وسواس البكارة..
لا أعرف كيف أبدأ تفاصيل المشكلة! أنا فتاة ملتزمة دينياً وأخلاقياً الحمد لله، مع اقتراب موعد زواجي لدي وسواس البكارة. قرأت كثيراً عن الموضوع والاستشارات الطبية في أكثر من موقع ولكن ما زال الأمر مختلط لدي، حيث تذكرت أني تعرضت لتحرش وأنا طفلة في سن 7- 8 سنوات، لم أتذكر سني بالضبط ولكن قبل مرحلة بلوغي، تعرضت للتحرش من أحد أقاربي، ولا أتذكر سوى موقفين فقط أنه كان يداعب عضوه الذكري أمامي وكنت سرعان ما أجري من أمامه بمجرد مشاهدة هذا الفعل، ومرة أخرى كنت نائمة وشعرت به يتحسس رجلي وعندما قمت بتحريكها أبعد يده سريعاً حتى لا أشعر به.
أنا الآن خائفة، حيث انتابني وسواس أنه ربما استغل وجودي معه في بعض الأوقات منفرداً في المنزل وقام بإعطائي قرصاً منوماً في طعام أو شراب وقام باغتصابي سواء بإيلاج عضوه الذكري أو إصبعه أو أي آلة أخرى فضت غشائي، وقام بإزالة آثار الدماء، وبالتالي تنتفي كل العلامات حتى لا يدرك أحد اغتصابي، فلا توجد آثار كدمات جسدية ولا مقاومة لتخديري وإزالة آثار دماء إن وجدت.
سؤالي: هل يمكن بالفعل أن تتم جريمة اغتصاب في سن الطفولة تحت التخدير دون ترك أية علامات يمكن للأم التعرف عليها؟ خاصة أن الطفلة في هذا السن لن تكون واعية بهذه الآثار؟ علمت أن هناك آثار للاغتصاب إن حدث من حرقان البول وآلام وصعوبة في المشي والتهابات، هل تستمر فترة طويلة يمكن للأم ملاحظتها؟ أم آثار عابرة يمكن أن تشعر بها الطفلة دون إبلاغ أمها وتمر كأمر طبيعي دون علامات واضحة؟ هل إدخال الإصبع في الاغتصاب تكون له نفس علامات القضيب بمعنى يحدث تمزق كلي؟ في حال التمزق الجزئي للغشاء، هل ينزف دماً عند الجماع الأول، أم الدم ينزف من أول تمزق له؟ هل إدخال الطفلة لإصبعها في الغشاء يكون له نفس تأثير الاغتصاب بالإصبع من وجع وحرقان البول والالتهابات، أم لا؟ قرأت في موقعكم أن تمزقات الغشاء إن كانت مرة واحدة يمكن أن تلتئم، علماً أني أعرف تماماً استحالة التئام أي تمزق في الغشاء أياً كان العمر؟.
أرجوكم أفيدوني سريعاً، أنا مرعوبة! أرجو ألا تنصحوني بالكشف الطبي في الإجابة حيث لا أستطيع، مع توضيح آثار الاغتصاب تحت التخدير، وهل يمكن أن يتم دون أي علامات أستطيع تذكرها او يمكن ملاحظتها من الكبار؟.
* ثم أرسلت مرة أخرى تقول:
بداية، أود أن أشكركم على الاستشارات الطبية المفيدة وحسن المعاملة، وأود الرد على جميع استفساراتي بدقة وببعض من التفاصيل لكي أطمئن وأحاول أن التخفف من عذاب قلقي الذي أكاد لا أنام ولا أستمتع بحياتي. مشكلتي بدأت بعد أن تمت خطبتي واقترب موعد زواجي إن شاء الله، وساس البكارة بدأ ينغص حياتي حيث بدأت أتذكر بعض مواقف حدثت لي منذ الصغر وعمري حوالي 7-8 سنوات، بصراحة لم أتذكر عمري الفعلي ولكن كان قبل مرحلة بلوغي حيث تعرضت لعمليات تحرش من أحد أقاربي، وبالطبع لم أكن أعرف ولا أفهم طبيعة هذه الممارسات، وبالتالي لم أخبر بها أحداً.
أذكر فقط موقفين تعرضت لهما؛ الأول محاولة الجاني إمساك عضوه الذكري من فوق ملابسه، وكنت دائماً أحاول الجري بمجرد رؤيته يقوم بهذا الفعل، وفي ذلك الوقت كنت أعتقد أني أتخيل ما يقوم به وأوهم نفسي بذلك. والموقف الآخر عندما كنت نائمة في إحدى المرات شعرت بيده تتحسس رجلي وهو يشاهد التلفاز، وبمجرد أن حركت رجلي أسرع في إبعاد يده عنها حتى لا اشعر بما يقوم به. وسؤالي الذي يحيرني هو:
- تصورات وأفكار أصبحت تدور برأسي بأن الجاني قام بتخديري عن طريق وضع قرص منوم في الطعام أو الشراب واستغل فرصة إقامتي بالمنزل وأحياناً كثيرة الانفراد بي، وقام باغتصابي دون علم أحد، هل هذا ممكن؟ أن أغتصب في هذه السن الصغيرة دون أن أشعر أو حتى تدرك أمي هذه الواقعة؟.
- هل يمكن أن يقوم الجاني بتخديري وبالتالي فقدان الوعي والمقاومة وخلع ملابسي واغتصبني سواء بإيلاج كلّي أو جزئي لعضوه الذكري؟.
- وهل يمكن الإيلاج في مثل هذا السن، أي أن الجهاز التناسلي لم يحدث له أي ضرر لو تم الإيلاج برفق وبحذر من الجاني دون مقاومة؟ إذا كان هناك صعوبة في إيلاج قضيبه، هل من الممكن اغتصابي باستخدام إصبعه أو أي آلة حادة دون ترك أثر؟.
- هل ينتج عن الاغتصاب برفق مجرد قطرات دم لفض الغشاء يمكنه إزالتها لنفي آثار جريمته، أم لا بد أن يعقبها نزيف مهبلي لصغر سني في ذلك الوقت يستمر أياماً؟.
قرأت الكثير عن علامات الاغتصاب للأطفال وعلمت بوجود أعراض مثل حرقان البول أو الالتهابات أو صعوبة في المشي، هل هذه العلامات ناتجة عن الاعتصاب بالقضيب أم الإصبع أو أي آلة أم في حالات الاغتصاب بالقوة فقط؟ بمعنى حدوث المقاومة والإيلاج بقوة؟.
- هل من السهولة أن تلاحظ الأم علامات جسدية للاغتصاب على الطفلة، أم تكون علامات عابرة يمكن أن تشعر بها الطفلة شعوراً عرضياً يوم مثلاً ويزول سريعاً دون أن تشكو الطفلة أياماً وأسابيع ودون انتباه الأم؟
- ما هي العلامات الجسدية المؤكدة لحدوث الاغتصاب في هذا السن وضرورة ملاحظتها سواء الأم أو شكوى الطفلة منها؟ وكم تستمر مدة هذه الأعراض؟.
- إذا وضعنا في الاعتبار أن الاغتصاب تم تحت تخدير، أي دون مقاومة من الطفلة وفقدان وعيها وحرص المغتصب على الإيلاج وفض البكارة برفق وحذر وإزالة آثار جريمته مثل قطرات الدم؟.
- ما الفرق بين إيلاج المغتصب لإصعبه وفض بكارة الطفلة وعبث الطفلة بإصبعها أثناء اكتشافها لأعضائها وقيامها بفض بكارتها، هل ينتج عنها أيضاً آلام ونزيف والتهابات، أم هذه الأعراض خاصة فقط بالاغتصاب؟
- هل يمكن أن تم اغتصابي بالفعل بهذه الطريقة دون إدراكي أو وجود أي علامات للاعتداء يمكن للكبار ملاحظتها إذا قام الجاني بأخذ احتياطاته من تخدير وإزالة آثار الدم وخلع الملابس برفق دون تمزيق؟.
- ما الفرق بين التمزق الكلي للغشاء والتمزق الجزئي؟ فإذا حدث لي تمزق جزئي في غشاء البكارة لأي سبب، اغتصاب أو عبث بإدخال الإصبع، سيتبقى جزء من الغشاء ينزف قطرات دم ليلة الدخلة؟ أم قطرات الدم تنزف مرة واحدة؟ وإذا الجواب حسب نوع الغشاء وسمكه، ما الفرق بين التمزق الكلي والجزئي للغشاء طالما أن هناك أنواع من البكارة تنزف مرة واحدة بمجرد أي إدخال؟.
أعلم أن استفسارتي كثيرة، لكن أرجو منكم الرد على كل سؤال بالتفصيل وشرح أبعاده المختلفة، وعدم إجابتي بالذهاب إلى طبيبة للكشف لأني لن أستطيع القيام بهذ الحل وسيزداد مخاوفي وقلقي أكثر.
شكراً لحسن تعاونكم.
18/10/2009
رد المستشار
الأخت الكريمة "منى"،
أبدأ معك بآخر سؤال في رسالتك وهو: "أرجو منكم الرد على كل سؤال بالتفصيل وشرح أبعاده المختلفة وعدم إجابتي بالذهاب إلى طبيبة للكشف لأنني لن أستطيع القيام بهذا الحل وستزداد مخاوفي ويزداد قلقي أكثر؟!".
حقيقة أن الذهاب للطبيبة سيكون محكا فارقا لك ليثبت أنك عذراء؟ وأن ما حدث ووصفته بدقة هو مجرد تحرش خارجي لن يؤثر عليك بشيء. وسؤالي لك ماذا سيكون رد فعلك عندما تعودين من عند الطبيبة وقد أكدت لك أنك عذراء ولم يحدث اغتصاب على الإطلاق ومع ذلك ما زالت أفكارك الوسواسية حول البكارة موجودة؟.
يا أختنا الكريمة أنت مصابة باضطراب نفسي وهو اضطراب الوسواس القهري وتحتاجين أكثر إلى أخصائية نفسية حكيمة تجلسين إليها عبر العلاج السلوكي المعرفي، وربما احتاج الأمر لعلاج دوائي أيضاً أكثر من احتياجك للذهاب لطبيبة أمراض نساء لتؤكد لك سلامة عذريتك.
ما هي الفكرة الوسواسية يا "منى"؟
العقل هو مصدر الفكرة –أي فكرة بشكل عام- وهو الذي يتحكم فيها باستمرار، إلا أن في مرض الوسواس القهري تنشق بعض الأفكار وتعمل لصالحها فتأتي وقتما تريد هي، وتلح بشكل مزعج وتأمر الإنسان بأن يكرر أفعالاً عادية وإلا عوقب بمزيد من القلق والتوتر والكآبة، فيرضخ الإنسان لها ويفعل ما تأمره هذه الوساوس المنشقة عن العقل.
وفي حالتك تلح عليك أفكار البكارة وأفكار الاغتصاب، تتشكل الفكرة الوسواسية وتتحول إلى أسئلة ملحة من قبيل:
هل يمكن بالفعل أن تتم الجريمة اغتصاب في سن الطفولة تحت التخدير دون ترك أية علامات يمكن للأم التعرف عليها؟.
هل آثار الاغتصاب تستمر فترة طويلة يمكن للام ملاحظتها أم هي آثار عابرة لا تلاحظها الأم؟
هل إدخال الإصبع في الاغتصاب تكون له نفس علامات القضيب؟... إلخ.
وهذه الأسئلة هي في طبيعتها من جنس الأفكار الوسواسية ومجرد الاستجابة لها والرد عليها يكون بمثابة تدعيم وترسيخ للأفكار الوسواسية وبالتالي فعليك الذهاب مباشرة إلى الطبيب النفساني ولا تتأخري.
وإلى أن يمنّ الله عليك بطبيب ماهر يجري الله على يديه الخير لك عليك بالأتي:
1- ملاحظة أفكارك الوسواسية والتي تدور حول البكارة والاغتصاب.
وحتى تكون الملاحظة ناجحة لا بد أن نسجل في دفتر صغير مخصوص كل الأفكار والأسئلة الوسواسية القهرية وتكتبي ملاحظاتك ونص الفكرة أو الفعل مثل: "هذه الفكرة هي مجرد وسواس"، "هذا الإلحاح هو مجرد إلحاح قهري".. إلخ.
والهدف هو فصل الأفكار والأفعال الوسواسية عن غيرها من الأفكار والأفعال العادية، ورصد الأفكار الوسواسية، وبعد الرصد العميق ستلاحظين الأفكار والأسئلة الوسواسية الملحة والمرتبطة بالبكارة والاغتصاب، ويمكنك حينئذ أن تكرري هذا القول حتى يصبح راسخاً بعد تمييزك للوساوس: "أنا لا أعتقد أو أشعر أني تعرضت للاغتصاب، إنما أعاني من وسواس مرتبط بالبكارة والاغتصاب فقط.. وهكذا." أو "أنا لا أشعر أنني أحتاج إلى الذهاب للطبيبة لفحص بكارتي إنما أعاني من إلحاح قهري حتى أستجيب لهذه الأفكار بطرح المزيد من الأسئلة.. والمزيد من القراءات حول الاغتصاب وآثاره.. وهكذا في كل الأمور.
لا تستعجلي بتخطي هذه الخطوة، وأرجو أن تجتهدي قدر المستطاع.
2- بعد رصدك لمحتوى أفكارك الوسواسية القهرية وتمييزك العميق لكل الأفكار والأسئلة الوسواسية، واطردي كل شعور بالذنب تجاه هذه الأفكار والأفعال الوسواسية القهرية، أنت لست السبب على الإطلاق إنما أنت مبتلاة بهذا الاضطراب مثلك مثل آلاف من البشر يعانون منه أيضاً.
3- الآن جاء دور التعامل الحاسم وهو عدم الاستجابة للأفكار الوسواسية، وأنه آن الأوان بأن تمتنعي عن تكرار الأسئلة التي لا فائدة من طرحها أو الإجابة عليها، وأن عدم الاستجابة للوساوس يكون في أوله صعبا مثل كل شيء، وأنه بلا كبد ومعاناة لا نحقق شيئاً يذكر، وبالتالي لا بد من معاناة المقاومة فعند الشعور بالفكرة الوسواسية كرري أن هذه هي فكرة مرضية وبالتالي لا ينبغي أن أستجيب لها وعليك بالانتقال إلى موضوع آخر، أو عند الشعور بإلحاح قهري عليك بتكرار أن هذا الإلحاح هو إلحاح مرضي ولا ينبغي أن أستجيب له، بل ينبغي عليّ الآن أن أفعل شيء آخر.. وهكذا.
بعد رصد الأفكار والأفعال المرضية عليك بتوجيه انتباهك إلى شيء آخر يختلف عن أعراضك المرضية. ولصعوبة هذا الأمر في البداية يمكن التدرج في فعله فأنت يا منى تستجيبين لهذه الأفكار منذ فترة طويلة. وتبحثي وتلحي علينا بأن نجيبك عن محتوى أسئلتك.. الخ.. وتغيير هذه الاستجابة يحتاج إلى جهد ويمكنك التدرج في هذا الخطوة التي يكون آخرها وقف الاستجابة تماماً للوساوس والانتقال إلى أفكار وأفعال أخرى. ويمكن أن نبدأ بقاعدة زمنية، ومعنى أنها قاعدة يعني أنه لا ينبغي أن نتجاوزها، وهي عبارة أنه بعد رصدنا للوساوس في الدفتر الصغير المعد لذلك أننا لا نستجيب لأي فعل إلا بعد مرور 15 دقيقة يعني: لو جاء لك بأفكار الاغتصاب والعذرية وما إلى ذلك، ابدئي أولاً برصد هذا الإلحاح بقولك أن هذا الإلحاح هو إلحاح مرضي وليس لي ذنب فيه وعليّ ألا أستجيب له إلا بعد 15 دقيقة. وفي المرة القادمة نقول أننا لن نستجيب إلا بعد 20 دقيقة.. وهكذا بالتدرج يمكننا أن نتوقف نهائياً عن الاستجابة لهذه الوساوس.
لا بد من وجود دفترك الصغير لرصد كل شيء وتسجيل النجاحات والإخفاقات والمحاولة من جديد.
لا تنسي الاستعاذة بالله والتوكل عليه.