تبت لله لكن خائفة وقلقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع.
أنا امرأة أبلغ من العمر 22 عاماً، من عائلة محافظة جداً جداً، عزباء، حساسة جداً. حياتي العائلية لا بأس فيها لكنهم لا يفهمونني وأحب الوحدة.
أعاني من الفراغ الكبير، وأفكر بشدة في الزواج، لكنه نصيب. أشعر أني محتاجة بشدة للحب والحنان والعطف من الجنس الآخر. أعاني من مشاكل كثيرة أولها الجاثوم في نومي، وكأني أصاب بالكهرباء في جسدي ولا يتوقف، يكون مثل الارتجاج ولا يتوقف إلا إذا لمس فرد من العائلة جسدي.
وأول الوقت بعد نهوضي من النوم أصاب بحزن كبير لا أعلم ما السبب؟ أحياناً، إذا صحوت من النوم أبدأ بالصراخ لاإرادياً، لا أعلم ما السبب؟ أو يدق قلبي بسرعة.
أعاني من كثرة الصمت ولا أتكلم كثيراً ولا أحب تجمعات العائلة. كل فتيات العائلة تزوجن إلا أنا، قد تقولون أني صغيرة ولا داعي للتفكير لكن عائلتي تُزوج الفتيات وهن صغيرات للستر وهذي سنة الحياة عندهم، مما يشعرني بالنقص والحزن الكبير في داخلي إذا سمعتهن يتحدثن عن أزواجهن. لا ينقصني شيء للزواج، لكنه حظ ونصيب.
سأتحدث عن أشياء مهمة وأشعر أنها مشاكل تحتاج لحل:
أولاً: أتحدث مع نفسي كثيراً سواء بصوت عالٍ أو من داخلي، وكأني أتحدث مع شخص آخر خصوصاً وقت الاستحمام وأنا في دورات المياه -أعزكم الله-، أو إذا كنت وحدي أشعر أن شخصاً ينصحني وأنا أنصح هذا الشخص أو أتشاجر مع نفسي.. ما تسمية هذا؟.
ثانياً: قبل 3 سنوات حدثت لي "حكاية" أو ماضٍ ليس سيئاً جداً لكنه حوّل حياتي جحيماً، أفكر فيه ليلاً ونهاراً ودائماً حزينة ومكتئبة، وأخاف من نظرة الناس لا أعلم لمَ!.
لا أخفي عليكم أن هذا الحدث عاودني مرة أخرى هذا الشهر.. تراودني فكرة الانتحار كلما فكرت، وعندما سمعت بانفلونزا الخنازير دعوت أن أمرض بهذا المرض كي أموت.
قد تمر عليّ مدة 3 أشهر مثلاً أفكر في هذا الموضوع خلالها يومياً، لا أنساه وأبكي دائماً، وقد يمضي شهران أنساه وكأن شيئاً لم يحدث. في عيد الفطر السنة الفائتة كان الجميع فرحين ينما أنا أبكي وقلقة وعقلي لا يخلو من التفكير، وفي عيد هذه السنة كنت أنام وأستيقظ وأمارس حياتي الطبيعية وأتحدث و.. و.. و.. ودائماً هذا الموضوع في عقلي. هو ربما موضوع عادي عند بعض العائلات، لكن عند أقاربي يعتبر كبيراً وتشويه سمعة أيضاً...! وهو أنني أحببت شخصاً وهو يحبني، علم بالأمر بعض الأقارب وعندما تقدم لي هذا الشخص ورفضته أسرتي لعدة أسباب كبر الموضوع أكثر وأكثر، لو تزوجته لكان انتهى ولا أقلق. مع أنه شخص ليس كل فتاة تتحمل طباعه لكن الله كتب لي ألا يكون من نصيبي والحمد لله على كل حال. عائلة أمي متشددون جداً جداً جداً لدرجة كبيرة، لو علموا بهذا الأمر فماذا سيكون موقف أهلي ألاً وموقفي أنا ثانياً؟.
للعلم أنا لم أقابله ولا لمرة، هي قصة طويلة... والخلاصة أنه تقدم لي بالحلال ومن الباب ولكنه يبقى تحت مسمى "تعارف قبل الزواج"، لا أعلم هل هذا وسواس أم قلق أم ماذا! دائماً أفكر لو لم يحدث لي هذا الموضوع لكانت حياتي سعيدة وأعيش مثل فتيات العائلة، لو لم يحدث لكانت أيامي طبيعية، المشكلة أنني لا أفكر فقط بل أصاب بهمٍّ كبير وقلبي حزين بشدة، والدنيا لا معنى لها بالنسبة لي، دائماً أتخيّل الصدمة لنا عندما يعرفون عن موضوعي، دائماً أفكر. هناك أمر آخر حصل لي أشد من هذا ودائمة التفكير به ليلاً ونهاراً، لكن العديد يتردد على هذا الموقع وستُعرف شخصيتي وبالأخص هذا الموضوع كيف أكتبه؟.
وشكراً لكم مقدماً على مساعدتي ومساعدة الناس.
جزاكم الله كل خير.
30/08/2009
رد المستشار
الأخت الكريمة "مريم"،
تتوقعين كم فتاة تحمل اسم مريم في العالم؟! الكثيرات! وربما لا يكون هذا هو اسمك أصلاًن فلا داعي للخوف من أن تكتشف شخصيتك إطلاقاً، ونحن نرحب بك في موقعنا وبيننا مجانين الذي يهتم بالصحة النفسية للجميع.. ونسأل الله أن يوفقك إلى كل الخير.. ويرزقك زوجاً صالحاً.. وذرية طيبة في القريب العاجل.
يا "مريم" أنت بين ثالوث: الوحدة والفراغ وانتظار الزواج، وبينها ما يختلط عليك من أعراض مقلقة ومشاعر اكتئابية... والتغيير لا بد أن يبدأ من شغل وقت فراغك، فالفراغ مجلبة للهم والغم والفزع.
أعجب عندما يكتب بعض أصدقائنا في مجانين في بطاقته التعريفية بأنه غير ملتزم، غير ملتزم بماذا؟ ألا يصلي؟ ألا يصوم؟ ألا يفكر في خلق الله؟ ألا يشعر بوجود الله؟ ألا يستشعر نعم الله عليه؟.. ألا... إلخ؟ إن لم يكن كل ذلك فهو في خطر عظيم! يا "مريم" خلقنا الله عزّ وجلّ لغاية عظيمة وهي عبادته سبحانه وتعالى ثم إعمار الأرض وإصلاحها "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات:56) فليكن بداية الطريق أن تفتحي الباب بينك وبين الله عزّ وجلّ، فأنت بيدك فتح الباب أو غلقه بصلته بالصلاة والدعاء والذكر وسيفرّج همك ويؤنس وحدتك، ثم ابحثي عن أي عمل تطوعي قريب منك يشغل وقتك، أو مراكز تدريب للتنمية البشرية أو جمعيات تنمية المجتمع... إلخ، لا بد أن تشغلي وقتك بأعمال مفيدة لك ولغيرك، واعلمي أن الزواج رزق من عند الله، ورزقك قد قسمه الله لك فارتاحي إلى أن يحين موعدك مع الله، ومع انشغالك في أعمال الخير ستجدين كثيراً من الخير والبركة.
وفقك الله وهداك.
واقرئي أيضاً:
اكتئاب مزمن بتفاصيل عديدة
اكتئاب مزمن... م. مستشار
الوحدة وسط الزحام