السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
0 أنا طالب في كلية الطب البشري، ابن وحيد لعائلة ميسورة الحال تتكون من أب طبيب مشهور في مجتمعه وأم موظفة في القطاع الحكومي.
0 وصلت إلى درجة شديدة من عدم المبالاة أو الإحساس بعامل الوقت مما أثر على مذاكرتي، فلا يوجد دافع لدي للمذاكرة حتى وصل إلى حد أنني أدخل الامتحانات دون أن أذاكر شيئاً، وعلى الرغم من ذلك أقلق كثيراً عند اقتراب موعد الامتحان وأندم على ذلك وأعاهد نفسي بأنني سأذاكر وأعوض ما فاتني، ولكن بعدما يمر الامتحان تعود ريما لعادتها القديمة! مع العلم أنني كنت من أوائل المنطقة في الثانوية العامة، لكن مع إصرار أبي على دخولي كلية الطب برغم ميولي ومهاراتي في مجال الحاسوب... هذا يقلقني كثيراً، حيث أحس بالخوف والتفريط في مستقبلي، والمشكلة أني لا أرى أهدافاً أو تخطيطاً لحياتي المستقبلية "وأهو الأيام بتعدي وخلاص"، وأجد زملائي متفوقين عني، فإنا أذاكر من أجل أبي لأنه يريدني أن أصبح طبيباً وعضو هيئة تدريس في الكلية، وأيضاً بحكم معرفته بمعظم الدكاترة في الكلية فهو يعرف مستواي الدراسي أولاً بأول.
أنا لا أكره المجال الطبي ولا أحبه، ولكني أصبحت لا أريد أن أهين نفسي أو أتعب نفسي في الدراسة بسبب حالة اللا مبالاة تلك، مما أدى إلى انسحابي من أي نشاط اجتماعي سواء داخل الكلية أو خارجها.
0 عندي مشكلة مع الصلاة؛ فلم أتمكن من الانتظام في الصلاة أبداً، فأقصى مدة انتظمتها كانت 3 أيام، على الرغم من أني من عائلة متدينة ومن محاولاتي للانتظام فيها وعمري قد أصبح 21 سنة، أشعر بالذنب والتقصير الشديد بسبب ذلك، وما يؤثر أيضاً في عدم انتظامي أني أمارس العادة السرية بكثرة، وأحس أن الدنيا كلها تتوقف وأنى قد أجرمت بما لا يشفع معه التوبة بعد كل مرة أمارس فيها العادة، قرأت كثيراً عن التوقف عنها ومخاطرها ولكن لم أستطع.
0 أشعر في الفترات التي أكون فيها تحت ضغط -غالباً بسبب الدراسة- أني فاشل ومقصر وغير مفيد وقد يصل الأمر إلى التفكير في الانتحار، وتزداد شهيتي للطعام ووزني كثيراً خلال فترة الدراسة، ولكن في بعض الأحيان يختفي هذا الشعور وأكون في حالة جيدة.
0 أشعر بعدم التحكم في حياتي، فأبي يريد أن أكون طبيباً ويتخذ جميع القرارات المهمة في حياتي دون نقاش، وإذا تدخل في أي شيء أريد أن أفعله أفضل التراجع، وأمي تشترى لي ما تريد من ملابس، لا أستمر في ممارسة عمل أو هواية، لا أستمر في تعلم شيء جديد، حيث أشعر بالإحباط وعدم الجدية، وقد يكون السبب فتور الهمة، وهذا يحدث في كل الأعمال التي أقوم بها، لم أجد صديقاً مناسباً لي أو التكيف مع أحد، أجد من السهل أن أتراجع عن أي قرار اتخذته أو مسؤولية، أفضل التراجع على الاستمرار والتعلم وتحمل المسؤولية. قد يؤدي ذلك إلى عدم الشعور بأي ترفيه في حياتي... حيث أحس أن أبي لا يريد أن أخرج أو أسافر للترفيه أو الذهاب في رحلة مع الأصحاب على الرغم أنه لا يرفض عندما أطلب منه.
0 في بعض الأحيان أجد نفسي كارهاً لأبى\ي وأمي دون سبب واضح فهم يلبون معظم طلباتي، لكن أجد نفسي أتراجع عن بعض قراراتي أو أنشطتي فقط بسبب خوفي من عدم موافقة أو استنكار أبي.
0 أجد نفسي شخصاً كتوماً من الصعب التعبير عما يجول في نفسي أو التنفيس عن مشاعري، فأبي على الرغم من أنه يعيش معنا في نفس المنزل إلا أنه لا يتحدث معي إلا عن المذاكرة فقط، لا شيء غيرها، وبعض المواضيع لا أستطيع التحدث معه فيها، ولم أتكيف مع أي شخص حتى الآن لأتخذه خليلاً حيث أشعر أني المقصر في معظم الأحيان، لا يتواصل معي أحد من العائلة، أفضل الجلوس في المنزل عن الخروج مع زملائي.
0 يلح علي كثيراً -من داخل نفسي- اختيار شريكة الحياة... ولكن لم أستطع التوقف في هذا الأمر، ولا البدء في التعرف على أحد يمكن أن تكون مناسبة كشريكة لحياتي، حيث أجد عائقاً بعدم إجادة التعرف على البنات على الرغم من أنى أتحدث إليهن بطريقة عادية جداً، ولكن لا أستطيع التعرف على الجوانب الشخصية أو مميزاتها أو عيوبها والتي على أساسها أستطيع أن أحدد مدى توافقها مع شخصيتي. وأجد عائقاً آخر أن هذا الموضوع ما زال مبكراً أن أقدم فيه حيث لم أنته من الدراسة ولم أعمل حتى، وأشعر أنني لا أستطيع تحمل مسؤولية عظيمة حتى لو بداية ارتباط، لكن تصر هذه الفكرة عليّ كثيراً.
18/10/2009
رد المستشار
حضرة الأخ "محمد" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
شكراً لثقتك بموقعنا، ولكتابتك هذه الرسالة الطويلة والمفصلة، المؤلفة من مجموعة مشاكلك
1- أولاً في الفقرة الأولى تحدثت عن اللامبالاة في المذاكرة. وأنت طالب في كلية الطب، لم تذكر لنا في أية سنة دراسية أنت. وإذا كان قد بقي أمامك الكثير، أم أنك لا زلت في السنة الأولى.
يا أخ "محمد" يجب أن تقرر هوية الشهادة التي تريد أن تحمل طوال العمر. فالطب رسالة واحتراف، ويجب أن تحب المهنة كي تنجح في عملك. نعم قد تستطيع بالنهاية أن تختار اختصاصاً ما في الطب يكون متماشياً مع رغباتك. فإذا ما كنت تحب الحاسوب؛ فبإمكانك أن تختار اختصاصاً في التشخيص الشعاعي، حيث يكون تعاطيك بالآلات الحاسبة للصور، ولا تكون مضطراً للتعاطي المباشر مع المريض.
المهم أن تتخذ قراراك وتمشي، وتضع نصب عينيك النجاح، وأنت محظوظ كونك تنتمي إلى عائلة تجد العون فيها سهلاً من الوالدين. ولكن عادة ما تكون الأمور السهلة المنال غير ذات قيمة. فما عليك إلا شكر الله سبحانه على هذه النعمة التي أنعم بها عليك.
2- مشاكل في الصلاة بسبب العادة السرية: العادة السرية هي إدمان، يجب أن تملأ فراغ حياتك بشيء يلهي تفكيرك عن القيام بهذا الأمر، مثلاً الانتماء إلى نادي رياضي، أو الدرس مع أحد الزملاء، فلا تتيح لنفسك فرصة الاختلاء بمفردك فتفكر عندها بهذا الأمر البغيض، فتقوم به وتندم ما بعد ذلك. وتحتاج للراحة في الوقت الذي أنت بحاجة فيه للتركيز والدرس.
ومن ثم يجب أن تتعرف إلى الباري الذي تصلي له أكثر فأكثر، فإذا ما عرفته وعرفت حجمك أمامه تحسنت العلاقة، وصارت الصلاة عليك كتاباً موقوتاً.فلا تستصغرنّ شأنه عندك عندما يناديك "حي على الصلاة" فتعتاد بعدها على المثابرة على الصلاة مع تذكر كلامه تعالى "فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ"(الماعون:4-5) أو "مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ"(المدّثر:24-43)
3- الشعور بالفشل والتفكير بالانتحار: يا أخ محمد إن الحياة سهلة المنال بالنسبة لك، فأنت لا تتعب بثمن الرغيف، ولا بنيل ما يستر عوراتك، بل تأتيك خيرات الله رغداً بدون عناء، وأنت بدل أن تشكر، تكفر بأَنعُم الله عليك. يا أخي اذهب إلى أحياء الفقراء، أو إلى منازل زملائك الفقراء، وانظر إلى ما يجب أن يقومون به لكي يحصلوا على فتات ما أنت عليه من النعم. قم بالكثير من أعمال الخير، وقدم للآخرين بعض ملابسك، أو دراهم الجيب، وأخبرني بعدها عن غمرة شعور السعادة، وحب الحياة التي ستنعم بها.
4- تشكو من أنك تشعر بأن والدك لا يريد لك الخروج للسفر أو الترفيه: وهل أنت ذلك الولد الذي يموت والديه برجائه لترك الكتاب والذهاب للترفيه؟ نعم تقصيرك بما يطلب منك لا يشجع والدك بأن يسمح لك بتضييع أي وقت ثمين من أوقات الدراسة، دعه يرى النتيجة الجميلة في دراستك، وعندها سترى أنه سيرجوك لأن تسافر لترتاح.
5- تشكو من أنك تكره الوالدين الذين يلبون كل طلباتك: إن الوالدين محكومين بغريزة الأبوة والأمومة، فلذلك لا تجدهم عادلين في صب خيراتهم على الشباب. فارحم ضعفهم، ولا تقبل منهم إلا ما تستحقه بعد الجد والعناء، كن صادقاً مع نفسك، معهم، ومع الله، وغيّر طريقة تعاملك مع نفسك تجدهم سعداء بتقديم كل متطلباتك.
6- الشعور بالتقصير وعدم التفهم: عندك حق! أنت مقصر فعلاً وهذا أول طريق الإصلاح، بعد الملاحظة تأتي المعاتبة، فالمحاسبة للنفس، فافهم نفسك جيداً وحاسبها قبل أن تحاسب، وزِنْها قبل أن توزن.
7- فكرة الارتباط والزواج: إنها فكرة ممتازة، ولكن عليك بأقل التعديل أن تحسن اختيار شريكة الحياة، فتنظر إلى النقص الموجود عندك، لتكمله معها، فأنت بحاجة إلى مَن يضع قدميك على الأرض، ومَن يحثك على الصلاة والتقرب من الله، والتقرب من عبيده، فابحث عن تلك الفتاة المؤمنة، طيبة القلب، والتي تستطيع أن تتحمل دلعك، ولكن قبلا ابدأ بتغيير نفسك كي تقنع والديك بأنك تغيرت وأصبحت أهلاً للزواج، ولم تعد عيلاً.
اقرأ على مجانين:
أفتقد نفسي كثيراً: طالب طب عادي
تساؤلات طالب طب ما زال بعقله!
طالب كلية الطب والإحساس بالذنب
طالب الطب متى عن نفسه يرضى؟
لا أريد الطب!! مشاركة
طول الطريق ضياء والطب
طالبة الطب وحدوتة التركيز
طالب الطب، ورحلة الأهوال!
وفقك الله لأن تصير طبيب أشعة كبير وماهر، وقبلاً عبيداً طائعاً لربه، حافظاً لحدوده
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.