الوسواس القهري: إيدز يصيب النفس البشرية
الأخ الفاضل الدكتور قاسم كسروان،
لك مني جزيل الشكر على ردك الطيب اللطيف، ولك مني التحية على عباراتك الرصينة وكلماتك التي أول ما شعرت بأمارات اللكنة الشامية فيها أحسست بأن المتحدث هو الدكتور قاسم كسروان، وذلك قبل أن أصل في القراءة إلى التوقيع. تعجبني ردودك ويعجبني منهجك في الرد وفي الإصلاح وفي رد الناس إلى الحق، فجزاك الله خيراً عن ذودك عن الحق.. ولا يعجبني منهج الطبطبة؛ لأنه في الحقيقة يساعد على نشر الفساد أكثر وأكثر.
وفيما يتعلق بردك على الجزء الخاص بالوسواس فاسمح لي أن أعرض عليكم بتجربة بسيطة مررت بها وأنا في المرحلة الجامعية، لعلها تُلقي ضوءاً على منطقة حساسة في طبيعة مرض الوسواس القهري [عدوي اللدود].. كنت قد تعرفت وأنا في الجامعة على أحد الإخوة الذين يعملون على إخراج الجن من الناس، وكان ممن ينتمون لجماعة التبليغ والدعوة، وكان هذا الأخ كلما التقينا به يتحدث عن الجن وتأثيره على الإنسان وأن معظم الناس ملبوسون بالجن و... في الحقيقة استغرقتني هذه الفكرة وأحسست أنني واقع تحت تأثير الجن وكدت وقتها أُجن فعلاً! فقد تحولت حياتي وقتها إلى قطعة من الجحيم، وكانت فترة عصيبة جداً في حياتي المليئة بالفترات العصيبة.
بعد أن تخرجت من الجامعة وكنت وقتها في محاول لإخراج نفسي من الاستغراق في فكرة الجن وتوابعها وتنقية دمي من سمومها، سمعت طبيباً نفسيّاً في لقاء إذاعي يصف حالتي وصفاً دقيقاً ويسميها الوسواس القهري، وكان ذلك أواخر سنة 1993، وكانت هذه بداية معرفتي بهذا المرض النفسي.
الوعي بحقيقة المرض هو الخطوة الأولى -في رأيي- على طريق الشفاء، أو على الأقل عدم الدخول في دائرة الأمراض الذهانية.
معذرة للإطالة، وأتمنى لك دوام التوفيق.
وشكراً.
24/9/2009
رد المستشار
حضرة الأخ "دوست" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شكراً لك على عباراتك اللطيفة بمدح أسلوبنا، جزاك الله خيراً.
بالنسبة لمرض الوسواس القهري، أستطيع القول وكما تفضلت بأن الوعي بحقيقة المرض هو خطوة أساسية للعلاج، كما في العديد من الأمراض النفسية، وما نسميه العلاج المعرفي.
وإننا غالباً ما نقع تحت إصرار من قبل المريض لمعرفة التفاصيل الدقيقة حول مرضه، ولكننا نحاول ألا نقحم أنفسنا معه في الدوامة الوسواسية، فيصير عنده بعد كل سؤال سؤال، ولكل استفسار استفسار آخر لتغذية الهواجس الوسواسية القهرية عنده. لذلك نكون مضطرين في الكثير من الأحيان أن نقفل خط العلاج المعرفي ومحاولة التركيز على تحويل الشخصية الوسواسية إلى شخصية سوية تقف عندها الأسئلة في حدود الإجابات المختصرة والشمولية.
كما وأنوه بأني قد وجدت نتائج مهمة بعد معالجة مرضى الوسواس القهري بطريقة الحجامة أيضاً.
لا أريد أن أطيل عليك، أشكرك مجدداً ولك مني أفضل التحيات والدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
واقرأ أيضاً:
ليس لي غيرك بعد الله؟ الوسواس أرهقني
العلاج المعرفي ذلك المسكوت عنه
موسوس من العيار الثقيل م3
ويتبع ........: الوسواس القهري: إيدز يصيب النفس البشرية م1