الأستاذة أميرة بدران،
أشكرك وأشكر الموقع على الجهد الذي تقومون به، وأسأل الله أن يكون في ميزان حسناتكم ثقيلاً.
لي تعقيب أو عتاب على ردّك على صاحبة المشكلة، وهو أنك لم تحذريها أيضاً من عواقب الخروج مع شاب كحل لميولها المثلية... فهذا مما لا شك فيه يمكن أن يوقعها في مصيبة أشد. فمحاولة الخروج مع الشباب للتخلص من ميولها ليس حلاً، بل على العكس وكأنها تحل مشكلتها بمشكلة أعظم، فهناك احتمال كبير بأن تقع فريسة لأحد الذئاب الذي يمثل دور الحمل الوديع فيستغلها ويغتصبها لا سمح الله ليروي شهوته ثم يتركها لتواجه الندم والعذاب النفسي وغير ذلك من تبعات هذه العلاقات طيلة حياتها، وربما يكلفها ذلك حياتها لا سمح الله بجريمة الشّرف.
أنا لا أبالغ ولا أقول هذا الكلام من فراغ، بل ما أتحدث عنه واقع مؤلم في بلدي، فكثر اللواقط وكثرت جرائم الشرف، فكثير من الفتيات في ريعان شبابهن يسلمن أنفسهن للذئاب التي تحسن التمثيل بامتياز، بل وفاقوا نجوم الهوليوود بإتقان التمثيل! فيمثل الشاب بأنه يحبها ويخشى عليها، بل ويغار عليها أكثر من أخيها، ثم بعد أن يكسب ثقتها يهتك عرضها ويتركها لتلاقي مصيرها بالقتل من قبل أهلها وغير ذلك من المصائب. والقصص التي نسمع عنها خير دليل على ذلك، وأكتفي هنا بإخباركم بقصة حدثت في بلدي (للعبرة والحذر) مع فتاة من عائلة متدينة وهم جيران لصديقي.
الفتاة ملتزمة بمعظم تعاليم الإسلام وترتدي النقاب، تعرفت على شاب أوهمها بأنه يحبها ويخشى عليها، فأرادت أن تختبره، فقامت بوضع يدها على يده أثناء جلوسهما مع بعضهما فقام ونهرها ووبخها وقال لها أن هذا لا يجوز وحرام وغير ذلك! فنال بذلك ثقتها المطلقة. في إحدى المرات طلب منها أن يصطحبها معه بباص صغير في نزهة، فوافقت دون تردد، وهنا أخذها لمكان معزول واغتصبها، ولم يكتفِ بذلك بل وتركها دون ملابس في تلك المنطقة وذهب! ماذا حدث بعد ذلك؟ قام أهلها بقتل الشاب وبقتل ابنتهم!.
الحذر الحذر أيها المسلمات، لا أدري ولا ولن أستوعب كيف تسلم الفتاة نفسها لشاب دون وجود أي علاقة رسمية. أكاد أموت من الغيظ والألم كلما سمعت أن أباً أو أخاً أو ابن عم قتل فلانة في جريمة شرف.
أود أن اناشد هنا كل فتاة مسلمة ألا تسلم نفسها لأي كان مهما بلغت ثقتها به بل وإن كان قريبها، فببساطة ومنطقية إن كان يحبها كما يقول أو يدعي فالتطلب منه أن يتقدم لطلبها من أهلها، وهنا يكون جوابه وفعله دليلاً على صدقه من عدمه وتدضح نواياه، فإن كان صادقاً أقبل على طلبها دون تردد حتى لو لم يكن يملك قرشاً واحداً، ليس هناك أي عذر لأي شاب صادق النوايا بعدم التقدم لخطبة الفتاة التي يحبها... وكما يقال "المكتوب يعرف من عنوانه" فإن بدأ بالتحجج بعدم استطاعته التقدم لها، فهذا خير دليل على خبث نواياه، وعندها على الفتاة أن تقطع علاقتها به نهائياً إلى أن يتقدم لخطبتها إن كان صادقاً، وإن كان حملاً وديعاً وليس ذئباً كما يدّعي!.
نصيحتي هذه ليست إلا بدافع غيرتي على أخواتي المسلمات، ومن تخاف ربها، يفرج لها همها ويرزقها الزوج الصالح... قال الله تعالى: "..... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً" (الطلاق3:2). والسلام عليكم.
22/9/2009
رد المستشار
أشكرك على مشاركتك يا أخي الكريم،
لكن، لو عدت لأصل المشكلة من جديد ستجد أنها قالت: أنها تعرضت لحالات اغتصاب قبل ذلك وهو ما ترك فيها من الأثر السلبي الكبير تجاه الجنس الآخر، ولا أستبعد أن تكون ميولها تجاه الفتاة جاءت كردة فعل لما حدث لها من اغتصاب، ورغم أني أتفق معك تماماً على ما قلته من الحذر تجاه القيام بعلاقة مع رجل دون وجود الإطار الشرعي لها، إلا أنني أستبعده في مثل حالتها كاستثناء، وأضم صوتي لصوتك بأن تَحذر رغم ذلك من القيام بهذا.
أما ما سردته من قصة بلدك هذه فأرى؛ أن الفتاة هي التي قد أخطأت منذ البداية في اختيارها للشخص، وفيما قامت به من تجربة متهورة مع هذا الشخص لتثبت لنفسها عفافه! فلماذا لا يكون رد فعله مما قامت به هو أنه تصور أنها ليست تلك الشريفة التي تظهر له فقام بما قام به من خسة ونذالة لأنه فعلاً خسيس ونذل، وهل معنى ثقتها فيه بأنه أنكر عليه ملامسة يدها أن تخرج معه وحدها في مكان بعيد؟ أو أن تتنزه معه؟ أين كانت تعاليم الإسلام لديها؟ الأمور لا تؤخذ بهذه السطحية، ولا يجوز أن نتحدث بشكل مطلق على كل الحالات ولا كل التصرفات.
برغم ذلك، أضم صوتي لصوتك مرة ثانية وبقوة أكبر لهذا التحذير، لكن بجانب هذا التحذير الذي قد يذهب صراخه عبر الأثير فينتهي بانتهاء الصيحات؛ أن نقوم بتعليم وتأهيل الفتاة والشاب بكل ما يساعدهم على فهم أنفسهم، وحياتهم، وما حولهم من حياة أو بشر، فيتعلمون ما يحميهم من أنفسهم ومن البشر، ويتعلمون كيف يختارون وكيف يقومون بأدوارهم المطلوبة منهم مع أنفسهم ومع الآخرين، ولا مانع أن نعلمهم ما هو التدين وما هي حقيقته، وما هي حقيقة علاقتنا بالله عزّ وجلّ، وكيف نكون أصحاب أمانة وضمير يحكمنا فيحمينا. شكراً لاهتمامك وحرصك على أخواتك الفتيات.