السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الحمد لله وكفي والصلاة والسلام علي رسوله المجتبي محمد ابن عبد الله وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار جميعا إلى يوم الدين... وبعدك-
منذ أن بدأت أقرأ كلام الأخت الفاضلة وأنا لا أستغرب أي كلمة كتبتها على الإطلاق والسبب بسيط جدا وهو أنني أعاني من نفس الشيء التي تعاني منه هي بل لربما يكون اشد بعشرات المرات عندي.
بدأت مشكلتي منذ أن سمعت أن مدرسي في احد المراحل الدراسية قد توفاه الله نتيجة لمرض خبيث في الرئة نتيجة التدخين، في تلك الفترة كنت ما أزال مدخنا إلا أنني تركته بعد ما علمت انه كان السبب في وفاة مدرسي عليه رحمة الله، ويا ليت الأمر انتهى هناك بل منذ تركت التدخين وأصبحت أشكو آلاما في منطقة الزور (الحلق) وضيق في النفس والشعور بأني أعاني من مرض خبيث... وتطورت الآلام فأصبحت تزداد وتتنوع فمن انتفاخ للغدد اللمفاوية تحت الفكين حتى أصبحت كالبنانير الصغيرة وأصبحت أشعر بصعوبة في البلع وغيرها من الأعراض المرضية.
فتوجهت متخوفا للأطباء وعند اطلاعهم علي مشكلتي أجابوني بأني لا أعاني أي مشكلة على الإطلاق سوي وجود احتقان بسيط في الحلق، فشعرت بالارتياح نوع ما إلا أنني كنت دائم التفكير بالمرض وكيف أنني ما زلت شابا لم أرى من الحياة إلا اليسير وإرهاصات بأني سأموت قريبا وتهجسات كادت في فترة من الفترات أن تدفعني للجنون الحقيقي.
عموما بلغ عدد الأطباء الذين زرتهم حتى تاريخ كتابتي للموضوع 13 طبيب وعملت صور بالأشعة وبالألتراساوند وكانت النتيجة أني لا أعاني شيئا خطير البتة وأن الذي معي شيء طبيعي وسببه التفكير المستمر، مع العلم أني أعاني من ذاك الألم في الحلق منذ فترة كبيرة جدا أكثر من سنتين وكل ما أعمل فحوصات عند أخصائيين وفي المستشفي يقولون أني سليم وليس فيّ أي شي يدعو للقلق، حتى أني ذهبت لأحد أطباء الأورام في المستشفي واطلع على حالتي وبعد أن رأى التقارير والصور الأشعة والتحاليل قال لي بالعامية (والله يا ابني ما فيك أي حاجة أنت تدور في دائرة مفرغة من الوسواس، ارمي كل هالتحاليل وهالصور وانسَ المرض ينساك) والحقيقة الآن أني مطنش الوجع لا أقول أني لا أفكر فيه ولكن بشكل خفيف ليس كالسابق فأنا إنسان عندي يقين بان الله سبحانه وتعالي لن يضيعني،
والله المستعان
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
23/9/2009
رد المستشار
اسمع يا "أبو مصعب" سهلها الله عليك وعلينا... ما تحكيه يبدو كتاريخ حالة مرضية نموذجية كالتي تدرس في كتب الطب النفسي واسمها الاضطراب المراقي أو وسواس المرض وهذا الاضطراب قلنا عنه سابقا أنه أشكال وأصناف وأنت كما يبدو من النوع الوسواسي.
حالة من القلق الشديد المصحوب بأعراض جسدية نعرفها بأنها أعراض القلق أو الخوف أو الغضب الجسدية، وتتمحور أفكارك وتخيلاتك وأفعالك أيضًا والتي تصاحب تلك الأعراض، وتسببها، وتزيد بسبب حدوثها أيضًا، تتمحور حول الخوف من المرض، وهذا ما يذكرنا برد الفعل المراقي Hypochondriacal Reaction، والذي يلي تهديدا ما تتعرض له الصحة بوجه عام سواء كان ذلك التهديد مباشرا (كأن تعانق أحدا مثلا ثم تكتشف أنه مصاب مرض انتقالي "معدي" أو أن تحدث لك أي أعراض تفسرها أنت على أنها أعراض مرض خطير) أو غير مباشر أي معنويا كأن يموت أو يمرض عزيز عليك بمرض قاتل أو سيء السمعة عافانا الله...
إذن تبدأ المشكلة عادة بالخوف من المرض أو بكارثية تفسيرك للعرض -أي عرض- وعندما يفسر العرض تفسيرا كارثيا فإن استجابة القلق تؤدي إلى حدوث أعراض جسدية وحين تفسر الأخيرة تفسيرا كارثيا تكتمل حلقة الإدامة المفرغة... وتبقى تلف وتدور يقول لك الأطباء أن لا شيء فيك مريض وأنت مصرٌ على أن مرضا ما يخفونه عنك أو لا يستطيعون اكتشافه... أنت تحتاج إلى علاج معرفي سلوكي وليس فقط إلى عقاقير الم.ا.س.ا.
ويمكنك أن تقرأ على مجانين:
وسواس المرض: أشكال وأصناف
وسواس مرض من النوع الوسواسي!
من وسواس المرض إلى الاكتئاب
وسواس المرض: رهابي أم وسواسي؟
عشرون عاما مع وسواس المرض
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعنا بأخبارك.