السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لدي مشكلة كبيرة وأتمنى أن تتمكنوا بتوفيق الله من حلّها، فليس لها تصنيف في موقعكم وتنغص عليّ حياتي. تبدأ مشكلتي عندما دخلت الجامعة، حيث أصابتني حالة بسيطة من الفصام وأنتم تعرفون المعاناة التي يعانيها مريض الفصام من صعوبة التواصل مع الأصدقاء والأهل.
المهم ومع تلك المعاناة تغيّر شكلي تماماً! وبعد أن كنت أبدو محترماً وذا وجه جميل أصبحت قبيح الوجه جداً لدرجة أني أخجل من الذهاب إلى الجامعة، ولم أكن أعلم سبب هذا التغير الهائل في الشكل لمدة سنتين، اعتقدت خطأً أن العادة السرية هي السبب في هذا التغير، ولكني عرفت أنها بريئة وأن سبب مشكلتي هو نفسي.
تجنبت الخروج من المنزل، أصبحت طريقة تعاملي مع المشكلة هي أن أهدّي نفسي حتى لا يزداد شكلي سوءاً.
لدي عدة أسئلة عن هذه الحالة:
1- هل تؤثر النفسية في تغير الشكل إلى هذا الحد بالشكل الكبير؟.
2- ماذا أفعل كي يعود شكلي مثلما كان قبل الجامعة؟.
3- هل القلق والتوتر يؤثران في ملامح وجه كل الناس أم بعضهم فقط؟ ولماذا أنا الوحيد الذي يتغير شكلي هكذا؟.
04/11/2009
رد المستشار
صديقي،
أقترح أن تغير الشكل قد يكون طفيفاً ولكنك تراه كبيراً جداً.. هذا شيء طبيعي أو معتاد في البشر. كم من مرة تجد شخصاً ينتقد أو يكره وزنه أو أنفه أو شعره أو طوله أو قصره أو بدانته أو نحافته، في حين أن الآخرين لا يرون سبباً للنقد أو الكراهية أو للإحساس بالنقص أو بأن شيئاً ليس على ما يرام من ناحية الشكل! لكن الضغط النفسي المستمر من القلق على الشكل يجعل الصحة تتدهور وتبدو أعراض الإرهاق على الجسد كله. الفصام في حد ذاته لا يسبب تغييراً في الشكل، لكن القلق هو الذي يفعل ذلك مما له من تأثيرات سلبية على الدورة الدموية وإفرازات الهرمونات المختلفة في الجسد.
لكي يعود شكلك إلى ما كان عليه أو أفضل، عليك بالكشف الطبي أولاً حتى تستبعد أية أسباب عضوية. بعد ذلك عليك بالرياضة وتمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق البطيء لمدة عشرة دقائق يومياً في الصباح ومرة أخرى في المساء إن أمكن.
عليك أيضاً بالتفاؤل والانخراط في ممارسة عدة هوايات واهتمامات جسدية وعقلية. كذلك يجب ألا تنعزل عن الناس وأن تكوّن معارف وأصحاب وأصدقاء وأن تكون لك حياة اجتماعية. ابدأ بالإهتمام بمن تعرفهم والاتصال بمن أهملتهم في الماضي. أعد إحياء العلاقات الجيدة القديمة إن وجدت أو كون علاقات جديدة.
قد يصعب عليك في البداية تنظيم كل هذا. لذلك أنصحك بمراجعة معالج نفسي لمناقشة هذه الأمور ومتابعة خطط تنفيذها.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.