السلام عليكم ورحمة الله
أطلب من سيادتكم أن توضحوا لي هل وقعت في رذيلة أم أنها تهيؤات وجزاكم الله كل خير.
أنا أستشعر أحيانا بمشاعر جنسية وأنا غير متزوجة ولا يمكنني إلا أن أضم وسادتي إليّ عدة مرات وأنا أرتدي ملابسي أو أن ألمس ثديي بضع ثواني فهل هذا ما يسمى بالعادة السرية، وهل بهذا أكون قد وقعت في خطيئة وما هي كفارتها؟؟
أريحوني
وجزاكم الله كل خير
3/9/2009
رد المستشار
حضرة الأخت "رحاب" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
إن غريزة الجنس كباقي الغرائز المزروعة في النفس، هي من القوى التي تتحصّن بها الكائنات الحية عامة، ومنها الإنسان لكي يحافظ على النوع، وتستمر الحياة...
كل ذلك بأسلوب ذكي تكون بدايته اللذة والنشوة، مقادة بالعديد من العصارات الهورمونية والخيال الواسع، وقد تنتهي بخلاصة الحمل المجبولة أيضاً بغريزة الأمومة والأبوة للحفاظ على هذه الثمرة والاعتناء بها... فتكمل السعادة.
نعم، لقد تحدث إلينا الرسل لتشريع وتفسير الطريقة المثلى في قيادة هذه الغريزة، وعملية التكاثر هذه كي يبقى الإنسان على المستوى الأرقى بين المخلوقات، ويستحق فعلاً صفة سيد الكائنات. فالغريزة الجنسية الموجودة في كل واحد منا، وفيك أنت أيضاً؛ قد تستيقظ بين الفينة والأخرى، لكي تجعلنا نقبل بحدود أدنى مما رسمناه في الخيال لمواصفات الشريك الذي يجب أن نكمل معه الطريق. فهي ورقة ضغط على مَن يفهم الرسالة، قد تدفعك لأن يروق لكِ فلان الأكبر منكِ سناً أم الآخر المتزوج للمرة الأولى ويريدك زوجة ثانية، أَم، أَم... ولكن في اللحظة التي تهب فيها رياح الغريزة هذه ليس أمامك سوى الوسادة تضمينها فتركزي تفكيرك على ما يحدث في هذه الدقائق وتنسين الرسالة التي من أجلها ثارت الهورمونات.
والآن، هل ارتكبت المعصية بما وصفتِ من ضمّ الوسادة وأنتِ مرتدية للملابس، أم بملامسة النهدين؟! لربما يستطيع أصغر عالم دين في الحي أن يجيب أفضل مني على هذا السؤال، ولكني أعتقد بأنه مع طهارة القلب والإيمان بالله والالتزام بالخطوط العريضة الأساسية للدين، من صلاة وصوم واستغفار ومناجاة... فلا ذنب كبير وقع، وقد تستطيعين أن تمحي ما كُتب باستغفار متواضع يكون الصدق وسامه.
وبالمناسبة أخبرك هذه القصة عن سعة رحمة الله سبحانه:
أتى أحدهم إلى الإمام زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وقال له بعد التحية:
- أنا ممن شارك في قتل الحسين فماذا يجب أن أفعل لكي يغفر لي الله سبحانه؟
نظر إليه الإمام زين العابدين عليه السلام وقال له:
- قل أستغفر الله
عندها أجاب الرجل:
- إني أقول لك بأني ممن شارك في قتل الحسين وسبي النساء وتعطيش وترويع الأطفال وحرق الخيام...
أعاد الإجابة الإمام زين العابدين عليه السلام بأن:
- قل أستغفر الله
عندها خرج ذلك الرجل من الدار وهو يردد:
- يقول أستغفر الله! وهل هذا يكفي؟!...
رفع رأسه الإمام زين العابدين إلى مَن حوله وقال لهم:
- لو قال الرجل أستغفر الله، لغفر الله له.
إذاً، فيا آنسة "رحاب"، إن ذنبك صغير جداً أمام عظمة الباري إذا ما كان إيمانك بواسع رحمته كبير.
أما بالنسبة لكون ما عملته "عادة سرية"، فحسب ما نعرف أن العادة السرية تكون عند تصرف أشمل مما قمتِ به. وإبراءً للذمة نطلب منك أن تطرحي السؤال على أحد علماء الدين الأفاضل ممن حولك، أو نتوجه إلى الدكتور وائل أبو هندي برفع السؤال إلى إحدى المتخصصات في العلوم الدينية من أسرة مجانين.
شاكرين ثقتك ومتمنين لك التوفيق