عندي وسواس قهري
شخصيتي وعقدي تحتاج مجموعة أطباء! أولاً عندي وسواس قهري، تأتيني أفكار في رأسي عن الدين، وعانيت من وسواس النظافة لكني شفيت منه، بل ربما بت الآن غير مهتمة بالنظافة كما في السابق.
أنا شخصية مزاجية تتغير انفعالاتي وقراراتي مليون مرة في اللحظة! مثلاً حين يكون زوجي لطيف معي فإني أحبه لدرجة كبيرة وأقول أنه فارس أحلامي، لكن لو ضايقني أكرهه بمعنى أكرهه وأقول أنه ليس من مقامي لا هو ولا عائلته! بصراحة عائلته مشكلة؛ هم لا يحسنون معاملتي. أنا لا أحب أن يراني أحد عندهم، وإن عملت شيئاً لهم أحس أني أذلّ نفسي! بل إني لا أحب ملاقاة أحد صادفني عندهم مرة!!.
لقد كنت أريد أن أصبح صحفية، كان الأمل يملأني، وعشت أحلام اليقظة بمعنى الكلمة؛ فأحسب نفسي مذيعة، وكنت أكتب البرامج وأجهزها كما لو كنت كذلك فعلاً! وكونت عالماً خيالياً لي، لي فيه أصحاب! بصراحة هم من أسعدني في مشاكل كثيرة مرّت بي. لكن الآن لا أحس بهم كما في السابق، كانوا في الماضي حقيقة أما الآن فهم خيال... أتمنى أن يرجعوا إلي ويقفوا إلى جانبي! أنا أعلم أنهم خيال..
المهم لم أصبح صحفية، وفجأة فقدت القدرة على الكتابة وعلى الحياة، سيعود زوجي من السفر قريباً ولا أريد أن أحس أنه يقهرني لأني ضعيفة. أنا تربيت على أن أكون البنت المؤدبة؛ لا ترد، لا تقول شيئاً، تعرف الأصول... لكن أهل زوجي يعتبرون ذلك ضعفاً! أتمنى أن أدافع عن نفسي لكني لا أستطيع ذلك! لا أستطيع الرد، ولو رددت أؤنب نفسي وأحاسبها، أخشى أن أخطئ أو أضايق أحداً، وألتفت لزوجي فيتركني وحدي ويقعد عند أمه. المشاكل التي بيننا مصدرها أنه يريدني أن أعيش مع أمه، لكني لا أستطيع ذلك، فأنا أحس بالاختناق، بالموت وأنا معها، حاولت وفشلت، وهي سيدة صعبة، وليس ذلك رأيي وحدي فيها.
أنا لم يكن لي أي علاقات عاطفية أيام الجامعة، فقد كنت أحتفظ بمشاعري لفارس أحلامي الذي لم يأتِ، ولن يأتي! أحس أني تائهة، لا أدري ماذا أفعل؟! الكلام من حولي يؤثّر بي وفي قراراتي، لا أريد أن أكون ضعيفة، أريد أن أكون قوية، أتمنى التخلص من الخوف لكني أخاف!
أرجوكم لا أريد لأحد أن يتعرف عليّ أو أن يعرف بريدي الإلكتروني..
01/11/2009
رد المستشار
الأخت الكريمة،يبدو أن هناك ظروفاً كثيرة جعلتك تتخذين موقفاً سلبياً منها، وبدلاً من مواجهتها قررت الانغماس في أحلام اليقظة، وهي بديلٌ لإشباع الرغبات المكبوتة والأحلام الممنوعة والمواجهات الصعبة. ولكنه أبعدك كثيراً عن مواجهة الواقع، وتحقيق الأحلام بتعب وكد واجتهاد. غالباً نلجأ إلى أحلام اليقظة عند الشعور بالعجز وعدم القدرة على مواجهة إحباط الحياة لنا.ويبدو من رسالتك أن الواقع ما زال محبِطاً بعض الشيء وأن أمامك ثلاث محطات كبرى ينبغي عليك مواجهتها بعد أن فشلت حلول أحلام اليقظة، وهي غالباً ما تفشل لدى الجميع أمام صخرة الواقع الثقيلة:المحطة الأولى: هي الوسواس القهري.المحطة الثانية: علاقتك بزوجك.المحطة الثالثة: علاقتك بأهل زوجك.. والآخرين عموماً.ويغلف ذلك شعور كبير بالعجز والضعف والاكتئاب، الذي يتجلى ربما من عدم اهتمامك بالنظافة الآن عن ذي قبل.لاحظت في بداية رسالتك أنك تصفين مشكلاتك بأنها تحتاج إلى "مجموعة أطباء"، وأظنها تحتاجك أنت، تحتاج إرادتك إلى تبني مواقف جديدة من الحياة وتتولي مسؤوليتك عنها، واعلمي "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" وهي دعوة إلهية لتبني مسؤولياتنا عن أنفسنا، ونتخذ خطوة فيها كدر ومعاناة وهي خطوة التغيير.. تغيير الأفكار السلبية المحبطة، الأفكار الانهزامية، وتغيير السلوك، وتغيير النظرة إلى الذات، وإلى الآخر في محاولة لإعادة تخطيط الحياة والهدف منها..تحتاجين إلى الحديث مع شخص ذي خبرة، ابحثي عن قريبة لك تتميز بالحكمة والخبرة والقرب من الله عزّ وجلّ، لتتحدثي لها عن مشكلاتك، وسيكون أنفع –إن شاء الله- لو توجهت لأخصائية نفسية تستطيع إرشادك للعبور من هذا المنعطف الخطير في حياتك..وهذا كله لن يغني عن زيارة طبيب نفسي بأقرب فرصة ليساعدك بخبرته لفحص وساوسك، ويرشدك إلى الخير إن شاء الله..تتبقى نقطة هامة، وهي دخولك إلى خبرة طلب العون من إخوتك عبر موقع مجانين دوت كوم وهي خطوة هامة نحو فهم الذات والتثقيف الذاتي، لذا كان ردي عليك توجيهياً أكثر منه إرشادياً، فأرجو أن يكون الموقع بمقالاته، واستشاراته، ومنتداه صديقاً جديداً يمد يده إليك، وإن مددت يدك أرجو أن يكون بعدها بذل الجهد لتصفح المقالات والاستشارات. ولا تنسي زيارة الطبيب النفساني، ولا تسوّفي فلحظات الحياة أهم من أن تضيع دون جدوى..وفقك الله وهداك إلى الخير كله..واقرئي أيضًا على مجانين: