بعد كتب الكتاب: أطلب الطلاق أحسن؟
أنا يا دكتور صاحبة هذه المشكلة، وسبحان الله يصادف الرد وجود مشكلة أخرى.
عاد زوجي من الخارج منذ 4 أيام لقضاء إجازة العيد، وفي أول يوم جاء إلينا ومعه أخوه ووالده ليطلقني رافضاً جميع محاولات الصلح، لم يطلب حتى التحدث معي أو رؤيتي وعدّد عيوبي أمام أهلي، وغداً سيكون اللقاء أمام المأذون بالفعل كما تفضلت بالقول (يحاول إرغامك على اعتناق رأيه والسير على منواله ويعتبر مخالفته جريمة). أنا لا أطيق ذلك بصراحة رغم أن الطلاق كان يدور في تفكيري، لكن مع ذلك أنا أحترق من داخلي لأني لم أتوقع حدوث ذلك منه، كنت متوقعة على الأقل ان نتحدث مع بعضنا أولاً إذ من الممكن أن نجد حلولاً لمشاكلنا، لكن للأسف لم يطلب حتى رؤيتي ولم يستجيب لطلب والدي له في الصلح وكان ردّه "أنا انتهيت من ذلك، وإن أردت نحضر مأذوناً في البيت أو نتقابل في مكان آخر.
سبب ألمي حالياً أني فقدت الثقة في نفسي، هل أنا إنسانة سيئة لهذه الدرجة حتى يتركني رافضاً الصلح ناسياً ما استحله مني من تقبيل وأحضان؟ ناسياً العيش والملح؟ ناسياً قضاءه شهراً كاملاً في إجازته الصيفية كنا فيه سعداء؟ هل أنا التي أوصلته لذلك نتيجة لعدم اقتناعي ببعض ما يقوله في الدين؟ أمي تقول أن الرجل يحب أن تقتنع المرأة بكلامه، ولا يحب المرأة ذات الشخصية القوية، مع أني اقسم لك أن اختلافاتي معه كانت على حلال وحرام بخصوص أشياء ليست من الثوابت في الدين واختلف عليها العلماء. هل أنا أوصلته لذلك لأني أفقدته الثقة في نفسه عندما صرّحت له أني أحتاج إلى التمهيد والكلام حتى أكون سعيدة بتقبيله وأحضانه؟ هل في ذلك جرح لرجولته؟ هل أخطأت في طلبي أن نكون أصحاب ويكون هناك تفاعل بيننا في الكلام ونمازح بعضنا ولا يقتصر الكلام على الجد فقط، وألا نقضي الوقت صامتين في نزهاتنا؟ عندما جاء إلى هنا أخذ يقول أنه ليس به أي شيء يعجبني، فهل أخطأت لأني أردت أن أوضح ما يضايقني فيه حتى نستطيع إصلاحه ونرضي بعضنا.
أرجوك أن توضح لي: هل أخطأت؟ هل كان من المفروض أن أغض النظر عمّا يضايقني فيه وأتركه يضايقني دون تصريح؟ مع العلم أني حاولت مراراً التصريح بطريقة غير مباشرة قبل المباشرة. أنا الآن محتارة: هل خسرت الطيبة والكرم والرجولة والرزانة في مقابل أشياء تافهة؟ وحتى لو كنت مخطئة، فهل رد فعله باتخاذه قرار الطلاق دون نقاش أو صلح هو شيء من حقه؟ ولم يمضِ على عقد القران سوى شهر واحد نتحدث فيه بالتليفون فلا نرى تعبيرات وجوهنا حتى نحكم على بعضنا بحق؟ وهل يدل على أنه بالفعل وصل بي إلى طريق مسدود مما أجبره على ذلك؟ أم أنه دليل على عدم ذوقه واحترامه لي ولأهلي؟.
أرجوكم أنقذوني قبل أن أفقد عقلي.
22/9/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله، الأخت الغالية؛
لن أقول لك إلا "قد أراحك الله منه، فاحمديه سبحانه!" ليس هناك خطأ في ما طالبته به، والنقاش العلمي في المسائل الدينية ليست تطاولاً على شخصية الرجل ولا انتقاصاً من قدره، ولكنه أظهر لك شخصيته -التي كنت أستشفها وأتوقعها من خلال وصفك له في رسالتك السابقة- واحمدي الله تعالى أن أنهى الأمر الآن قبل أن تصبحي عنده ويكون لديكما أولاد.
أنا عادة لا أحب أن أتدخل في النوايا –فلا يعلمها إلا الله تعالى- ولكن ربما يكون قد شعر بعدم ارتياحك معه، وخشي أن تطلبي الطلاق فأراد كما يقولون: "أن يتغدى بك قبل أن تتعشي به"، بمعنى أنه أراد أن يكسب الجولة ويهينك بطلاقه قبل أن تشعريه بنقص رجولته إن طلبت الطلاق... وأكرر: هذا احتمال، والله أعلم بحقيقة نيته.
لا تحتاري ولا تقلقي، وبدل أن تحزني فكري بنعمة الله عليك إذ نجاك من العيش مع شخص بهذه العقلية.
أسأل الله لك من كل قلبي أن يعوضك خيراً منه في القريب العاجل، وأن يسعدك في الدارين، إنه سميع قريب.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>> بعد كتب الكتاب: أطلب الطلاق أحسن؟ م1