غير قادرة على المعيشة بعيداً عن الأهل..!؟
السلام عليكم، أود أن أوضح لحضرتكم أن مشكلتي صعبة جداً جداً جداً؛ وهي أن والدي متوفى منذ إحدى عشرة سنة، كان عمري حوالي ثلاث سنوات تقريباً، ومنذ سنة تزوجت أمي بشخص آخر وهو محترم وطيب، وانتقلنا معه إلى إحدى الدول العربية بسبب ظروف عمله. المشكلة أني غير قادرة على المعيشة بعيداً عن الأهل والأقارب! ودائماً أحس أني وحيدة، وأحياناً أتضايق من زوج أمي لأسباب تافهة وأحس أني متوترة منه مع أنه يراعي شعوري، وأي حاجة أطلبها منه يلبيها لي، بل حتى لو لم أطلب هو يحس أني أحتاجها فيجلبها.
المهم أن مشكلتي النفسية كبرت جداً لدرجة أنها أثرت على صحتي وقررت أمي أن ترجع بي إلى بلدنا ولكنها حزينة لفراق زوجها، وأنا حزينة أيضاً لكنها حزينة أكثر مني، وتلومني دائماً. أحس الآن أنها تتمنى لو لم تنجبني، قلت لها أني مستعدة أن أتحمل حتى أعتاد لكنها قالت لي: "لا تلعبي بدماغي، ولا تكوني خبيثة"، أحس أني أتقطّع ولا أدري ماذا أفعل؟!
آسفة على الإطالة، وأرجو الرد سريعاً.
وشكراً.
2/10/2009
رد المستشار
أهلاً بك يا بنبتي وأهلاً باستشارتك،
لي عليك عتب، فأنا لم يعجبني ما أطلقته على نفسك من اسم، فأنت والحمد لله تعيشين ظروفاً جيدة يحسدك عليها الكثيرون؛ أمك مهتمة بك وتراعي حاجاتك، زوج أمك محترم وطيب ويراعي مشاعرك وكم من زوج أم لا يهمه إلا نفسه، أحسست بالحاجة للعودة إلى بلدك ورضخت العائلة لحاجتك، فلم أنت معذبة يا صديقتي؟!.
انفضي عنك هذا الشعور وكوني على قدر المسؤولية؛ فقاومي (نرفزتك) من زوج أمك، واحترمي ما يقوم به من أجلك وهو ما لا يقوم به كثير من الآباء، ولا تشعري أمك بالذنب تجاهك بل توجهي إلى نفسك أولاً فأقنعيها أنك ستكونين أكثر سعادة حين تكون أمك بقرب زوجها. ألا يحق لها ذلك وقد صبرت معكم إحدى عشرة سنة ثم أخذت قراراً مسؤولاً بزواجها من رجل محترم يقوم بمهام الأسرة ووضعتك كما فعل زوجها في قائمة الأولويات، ثم توجهي إلى أمك فأقنعيها بالعودة إليه وعودي معها وحاولي أن تكوني أكثر نضجاً بالتعامل معهم وسيطري على أنانيتك وعيشي حياتك في الخارج، واستمتعي بالخبرات الجديدة والأصدقاء الجدد والثقافات المختلفة.