السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بداية، أسجل إعجابي الشديد بهذا الموقع. أنا دكتورة صيدلانية عمري 24 عاماً، متفوقة في دراستي طوال عمري، كان بيتنا هادئاً، لا شيء غير طبيعي فيه.
في سنة أول ثانوي فجأة حدث لي شيء غريب، وهو أني أصبحت أتلعثم أحياناً في الكلام دون أي سبب ودون أي مقدمات، وكان أكثر حرف أقف فيه وأنا أتكلم هو حرف الحاء، وكانت عيني تغمض أو ترمش وأنا أتكلم، كل هذا فجأة، وتلعثمي ليس مثلاً كمن يتلعثمون في حرف الراء أو السين ولكني عندما أنطق أي كلمة وخصوصاً كلمة بها حرف الحاء أحس أني اختنقت جداً ولا أتمكن من إكمال نطقها! هذا طبعاً ترتب عليه سوء حالتي النفسية لأنها باتت ملحوظة بين زملائي.
ذهبت لكثير من أطباء الأنف والأذن والحنجرة ولأطباء العيون وكلّهم أجمعوا أني سليمة جداً، فسلّمت أمري لله واستسلمت للأمر. بعد فترة ليست بطويلة أصبحت سليمة تماماً دون أي مشاكل ودون أي أدوية، وتناسيت الموضوع كله.
وأنا في إعدادي صيدلة عاودتني هذه الحالة مرة أخرى ثم اختفت بعد سنة، ثم عادت ثانيةً وأنا في ثانية صيدلة وحتى الآن (حوالي 5 سنوات). في هذه الفترة ساءت حالتي جداً، فليس فقط ما كان يحدث من قبل ولكن هذه المرة كانت تسوء يوماً بعد يوم؛ صاحبتها آلام شديدة جداً في عيني اليمنى (فقط)، وأصبحت عيني ترمش بشكل بشع، وكان هذا أكثر ما يحدث وأنا أنظر إلى شخص وجهاً لوجه، إما وأنا أحادثه تليفونياً أو دون النظر إليه فيكون ذلك أقل بكثير.
أيضاً أصبحت أقف وأختنق في حروف أخرى مثل الهاء والهمزة، وأحياناً كنت أقول جملة كاملة دون أن أقف فيها، لكن بعد أن أنتهي من الجملة يتقلص وجهي كله وتغمض عيني بشكل ملحوظ. كنت أرتدي عدسات لاصقة ملونة فاعتقدت في بادئ الأمر أنها مشكلة ما في البصر، فذهبت لأكبر أخصائيي للعيون ولكنهم أجمعوا أنها حالة نفسية، وذهبت إلى أخصائيي تخاطب وقالوا أني سليمة جداً، وذهبت إلى أكبر أخصائيي حنجرة ولكنهم أجمعوا أيضاً أنها حالة نفسية.
أنا رجحت هذا الرأي كثيراً لأن هذه الحالة كانت تزداد معي جداً إذا غضبت أو حزنت، وتقلّ إذا كنت مسرورة، كما أني من النوع الذي يأخذ كل شيء على أعصابه. قررت الذهاب إلى أطباء نفسيين فقالوا هذا اكتئاب، وأعطاني أحدهم (cipralex)، والآخر أعطاني (cipram) ولكن دون فائدة وقد قمت بعمل تخطيط للمخ وكان سليماً، وأعطاني ثالث (tiapridal) ولكنه أتعبني كثيراً وزاد حالتي أكثر.
أنا على هذا الوضع منذ 5 سنوات، أعاني معاناة شديدة؛ فعيني تؤلمني جداً، وأعجز دائماً عن الكلام أو التعبير، وتحطمت كل آمالي بعد أن كنت مليئة بالطموح، ويزيد ألمي عندما يعلّق أحد على رمشتي أو وقوفي في الكلام والذي يكون شديداً بعد أن كنت في أتمّ صحة.
R03;أرجوكم، أنا في أشد الحاجة للعلاج، وجزاكم الله كل خير إن وجدته عندكم.
آسفة للإطالة.
14/09/2009
رد المستشار
الأخت الكريمة "صفاء"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
وكل عام وأنت بألف خير، يبدو مما وصفتِه من تقطع في الحاء ومن بعد ذلك الهاء والهمزة وتبربش العيون أنك تعانين من التأتأة وأن المشكلة من البداية هي نفسية وأعتقد لو أنك راجعت طبيب نفسية من البداية لما دخلت بهذه الدوامة.
المسألة بسيطة تعتمد على طريقة الكلام وهي الكلام بسرعة والأحاسيس التي تعانين منها أثناء الكلام ومنها الخجل والارتباك وغيرها.
لذلك يجب عليك أن تتعلمي الكلام ببطء ولا تلحي على إخراج الكلمة وأخذ نفس عميق عند الإحساس بأنك سوف تتوقفين أو تختنقين من الكلام. وكذلك عدم التركيز على تفكير الآخرين وما يظنونه فيك. سيساعدك ذلك كثيرا
أنصحك بمراجعة طبيب نفسية آخر ويمكنك الاستفادة من عقار الهالوبريدول نصف ملغم تزداد تدريجيا أو إلى 1,5 ملغم أو حسب إرشاد الطبيب، متمنيا لك كل الخير والعافية
* ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة العزيزة صفاء أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك د. خليل إبراهيم عليوي جزاه الله خيرا.. لكنني أود أن أبين أن عقار الهالوبريدول بتركيز نصف ملجم غير متوفر في مصر وإنما أقل تركيز موجود هو 1 ملجم ونصف وتحت اسم صافينيز ويمكنك بالتالي استخدام نصف قرص مساء كجرعة مبدئية، وأود كذلك أن أبين لك شيئا أخمنه بخصوص من ذهبت إليهم من الأطباء الذين قالوا اكتئاب أو الذين قاموا بعمل تخطيط مخ لحالتك، وهو أنك غالبا لم تحسني الاختيار فإما أنك اخترت طبيب مخ وأعصاب وهذا لن يفيدك إلا بالعقاقير إذا أحسن التشخيص أصلا وإما أنك وقعت في براثن أحد الأطباء الكيميائيين وهؤلاء -وما أكثرهم- نادرا ما يفيدون في مثل حالتك فما تحتاجين إليه هو العلاج المعرفي السلوكي والذي قد نضيف إليه بعض العقاقير لكنه هو الأساس أما العقاقير وحدها فليست ذات فائدة في حالتك اللهم إلا عقار الهالوبريدول، وأما تخطيط المخ الذي أجري لك فهو غالبا يفيد الطبيب وليس المريض وربما في حالتك يفيد ماديا فقط مع شديد الأسى والأسف... وفقك الله ويسر لك طريق الشفاء، وتابعينا بأخبارك.