السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما بعد؛
أنا فتاة في 21 من العمر، كنت أعيش حياة عادية، ولكن قبل ثلاث سنوات توفيت زوجة أخي في حادث سيارة وتوفيت بعده مباشرة وحزنت عليها، لكن استمرت حياتي بعد ذلك طبيعية.
بعد فترة قليلة من وفاتها توفي ابن خالتي وهو في 30 من عمره وهو نائم فجأة، ومن بعدها أصبت بفزع شديد من الموت؛ أصبحت أنظر إلى أهلي نظرة مودع ومرضت وفقدت شهيتي للطعام، وبعدها بما يقارب الشهرين خفّت هذه الأعراض تدريجياً ومن بعدها أصبحت تراودني بين فترة أخرى وتشتد قوتها وتضعف، وهي تأتي في شكل أفكار أنني سأموت وسيحزن عليّ أهلي وأكتئب لفراقهم، وماذا سيفعلون من بعدي؟ ومن هذه الأشياء!
لكن قبل ما يقارب شهر من اليوم أصبت بآلام في المعدة وذهبت إلى المشفى وأخبروني أني مصابة بجرثومة في المعدة، ووصفوا لي العلاج اللازم، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم الأفكار أصبحت أقوى بكثير من أي وقت مضى.
أصبحت أكره الموت ولا أحب أن يذكر أمامي ولا حتى الأمراض والحروب لخوفي من الموت، وكأني في كابوس أنتظر أن أفيق منه. كل شيء أصبح مظلماً بالنسبة لي، أصبحت أتساءل هل شربي للماء محاسبة عليه وهل فيه عقاب؟!
تعبت من هذا الوضع، أشعر أني لو استمريت شهراً آخر سأصاب بالجنون.
أريد حلاً، أرجوكم ساعدوني!.
04/11/2009
رد المستشار
ابنتي العزيزة،
الخوف من الموت شيء طبيعي، فالموت حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها، والخوف منه شعور غريزي وطبيعي يتسبب في دفع عجلة الحياة، ولكن أن تسيطر علينا الفكرة لتحتل الجزء الأكبر من وعينا، ولتصبح معِوقة عن السير الطبيعي للحياة فهذا هو الوسواس القهري بعينه.
وقد يكون لديك من الأسباب والعوامل المقنعة المؤدية لمثل هذه المشاعر، فتكرار حوادث الوفاة وفقدان الأعزاء من حولنا في وقت قصير ليس بالأمر الهين ولكن استمرار الأحزان وتزايدها بلا مبرر يجعلها ظاهرة مرضية تستوجب العلاج.
والوسواس القهري الذي تعانين منه مرض له علاج بفضل الله، وما عليك إلا زيارة طبيب نفساني بسرعة حتى يتمكن من التقييم الدقيق لحالتك مما يسمح له باختيار العلاج المناسب سواء كان بالدواء أو بأي وسيلة علاجية نفسية أخرى، وقد تتحسن حالتك بسرعة كبيرة على ما أتوقع مما قلته من تاريخ للمرض.
* ويضيف أ.د وائل أبو هندي، الابنة العزيزة،
"فتاة" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكرا على ثقتك. ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الرائع د. جمال الفقي غير أن أنبه إلى ضرورة التحرك بسرعة نظراً لأن في قولك: "أصبحت أكره الموت ولا أحب أن يذكر أمامي ولا حتى الأمراض والحروب لخوفي من الموت" ما يفيد أنك تسرفين في استخدام أسلوب التحاشي لكل ما يذكرك بما يسبب الوسوسة أو الخوف أو الضيق.. والحياة بهذا الشكل تضيق على صاحبها بالتدريج وكلما أطال وتمادى في التحاشي كلما كان العلاج مستقبلاً أصعب فتحركي الآن وبلا تردد.
واقرئي على مجانين:
وسواس الموت
رجفة الموت
هلع واكتئاب وسواس الموت
رهاب الموت
الخوف من الموت: بين الطبيعي والمرض
ابنتي العزيزة،
الخوف من الموت شيء طبيعي، فالموت حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها، والخوف منه شعور غريزي وطبيعي يتسبب في دفع عجلة الحياة ولكن أن تسيطر علينا الفكرة لتحتل الجزء الأكبر من وعينا، ولتصبح معِوقة عن السير الطبيعي للحياة فهذا هو الوسواس القهري بعينه.
وقد يكون لديك من الأسباب والعوامل المقنعة المؤدية لمثل هذه المشاعر، فتكرار حوادث الوفاة وفقدان الأعزاء من حولنا في وقت قصير ليس بالأمر الهين ولكن استمرار الأحزان وتزايدها بلا مبرر يجعلها ظاهرة مرضية تستوجب العلاج.
والوسواس القهري الذي تعانين منه مرض له علاج بفضل الله، وما عليك إلا زيارة طبيب نفساني بسرعة حتى يتمكن من التقييم الدقيق لحالتك مما يسمح له باختيار العلاج المناسب سواء كان بالدواء أو بأي وسيلة علاجية نفسية أخرى، وقد تتحسن حالتك بسرعة كبيرة على ما أتوقع مما قلته من تاريخ للمرض.
* ويضيف أ.د وائل أبو هندي، الابنة العزيزة،
"فتاة" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكرا على ثقتك. ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الرائع د. جمال الفقي غير أن أنبه إلى ضرورة التحرك بسرعة نظرا لأن في قولك: "أصبحت أكره الموت ولا أحب أن يذكر أمامي ولا حتى الأمراض والحروب لخوفي من الموت" ما يفيد أنك تسرفين في استخدام أسلوب التحاشي لكل ما يذكرك بما يسبب الوسوسة أو الخوف أو الضيق.. والحياة بهذا الشكل تضيق على صاحبها بالتدريج وكلما أطال وتمادى في التحاشي كلما كان العلاج مستقبلا أصعب فتحركي الآن وبلا تردد.
واقرئي على مجانين:
وسواس الموت
رجفة الموت
هلع واكتئاب وسواس الموت
رهاب الموت
الخوف من الموت: بين الطبيعي والمرض