كواليس الطبيب النفسي م
حبيبتي "لا"،
والله ما دفعني للمشاركة أني أشفقت عليك. أنا في سن والدتك تقريباً، وأظن أني أكثر منك خبرة، بالله عليك أريد أن يتسع صدرك لكلامي، فوالله ما أريد إلا مصلحتك.
أعتقد أن ما أغضبك بهذه الشدة من أ.أميرة -بالرغم من أنها ما أرادت إلا مصلحتك- أنها لمست وتراً حساساً عندك، ربما هي واجهتك بحقيقة مشاعرك التي لا تريدين الاعتراف بها.
أريد أن أحكي لك عن خبرتي الشخصية؛ كنت أعاود طبيباً نفسياً لمدة ثلاث سنوات، مشهود له أيضاً بالتدين وحسن الخلق، باختصار كان لي أخاً كبيراً -بحسب قوله- ومثلاً أعلى في أشياء كثيرة، وكنت شديدة الارتباط به، ولكني مثلك يا عزيزتي لم أكن أعلم سرّ هذا الارتباط والتعلّق، وهو لم يصدر منه أي إساءة لي لكنه لم يضع حدوداً واضحة للتعامل، ومع الوقت بدأت أشك أنه هو شخصياً يستحسن هذا الارتباط والتعلّق! لكني كنت ألوم نفسي وأكذبها، فلا يمكن لمثلي الأعلى أن يفعل هذا! وظللت في حيرة مثلك، حبيبتي، حتى قررت أن أواجهه بحيرتي ظانّة أني سأجد عنده الحل كما عوّدني، وكانت الصدمة.. اعترف هو لي أنه تجاوز حدود التعامل المهني بيننا (أي أنه لم يوقف ارتباطي الزائد به عند حدوده عندما شعر به) ونصحني أن أستكمل علاجي مع طبيبة غيره..
حبيبتي، أنا لا أعرف طبيبك ولا أدّعي علم الغيب، ولكن أظن أني مدركة لمشاعرك وحيرتك الآن، وأرجو من الله ألا تصل بك الأمور إلى ما أعيشه الآن من صدمة وألم نفسي بسبب طبيبي فوق ما كان عندي أساساً من ألم نفسي.
معلومة صغيرة أريد إضافتها لك؛ عندما ذهبت لطبيبة أخرى حكت لي عن مآسي أسوأ من ذلك بل وفضائح، مثلما قالت أ.أميرة، حدثت في عيادات أطباء نفسيين آخرين لتهوِّن عليّ مأساتي.
أرجوك راجعي نفسك وكوني صادقة معها، واحرصي على مصلحتك.
حفظك الله من كل سوء.
23/9/2009
رد المستشار
قبل أن أرد على هذه المشاركة أود أن أحيي د.وائل أبو هندي على شفافية موقعه؛ حيث أنه لا يُخفي أي متابعة أو مشاركة قد يكون لها هوىً في نفس أي طبيب نفسي آخر أو حتى تمس أيّاً من مستشاريه، فهو يُعلّمنا معه أن يكون الإنسان مسئولا عن حديثه وعليه أن يتحمّل تبعات ما قاله تماماً ويواجه مشكلاته، بل ولا يُجَمِّل الواقع بغير ما يحدث فيه.
وبرغم أني أشاركك الرأي فيما قلته تماماً أيتها الأخت الكريمة، إلا أني لا أحب أن يأخذ الأمر حجماً أكبر من حجمه، ولنتعلم فقط أن لكل مجال مشاكله وعيوبه وأن الطبيب النفسي بشرٌ قد يضعف وقد يخطئ، وأن الخطأ من المروءة أن يتم إصلاحه وتداركه، فيتذكر الطبيب شرف مهنته وأمانته التي وضعها الله في رقبته، ويتقي الله في نفسه وفي مرضاه، ويتقي المريض الله سبحانه في نفسه وفي طبيبه ويبتعد حين يجب الابتعاد.
واقرئي أيضاً:
حدود العلاقة بين المريض والطبيب النفساني
حدود العلاقة بين المريض والطبيب النفساني مشاركة
حدود العلاقة بين المريض والطبيب النفسي مشاركة 2
حدود العلاقة بين المريض والطبيب النفسي مشاركة3
ويتبع>>>>> : كواليس الطبيب النفسي مشاركة1