وساوس كفرية تأتيني! أريد الخلاص بديني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا من زوار هذا الموقع الجميل.. واسأل الله أن يوفقكم لما يحب ويرضاه، في البداية أريد أن أعرفكم على نفسي.. أنا فتاة في الـ 18 من عمري.. لستُ عربية.. ومقيمة في دولة قطر لي صديقة واحدة نتحدث دائما على الهاتف وهي من دولة عربية.. لم نخرج معا إلا مرتين فقط هممم قد تكون أفكاري ومشاعري متضاربة ولكن.. أريد أن أفضفض.. منذ بداية التزامي (أي في شهر 7).. كنتُ سعيدة وحرصت كل الحرص أن أكون قريبة من ربي وأن أنال حبه ورضاه فبدأت أصلي سنن الرواتب..
وبدأت أقرأ عن الدين.. الخ.. وكل صلاة أصليها أحاول الخشوع فيها فإن لم أنجح لا أستسلم إلا أن جاء اليوم الذي لم يخطر ببالي أبداً.. شككت في وجود الله وكان شعوري وقتها حقا غريبة ومؤلمة! والحمد لله تغلبت على هذه المشكلة ولكن أحيانا تأتيني فأتغلب عليها.. وتوالت بعدها أفكار عن الدين وعن ذات الله وأشياء عن الغيب والجنة والنار! لم يترك الشيطان الملعون أي شيء عن الدين إلا وشككني فيها! أعلم أنها أفكار سخيفة ويجب أن لا أهتم لها ولا أعطيها جزءا من وقتي! ولكن.. أحيانا انجح في التغلب عليها وأحيانا لا!
والمزعج أيضا أنني دائما عندما أدعو الله في داخلي تنعكس الكلمة التي أريدها.. مثلا: كلمة نجاح تصبح رسوب! وكلمة كفر تأتيني دائما فعندما أريد أن أدعو أيضا تأتي في بالي كلمة كفر.. وإذا رأيت شخصا تأتيني هذه الكلمة.. تعقدت! لا أدري إن كان هذا الوضع مجرد وسوسة!
أحيانا أفكر وأقول في داخلي: يمكن مخي مقلوب!.. هذه الفكرة سخيفة هل هنالك تفسير لما يحدث معي؟ بشأن الذهاب إلى الطبيب النفسي لا مشكلة لدى والدي.. لكنه مشغول جدا! طلب مني أن أقاوم وأتجاهل هذه الأفكار حقا بعد كل هذه الوساوس والأفكار.. أصبح قلبي قاسيا.. قلَ شعوري بالذنب..
أريد أن يحيا قلبي مرة أخرى.. كلما حاولت التعرف على ربي وأسمائه تأتيني وساوس وأقاومها وأحيانا يغلب جانب الخوف على جانب الحب أو العكس.. أريد أن أحب ربي وأخافه في نفس الوقت كما يريد لكن لا أعرف كيف,
ساعدوني بعد الله،
وجزاكم الله خيراً.
08/10/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا "حواء"، وأهلاً بك وبجميع أهل الفلبين على مجانين...
لا تقلقي كثيراً مما يحصل معك، فمشكلتك بسيطة بإذن الله تعالى، هي مجرد وساوس قهرية من الشيطان لا قيمة لها ولا تضر دينك، ويطمئنني أنك تعملين على إهمالها فتابعي ذلك واستعيذي بالله، وهو خير دواء للتخلص منها...
ومن الطبيعي عند حصول هذا التشويش لديك نتيجة الوسوسة أن يغيب الصفاء عن قلبك، أو بعبارة أدق: أن تؤثر الوساوس في شعورك بالصفاء الموجود لديك... وطبعاً عدم شعورك بالصفاء لا يؤثر على علاقتك بالله تعالى، بل ربما يكون الأمر على العكس، لأنك إذا داومت على الطاعة مع غياب الشعور بلذتها كان أجرك أعظم لازدياد المشقة عليك...
والإنسان يا حواء يمر بأحوال مختلفة في مشاعره تجاه الله عز وجل، فمرة يذيقه الله عز وجل حلاوة الحب، ومرة يذيقه برد الرجاء، ومرة رهبة الخوف... وفي كل حال يذوقها تتفتح له معارف جديدة حيث ينظر إلى الكون من حوله من خلال حاله الذي هو فيه، فيفهم منه ما لم يفهمه في حاله السابقة... والمهم ألا يترك الإنسان أحد هذه الجوانب يطغى عليه بحيث تخرجه عن الاستقامة، بل عليه دائماً أن يتفقد قلبه ليبقيه على الطريق المستقيم...
فإن وجد قلبه -في وقت من الأوقات- قد غلب عليه الخوف وكاد يخرجه إلى اليأس... ذكّر نفسه بعظيم رحمة الله تعالى، وعلّق رجاءه بفضله وكرمه حتى يعود إلى الاتزان... وإن وجد قلبه يميل إلى الرجاء وكاد ذلك يصل به إلى التهاون والأمن من مكر الله عز وجل، ذكّر نفسه بعقاب الله تعالى، وعظيم حقه عليه مع شدة تقصيره... حتى تشحذ همته مرة أخرى ويعود إلى الاتزان... وإن وجد أن مشاعر الحب تطغى عليه، فعليه أن ينتقي من معاني الخوف والرجاء، والشكر والحياء والافتقار، ما يبقيه في حيّز الأدب مع الله تعالى ولا ينسيه أنه عبد مملوك له... وهكذا يعبد المؤمن ُاللهَ تعالى بالخوف والرجاء والحب جميعاً... وهكذا هي حياته: انتباه وتيقظ ومراقبة دائمة... لتبقى جوارحه الظاهرة والباطنة مستقيمة على شرع الله عز وجل سائرة على طريقه المستقيم، الذي أسأله سبحانه أن يهدينا إليه جميعاً...
واقرئي أيضاً :
عفوك ربي من الوسواس- مشاركة متميزة من ليبيا
بين الوسواس في العقيدة والشك فرق
الوسواس القهري في أمور التوحيد
عفوك ربي من الوسواس
ويتبع>>>>>>>>>>>: وساوس كفرية تأتيني! أريد الخلاص مشاركة