكرت موقف واحد فقط ستؤكد هويتي.. إن كان بالإمكان التواصل هاتفياً لشرح أوفر وأريح!
وأذكر مرة أخرى أرجو عدم عرض مشكلتي الثانية مع والدتي وأكتفي بطرح المتابعة للمشكلة وإذا كان لا بد من عرض المشكلة أرجو فصلها في موضوع منفصل بهوية جديدة لكي أرتاح نفسياً من أن يتم قراءة الموضوع من قبل أعداء.. قد يستغلون الاستشارة الأولى فأنا لم أحكي عن هاجس البكارة لمخلوق ويمكن أن تحور القصة لقصة أخرى تضر بسمعتي من قبل الشخص الفاسد الذي ذكرت مسبقاً في شرح مشكلتي مع والدتي.
تحياتي وشكرا على الاستماع.
جزاكم الله ألف خير في هذا الشهر الفضيل
30/08/2009
رد المستشار
أهلاً وسهلاً مرة أخرى بك يا "سارة" في موقعنا. سررت كثيراً باطمئنانك على نفسك واطمئناننا عليك.
بالنسبة لأمك فالأمر بدون شك معقد ولكن أود أن أوضح لك نقطتين مهمتين ضروريتين في تعاملك معها:
الأولى: أنك يا صديقتي في جميع الأحوال مأمورة بطلب برها وبودها ومعاملتها بالحسن مهما أساءت لك ولكن بحكمة فليس عليك إخبارها بأي سر من أسرارك ما دمت لا تأمنين من إفشائه فما تفعله أخواتك هو عين الصواب.
والثانية هي أن أمك مسكينة. نعم إنها مسكينة فهي لا تعلم حتى مبادئ التعامل مع الناس وليس لديها أي ذكاء اجتماعي ولذلك أشفقي عليها وساعديها بالإحسان وبالرفق فلا تقوميها بشدة فتخسري بذلك رضاها ورضا الله تعالى. وانصحيها إن قبلت وإلا فتذكري قول الله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).
بالنسبة لحبها لبعض الناس وإغفالها عن أخطائهم فأظن أن ذلك ليس إلا لأنهم يصلونها ويهتمون بها مع فقدها لذلك من الكثيرين مما يجعل لديها دافعاً للتقرب منهم وغض النظر عن أخطائهم وكل ذلك ليس بوعي منها ولا بإدراك لما تفعل.