الرهاب من الشارع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي مشكلة العصر التي يعاني منها الآلاف من الناس ألا وهي الرهاب من الشارع فقط ليس من الناس أو الاختلاط بهم مشكلتي هي لما أطلع إلى الشارع أحس بدوران وخفقان سريع في القلب. لا أحتمل المشي مسافات بعيدة بمجرد التفكير بالخروج تبدأ الحالة تنتابني، ذهبت إلى دكتور نفسي وأعطاني سيبراليكس لا أنكر أنه في تحسن قليل.
أنا الآن في الأسبوع الثالث من العلاج أحاول أن أخرج وأعاند نفسي على الأقل للأماكن القريبة من البيت مشكلتي الكبيرة أني إن شاء الله على سفر إلى دولة عربية وأخاف أن لا أتحمل السفر، أنا أعرف أن هذا وهم لكن كيف أتخلص من هذا الوهم؟
للعلم إن إرادتي قوية لكن هذا المرض سبحان الله غريب....
سؤالي جزاكم الله خير هو أن أتوكل على الله وأبدأ بالعلاج السلوكي مبدئيا في الشارع وأمشي مسافات طويلة ولوحدي أم أزيد في جرعة الدواء؟؟
أفيدوني أفادكم الله
27/10/2009
رد المستشار
الأخت الفاضلة "الأميرة الحسناء" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، مبالغة كبيرة أن تقولي أن الرهاب أصبح مرض العصر... هذا غير صحيح إنما يمكن أن تقولي أن القلق أو الاكتئاب أصبح مرض العصر لكن الرهاب ليس منتشرا أبدا بنفس الكم ولا الكيف.... أنت كما يفهم من سطورك الإليكترونية تعانين من اضطراب رهاب الساحة Agoraphobia والذي يعني:
* وجود قلق وتخوف من التواجد في الأماكنِ أَو المواقف التي قَدْ يَكُونُ الهروب منها صعبا (أَو مُحْرجا) أَو التي قَدْ لا تَكُونُ المساعدة متوفرة فيها في حالة حدوث نوبة هلع Panic Attack غير متوقّعة أَو متوقعة بسبب الموقف أَو حدوث أعراضِ تشبه أعراض نوبة الهلع Panic Like Attack.
* يتم تَجَنّب هذه المواقف، أو تُتََحَمّل بضِيقٍ ملحوظٍ أَو قلقٍ من حدوث نوبة الهلع َوحدوث أعراضِ تشبه أعراضها، أَو يَتطلّبُ حضورَ رفيق.
* هذه الحالة لا تُفسّرُ بشكل أفضل باضطراب نفسي آخرِ....
وعندنا من رهاب ساحة نوعان:
* رهاب ساحة مع اضطراب هلع
حيث توجد أعراض تفي بمعايير تشخيص اضطراب الهلع وأعراض تفي بمعايير تشخيص رهاب ساحة.
* رهاب ساحة دون اضطراب هلع
حيث توجد أعراض تفي بمعايير تشخيص رهاب ساحة، ولكن لا يوجد أي تاريخ لأعراض تفي بمعايير تشخيص اضطراب الهلع
ولا أستطيع تحديد النوع في حالتك لأن ما ذكرت من أعراض (لما أطلع إلى الشارع أحس بدوران وخفقان سريع في القلب) لا يكفي لتشخيص نوبة الهلع...
على كل المطلوب منك يا أخت "الأميرة الحسناء" هو ألا تزيدي جرعة العقار –وهو بالمناسبة عقار جيد في حالتك- وإنما زيدي من العلاج السلوكي مبدئيا بالتعرض التدريجي للشارع وامشي فيه مسافات متزايدة وحدك،
وجميل قولك: (أحاول أن أخرج وأعاند نفسي على الأقل للأماكن القريبة من البيت) خاصة حين تبدئين هذا في الأسبوع الثالث من العلاج فأنا أستطيع أن أتفاءل جدا بمن هن مثلك من المريضات.
ولكن من المهم أن تستمري كل مرة -من مرات التعرض- في الشارع إلى أن يزول كل قلقك وحذار من الهرب، وأود تنبيهك إلى أن أعراض الخوف التي تشعرين بها هي أعراض حقيقية وليست وهما... إلا أنها كالإنذار الكاذب.... فهو إنذار حقيقي لكنه كاذب وظيفيا.... فالواقع هو أن الجسد يستجيب استجابة الخوف دون وجود داعٍ حقيقي للخوف.
تقولين أيضًا (مشكلتي الكبيرة أني إن شاء الله على سفر إلى دولة عربية وأخاف أن لا أتحمل السفر) وليس هناك أي احتمال لأن يكون السفر -مهما كانت أعراضك شديدة- حملا ثقيلا عليك لدرجة أنك قد لا تتحملينه... أؤكد لك أنك إن ثابرت على العلاج السلوكي المعرفي المنظم فإنك إن شاء الله ستبرئين تماما...
وتابعينا دائما.