السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يجمعني بكم في أعلى جنانه.
أنا د. من سوريا، مشكلتي تتعلق بعلاقاتي الاجتماعية والناس المحيطين بي.
فأنا فتاة حساسة جداً -وخصوصاً فيما يتعلق بمسألة الحب في الله- وأحب أن يكون لي مجتمعي الخاص الذي يكون كل من فيه يحبونني، وأحب أنا أبادرهم بهذا الشعور سواء كانوا أقارب أم أصدقاء ولكن.. منذ أن دخلت في المرحلة المتوسطة (الإعدادية في سوريا) وأنا أحاول تكوين هذا المجتمع الذي كنت أظنه من أسهل الأشياء التي يمكن تكوينها، وعندما تعرفت إلى صديقات كثيرات اخترت واحدة منهن لتكون المقربة مني ومن هنا بدأت المشاكل. فبعد ثلاث سنوات ونحن الاثنتان أقرب ما يكون الصديق من صديقه والأخ من أخيه قالت لي إنها تريد أن تنهي علاقتي بها دون أن تعطيني أي مبررات، مع أنني أؤكد لكم أنه لم يصدر مني أي تصرف سيء أو أي شيء يزعجها، وحاولت تقبل الأمر منها وتجاوزته بفضل الله عزّ وجلّ... وأنا الآن أراها في منامي وهي تؤذيني وتقوم بإشعال النار بي، فما الذي يعنيه هذا الحلم؟، وبت أخاف من تكوين أي علاقة مع أي صديقة خوفاً من أن تكون مثل سابقتها، فأنا الآن أشعر بالوحدة الشديدة.
أما عن علاقتي بأهلي فهي عادية جداً، هم يظنونني سعيدة جداً ولا يكترثون لما يحدث معي أبداً وأنا لا أفصح لأحد عما يدور في داخلي.
انصحوني ماذا أفعل لأتخلص من الخوف من إقامة العلاقات الاجتماعية؟ وأعتذر عن الإطالة عليكم. جزاكم الله خيراً.
أرجو منكم عدم عرض المشكلة في الموقع وإرسال الرد فقط على بريدي الإلكتروني.
* ثم أرسلت مرة أخرى تقول في نفس التوقيت:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أود أن أقدم جزيل شكري وامتناني للقائمين على هذا الموقع المبارك الذي أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعله في ميزان حسناتكم وجزاكم الله خيراً.
أما بعد،
أنا فتاة من دمشق عمري ست عشرة سنة، مشكلتي بدأت منذ خمس سنوات وأعاني منها ولا أحد ممن يعرفون معاناتي استطاع أن يقدم لي العون. مشكلتي هي مع الأكل والأصوات التي يخرجها الناس عندما يأكلون أو يشربون! فإن هناك أفكاراً تساورني أن الشخص الذي يخرج أصوات وهو يأكل هو شخص "مقرف" بالنسبة لي، فإذا كان الشخص الذي يأكل أمامي من أهلي فأبدأ بتوجيه الملاحظات له لئلا يخرج تلك الأصوات، وقليلاً ما يستجيب أحد لملاحظاتي، وأشعر بالاشمئزاز منه وأحياناً تتولد لدي مشاعر الكراهية التي لا أحب وجودها في نفسي. منذ خمس سنوات وأنا أتمنى أن أتناول وجبة طعام مع أهلي دون أن تحدث بيني وبينهم مناقشات تنتهي بانسحابي عن طاولة الطعام والجلوس وحيدة ودموعي تنهمر بلا توقف! ماذا أفعل؟
فالمشكلة ليست فقط مع أهلي بل مع جميع الناس الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم، وكلُّ النقاشات التي جرت مع أهلي كان مفادها أنني فتاة تهتم بالإتكيت الذي لا داعٍ له في حياتنا العادية، مع العلم أنني حاولت أكثر من مرة أن أنسى تلك الأفكار لكن دون جدوى. منذ سنة تقريباً وتفادياً لمشاعر الكراهية التي كانت تتولد لدي بدأت بالتهرب من تناول الطعام مع أحد سواء أكانوا عائلتي أو أحداً من أقاربي أو أصدقائي، فأنا لا أعرف ما الذي عليّ فعله.
أرجو منكم نصحي، وأود التنبيه إلى ملاحظة ربما تكون مهمة وهي أن عمتي كانت تهتم بالإتكيت لأنها كانت سيدة مرموقة في المجتمع وخصوصاً أنها كانت من الطبقة المخملية، وكثير من أهلي وأقاربي مصابون بالوسواس القهري فهو مرض متوارث بشكل قوي في عائلتي. وأريد أن أسألكم سؤال: هل يمكن للإنسان أن يأكل دون أن يخرج أصواتاً مزعجة؟.
وأكرر شكري وامتناني سائلة المولى عزَّ وجلَّ أن يجمعني بكم في الفردوس الأعلى،
وأطلب منكم عدم إظهار الرد في الموقع وإرساله فقط على بريدي الإلكتروني.
24/09/200
رد المستشار
السلام عليكم،
جزاك الله خيراً على حسن دعائك، وجعلنا الله وإياك من أهل الجنة. سأجيب على أسهل الأسئلة وهي: نعم، يمكن للإنسان أن يأكل دون إصدار أصوات مزعجة، ويمكن أيضاً للإنسان ألا يكون شديد التأثر بالأمور البسيطة التي لا تعجبه كالأصوات الصادرة أثناء تناول الطعام! لاحظي أن نبينا عليه الصلاة والسلام نبهنا إلى آداب تناول الطعام فقال كل بيمينك وكل مما يليك، كما أن الحديث على الطعام سنة فما رأيك بأن تبدئي بإحياء هذه السنة لعل الحديث بمواضيعه المختلفة يلهيك عن التركيز على الأصوات التي تزعجك.
بما أنك من رواد الموقع لا بد أنك تعرفين أن من معايير اعتبار الفكرة وسواسية قناعة الشخص بسخافة أو لا منطقية الفكرة أو رفضه لها بشكل عام مع عدم قدرته على وقفها، فهل تجدين لديك هذه الأعراض؟ مما ذكرت أعتقد أن مشكلتك ليست وسواساً بقدر ما هي سلوكيات طفولية تريدين فيها أن تكون مجريات الأمور منسجمة مع قناعتك، يرافقها ضعف قدرتك على تقبل أي اختلاف مع قيمك أو معاييرك، والتي هي: مراعاة الإتيكيت أثناء تناول الطعام، فلاحظي نفسك لتعرفي أين يمكن تصنيف معاناتك، إن وجدت أنها أقرب للوسواس عليك بمراجعة الطبيب النفسي في أقرب وقت، فلا يجوز أن تستمر معاناتك مع أمور يمكن علاجها. أما إن وجدت أنك قادرة على ضبط فكرتك وإقناع نفسك باختلاف الناس وتدرج أهمية المواضيع فإن كنت أتفق معك في الانزعاج من طريقة تناول بعضهم للطعام إلا أن تواصلك مع أهلك أهم بكثير، وهكذا نرتب الأمور الأهم ثم يليه المهم.
تحمل سطورك صوراً حالمة لحياة مثالية، ولا يعني أنها غير صحيحة، ولكن لا يجوز أن نرفض ما عداها، فكل خطوة تجاه هذه الصور ينبغي عليك قبولها، وفي حين تظنين أنك كنت الصورة المثالية مع صديقتك أعتقد أنك كنت شديدة الانتقاد لها، ويجب أن تتعلمي أن قدرات الناس مختلفة حتى فيما يقتنعون أنه صواب، فبعضنا أقوى من غيره والعكس صحيح، لذا لأننا لا يمكن لنا أن نعيش وحيدين بعيدين عن الناس كان لا بد أن نقبل اختلافهم عنا بدرجات.
اعلمي أن الحساسية النفسية اضطراب يجب أن تتخلصي منه وذلك بتركيزك على زيادة ثقتك بنفسك مع تجديد أفكارك، أما عن تفسير حلمك بصديقتك فهو تعبير عن أحد وظائف الأحلام وهي تكثيف الانفعالات كوسيلة للتعبير عما لم يعبر عنه الشخص ففي حين قطعت علاقتها بك غضبت غضبا شديدا لم تستطيعي التعامل معه فقام لاوعيك من خلال الأحلام بالتعبير عنه، فصورها وكأنها تشغل فيك النار والفرق بين الموقفين كبير، لكن الموقف الثاني أكثر تعبيراً عن شدة مشاعرك فلا تبالي كثيراً بمثل هذه الأحلام وركزي على الواقع بأن لا أحد يستطيع أن يفرض صداقته على أحد. ومن الواضح أن هناك بعض السمات في شخصيتك تزعجها رغم إعجابك بنفسك، وقد تجدي من تصادقك من الزميلات لنفس تلك السمات التي أبعدت الأولى وهذا الأمر من نعم الله علينا أن جعلنا مختلفين ومع كل اختلاف سنجد من يحبه ومن يبغضه وهكذا.. ما أبعدها عنك سيقرب منك آخرين، فقط لا تغلقي الباب على نفسك ولا تعبسي في وجه باقي الزميلات فتحملينهن وزر سلوك إحداهن فهذا ليس عدلاً فلا تظلمي نفسك وغيرها ممن قد يحتاج صداقتك ومحبتك من باقي زميلاتك.
ويتبع>>>>>>> : أصوات الناس أثناء الأكل مشاركة