السلام عليكم،
أنا فتاة في 17 عشرة من عمري مصابة بالوسواس القهري منذ 7 سنوات، ولكي لا أطيل في الرسالة سأقول باختصار أنني مررت بجميع أنواعه.
أريد أن أسأل فقط: هل يستطيع الوسواس القهري أن يجعل الإنسان يقوم بأفعال خاطئة كالقتل وسبّ الناس والبصق في وجوههم وضربهم؟
وهل يستطيع أن يجبر الإنسان على إهمال نظافته الشخصية، بمعنى أن يبقى نجساً ولا يغتسل أو يستحم؟
وأرجو منكم أن تذكروا لي جميع الأعمال والأفكار الوسواسية التي يمكن للوسواس القهري أن يجبر الإنسان على فعلها ولا يستطيع المقاومة.
فأنا مصابة الآن من النوع الأخير من الوسواس الذي ذكرته فهو يوسوس لي أنه هو الذي أجبرني على فعل الأشياء الخاطئة.
وأيضاً أجبرني أن أهمل نظافتي الشخصية فهل يستطيع الوسواس فعل ذلك؟.
24/09/2009
رد المستشار
الابنة العزيزة "ليلى" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، الرد المباشر على سؤالك الأول: (هل يستطيع الوسواس القهري أن يجعل الإنسان يقوم بأفعال خاطئة كالقتل وسبّ الناس والبصق في وجوههم وضربهم؟) هو لا لا يستطيع أن يجبر الإنسان لكنه يستطيع أن يلح عليه كرغبة في فعل ذلك أو اندفاعة أو نزوة تقتحم وعيه وتلح عليه، ولكن الموسوس لا يستسلم لتلك الرغبة أو الاندفاعة بل يرفضها بشدة وهذا سر عذابه ومعاناته، ولم يحدث لكل من عالجت من الموسوسين أن أفلتت منهم اندفاعاتهم أو رغباتهم الوسواسية لكنها فقط عذبتهم طويلا حتى نجح العلاج.... إذن هذه النوعية من الأحداث العقلية التسلطية (الوساوس) التي تتمحور حول العدوان أو العنف اللفظي أو الجسدي أو حتى القتل كثيرا ما تعذب مرضى الوسواس القهري لكنهم لا يقعون في أي منها حقيقة... إذن لا، لا يستطيع الوسواس القهري أن يجعل الإنسان يقوم بأفعال خاطئة كالقتل وسبّ الناس والبصق في وجوههم وضربهم.
ويحدث أحيانا أن يوسوس الوسواس للمريض المسكين بأنه فعل فعلا ما يخشى فعله وحين يحاول المريض تذكر أنه لم يفعل ذلك الفعل ولا أي جريمة فعل فإنه يفاجأ بأنه غير متيقن من ذاكرته فتكون الطامة الكبرى ويصبح الوقوع في فعل التحقق القهري من أجل الحصول على قليل عابر من الراحة احتمالا وجيها جدا... فمثلا هناك من المرضى من يوسوس له الوسواس بأنه قد دهس شخصا بسيارته فيحاول المريض تذكر أنه لم يدهس أحدا بالتأكيد فإذا بذاكرته مشكوك فيها منه هو نفسه فيدفعه ذلك إلى العودة من اتجاه الطريق المقابل أو من نفس الطريق لكي يتأكد أنه لا توجد آثار لأية حادثة! وأحيانا يتكرر هذا...
وهناك من يوسوس لها بأنها ذبحت ابنها أو ابنتها بالسكين ويحدث في كثير من الأحيان أنها ربما تنظر إلى رقبة الطفل أو الطفلة وأحيانا تتفقدها كفعل قهري وهناك من تخاف من أنها ستهتك بكارة وليدتها أثناء تنظيفها من البول أو من البراز إلى درجة أنها تصبح عاجزة عن تنظيف البنت إذا لم تحضر شاهدا من أهل زوجها أو زوجها نفسه ليكون شاهدا... وهكذا.... ولكن من المهم بيان أن هؤلاء كلهم مستسلمون لوساوسهم لا يعالجونها وإنما يشترون الراحة القريبة العابرة بالفعل القهري.
وأما الرد المباشر على سؤالك الثاني: (وهل يستطيع أن يجبر الإنسان على إهمال نظافته الشخصية، بمعنى أن يبقى نجساً ولا يغتسل أو يستحم؟) نعم يستطيع الوسواس القهري إيصال الإنسان إلى إهمال نظافته الشخصية وكذلك طهارته ولكن ذلك غالبا يحدث اكتئابا من الوسواس ويأسا من العلاج.. أي يحدث هذا بسبب اكتئاب حادث مع الوسواس يغذيه يأس المريض من العلاج!
نعم رأيت حالات تعيش في أو بجوار مزبلة منزلية كمثل الصور التي ترين في مقال وساوس التخزين والاحتفاظ بالخردة.... ورأيت من الموسوسين من ترك أو تركت الصلاة فلم يعد يهم التطهر أو التنظيف.... إذن يبقى نجسا ولا يستحم... ولكن هذا كله يجيء نتيجة لاتباعه الوسواس لا نتيجة لعدم الاستجابة له ولذلك فإن تعلم عدم الاستجابة للوسواس بالفعل القهري وإهماله وصرف الانتباه عنه هو أساس العلاج المعرفي السلوكي للوسواس القهري.
ولكن ما يبدو لي من طريقة كتابة سطورك الإليكترونية هو أن شيئا من ذلك لم يحدث لك فلا أنت قتلت ولا أنت سببت ولا في وجه أيّ بصقت على أغلب الظن، كذلك واضح أنك لم تهملي نظافتك ولا طهارتك فلماذا تلقين السمع لهذا الوسواس؟؟
تسألين أيضًا عن جميع الأعمال والأفكار الوسواسية التي يمكن للوسواس القهري أن يجبر الإنسان على فعلها ولا يستطيع المقاومة.... مرة ثانية أقول لك الوسواس القهري لا يجبرنا على أعمال وإنما نحن نختار فعل ما نرى أنه الأسهل أو الأصلح... ولكن توجد أفكار وسواسية بعدد كل الأفكار التي تضر بالإنسان في موقف ما فأنى لي إحصاؤها ناهيك عن وصفها فأنت تقولين ما هي!
ابحثي يا ليلى يا ابنتي عن طبيب نفساني يستطيع علاجك سلوكيا ومعرفيا وربما عقاريا إذا استدعت الضرورة... اعزمي وتوكلي على الله ففاتحي أهلك وتابعينا.