امرأة وخرابيط: يوميات تفسخ الدماغ
كنت في مرة أزور أحد الأصدقاء وجاءت علينا ضيفتان تزورانه، وكان من عادتي أني أتجنب النساء في التعامل بقدر الإمكان بدافع الاحترام وأيضا بحكم الخوف الاجتماعي والشعور بالمراقبة، فبادرت إحداهن في الحديث معي وكانت جريئة جدا، وكالعادة كنت متحفظا بقدر الإمكان، ولكن كانت الوساوس في دماغي كالعادة في التساؤل عن كل شيء هل صديقي تعمد أن يخبر صديقته هذه لتحضر في هذا الميعاد أم ماذا، وماذا سأفعل هل ستحس هذه الفتاة أني خائف، لابد وأن أثبت العكس، وهل يمكن أن تكون زوجة لي فيما بعد، أو أنها هي بالفعل تريد ذلك من خلال الإتيان في هذا الميعاد؟؟
تفكير خرافي خيالي يبدأ في دماغي في كل مرة أرى فيها فتاة نتيجة عوامل كثيرة ربما أولها العوز والاحتياج. لكن أنا لا أبدي أي شيء تماما، وبالفعل أثناء الحديث عندما قالت لي بأني متميز جدا ولي شخصية وبالتأكيد لي صديقات بنات كثيرة، قلت لها لا، إن المسلم ليس له صديقات بالمعنى المتعارف عليه، من الممكن الحديث مع النساء كما أتحدث معك الآن ليس إلا، فلم تصدق أو تعي تماما ما أقول، على أي حال استمر الحديث وأثناء الكلام كنت أعرق كثيرا وهي كانت ذكية فكانت تخرج المنديل فور أول نقطة عرق، فعلقت سريعا وقلت أن لدي عادة العرق الكثير، وعندما أحضر صديقي الطعام لنأكل كانت يدي ترتعش، ليس رعشة الخوف هذه المرة وإنما رعشة المرض المنتظمة التي من الممكن أن تكون حسب توصيف الطبيب أنها من التهاب الأعصاب المتعدد، على أي حال هذا لم ملاحظة الفتاة له إلا أنها كانت تواصل الحديث معي، وفي النهاية أخذت رقم الهاتف حقي لأنها كانت للتو وصلت إلى البلد من الخارج وقالت أنها إذا أرادت أي مساعدة فستتصل بي، ونهى الموقف ورحلت، ومن عدتي أنني أسجل الأرقام على الهاتف ولكني لا أتصل بأحد، ومرت الأيام وأنا كنت للتو قد خرجت من الجيش وأرى نفسي أتحرك هنا وهناك وأكلم هذا وهذه، فكنت فرحا معتدا بنفسي. بعدها بأسبوعين اتصلت الفتاة وطلبت مني مساعدة من خلال الهاتف، فعلت، وأغلقت وأنا فرح لآني لم أخف كثيرا أثناء الرد على مكالمة من امرأة. وكان بمثابة رصيد أضيفه إلى نفسي الفقيرة في هذا المجال والتي خرجت من التو من طواحين العراك النفسي الوهمي خلال الفترة الزمنية السابقة، وفخمت الأمر وعظمته في نفسي، وقلت أنني فقط أجيب على الهاتف ولو كان من النساء ولكني لا أتعمد الاتصال بهن.
وهكذا مرت الأيام دون أفكر في أي شيء. وبعد أسبوعين آخرين اتصلت الفتاة مرة أخرى وعزمتني على الغداء، وهنا وافقت، وذهبت أنا ومجموعة من الأصدقاء وأكلنا ثم استأذنت ورحلت بعدها. ولكن لاحظت شيئا ما في:
* تكرر ظهور إحساس قديم كان يأتي لي عندما أرى الفتيات، أنني لطالما سرحت بخيالي على مدى سنوات طوال بأني ذلك الزاهد في الزواج لأن ليس لي الحق المباشر في طلبه من أحد بعينه لعدم الثقة والشعور بالذنب، ثم ستأتي من النساء من تكون الرغبة من جهتها أكبر بحيث ربما يكون الزواج ليس على كامل مسؤوليتي، وإنما أكون قد عرفت الطرف الآخر أنني لست كفئا للزواج بينما هو سيتنازل بعض الشيء. وحصل هذا مرة واحدة من قبل أحد المعلمين الذين كانوا يجلونني، فعرفته بكل شيء وظروفي، فأصر، فتحججت بأن ليس معي مال ولا سكن ولا شيء، ففوجئت بأنه وافق وكان يعلم ظروفي في المنزل أيضا، حينها أحسست أن ابنته طاهرة حافظة للقرآن وأنا لا أستحقها، ولكني حاولت في خجل أن أفاتح الموضوع مع أبي لعل وعسى ولكنه رأى أن وضعي الاجتماعي والثقافي أعلى، فقل في نفسي ليتك تعلم ما في نفسي. ولكني لم أصر أبدا لأني أصلا عندما كنت أذهب إلى بيت المعلم لم أكن أنظر إلى ابنته في وجهها مباشرة لآني كنت أوقر بنته. لذلك لم أتعلق بها لعدم العامل المباشر.
* حينما كنا نزور الفتاتين كانت لدي أعراض غريبة في ازدواجها، حبي للكلام مع الاثنين مع التحفظ فلم أكن أبادر بالكلام لكن أفرح به على أي حال، وكأني لاشعوريا أملأ الفراغ العاطفي بالخانات فقط، وكنت أسرع بالرحيل من هناك مع أنني أريد في حقيقة نفسي البقاء. بعدها لم تتصل بي البنت الذي تميل للحديث معي، ومرت 3 أسابيع وأنا لا أتصل مع شعوري برغبة في الاتصال، حيث كنت أقول في نفسي لا، هذا مستحيل، ولماذا أتصل، هذا غير جائز، وبعدها اتصلت هي لعزومة جديدة ـ وذهبت أنا وصديق لي، ولما ذهبنا كان ذلك الصديق يستخدم يداه أحيانا في المزاح مع الفتاة الأخرى فكنت أخجل من هذه المسألة وأحاول أن أبدو رسميا إلى أبعد الحدود التي أستطيعها، وحينما كنت أعرق كانت الفتاة تحضر لي المناديل فورا وهكذا بدأت في التقرب مني أكثر وأكثر وكانت ذكية في كلامها ولكن كانت في بعض الأحيان جريئة جدا وكانت مبادرة.
وفي مرة أخبرتني أن عمرها 28 أي أكبر مني وأنها تريد أصدقاء لها في هذا البلد وأنها سعيدة لكوني أتحت لها من وقتي لمساعدتها في بعض المسائل الخاصة بالعمل في التجارة. وبعدها جاء لي عمل في مكان بعيد عن المنطقة وقلت لها بأني سأرحل للعمل فقالت بلهجة واضحة وجريئة دون أن تواري: وكيف سأراك لاحقا، سأفتقدك؟ فاستغربت من هذه اللهجة وصدمت صدمة خفيفة ولكن استطعت كتمان هذا أيضا وأبديت موقفا عاديا وقلت لها بالهاتف. وهكذا بدأت الاتصالات. ولاحظت:
_ لم أكن أبادر بالاتصال وكانت تقول لي بصراحة أنها هي تتصل في كل مرة، ولم تكن تقول ذلك في حرج ولا صوت مميع، بل في قوة وجرأة مما زاد إعجابي بها كمصدر أستفيد منه في التعامل، وكنت في نفسي أرفض تماما أن أعترف بأني معجب بفتاة. وهذا بدا على طول هذه الفترة وكأنه عدم نضج في المشاعر تجاه المرأة مقنع، فلا هي ولا أحد آخر إلا كان يقول بأني السيد المحترم فلان، ذو الهيبة والوقار، فلم أكن أحب أن أبدي أي شيء أبدا.
_ كنت دائما أتردد في الاتصال بشكل وسواسي، وهذا كان جديدا بالنسبة لي أن تأتيني وسوسات سريعة الإيقاع مزعجة بشأن الرفض والقبول الرفض والقبول تنتهي في النهاية بعد محاولات عدة إلى الاتصال، ولكن ما كان يغطي هذا التردد في النهاية هو الشعور بالعاطفة ومحاولة إثبات أني أستطيع التواصل مع الفتاة إلى حين أن تأتي اللحظة التي تظهر فيها كل الأحوال.
_ عندما أسمع الهاتف أسرع إليه لأرى من المتصل بسرعة، ولكن مع خوف طفيف وزيادة في ضربات القلب، وكنت أشعر بأن هناك ضعفا في لأني أتلهف لرؤية المتصل بسرعة وأنبت نفسي في هذا وربما كنت أتحدث معها بلهجة تماثل الموقف الذي تتخذه تجاهي، فإذا كان فكاهيا أو جادا كنت كذلك وكأني سريع التطبع بما هو معروض أمامي، ولست ذو تصرف واضح أو نمطي مع العلم اني في التحفظ في كل الأحوال. وفي مرة من الاتصالات كنت دائما أتأخر في الاتصال متعمدا، فقالت لي: اسمع، هل تخجل من كثرة اتصالي بك، فصدمت صدمة خفيفة ورددت في إباء: لا، مما اخجل. فقالت حسنا. إنني فقط أريد أن أطمئن عليك. وكل مرة كانت تتصل لم يكن هناك سبب سوى أن تطمأن بصوت جري وتغلق الهاتف. وأحسست أنها تتكلم بغير لهجة البنت الخجولة وإنما دائما تتكلم وكأنني أخوها، وكانت ناديني بلفظ الأخ الأكبر. مرت الأيام وكنت آخذ إجازة للعودة إلى منطقتي مرة أخرى فكنت أذهب إلى بيتهم لزيارتها حيث كانت تسكن هي ومجموعة من الوافدين من بلدها في حي شعبي، ولاحظت: (أني بدأت أخالف الدين مع علمي الأكيد والذي كنت أنصح الناس به ولم كن أتصور أن أفعله وهو أن أذهب لحريم دون وجود رجال في البيت).
_ حينما تتكلم مع الرجال كما هي معتادة بجرأتها بدأت لاشعوريا أندفع بالغيرة، وأحس أنها بطريقة ما أو بأخرى تمت لي بصلة وأنه لا ينبغي أن تفعل هذا، وبدأ الغموض الذي انتبهت له ولكن فسرته على أن هذه أعراض نفسية لأني لست ناضجا، فأنا لم أكن أرضى أن يكلمها أحد بلهجة فيها نوع من الميوعة أو الاستهتار، وكنت أريد أن ألفت نظرها لهذا ولكن مع هذا كنت أتحفظ جدا.
_ كنت ألتمس لها العذر فيما يشعرني بالغيرة بداع أنها من ثقافة أخرى وأفعالها ليست معناها التي نفهمها نحن وكنت أتظاهر بأن هذا لا يخصني في شيء، ولا يمت لي بصلة، وهنا بدأ التناقض حيث لم أكن وضحا مع نفسي، وكان الغموض كصفة من صفات معظم مشاريعي قد حل حتى في هذه. وأعقد أنه كان يجب علي أن أبتعد من ساعتها، لكني ظاهرت أمامها وأمام نفسي بأني أريد مساعدتها فقط، وهي مسئولة عما تفعل.
_ استمر شعوري بالغيرة الذي لم يكن موجودا في البداية، ونظرا لأنها كانت ذكية إلى أبعد الحدود، فقد لاحظت أني لا أبدي اهتماما بها أثناء حديثها مع أحد الرجال في مسألة ما مثلا، فكنت ولا أدري هذا صحيح أم لا أنها تتعمد ذلك لهدف واحد اعتقدت في ذهني وهو لفت انتباهي أكثر. واستمر الغموض مني ومنها تجاه بعضنا، وهذا ما أعتبره من أكبر الأخطاء والمصائب التي ارتكبتها حيث بدوت وكأني أداري على شيء خطأ مقابل أني لا شعوريا لا أريد فقدان شيئا وجدته بعد احتياج طويل وأكره أن أقول هذا. استمرت العلاقة وتوطدت على أساس غير واضح، فكان تكلمني على أني صديقها المفضل وأنا أحاول إفهامها بأنه يجب عيها أن تفهم ضوابط العلاقة بين الرجل والمرأة، وكانت تحكي لي كل شيء حصل في حياتها، وما الذي جعل شخصيتها قوية وجريئة وبناءة ومستقلة وحكت ظروفها الصعبة وكيف طردت من البيت وأصبحت عرضة للضياع، إلا أنها كانت مصرة على النجاح والتفوق وهكذا إلى أن جاء الجزء الخاص بزواجها، وأن زوجها هو الآخر غير مهتم بحياته وأنه تركها ورحل وكان سكيرا، وأوضحت لي صورة ابنتها الصغيرة وهنا ـ
_ بالرغم من أنها رشيقة ولا يبدو عليها أبدا سنها أو أنها أنجبت وبالرغم من أني لم أسألها عن ماضيها إلا أنني كنت أحتمل شيئا كهذا لأن عندي قدرة ملاحظة، ولكني لا أدري لماذا جاء في دماغي شيء غريب وهو: بالطبع لا يمكنك الزواج بامرأة منجبة؟..... لكن كانت إجابة أغرب قد وردت في صورة سريعة: ليس حراما من جهة الشرع، لكن بالطبع لن تفعل شيئا كهذا فهذا مناف للمنطق. وهي كانت ذكية جدا لتفهم جزءا كبيرا من شخصيتي المعقدة، كانت تفهم ما أريد أن أقول وتوالت الأيام وأنا لازلت معها في محاولات لأعمال تجارية لم تكن غالبا ممكن تنجح وكانت فرص اللقاء وحججه متاحة طوال اليوم ولفترات طويلة وفي هذه الفترة.
_ كنت سعيدا ومطمئنا نفسيا بالرغم من الأعراض التي لم تختفي أبدا بل بالعكس كنت أحاول التستر عليها، فمثلا حين كنا نأكل كنت أحاول وقف الرعشة أو تثبيت يداي، وكنت أحاول التقليل من العرق أمامها، كانت ذكية جد وتشفق علي من الأعراض وتنصحني بالرياضة.
_ كان شيئا غريبا في تلك الفترة وهو أنني اعتبرها منافسا لي وهي كذلك، ولكن تنافسا شريفا، يعني كل واحد كان يحاول أن يفعل ويظهر كل ما يستطيع من مميزات في تنافس غير ملحوظ وبناء
_ في كل مرة أنتبه فيها لحكم الشرع في التواصل بين الرجل والمرأة، كانت الحجة في مخي هي أن هذا عمل لبداية تجارة ولابد فيه من الاختلاط فالناس ليسوا كلهم مهديين لتعاليم الإسلام وكان اندفاعي وراء أمرين أول شيء هو أني كنت أشعر بالعاطفة تجاهها لأعطف عليها أولا ثم لأحس أنها متعاطفة معي، والشيء الآخر أني أريد أن أكون مثالا أمامها للقدوة لما أشعر به من الثقة.
_ تطورت لدي القدرة على التفكير المنطقي في مواقف كثيرة جدا حتى أن بعض الناس بدؤوا ينظرون إلي على أني شخصية قيادية ويريدون أن يسألوني عن أشياء كثيرة ويأخذون برأيي.
_ لم أعد أشعر بالمراقبة الصارمة التي كنت أحسها
_ في مرة واجهت نفسي، ماذا سيحدث في النهاية، لماذا لا أتزوجها الآن؟ فكانت الإجابة الغريبة في مخي، أن هذه أول تجربة لي في التعامل مع الحريم ولو من بعيد، فإذا تم الموضوع فسأسافر وتلحق هي بي لنتزوج بالخارج لأن الأهل لن يوافقوا عليها هنا في الوطن ـ وأمي كانت ستسخر مني مجددا ـ لذلك لن سمح لأي أحد أن يقف في طريقي أيا كان ولن أهتم بموقف المنزل، وكنت حينها واثقا جدا من نفسي وكان عندي استعداد ولأول مرة في حياتي لتحمل مسئولية قراري دون أدنى تردد كانت أول مرة أشعر أني رجل كامل، وإذا انتهت المسالة دون توفيق فسيكون ذلك دافعا لي لكي أغير فكرتي عن نفسي وهو أني قادر على التعامل مع النساء.
_ لم يحصل في مرة واحدة أنها قالت لو قلت أنا كلاما في الحب ولا حتى كلمة واحدة . لكن كان التعامل على مستوى من الحساسية الشديدة من حيث التعبير عن المشاعر بالألفاظ، ولكن كانت تشير في كل المواقف إلى كلام عام بمنتهى الجرأة عن المشاعر وكيفية واقع الإنسان عندما يغادر بلده وأحاسيسها السابقة مع زوجها ولم تكن تخرج عن الأدب العام / ولكن كانت منفحة بدرجة كبيرة، فهي لا تعلم أي شيء عن الدين ولم تكن مقيدة في حركتها أو كلامها مع الرجال فكانت تضحك كيفما تشاء وتعبر عن كل شيء بحرية تامة وأحيانا كان بعض الرجال يفرحون جدا بها لدرجة أن يسلموا عليها باليد ويقولون اشتقنا لك فترد عليهم بالإيجاب، كنت ساعتها لا أتحمل من الداخل وكنت انصحها من بعيد، فكنت لا أريد أن تعرف أن هناك شيئا تجاهي، بل وكانت أحيانا عرض علي صورها التي أخذتها برفقة الرجال وهي تمسك بأيديهم وكانت حس بالفكاهة في كل ما تفعل فكانت الصور مأخوذة بطابع التهريج مثل علامات الانتصار والابتسامات الكاذبة والوقوف بجانب الرجال مثلهم، فكنت أضمر في نفسي لأنه ليس لي ولاية عليها ولا أريد أن أبين أي شيء.
_ كنت متعلقا جدا بصفات فيها، كنت مقتنعا بها أكثر من الرجال في بعض المواقف، وهي أول مرة أقتنع فيها بامرأة ولو جزئيا، الجرأة أحببتها فيها وفي نفس الوقت حاولت أن أقتدي بهذه الجرأة كرجل لا يرضى أن تتفوق عليه امرأة، فكنت أحب فيها صفات تجعلني غيورا على نفسي بشكل صحي. كنت أعتبرها متفوقة علي في هذا الأمر وأنا أحاول أن أنافسها وإنا أحبها أي دون أدنى كره.
_ العطف والحنان كان شيئا جميلا فيها فكانت مع تميزها لا تتكبر على الناس كما بعض زملائها من الحريم العاملين في نفس المجال..
_ كانت منبهة جدا للمال وتحاسب الحساب بالضبط لكن كانت تنفق على أصدقائها وكريمة وتعطي الفقراء، وتعرض علي المال في كل وقت
_ كانت آراؤها حكيمة في كثير من الأحيان باستثناء الدين فكانت جاهلة تماما لكن أعترف بنها كانت متفوقة علي في الجانب العملي للحياة وكنت أحب فيها هذا.
_ كانت تذكرني بنفسي فظروفها صعبة بل وطردت من المنزل لكنها أصرت لذلك وفقها الله مرت الأيام هكذا بغموض مع هدوء العواصف النفسية التي تحطمني في السابق، لكن أنا أخطأت حين ظننت أني سأهرب من المعاناة بعلاقة غامضة غير معروفة في شرع الإسلام. كان هذا خطئا فالعاصفة الكبيرة كانت في الصدمة / في يوم من الأيام جاءتني وكنت في مكان عمل بعيد وأرادت أن تساعدني في ترتيب المكان وأشفقت علي من العمل وحدي، وجاءت بالمواصلات من مكان بعيد، وأرادت أن تبيت عندي فخفت من الداخل، كنت أعلم أن في الثقافة التي نشأت عليها يمكن أن تبيت في شقة فيها رجال على أن تكون في غرفة لوحدها، كان هذا شائعا بينهم، ولكن هي كانت تسكن في شقة لوحدها ولم تكن تختلط بهم لأنها لا تطمئن لكل الناس ـ إلا لي وبعض الناس، وبعدها قلت لها حسنا اذهبي أنت وخذي مفتاح الشقة وأنا سأبيت في الخارج، فغضبت وتغير وجهها ولم تقل لي السبب، قلت أنا آتي هنا لمساعدتك وأنت ترفضنين، وأعتقد أنها ظنت أني أحتقرها واتهمها بشكل غير مباشر أنها جاءت لغرض غير شريف وأنها غير شريفة، كنت أعلم أنها ليست كذلك ولكنها كانت كالطفلة في هذه المسألة؛
أصررت على موقفي فقالت حسنا سأعود من حيث أتيت قلت لها أن الساعة 11 مساءا كيف تعودين في هذا الوقت قالت سأعود عندها أصررت أكثر قلت لها حسنا هيا اركبي وعودي سأذهب للشقة وأنظف المكان، وعندما ذهبنا اتصلت بكل الأصدقاء الذين أعرفهم للمبيت عندهم فلم يرد علي واحد منهم، وبعد ساعة من العمل قالت لي ادخل الغرفة واقفل على نفسك وأنا سأنظف، ولما يئست من المبيت بالخارج مع الخوف أن أشعر بالشهوة أسرعت ودخلت غرفتي صليت العشاء وقفلت الباب ونمت نوما عميقا. وظلت هي تعمل حتى الصباح، لما استيقظت من النوم وجدت كل شيء منظما / تأثرت في نفسي وأحسست بأنها ستكون زوجة وأما لي مخلصة، ولكن كانت هي متأثرة نفسيا لأني أهنتها ليلة البارحة على الأقل من وجهة نظرها هي ورحلت إلى العمل وانتهى الموقف ولما رجعت وجدت رسالة تقول فيها اعتني بنفسك تأثرت جدا لدرجة أني قلت بان هذه هي المرأة التي أريد. بعد أيام ذهبت لمساعدتها في أمر من الأمور فطلبت مني أن أجري شيئا على الكمبيوتر ولما فتحت الشاشة وجدت صورتها مع رجل عرفتني هي عليه وبينهما ولد صغير استعاروه من الذين كانوا بجانبهم أثناء الصورة. تسمرت لحظة أمام الصورة حينها بدأ قلبي يخفق بشدة وبدأت أعرق وبدأ رأسي يسخن في منطقة معينة بغير الأخرى.
لما لاحظت أنها بجانبي حاولت التظاهر بسرعة أني على ما يرام، كنت حينها لا أعرف لماذا أشعر بالصدمة، لكن أعتقد أنني كنت أخفي مشاعري بشكل مقنع فكانت النتيجة هي صدمة مقنعة فكانت مشاعر الحب مضمرة ولم تأخذ مسارا شرعيا فصدمت صدمة حجمها حجم المشاعر المكبوتة. بعدها حاولت الرحيل من المكان بسرعة كبيرة.
_ ما الذي حصل لي من وجهة نظركم عندما صدمت بهذه الصورة؟ لا أعرف لماذا عندما قررت ألا أفكر فيها نهائيا لم أفلح، بل لما رجعت للبيت دخلت واستمعت للقرآن وأنا أقرأه بصوت عال إلى منتصف الليل لكي أندمج في شيء آخر فانتبه الأهل وقالوا لي لماذا ترفع صوتك هكذا إننا في منتصف الليل، فعرفت حينها أنني أحاول بالصوت الهستيري التغطية على مشكلتي، وبدأت أبكي لأني أريد التخلص من تلك الصورة ومن الإحساس الغريب الذي أحس به لأول مرة أي بكونه مرتبط بالعاطفة ولكن أعتقد أن الإحساس نفسه قد يكون له جذور قديمة كالإحساس بأن أمي أجبرتني على فعل شيء وأنا لا أريد فعله وأحاول بشتى الطرق والوسائل الفكاك منه وإضمار العدوانية لهذا الشعور بكل ما أوتيت من قوة ولكن لم يكن لدي حيلة ولكن أنا أتعجب أنني قد كبرت فلماذا أشعر بأن هناك ما يحتم علي فعل ذلك، بدأت المشكلة / ومكوناتها غريبة عدم القدرة على التحكم في التفكير.
_ مهما حاولت أن أبدل تفكيري بأي شكل من الأشكال لم أكن أفلح وكأنها أخذت جزءا من تفكيري تتحكم فيه، حاولت أن اقنع نفسي بأنها في مكانها وأنا في مكاني وهي لا تملك شيئا مني وليس هناك رابطا حقيقيا بيني وبينها فاقتنع دقائق ثم يحصل اندماج غير عادي مع الأفكار الهدامة على خلاف الخبرة التي كنت بدأت أن أكونها للثقة في نفسي والتخلص من هذه الأفكار، لم تكن هناك أفكار هدامة إلا بخصوص هذا الموضوع أي التفكير في حقيقة الموقف من تلك الفتاة فقط / فلم أكن مهتما بأي الأمراض النفسية التي أصبت بها ولا بالرعشة أو الخوف الاجتماعي أو الشعور بالمراقبة بل بالتفكير في هذا الموضوع فقط، وارتبطت كل هذه الأعراض بالموضوع الجديد خوفا وفرحا وكل شيء حتى الزيادة في ضربات القلب والرعشة مع التفكير وجود تغير في حرارة المخ وأعراض أخرى.
_ وكان يصاحب هذا التفكير شعور بتغير في طريقة الإدراك مثل الشعور بثقل في الدماغ وكأن هناك غشاوة وحرارة على سطح المخ في مناطق مختلفة كل مرة، أي كان الدم يتحرك بشكل مختلف عن المعتاد داخل دماغي فانا اشعر بحركة الدم داخلي، ومع هذا أحس أيضا بأني بدأت أدرك العالم والأشخاص بشكل جديد وكأني بدأت انضج ولكنن بشكل طفري مدمر، كانت الألوان تختلف في عيني ليس تماما ولكن لون الصورة العامة داخل عيني كان مختلفا عن الألوان وإدراكها كما في السابق كان معدل التغير من الوضع الطبيعي إلى الوضع المرضي سريعا.
- كان التفكير ليس طبيعيا أبدا فكان هناك استرجاع لشريط الذكريات مقطعا مقطعا وتحليل كل موقف لهذه الفتاة والرد عليه داخل الدماغ، من المخطأ ومن المصيب ومتى كان يجب أن أتوقف ومتى يمكن بدء الحساب بالنسبة لي وأي المواقف التي تغفر لي شرعا أو لا بحكم القوانين الشرعية وما هو الوضع الصحيح الذي كان يجب أن تتم به هذه العلاقة وكيف يمكن إصلاحها وهل يمكن أم لا شرعا يمكن لكن منطقيا لا يمكن، لكن الشرع هو الأصل، ولكن لشرع لا يمكن أن نستعمله كحجة وقتما نشاء، وكيف يمكن العودة للوضع قبل التعرف على تلك الفتاة وتبدأ مراجعة قصة التعرف عليها بصورة تفصيلية، وما الحكمة القدرية من التعرف عليها، كانت سرعة الحساب داخل المخ والمدة الطويلة لهذا العمل الشاق محرقة للمخ وغير مرتبة أيضا وربما اتخذ القرار وأقتنع به داخل دماغي ثم بعد دقيقة من الحسابات المعقدة أعود لأومن بنقيض ما قررته وكانت تتكرر هذه الظاهرة كل 10 دقائق تقريبا.
الوضع الطبيعي للحظات - كان الوضع الطبيعي يأتي في دماغي أحيان نادرة أحس فيها أني مرتاح وانتهيت نهائيا من الهم والغم. ولكن بعدها اكتشف أن الأعراض الدماغية تأتي وأحس بفراغ في التفكير كأن هناك ضلالات ستبدأ مرة أخرى. وعند محاولتي استعادة الوضع الطبيعي فاني لا استطيع الخروج من هذا التفكير الشعور بالوحدة العاطفية وعدم القدرة على استرجاع الإحساس بالمتعة في العبادة بدأت أفقد القدرة على التركيز حتى في الصلاة والإحساس بكل الشعائر التي كنت في البداية أحسها بشكل طبيعي وكنت اشعر بانهيار المقاومة الإيمانية تماما ولم أكن أحدد السبب بالضبط الشعور بالوحدة العاطفية وعدم القدرة على استرجاع الإحساس بالمتعة في العبادة ولا أدري ما السبب في عدم قدرتي على استرجاع على الأقل الإحساس الكاذب بالعظمة في مواجهة المواقف، فكنت إذا وقعت في مشكلة بدأت أشعر بأني رجل عظيم ومكافح وذو شأن عظيم حتى أعبر المشكلة مع أنها قد تبدو للبعض شيئا بسيط وليست مشكلة تحتاج مثل هذا التفخيم الشعور ببوادر التفكير الخرافي بشكل يناسب عقلي المنطقي جدا سأذكر هنا شيئا غريبا ربما يكون هو السبب هو أنني عرفت أن عدم احترام القوانين الشرعية أدى بي إلى الوقوع في أزمة نفسية وكنت أرفض الاعتراف بأنها أزمة عاطفية؛
وبدأ التأكد عندي من أن الدين هو الأساس في كل شيء وأنني لو كنت كما أمرني الله لكنت في غنى عن ما يحصل الآن، وبدأت أفسر كل العلاقات وكل شيء على أساس القوانين الشرعية ولكن بشكل غير مباشر / فمثلا بدأت أتأكد أنني والمجتمع الذي نعيش فيه في ضلال كبير وبالرغم من هذا ليس مطلقا وجميعنا يعلم ابتعادنا عن الدين كدولة ككل بما فيها من مجتمع وسياسة وغيرها، إلا أنني بدأت أراها بصفة مختلفة وكأن الفرد هو الأساس وأنني مسئول عن كل ما يحصل لي من جهة الدين. وهو تفكير مرضي في بعض الأحيان يحملني ما لا أطيق وفيه هروب من أشياء كثيرة التخبط في الأفكار بعدها فكرت في كيفية التخلص من التفكير في ذلك الموضوع فقررت أن اقطع علاقتي بهذه الفتاة تماما ونهائيا، لكني أحسست بضعف كبير فكنت تتخبط رأسي بأفكار كأن أذهب وأخطب أي أحد لكي أستريح، أو أخبرها بأني خطبت وأن لا تتصل بي نهائيا وفي النهاية اتصلت بي إحدى صديقاتها لكي لا تكلمني بشكل مباشر فاضطررت لأن أتصل بها بعدما اعتقدت بأن العلاقة انتهت وبدأت أتناقض مع نفسي، بين عدم رضاي الديني عن هذه الفتاة وبين ضعفي العاطفي وتعاطفي معها.
السجن، كان عندي استعداد تام أن أنساها لو أنها غير متعلقة بي، لكن المشكلة كانت مركبة لأنها كانت تطاردني وأنا الذي أرفضها، وهذا ما لم أتعوده أبدا أن أدوس على نفسي ومشاعر الآخر تجاهي، فأنا لا أرى فرقا في إهانة الغير عن إهانة نفسي فلم أكن أتصور كيف سأرفضها مع رغبتي الداخلية فيها وتطور الوضع إلى أن تأزم القسرية والحدة مقابل التسيب التام عندما كنت مستعدا لاتخاذ إجراءات حاسمة قوية ومتطرفة لأزيل هذه الفتاة من حياتي كانت تأتيني أفكار باحتمال الاستمرار معها كزوجة، ولم أستطع أن أحدد وجهتي لا من خلال التفكير ولا من خلال الصحيح والخطأ فهذه المسائل محيرة للشخص الطبيعي فما بال المريض؟؟
وهكذا مرت الأيام بشكل أصعب إلى أن جاء يوم في مرة أخرى جاءت تلك الفتاة إلى المكان الذي أعمل فيه وقلت لها أنني ذاهب إلى الشقة لأني أريد فرش موكيت فقالت سأذهب معك فأحرجت من الرفض مرة أخرى (وهنا ارتكبت خطئا مرة أخرى وكنت ضعيفا بل وأجد نفسي خبيثا ومنافقا حيث سمحت لنفسي بمخالفة الشرع فقط لأني محرج من تلك الفتاة) وذهبنا ولما كنا هناك قلت لها أن هذه هي آخر مرة نلتقي فيها، فكانت متناقضة جدا حيث قالت لي إذن دعنا نتحدث فقط، لا تكلمني عن اللقاء مرة أخرى دعنا نستمتع بالحديث مع بعضنا الآخر مرة، وهنا لاحظت أنها لم ولن تفهم ما أعنيه من القوانين الشرعية وأنها أصبحت هستيرية في هذا الموقف بتوقعها أني لا أريدها هي شخصيا، فأصبحت تضحك ضحكات تمثيل كأنها تريد أن تودعني بشكل جيد وكان الموقف وكأني في فلم من الأفلام الرومانسية التي أكرهها وأستقذرها فتلك الأفلام كلها خرابيط وتمثيل، وكنت حزينا من قلبي علي الوهم الذي تعيش فيه هذه الفتاة، وأخذت تحكي ظروفها القديمة وتبكي، وهنا اقتربت منها وطبطبت عليها فاقتربت مني فاستدرجتها في الحديث إلى أن قلت لها نتزوج / فكان رد فعلها متناقضا حيث قالت أن هذه العلاقة غريبة للزواج ففي اعتقادها أريد أن أتزوجها شفقة عليها وهي تريد أن تلتزم تعاليم الدين لأنها تحبني فتكون العلاقة معقدة / جاريتها وأنا مصدوم وضعيف فقلت لها إن أمي قد جنت علي في السابق وكنت احتاج لامرأة مثلك لتساندني لكن انتهى الأمر، فقبلتني تلك الفتاة من قبيل الوداع فاستحقرت نفسي واستحقرتها وقلت لها أن ترحل دون حتى أن أرفع صوتي أو أغضب وأنا ضعيف جدا.
ورحلت، ورحلت معها نصف رجولتي المتبقية فإني إذا لم اغضب لله فمتى سأغضب، لقد خالفت القانون. في نفس اليوم اتصلت بي الفتاة 20 مرة ولم أرد على الهاتف ظللت نائما في السرير مستحقرا نفسي لهذا الفعل ولأني فكرت فقط في نفسي دون الالتفات إلى الدين، وزاد تناقضي في الاتصال ما بعد العشرين فقد رددت على الهاتف، وقالت لي نتزوج أو أي شيء لا أستطيع تركك . وكانت تبكي، هنا أحسست أنني دخلت في الدوامة مرة أخرى، بدأت هي في الالتزام ولكن وجدت صعوبة في مواجهة الناس بالشكل الجديد لها، وكانت كلما تحدثني عن هذه الصعوبات وأنها لا تستطيع أن تتغير فجأة أثور داخل نفسي، وفي بعض الأحيان كنت أحس أنها تريد من هذا أن أعترف لها بحبي فمثلا كانت تقول لي لماذا تريدني أن اقطع علاقتي بكل الرجال الذين أتعامل معهم في الخارج فقط، ولماذا تريدني أن ألبس الحجاب فورا.
فقررت أن هذه الفتاة لن تنفعني ولم أعد أقابلها إلا أنها كانت تتصل بي وفي كل مرة اقطع فيها علاقتي معها تتصل لتطلب مساعدة وهكذا مرت الأيام في محاولات مني لعدم لقائها تماما مع استمرار الاتصالات وربما الالتقاء صدفة في بعض الأحيان أبي مع هذه المشكلة لما رأيت الموضوع هكذا قلت بأن أتزوجها وعندما عاد أبي من الخارج ورغم حساسية الموضوع بالنسبة لي ـ قال لي باختصار هذه البنت إن لم تكن خبيثة لأني لا أستطيع الحكم عليها دون أن أراها فإنها في منتهى الذكاء لكي تجذب واحدا في مثل عقلك وحجمك وأنا أعي ما أقول / إن هذه البنت أريد أن أراها، والتقى بها أبي فقال لي أنها ذكية جدا وقوية وجريئة جدا حيث أنها أصرت على لقائي حتى مع وجود أبي وحتى مع علمها برفضه لهذه الزيجة، وقال لي أبي وفقا لما قلته لي اعتذر لها عن مسألة الزواج بشكل مهذب واحتفظ بها كأحد عرفته ولا تريد إيذاء مشاعره ولا تقطع علاقتك فورا بها.
فلما زادت اتصالاتها قال أبي إن هذه الفتاة قوية جدا وأنها مصرة على أهدافها وأنه معجب بها شخصيا لكن هذا لا يبرر الزواج بها إطلاقا ـ فاقتنعت بكلام أبي ورأيت له عقلا ناضجا ولكن وبالرغم من ذلك فقد أحسست بالتناقض الشديد، الشديد جدا كان يصاحبه الأعراض التي سأذكرها لما رآني أبي بهذا الضعف قال لي أنها المرة الأولى التي يراني فيها بهذا الشكل وقال لي أن هذا الوضع طبيعي لأنني حساس جدا وهذه أول تجربة وأنني صادق في مشاعري تجاه الآخرين ولا أستطيع التمثيل وشفاف وليس لدي مراوغة و و و ، حاولت أن أقتنع بكلام أبي، وكنت ألازمه في البداية طوال اليوم وأحاول أن أسند شخصيتي أو بقاياها عليه، وكانت أحيانا تأتيني حالات سعادة قصيرة جدا عندما أقنع نفسي بأني نسيت هذا الموضوع، لكن كلما أقتنع ترجع مرة أخرى الحالة الضلالية لما رآني أبي أسأله بكل الاحتمالات المتاحة وغير المتاحة للارتباط بتلك الفتاة كالزواج باثنين والزواج أولا بمن ثم من، ولم لا والشرع أحل ذلك، بعدها لما راني أبي هكذا قال لي: يا بني إن أردت أن تتزوج هذه الفتاة فتزوجها ولكن بعيدا عن مشورتي ومسؤوليتي لأن هذه هي حياتك الخاصة وأنا لن أقف في طريق سعادتك إن كانت في الزواج من تلك الفتاة،
فأحسست أني متناقض أكثر بعد أن كنت متحمسا للموضوع وبعدها ساءت علاقتي بالبيت وبأبي جدا ولم أكن أعرف ما السبب المحدد الذي جعلني أكره الذهاب للمنزل ولم أعد أحب النقاش مع أهلي تماما ولكني أحمد الله على هذا القدر وأن أبي قد نصحني بهذا اعتقد أن هذا هو المنفعة والنجاة من كل الشرور بإذن الله فربما كانت الأمور ستكون أسوأ من أي شيء أتصوره في حياتي الحالات الضلالية الوسواسية بدأت الحالات الضلالية كما قلت ولكن تطورت بشكل متطرف ومخيف / القدر يرشدني وأنا لي رغبة فلماذا أتعذب كنت أظن أن هذه الفتاة وقعت في قدري وهي الوحيدة من كل النساء التي تفهمني جدا وأنا أميل إليها وأحبها وكنت أريدها وأنها من الممكن أن تكون قسمة عادلة صحيح أنني اجتماعيا مرموق لكن ما الفائدة إذا تحطمت أنا من أجل المجتمع فأنا مريض نفسيا وصحتي البدنية أقل من الشباب الآخر فما المانع إذن أن تكون هذه هي زوجتي إنها تحبني حقيقة لا لمصلحة وهي صريحة وليست منافقة ولا تستر عني أي شيء، كان هذا الفكر بدأ ينشا بعد ما نصحني أبي فقط في ضوء ما يعرف من المعلومات.
وبدأت أعتقد أنني من حقي أن أخالف وجهة نظر أبي / قلت ولكن أبي على حق ولو أنه عرف القصة كاملة كان سيرفض أكثر، قلت ولكن هو يتعامل مع الوضع الحالي فقط، وبدأت حتى وأنا معه أفكر في الموضوع ولا أقدر على وصف شعوري كاملا له، فهو رجل مثقف إلا أنه في مسألة علم النفس لا يحب التعمق، بل يقف عند حدود علم النفس الاجتماعي العام، فهو ذكي جدا وكل من يعرفه يشهد له بذلك، لكن رغم أنني مقتنع به إلا أن أعراض لذهان التي كانت تأتي في دماغي لم أكن أستطيع أن أفسرها، فكنت أعلقها على الحزن على الفتاة، وأنني ربما لا زلت متعلقا بها، حاولت أن أصدم نفسي أكثر من مرة لأفيق، فمثلا كنت أحاول تصورها وهي تمارس حياتها الطبيعية الآن وهي فتاة وأنا الرجل لازلت ضعيفا كالمرأة لماذا لا أستطيع أن أفيق من هذا التوهان / لكن دون فائدة فقد قدمت لي نفسي حجة القدر لكي تحصل على تلك الفتاة بأي شكل من الأشكال، فأجد أن فكرة القدر والتقائنا وطريقة تعارفنا وظروفنا المتقاربة وعدم تناقضنا من الناحية النفسية، كل هذا كان أكيد له حكمة، وهكذا عشت في بحار من الخرابيط التي كان لكل جزء منها ألف دليل على المنطق الذي يدلني على أن هذا هو القدر ويجب أن لا أفوت هذه الفتاة وكان من العجيب أنها كانت تقول بعض الجمل أو الكلمات أجد أن أبي يقولها لي بعد فترة وكذلك استشرت كل أصحابي فكانوا يقولون لي بعض الكلمات التي كانت تستخدمها، فكنت أنا أقوم بالربط بين هذه العبارات والقدر، ولم أكن أستطيع أن أفرق بين الحقيقة والخيال وبخصوص هذا قال لي أبي أن القدر عندما يتحقق لن أناقشه ولكن إذا لم يتحقق فلماذا لا نفكر، فكنت أفكر وأفكر بطريقة صعبة أن يتحملها الإنسان.
أمي مسئولة عن اضطراباتي الشخصية وتدريجيا بدأ ذهان جديد في القدوم على دماغي مثل أمي هي المسئولة عن شخصيتي المعقدة وهي سببت لي البيئة الخصبة للأمراض النفسية بحيث أصبح كل شيء في حياتي مشكلة كبيرة، وأنها حرمتني من الحنان وأنها وأنها، في الواقع الآن أنا أشعر أن أمي هي موضوع لن ينتهي لذلك فأنا رغم كرهي لتصرفاتها لكن أحبها حينما تكون غائبة عني أما عندما أراها فإني أرى تصرفاتها، أو أود أن أراها وأحبها من غير ما التفت إلى تصرفاتها ومن غير ما يربط عقلي بسرعة بين تصرفاتها وطفولتي ذات التاريخ السيئ معها. فأنا أحاول برها بقدر المتاح، وفي غيابها فإني أحب دائما أن أشتري لها الهدايا أبي مسئول عن اختيار أمي ذهان أخر مع وجود الأعراض التي ذكرتها كسخونة المخ في بعض المناطق والإدراك المتغير للأشياء لماذا يرفض أبي هذه الفتاة، للوضع الاجتماعي والخرابيط التي عشنا فيها كل العمر فهو تزوج بمن تحمل شهادة دكتوراه لكن للأسف أخرجت أبناءً معوقين نفسيا فهل يجب أن تستمر حياتي الخاصة وفقا لما يرغب، وأصبحت أقلب في كل الذكريات بشكل عشوائي وكلما انتهي من الفيلم أعيده من جديد، حتى جاء أبي في بعض المواقف البسيطة في الحياة التي يريد أن يرشدني فيها كافعل هذا ولا تفعل هذا فكنت أتذمر داخليا ولا شعوريا أريد أن أثبت له أني أستطيع الاستغناء عنه وأني أستطيع أن أقيم نفسي من جديد، وكأني بدأت لا شعوريا ألوم أبي على اختيار أمي التي لمتها على تربيتي التي كانت السبب في كل المشاكل، وكأني بدأت أرتب كل الذهانات لتكون للهجوم على من حولي، ولا أدري لماذا فعلت ذلك أم أنه رد فعل على التربية أم أنه تطرف في التفكير.
_ أنا أعرف في كل الأحوال أن أبي فقط كان يحمل همي ويريد لي الخير ولكن مع الذهان كانت الأفكار تفرض تسلسلها الناس يعيشون بشكل مختلف عما هو مبين بعدها بدأت أرى الناس م حولي وأفسرهم على أساس شبه خرافي وكأن الحقيقة كانت متوقفة على الموقف الذي أمر به / أي كنت أظن أن الدنيا تختلف من حولي وأنا لازلت ثابتا على الحقيقة التي اكتشفها كل يوم - لاحظت أن كل الذهان كن مستمرا من الصباح وحتى المساء وفي الأحلام أحيانا وبمجرد أن أستيقظ من النوم يبدأ التفكير في الأوهام والحسابات وأخماس وأسداس - كانت مهارتي النفسية في التعامل مع الناس بدأت تقل ولكن غير ملحوظة وكان الخوف الاجتماعي غير ظاهر أيضا، بل كان بعض الناس يدعونني لإلقاء المحاضرات بين المراهقين وكانوا يرون أني وجيه ـ ولكن وحتى وأنا أتكلم مع الناس كنت أعراض الذهان مستمرة وكنت أحاول التمثيل مرت الأيام وأنا أعيش بين الأوهام ومشاعري الحقيقية تجاه هذه الفتاة وبدأت لا أميز بين الحقيقة والخيال وفي النهاية تركت المنزل وكنت متطرفا في الغياب عن المنزل حتى أن أبواي كانا يريداني أن أجلس معهما لكن كنت في حالة نفسية شبه عدوانية تجاه ما كنت أحسه من زيف التربية والوضع الاجتماعي الذي نعيش فيه والتمثيل أمام أنفسنا بأننا أسرة، وقررت أن أقطع علاقتي بهذه الفتاة تماما، ولكن كان بعض الأصدقاء ينقلون لي أخبارها وأنها تحجبت وتغيرت في الفترة الأخيرة وأنها مرضت وبدأت تهذي، لما علمت ذلك ليس من خلالها وإنما من خلال بعض الأصدقاء أرسلت لها رسالة، فأرادت بعدها بشهر أن تتصل فكانت كلما تتصل أقول أنا مشغول وليس عندي وقت وكانت تتطلب مني أن نتقابل وأنها تريد فقط أن تراني ولكن كنت أرفض إلا عندما أنعم الله علي بفرصة سفر لأسافر خارج الوطن تماما، فقابلتها مرتين في الشهر الأخير قبل السفر في المرة الأولى فتحت موضوع الزواج، فوضعت لها تعجيزا وهو أنني سأتزوج مرة أخرى لأرضي أهلي لذلك لن ينفع وبالفعل لم تكن موافقة على هذا في المرة الثانية كانت تبكي وهي تبتسم وقالت لي أني إنسان عظيم وأنها لن تنساني أبدا و و و
_ لاحظت أنني كنت أريد محوها تماما من حياتي إذا قررت عدم الزواج منها ولا أراها أو أسمع عنها أو أكلمها، أي ليس هناك تدريج لدي، ولاحظت الحدة والقسرية التي أضمرها أو أعامل بها نفسي لكن لا أعامل بها الناس مباشرة، أي أنني أحاول استخدام الحدة والعدوانية في حق نفسي وكل ما ينتمي لي من غير أن أشعر وكل مرة أعتدي على نفسي لكن لا أحب أبدا الاعتداء على الناس وأكون عطوفا معهم
_ عندما جاءني خبر السفر قلت أن هذا سيبعدها عني وكنت أريد أن تبتعد مع وجود عاطفة داخلية بألا تبتعد رغم كل ما حصل الشعور الحالي رغم أني الآن لست مقتنعا كليا بالذي حصل وانتهى منذ أكثر من شهرين إلا وإنني أكتب لكم الآن تظهر في دماغي مثلا ربما كان يجب أن يكون الأمر هو أن تتخذ قرارا مختلفا لتلك الفتاة وربما تأتي في يوم من الأيام إلى المكان الذي أنت فيه، ولكن الذهان أو الأفكار ليست شديدة إطلاقا بل أشعر بالأعراض في أخف ما يمكن وأحاول ألا أتعمق فيها بل أرفضها بقدر ما يوفقني ربي والحمد لله، فالمسألة ليست معرفية بحتة ولا خبرة فقط ولا كيمياء فقط بل كل هذا والله المعين. طبعا سأحاول أن أكون صادقا في هذا فانا حينما أكتب عن أسباب الرفض لهذه الفتاة أجد نفسي مقتنعا وعندما أكتب عن أسباب القبول أجد نفسي قليلا قليلا ميالا لها، أي أنني ألاحظ أنه ليست لدي استقلالية في الشخصية وأسير1 الإيحاء 2 العاطفة، فبعد قدومي إلى البلد الغربي الذي أنا فيه الآن كنت أفتح الإيميل كثيرا فكان يأتيني هاجس ربما قد بعثت لي برسالة، ورأيت رسالة واحدة منها رددت عليها بأني مشغول في الحياة وانتهى الأمر ولم أفكر فيها إلا وأنا أكتب في البداية ما كنت عمري أستطيع أن أتجرأ وأسأل هذا السؤال لأنه على ذكرها كانت دماغي تبدأ بالذهان، ولكن الآن أنا أريد أن أكون ثابتا السؤال 1/ إذا في يوم من الأيام أرسلت رسالة فهل من القوة أم من الضعف الرد على هذه الرسالة (من منظور علم النفس) وأما الحكم الشرعي فسيكون بناءا على الضرر والإفادة؟
المشكلة الأخيرة والمستمرة في الواقع أعلم أني مبالغ في كل شيء ولكن احتملوني ولن أطيل أريد أن أبين مشكلتي الآن لأني لا أدري ما هو الداء النفسي الذي عندي، لقد احترت، منذ أربعة شهور وعندما كنت في وسط الضلالات والذهان الذي كان يستمر طوال اليوم تتطور لدي الذهان الخاص بضلالنا ونحن نعيش في المجتمع المليء بالمخالفات الشرعية والقادمة من الغرب وأوروبا واعتبرت أن القدر فيه رسالة واحدة لي هو يجب أن أعود للدين فقط فبدأت بشكل عادي أن أرى ما الأخطاء التي يجب أن أصححها فوجدت أن هناك أشياءا كثيرة في السلفية تدعوني لان أصحح أخطائي المتطلبات التي رأيتها في السلفيين كانت مخالفة لتوجهاتي التي كنت عليه من التفاعل النفسي مع بعض الأشياء وكنت أراها في السابق أشياءا تكميلية لست بمستواها الآن، ولكن كان الإذعان للسلفيين داخليا بالرغم من محاولة رفضي عقليا لهذا.
_ هم يقولون قال الله وقال الرسول ولا يبتدعون شيئا من عندهم، والتسلسل التاريخي لهم يؤكد أنهم محافظين على الدين كما هو على زمن الرسول والصحابة، فلماذا لا اسمع لهم إذا كان هذا هو الدين كما يجب، أي الدين لا يتجزأ ويؤخذ كما هو .
_ لا يعتمدون على العقل الذي يعرض الفرد لخطر الضلال كما نرى أن كثيرا من أصحاب الاعتماد على العقل وحده يذهبون مع الضلال وكان بداية الاحتكاك بهذا التيار هو مسألة اللحية والموسيقى / فكنت أرى أنني لست مستحقا لأن ألتحي الآن ولأني لست بهذه المرتبة، والموسيقى بالنسبة لي كانت تعني الكثير، فلم أكن أفهم كيف يمكن أن يكون إحساسي بالألحان حراما ولكن هم بالأحاديث الصحيحة التي لا يمكن أن نناقشها يحرمون ويحللون، ففجأة خفت وبدأ يتحول الذهان في دماغي كله نحو (السلفيين) وأصبحت أنام وأصحو على هذا الموضوع وبدأت الأعراض تزيد أكثر وأكثر، وبدأت أحس وكأني مجبر على الدخول في هذا التيار رغما عن أنفي حيث أن هناك مفهوم الفرقة الناجية وهي فرقة واحدة فقط، ولكن المشكلة أنني كنت أفكر بعقلي وأحاول أن أفهم، فكنت أجد أن هناك علماء ليسوا سلفيين ولهم آراء خاصة ولكن لم يكن معترفا بهم لدى السلفيين لأنهم خطأ وفقا للدين وهنا بدأ الشك في كل الناس غير السلفيين، وكنت خائفا من كوني خارج عن الطريق المستقيم للدين الإسلامي وبدأت أتعرف على كل تاريخ هذه الفئة لتي تستشهد بحديث النبي أن الأمة ستفترق على فرق كلها ستذهب إلى النار إلا واحدة هي التي تنجو. وبدأت أقرأ وأستمع لما يقولون، ولم أجد لنفسي عذرا في كوني الآن أن أرفض الحق بعدما جاءني ولكن كنت أريد أن اخضع عقلي لأقوالهم التي هي من الدين وما عداها فهو في الضلال. وفي مجتمعاتنا هناك الكثير من السلفيين، ولكن هذا يفسر على أن هذه الدعوة هي الدعوة الحق وأنها ستنتشر لأنها هي الإسلام وليس فيها شيئا وضعيا من البشر، وكما قال أحد مشايخنا السلفيين الذين أحترمهم إن هذه الدعوة معصومة لأنه ليس لها منظر من البشر، بل منهجها هو الإسلام، فكنت مضطربا جدا وأحاول الهروب من لتفكير في هذا الموضوع والأفكار التي أتت في دماغي:
- القدر أرشدني إلى الدين والقدر يعدني لمهمة ضخمة وأني لدي رسالة كبيرة علي أن أؤديها وأني إذا لم ألتزم الطريق فسيكون عقابي بقدر علمي الغزير، وأن الناس معذورون لأنهم يجهلون حقيقة الدين، والدين واضح ولا يحتاج إلى تعقيد أو تأليف، لذلك يجب أن ألتزم بكل ما فيه
- أنا أحاول أن أستخدم العقل وأقدمه على الأحاديث وهذه مصيبة وهذا يدل على أنني أريد أن أتبع شهوتي ورأيي وأترك الدين الصحيح وأني إنما أعيش في الضلالات بسبب أنني لم أسمع كلام الدين من البداية، ويا ويلي إذا لم أكن من السلفيين وزادت الذهانات في هذا الموضوع .
- حصل عندي ربط أن الإسلام هو السلفيين / فهم لا يقولون إلا أحاديث وقران وأدلتهم واضحة، فأصبحت فكرتي أني إذا اختلفت عنهم فقد اختلفت عن الإسلام الحقيقي وأحسست بأني مجبر ولو كرهتهم على الدخول معهم، وإذا هربن فاني اهرب من الحق
- ازداد ذهان ضلال المجتمع حتى بدأت انظر في ريب إلى نفسي وكل المجتمع والأسرة ولكن كنت أقول أني مسئول عن نفسي وأنه يجب علي أن أصلح نفسي من الضلال والشهوات أولا التناقض –
حاولت أن أفهم ما الذي يحصل، انقلبت الدنيا على دماغي لأنها أصلا غير طبيعية / لذا حاولت أن أفهم بعقلي ما الذي يجب علي أن أعمله، فكنت أقول أن الدين صحيح ليس فيه رأي ولكن أنا على نفس الوتيرة المرضية السابقة في المشكلة العاطفية فربما اختلطت الأمور ببعضها، ربما يجب أولا أن أكون طبيعيا حتى أستطيع أن افهم
- كنت في الماضي قبل كل شيء أومن بأن الهروب في التفكير هو وسيلة الكفار عند مناقشة وجود الله، لذلك لم استطع الهروب واعتبرت أن هروبي سيشبه هروب الكفار بالدين، وأن الكفار لهم اختبار في الدين وأنا لي اختبار مختلف في الدين، فكنت متناقضا بين الهروب والدين
- لاحظت أن شخصيتي أصلا شخصية قسرية تربت على القهر والعنف والتسلط ومع أني ثرت على هذا القهر وكرهته إلا أن طبيعة الحدة أعتقد أنها ظلت في ولو كانت تجاه نفسي فقط، فلاحظت أنني أصلا كنت أعتقد أن الدين هو السبيل للخلاص من كل عناء الدنيا وبالتالي جاءتني أفكار بأني كنت أصوليا منذ صغري ولكن بمنهج زائف ومقنع، إلى أن اكتشفت الحقيقة في السلفيين وأنهم معهم حق فكيف أهرب الآن من شخصيتي الأصلية ومن الحق
- بدأت كلما حاولت استخدام عقلي أتوقف وأجد حواجز كثيرة بسبب أني في مشكلة نفسية وأسأت تفسير أقوال السلفيين وخصوصا في هذا العصر، فكنت وكأني أريد أن أخذ تصريحا لكل حركة أتحركها
- بدأت أطلق لحيتي ثم أحلقها فورا لأني لست مستحقا لها ثم أطلقها ثم أحلقها مع أفكار مرضية في كل مرة، ففي مرة كنت أريد تحديدها فوجدت فتوى من أحد المشايخ السلفية أنه لا يجوز بالأحاديث أن نحدد اللحية، فلما قرأت الفتوى خفت أن أحددها وكنت أنظر في المرآة دون أن أحلق لحيتي، ثم بعدها بفترة أقوم بحلقها كلها.
- بينما كنت مستسلما تماما ولست أقدر على أن أفكر سوى بالسلفيين الذين يقولون قول الحق، كنت أحاول أن أثبت لنفسي أن السلفيين ليسوا على حق 100% حتى أستطيع الهروب منهم وكأنهم معي ولأنهم يدعون للدين الحق فلا يجوز مخالفتهم، فكنت متناقضا تماما وأحيانا كنت أظن نفسي ضائعا.
- أحيانا كنت أسمع أقوالهم في شيء ما ربما ليس له علاقة بالدين فأجد نفسي مضطرا فقط للإذعان الداخلي مع أني أرى بعقليتي رأيا آخر وهو لا يختص بالدين، لكن لا أدري لماذا دخلت في هذه الدوامة
- كنت أخاف من أني أرتكب إثما بمناقشة منهج السلفيين لأنه منهج الإسلام والإسلام لا يناقش، ومع هذا الخوف كنت أحاول أن أناقش المشكلة مع الناس والأصدقاء وكنت أحاول أن أقنع السامع بأنهم يقولون الحق فأجد من أمامي يقول نعم هذا ربما صحيح ويبدأ يتوه معي، ولم يكمل أحد معي الحديث في هذا الموضوع إلا تاه وقال لي أنه يريد أن يعبد الله فقط دون حوارات وأنه مسلم ويؤدي الفرائض على قدره
- كنت عندما أحاول أن أسمع الموسيقى أفرح ولكن فجأة أخاف أني ضال وأن هذا حرام، ولكن كنت أعلم/ من مشايخ قدماء أن الموسيقى بشروط ليست حراما لأنها أصوات حسنة والجمال والإحساس ليس حراما، ولكن كان ما يؤكد كلام السلفية هو ظاهر الأحاديث (المعازف) وأقوال كبار الأئمة والواقع الذي نعيشه من أن الذي يسمع موسيقى هو يحبها وعندما يسمع القرآن لن يحبه كما يحب سماع الموسيقى المطربة، بدأت في التناقض الشديد وبدأت الذهانات في كل الاتجاهات
- حينما كنت أبحث في أمور معقدة كنت أهمل أمورا رئيسية في الدين مثل اجتناب التطرف في الخيال والشهوة وإهمال العمل والإهمال في الطعام والحياة والشك في علماء كثيرين من المسلمين التدهور النفسي
- تدهورت مهاراتي النفسية كثيرا وأصبحت أفقد القدرة والخبرات التي تعلمتها في السابق وكلما كنت أقول مستحيل أن يكون هذا هو المسلم كانت الإجابة في رأسي بأني أهملت السلفيين وهم يقولون الدين لذلك فلا أستطيع أن أنجح إلا من خلال الالتزام بالدين كاملا فانعزلت عن استخدام التفاعل مع الحياة بالخبرات السابقة فبدأت تموت وكأنني لاشعوريا أقول أنه سيحرم علي استخدام هذه الخبرات العقلية لأنها صنيعة الضلال العقلي وهو الهلاك - زاد الذهان مع الأعراض التي قلتها فوق و أشد من حيث الاكتئاب والشعور بتغير كيفية الإدراك والألوان والقدرة على الفهم والمنطق في الحوار، ولكن كنت أحاول أن أتماسك في التعامل مع الناس - زادت الرعشة بشكل ملحوظ جدا وفي بعض الأوقات كان الدم يسحب من الأطراف لتكون باردة جدا حتى سألني بعض الناس ماذا حصل فكنت أبتسم وأدخل في حوار طويل لينسى من أمامي ولكن لا أستطيع أن أنسى
- كنت في الماضي أحب التميز والعباقرة أما الآن فصرت أخشى من كل العقليات النابغة حتى شكك كثير من السلفيين في الأمام أبي حامد الغزالي وآخرون من المشاهير وقالوا أنهم تابوا من مناهجهم العقلية قبل أن يموتوا وكأنها وصمة عار في حقهم
- لم أكن أتعامل مع الغرب على أنهم كلهم أعداء ولا زلت لا أستطيع أن أكره الناس الكافرين بل أكره تصرفاتهم ولكن أحبهم كأشخاص وأتعلم منهم
1- حينما كانت حالتي تتدهور بحيث لا أستطيع التعامل مع الناس كنت أتوماتيكيا أستعيد جزءا يمكنني من التعامل، وهنا لاحظت أنني ألاعب نفسي أو نفسي تلاعبني لا أدري
2- في كل أنواع الذهان كنت ولا زلت أحس دائما أنني على علم بكثير من الحقائق والأسرار العلمية النفسية، ولكن في الحقيقة أنا مجهل وأعيش في ضلالات مستمرة
3- لاحظت أن عندي مشاعر متقلبة كأني أريد إثبات أني أقوى منها وفي الوقت نفسه كانت تأتيني أعراض الضعف والذهان حينما أتخذ القرار بعدم الاتصال بها تماما، وبعد المشكلة بوقت طويل كان يأتيني أعراض الخوف الاجتماعي بشدة وكأني فشلت أمامها في شيء ما ـ على الرغم من أنها كانت تمجدني وتقول لي بأنها لن تتركني أبدا، وأنها لا تريد إلا الاطمئنان علي فقط محاولات للحل والإفاقة
- لما بدأت أشعر بأنني بدأت أفكر في السلفيين على أنهم سيرشدونني بالقوة وبالضغط، قلت ربما لأن معهم سلطة الدين، ولكن لما انتبهت إلى كيفية الدورة المرضية للتفكير من اعتقاداتي وأنا صغير إلى الأزمة العاطفية إلى المشكلة الآن بدأت أقول في نفسي أن هذا ذهان لأن الشكل العام يتشابه بغض النظر عن المحتوى
- أحيانا نادرة كانت تأتيني لحظات سعادة كنت أحس فيها أنني إنسان طبيعي وكنت أضحك من قلبي وكنت أفرح فرحا عارما حيث كنت أعشق الحياة وأحس بأن هناك متعا حلال لي وليست حراما وكنت أرى في نفسي إنسانا معتدلا بريئا ولست إثما، ثم أقول في نفسي ربما انتهت القصة ولكن أكون خائفا أن يتكرر الهجوم على رأسي وبالفعل بعد قليل تبدأ الأفكار في الهجوم فكون هذا عندي أنها ربما تكون حالة مرضية.
- لاحظت أن تدهور الثقة في النفس يعود بجذوره إلى أيام الطفولة بالرغم من كل الجهود التي حاولت بناءها، أي عندما حصلت المشكلة انحصرت شخصيتي في أول شكل لها، وهو انعدام الثقة والعدوانية على الذات، لذلك قلت ربما أن الله يهديني الطريق الصحيح من خلال المرض وأنه يجب أن أفيق.
- كنت أقول لنفسي هل يمكن أن أكون مسلما عاديا ومقبول لا أريد أن أكون متميزا فكنت اشعر بارتياح مؤقت فأقول لا فرق بيني وبين السلفيين إلا في بعض الأمور وهي لا تخرج من الملة فكنت أحس بأن هناك هاجس هكذا اهرب من الحقيقة، وعندها أحسست أني أتخذ السلفيين كمقياس وأني في الواقع لا أراقب الله فأردت أن أهدم هذا المقياس لأني أعبد الله وحده لا شريك له وهذا يعتبر هدم لديني الذي أحاول أن أبنيه الشعور الحالي.
- الآن الخوف الاجتماعي لا زال موجودا ولكن تعلمت نفسي ما يتعلق بالتعاملات اليومية وإلقاء المحاضرات بشرط أن يكون العدد قليلا وكذلك يكون الحاضرون أقل مستوى، مني وكنت في البداية لا أستطيع حتى التعامل مع الأطفال لذلك أحمد الله وقد كلفني هذا حوالي 10 سنوات حتى أصل إلى هذا المستوى لأن الأوضاع الاجتماعية والعلاج المعرفي في بلادنا رديء وأنا أعتقد أن مشكلتي لا يمكن تفكيكها فلا يمكن معالجة الخوف الاجتماعي وحده، فالوساوس تهد الخبرات السابقة وتجعل الفرد يرجع مرة أخرى إلى الصورة البدائية لشخصيته.
- حينما أعمل أي كشف أخاف جدا لا إراديا، ويسحب الدم إلى الأطراف وتصل سرعة ضربات القلب إلى 130 ولما عملت أشعة على المخ كان الدم يذهب إلى مخي بسرعة رهيبة ولم يظهر أي شيء في الأشعة ولكن عندما رآها طبيب أعصاب متمرس قال لي أنه لا شيء في الأشعة ولكن الرعشة التي عندي هي معروفة طبيا بالتهاب الأعصاب المتعدد الطفيف والتي يهاجم الغلاف العصبي نفسه، أي من مناعة الجسم ضد ذاتها وقال لي أنه ربما يكون له علاقة بالنفس أو الوراثة لكنه غير معروف ما هي أسبابه؟
- إلى الحين حينما أسمع الموسيقى وأبدأ الاستمتاع بها ولأول مرة أبدأ بالخوف وينسحب الدم من الأطراف وكأني أمارس شيئا خطئا، ولكن الذي أكد لي أن هناك شيئا خطئا هو أنني لما كانت الذهانات حادة كان حتى ينتابني ريب حينما أسمع الأناشيد المعروف أنه ليس بها شبهة ولكن فقط لأن أحد المشايخ السلفيين قال أنه لا يحبذها، واستغربت أيضا من أني أتلهف لسماع الموسيقى إذا حرمت منها، في الماضي كنت أسمعها أو لا أسمعها حسب الوقت، أما الآن فكأن تركيزي عليها / فهل النفس تتمرد على صاحبها.
- ألاحظ أن نفسي لديها القابلية للتنقل بين الوهامات فمثلا عندما أكتب أشياءا عن تلك الفتاة يكون لدي الاستعداد للدخول في الذهان ولكني من خلال الموضوع السابق عرفت أنها ليست أعراض عاطفية بحتة بل هي نفس الوهامات والضلالات ولكن كانت تجري في إطار صدمة عاطفية ومع هذه القناعة الفكرية شبه السليمة أحاول أن أضع يدي على حدود المشكلة النفسية التي عندي حيث أنني اكتشفت أنني في كل مرة منذ أن كان عمري 5 سنوات أتذكر بعض الأشياء إلى الآن أخوض فيها مشكلة أو تجربة حيايتة قد يمر بها أي شخص أدور فيها بطريقة فكرية مميتة وربما لا يتحملها المخ تدور هذه الطريقة حول الاحتمالات والافتراضات والحسابات التي لا تنتهي واستعادة الذاكرة والمواقف وحسابها جميعا معا في وقت واحد والتفصيل والوسوسة في كل شيء ولا أدري إذا كانت هناك وسيلة للتغيير ولا أدري هل التغيير فعلا يمكن أن يحدث في ذات الشخصية أم في الخبرات فقط.
- لاحظت أن هناك أشياء كثيرة كنت قد نجحت جزئيا في تطبيقها نفسيا في الماضي أما الآن فبدأت تتراجع هذه القدرات وأشعر وكأن هذه الصدمات قد عرتني عن كل شيء وتركتني القي كل الأسلحة القليلة أصلا التي كانت معي.
- وجدت أنني بعد سن المراهقة كنت شخصية ممسوخة أمام الناس ولا أعرف معنى الثقة في نفسي ولم يكن لدي أصدقاء ولا كانت أمي تحنو علي ولا كان أبي يفهم شعوري أو على الأقل لا يستطيع عمل شيء لي، كنت متكوكرا على نفسي ومنغلق لا أستطيع التفاعل مع الآخرين ولكن لم أكن أستطيع الانعزال التام أي كنت أنزل في الشوارع وأذهب للدراسة بحكم الحياة بالإضافة أنني في تلك الفترة لم أكن أستسلم أبدا فكنت أفخر بنفسي وأمدح نفسي سرا وأحاول أن أتصور أنني قائد في معركة ضد الكفار وأنني منتصر ورحيم بالأسرى، وكنت مع الله بقدر المستطاع فمنحني الله عاطفة لا تنتهي فكنت أحس بكل شيء حساسا جدا لدرجة أنني أضحك في سري مع ضحكات الناس في الشوارع وأبكي معهم حينما يبكون في قلبي أي لم أكن أعرف كيف أضحك ولا كيف أنزل الدموع إلا في حالات نادرة جدا، وكأن الناس والأسرة ينظرون إلي على أني غريب الأطوار بعض الشيء فكان الكل يتجنبني بعض الشيء ولكني كنت أريد أن أقترب منهم لكن لا أعرف وأخاف من أن يكتشفوا أنني ضعيف فكنت أظن أن الناس كلهم عظماء وكلهم يجب أن أتعلم منهم.
- ولأني كنت في هذا الوضع الصعب قررت أن أتعلم من كل الناس، المشكلة أنه لم تتشكل لدي شخصية مستقلة ولا مثلا حركات معينة أعتمد عليها فقد لاحظت أن كل إنسان له مجموعة من الحركات الشخصية التي يتميز بها ولكن أنا كنت غير محدد في هويتي وحاولت أن أمثل نفسي، لكن لم تكن هناك ثقة في أي خلفية شخصية عندي لأني (7 سنوات) عندما كنت أتصرف بطبيعتي كانت تصدر مني بعض التصرفات الطفولية فكانت أمي في لهجة عدوانية تقول لي أنت تقلد أباك، ستنشأ إنسانا معقدا، أنت تمشي مثل أبيك ليس لك شخصية، حاولت بكل شكل من الأشكال أن تكون لي مرجعية لكني لم أستطع، ولما كبرت اكتشفت أنني لا شعوريا أقوم ببعض الحركات التي تصدر من الذين أتعامل معهم أثناء الحديث لأدعم ثقتي في نفسي، ولكن انكشفت أمام نفسي وحاولت أن أثق في نفسي.
- وبدأت علاقتي مع إخواني الأصغر مني الذين كنت أسيطر عليهم تتفكك بعض الشيء، فعندما كنت أحاول أن أضحك كانت شفتاي ترتعشان ولا أعرف ما هي الوضعية الصحيحة للحركات الطبيعية / لقد كانت أمي تضربني على فمي وأنا في السابعة وتقول لي دائما أقفل فمك، ولا تضحك هكذا ولا تكن سخيفا ولا تظهر أسنانك وكانت تعيرني دائما / ولا أدري ربما أن هذا هو السبب، يبدو أنني عانيت ولكن كان لي من الله جزاءا جميلا، رغم كل الأخطار حماني من الكبائر أو الإجرام أو القتل، ومنحني الحياة التي كنت ولا زلت في وقت هجوم الأعراض فقط أتمنى أن تنتهي، لكن أعرف أن هذا ليس صحيحا وأحاول أن أحب الحياة لأن فيها نعم من الله. - لاحظت أن هناك شيئا عميقا جدا بيني وبين السلفيين من صغري وهو أنني لما كنت أسمع قاعدة شرعية عن طريق أمي من خلال الشرائط التي كانت تسمعها كنت أبدأ بتطبيقها فورا وفي مرة (7 سنوات) سألت أبي ونحن نأكل: أمي قالت لي أن ترك الحجاب حرام فقال لي في حكمة وهدوء نعم فنظرت إلى التلفاز وقلت له يعني المذيعة التي في النشرة حرام فقال لي نعم ولكن نحن نأخذ الأخبار فقط وإذا رأيت شيئا ليس صحيحا فلا تنظر له أو اقلب القناة / فتولد عندي مراقبة ذاتية واقتنعت بكلام أبي جدا، ويبدو أنني من زمان كنت أريد تصحيح الأوضاع الخاطئة دائما، ولا أعلم هل تعلمت هذا من أمي أم ماذا وهنا يبدو عدم الفهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ولا أعلم ربما تطور معي دون أن أشعر، أستطيع أن أرى شبحه مثلا في اعترضي على الأوضاع المخلة دائما في الدراسة والجيش والدولة والعالم، وكأني أريد تخيل الخطط التي يجب أن تنفذ وأكون على قناعة تامة بان الفرد هو الأساس ويجب كذا.
--- وأما هذه الأيام فكنت أشعر باني لست مخطئا لأن الدين يفرض علينا التفكير في كل قضية الدين وعدم التفصيل والخوض بل الاتباع فقط والمفروض أن كل واحد يفعل هذا فتنتهي مآسي الأمة بدل النكسة التي نحن فيها، لكن عندما استرجعت الشريط بالطريقة الوسواسية وبعد الحرب والمعاناة حتى في المواضيع غير الدينية وبعض ملاحظات الناس الذين هم خارج الموضوع مثل أصدقائي الذين كانوا في الجيش عرفت أنني غبي وأنظر للمستحيل وأضيع واجباتي التي يجب أن أعملها، فقلت أن هناك فرقا بين الدين الحقيقي وبين ما تتخيله نفسي لارتباطه بقدسية الدين أنه دين بعدها ظهرت فكرة تقنعني بأنني مبالغ في كل شيء أي طبيعة شخصية والسلفيين ليسوا كذلك لأنهم يقولون أنهم لا يتطرفون فيجب علي أن ألتزم ما يقولون لأنه الدين وبعيدا عن الفتاوى الأخرى وعن التسيب والتطرف.
فقلت إذا نشأت في أسرة سوية غير متطرفة سلوكيا ومتدينة بعيدا عن أي شيء فلن أكون سلفيا ولن أفكر بشكل أساسي أن أذهب إلى السلفيين، فنشأت فكرة ن هذا هو القدر، ولا زلت وكأني لا أستطيع إنكار الفكرة لارتباطها بقدسية أي أنني سأنكر شيئا من الدين فسأضل ولو حتى استعدت شعوري الطبيعي / ومن هذه الفكرة عرفت أنني في العمق تماما مرتبط بالدين ولكن هناك شيء عالق في الدين أو متخف في ردائه كلما حاولت كشفه دخل بسرعة تحته ولا أدري ما هو، لأني قبل هذه المشكلة عندما كنت أعيش مع غير المسلمين وكانت عندي نفس النظرة بكل تفاصيلها كان اتجاهها مختلف فكانت في تبرير ما ارتكبه من بعض المخالفات الشرعية من وجهة نظري كالتعامل مع الحريم أو مصاحبة وحب الكفار دون أن اشعر أني أحمل أي شيء خطأ في معتقداتي.
لذلك لا أدري ما الذي يجب أن افعله لأكون مسلما طبيعيا وفي نفس الوقت لا أعتقد أنه يمكن تغيير الشخصية وإنما ممكن تغيير بعض الأفكار فقط
- لاحظت أن الذهان عندما يأتي أقتنع تماما بكل فكرة حتى رغم محاولاتي الدفينة للإنكار، لذلك عندما وهبني الله حالات السعادة كنت أرى أن الذهان يقنعني بالعقل لذلك يمكن أن أحاول الوقوف بقدر الإمكان بعيدا عن هذا الهجوم، كان قويا جدا على مدى الشهور الماضية لكن الآن ولأيام معدودة بدأت الأعراض تقل مع محاولاتي ولا اعلم هل هي بسبب المقاومة أم الدورية ولكنها الآن تأتي متقطعة تبدأ:
1 بشعور كأنه يذكرني أو ينبهني إلى شيء خطأ
2 أشعر بانتباه يتم في ثوان
3 يبدأ الدم يختلف في المخ أو أحس بأن الإدراك اختلف والألوان بدأت تنطفئ قليلا ولكن لا تتغير
4 الآن لما تأتي الأعراض تكون بدايتها بالأفكار لكني أحاول أن أفرغها من الأفكار فتصير الأعراض في الهواء من دون أفكار مستمرة/ الأفكار تريد الدخول ولكن أحاول ألا أستمر فتظل الأعراض تبحث عن سبب
- لاحظت أنني أتدخل من غير شعور في القضاء والقدر لذلك رأيت أن الدين الحقيقي هو التوقف بأي شكل من الأشكال
- في هذه الأيام أحس أن فقدت جزءا كبيرا من الثقة القليلة التي اكتسبتها من خلال السنتين الماضيين، فأحس ببرودة الأطراف والتوتر في الوقت الذي أكون فيه بعيدا عن أعراض الذهان، وأحس أن الوضع الطبيعي كأنه شيء خطأ وأن هناك شيئا ما أفقده بسبب ترك التفكير في الحقيقة ويتبدد الشعور الطبيعي بسرعة مع أني أحاول الحفاظ عليه.
- اكتشفت أنه عندما أكون طبيعيا حتى في أثناء استماعي للقرآن برغم اطمئناني به وبداية الحركة الطبيعية للدم في الأطراف يظل التفكير يبحث في شيء ما مثل السرحان في كلمة من الآية والتفكير في مواضيع العقاب والثواب ولا أتابع القرآن وهو شغال / لذلك أنا متأكد آن هناك شيئا خطأ، أن نفسي من تراكمات المعاناة أصبحت تحمل سوء الظن، ومع أني أحاول أن أقنع نفسي لكن هذا يحتاج إلى وقت وربما إلى الدواء.
- لمدة أيام والحمد لله أصبح اليوم فيه أنواع من الحالات الذهنية / في الفترة التي بين 1 السعادة و2 هجوم الأعراض المخية تكون هناك 3 فترة شبه طبيعية أي ليس بها أي أعراض مادية مصاحبة للتفكير لاحظت أن الوسواس أو تردد الأفكار هو عامل ثابت لا يتغير وإن كان صغيرا جدا ولا يلاحظ في بعض الأحيان لأني عندما أهدأ من هجوم الأعراض أكون مرتاح جزئيا فلا اهتم كثيرا بالوسوسة أو ربما لا تكون وسوسة على العموم هي إعادة عرض المواقف بدقة زائدة وبسرعة فأفكر مرة أخرى ما الذي يجب أن أفعله وكل هذا في وقت قصير جدا.
- عرفت أن المسألة ليست حرصا على الدين بكل التفاصيل طبعا أنا حريص على الدين بمعنى أصح أن الدين ليس كذلك / ولكن لاحظت أنني في قمة المرض والأعراض والرعشة في التنظيف كنت موسوس وكنت لا أترك شيئا من التنظيفات فعرفت لو كان حرصي ونفس درجة الاهتمام هذا في الدين فقط لكنت مريضا نفسيا متدينا وطبعا في العبادة قد يظن صاحب المشكلة أن هذا ليس عيبا في العبادة بل مطلوب وجميل، لذلك أعتقد أنني لا أفهم شيئا معينا وهو هل أنا صادق في توجهي للدين أم ماذا وطبعا هذا سؤال لن يجيبني عليه أحد ولكن لعلي أسعى جديا نحو الاستكانة والسلام.
- كنت دائما لا أرضى عن ترتيب المكان ونظافته فبدأت ارضي نفسي بالتخلي عن أوضاع كثيرة مثالية لذلك قمت في الفترة الأخيرة بترك بعض مهمات التنظيف وقلت أعملها لاحقا فوجدت نفسي منزعجا فقلت أني في نعمة وأنني لا أستحق كل هذا، فهدأت نفسي وتعمدت ترك بعض الأشياء مكركبة فزهقت نفسي أيضا لكن هذا ربما يغير جزئيا طبيعة نفسي الحدية، ولكن الأشياء القريبة لاستخدامي بشكل مستمر لازالت منظمة جدا.
- أحس أنني أحاول فرض النظام الصارم ولكن أعتقد أنني أحاول لاشعوريا إثبات إني منظم، لأنني مثلا حينما أكتب المقالات أقدم وأغير أماكن الفقرات ولست مرتبا داخل نفسي وكانت هناك فترات مختلفة من حياتي أهملت فيها التنظيم تماما بحجة أني أريد تنظيم كل شيء دفعة واحدة.
- في البداية كان الذهان يسيطر على كل أفكاري فاضطر للدخول في س وج وأتوه في الأسئلة بين السلفيين والفتاوى لديهم وما يجب أن أفعل وما يمكن ألا أفعله ووسوسة أنه يجب أن لا أهرب من التفكير. وهنا بدأت أوقف نفسي عند بداية قدوم الذهان أي قصة التفكير لأن الذهان يعتمد على التمادي في التفكير وعدم الهروب منه بحجة أنني أهرب من الحق.
- لا أدري هذا صحيح أم لا اكتشفت أني أصلا منذ طفولتي أعيش في ذهان كبير وأنا لا أشعر هو باختصار اعتقادي المتناقض بالفخر داخل نفسي مع العدوانية عليها أن هناك مواقف كنت تأخذ أكبر من حجمها الطبيعي في طفولتي هي لم تكن ذهان بالمعنى الحقيقي لكن أكيد لها صلة بالوقت الحالي، فمثلا عندما أكتب لكم موضوعا ما فأني أتخيل ردكم علي وثنائكم على مسيرتي المرضية وأذكر أن هذا كان في طفولتي تجاه أبي / فبدأت اكتشف الذهانات ببعضها، وبدأ يقل الذهان بفضل الله في هذا الموضوع، ولكنه لم يختفي أشعر أن صوته ضعيف وأني لا أريد أن أسمع وأن الله يوفقني لأن أتوقف أو أحاول أن لا أسترسل معه، والآن لدي قناعة بأني يجب علي التخلص من الخرافات تماما، أرجو أن تروا هذا التاريخ المرضي:
- في الحقيقة كل شيء في الأسرة مقنع فالمجتمع لا يريد الاعتراف بالأمراض التي فيه، ولكني سرقت بعض المعلومات عن طريق الصدفة من أمي، حين كان سني 15 سنة تقريبا سألت أمي في مرة من المرات القليلة التي كانت تتحاور معي عن الشعور بالخشوع فوصفت لها شعوري الخاص بعد الصلاة وكان فيه من التصوف بعض المظاهر مثل الطمأنينة الكاملة وارتفاع الشعر عن الجسم فضحكت أمي وقالت لي أن هذا كله أعراض طفولية وقالت لي أنها وهي صغيرة كانت تبكي بعد صلاة الفجر وتظن أن الملائكة ستنزل لها من السماء، وقالت لي بأن هذا خرافة وأن كل فرد لابد وأن يمر بمثل هذه المرحلة، لكنني في الواقع قلت في نفسي ذلك الوقت أنه ليس طبيعيا فرغم أنني كنت أشعر أحيانا أني ربما أصبح خارقا، لكن كانت هناك ثوابت لا يمكن أن أتخطاها مثل الملائكة أو عالم الملكوت فهو شيء لا يمكن الدخول فيه، لذلك لم نسى ما قالته وأصبحت أظن بان اعتقاداتها هذه تطورت إلى أشياء خرافية أخرى ربما لا تظهر في صورة مباشرة فالعدوانية عندها ربما يكون مبررها ظنها بأن أبي وأولادها يؤذونها بل هي تصرح بأن حقها راح هدر طوال الحياة، فأحيانا أشفق عليها لهذا وأحيانا استغرب كيف هي في الجامعة وكيف تزوجها أبي العاقل صاحب المنطق وكيف أن القدر عجيب.
- أمي قسرية لا تشك في صحة ما تفعل أبدا 100% هي تفعل الصحيح
- أحيانا تحاول لفتت الانتباه على غير العادة في أثناء الجلسات الاجتماعية ولا تخجل في حين أن تعليقاتها غير منطقية، لذلك فإني عندما أكتب إليكم عن هذا الموضوع أحس أني أشفق عليها وأريد أن أساعدها، ولا أريد أن أشبهها فإن هذه الهستيرية كانت تهددني أثناء الذهان الحاد
- تبدو أمام الناس إنسانة فاضلة وطبيعية ولها من يستشيرها، لذلك فإني أخاف أن أشبه أمي فإنه مع مرضي أحاول التمثيل أمام الناس.
- تخرج فجأة ببعض الآراء الخيالية والغير منطقية مثل مشاريع ضخمة وغير محسوبة، وأنا أخاف أنني أصبت بهذا على المستوى الفكري وتلقيت العدوى بشكل مختلف، أريد أن أكون أنا فقط أريد أن أكون طبيعيا.
- تظن أن لديها علما كثيرا وتفتخر بهذا، فلا أدري هل أنا لم أجد وسيلة للافتخار الداخلي وسيلة أمي أم ماذا، لقد بدأت أنتبه أني أشبه أمي رغما عن أنفي ولا أريد ذلك مع احترامي لها.
- حينما كانت أمي ترفع صوتها على أبي وأنا صغير كانت تقول له أنت تظن أنك متميز وأنك قبهة أنت تظن نفسك أفضل من الناس الذين حولك، يجب أن تتواضع وكأنها كانت تحاول إسقاط ما عندها لتتهم من حولها بهذا لذلك أخشى أنني من يومها نشأت عندي محاورات نفسية دفينة مرضية بشأن كيف يكون التواضع وما هو التكبر والفرق بينه وبين الفخر؟
- أما أبي فدائما هو صاحب الرصانة والهدوء ومحاولة التحليل، يتحمل على حساب نفسه وأولاده ولكن أحيانا أحس أنها كانت سلبية، أنني أخجل الآن على استرجاع هذه الأشياء ولكن أنا أريد أن أرى حقيقة نفسي.
- أبي في حياته كلها شديد الذكاء وعنده القدرة على التصرف في المواقف المختلفة وكل الناس تشهد له بذلك، كان يعطيني ملاحظات مقبولة في موضوع التعاملات وعلاقتها بنفسيات البشر مثل فلان له طبيعة هكذا يمكنك أن تعامله هكذا وانظر إلى الموقف الفلاني وانظر كيف يمكن التعامل معه، لكني كنت أغوص لأبعد من أبي في هذه المواضيع، فكنت ألاحظ كل حركة واحللها بشكل معقد واضع لها الاحتمالات منذ كان عمري 7 سنوات.
- أبي كان يتحمل لدرجة كبيرة وكان رجلا وفي حياتي كلها ربما أغمي عليه (4) مرات فقط، أذكرها واحدة واحدة، كان يظل يحتقن إلى يبدأ بالسقوط ثم يتسمر جسده وتتصلب أعصابه وأحيانا كان يحرك يديه أو يمسك بأي شيء وهو نائم ويتمسك به بعصبية، وكانت عينه أحيانا تكون مفتوحة ولكن لا ينظر بوعي، وأمي كانت في هذه المواقف باردة وتقول أن هذه حالة نفسية.
_ سمات الشخصية: - أميل ولا أدري لماذا لاسترجاع أيام طفولتي في تحليل كل المشاكل إلا ما حدث لي في الفترة الأخيرة فإني كنت فقط أقول بأني أنا المسئول عن كل هذا لوحدي، ولكن سأذكر هنا بعض السمات التي ربما لها علاقة بالصغر (7 سنوات – خارج البلد)، في الماضي البعيد منذ كنت صغيرا تكونت عندي فكرة مثالية عن المسلم بحيث أنه إذا كان صادقا فانه لن يمسه شيء على الإطلاق من الجهة المعنوية أما من الجهة المادية فقد يلاقي الكثير، لذلك كنت أقول أنني سأصل إلى هذه المرتبة ولكن الأيام أثبتت غير ذلك وأصبحت بفضل أمي وقلة عزيمتي أصوليا مزعوما أي شكليا لأني تربيت على شكل الدين وليس الدين ولم تكن عزيمتي كافية لدرجة التغيير وربما يكون ذلك الاعتقاد هو السبب في الذي أنا عليه الآن وهو:
- عندما تأتيني أعراض وإلى الآن فإني في كل الأحوال شعوريا في البعض ولا شعوريا في البعض الآخر أقوم بإسقاط الأعراض أو تعليقها على أحد الأسباب، فان التفكير بالمنطق يجعلني أقول أنه لابد وأن يكون هناك سبب لأي شيء، فأقول أن السبب هو المعاصي لأن الله عادل، ثم إذا اشتدت الأعراض إلى درجة كبيرة ألجأ إلى الله وتأتيني وساوس بأني سأعتقد بأن الله يعاقبني وما لي من مفر، لكن لا أصدق هذا لأني إذا عقدت أن مقارنة المعاصي بحجم العقوبة شيئا صحيحا إذن لأهلكني الله بعدله، والحقيقة الفعلية التي لا يختلف عليها أي ذي عقل هي أن الله رحيم، وأن كل الناس أو الدنيا كلها ستهلك إذا كان كل شيء على ما يستحقه من الثواب أو العقاب.
كان هذا في الفترة مابين 2006 - 2008 لكن بعدها لما حصلت لي الصدمة وانتهت علاقتي بتلك الفتاة، أحسست بأن القدر يرشدني مرة أخرى إلى أن الدين له اتجاه واحد ولابد أن أجده وإلا ضللت الطريق وأصبحت من الذين يضلون وأشبه النصارى كما قال أحد مشايخنا من السلفية (من ضل من عبادنا فهو كالنصارى ومن ضل من علمائنا فهو كاليهود) / ولأكون منصفا فإنه يقولها بناءا على توجه علمي عنده وليس جزافا، أي أن كثيرا من التصرفات التي يقوم بها المسلمون الآن ليست مدروسة بل يقلدون الغرب مثل أمريكا في كثير من الأشياء والتصرفات والملبس، فيصير منطق العلم الشرعي هو الأداة التي تخضع العقل المؤمن وليس غيره، ولكن ما أجده هو أنني من حقي أن أتبين الطريق، فأنا وان كنت خائفا ومضطرب الشخصية ومريضا نفسيا لكن هناك شيء لا أستغربه يدعوني لأن لا أذهب إلى أي أحد أو جماعة هكذا.
- (7 سنوات) منذ أن بدأت الحياة اقبل كل الإيحاءات الخاصة بالغيبيات مقابل رفض أي شيء يخالف هذا الإيمان مهما كان فكان تصديقي بالمواقف الخارقة التي حدثت في عصر الرسول والمعجزات وكرامات الصحابة هو شيء جيد في الوقع وكان سهلا بالنسبة لي، ولكن كنت أسمع أبي وهو يتحدث عن القوى الخارقة لدى بعض الناس فأصدقها تصديقا داخليا بمعنى أني أقول في نفسي أنه ربما أستطيع يوما ما أن أكون صاحب قوة خارقة مثل الذين يكسرون الزجاج بقوة التفكير وكنت أحاول أحيانا محاولة للتركيز للتأثير على شيء ما أعلم في نفسي أنها لن تنجح ولكن أقول ربما يتحقق في يوم من الأيام
- (7 - 15 سنة خارج البلد) دائما وأنا صغير كنت أحتفظ بكل الأشياء الخاصة بي ولا أريد رميها، وكنت حادا وقسريا في تنظيم الأشياء بشكل هندسي، حيث كنت أرى أبي منظما، فبالغت أنا في النظام لكي أتفوق على الجميع في كل شيء . أما أمي فكانت تبدأ دائما في الفرعيات وتترك أعمال البيت الرئيسية لتقوم بالتفنن في أشياء تافهة وتبالغ فيها بعصبية أحيانا كأن تقوم بمسح الحوائط بالسلك بينما تركت الطبخ تماما / تغسل الأرضيات بالمطهر بينما تركت الملابس دون صابون كافي وكانت أعمالها في المنزل لا تدوم أي لا تداوم على النظافة طوال الوقت وإنما أيام تبالغ وأيام تهمل . وكانت أمي لا ترمي شيئا أبدا حتى بعض الزبالة والنفايات الورقية والملابس القديمة والطعام المنتهي الصلاحية كانت تحتفظ به. وهنا لا أدري هل أنا أشبهها أم ماذا / إن هذا يستفزني من الناحية السلوكية فأنا أكره تصرفاتها / لكني أحبها لأنها أمي وهي التي ولدتني.
- (7 – 20 سنة خارج البلد) كنت أفعل كل شيء باعتقاد أني مراقب إما في الحال أو بعد الفعل من خلال التقييم الذي سأتعرض له من أبي أو أمي أو المعلم، وكنت أتخيل رد فعل أبي على كل فعل حسن أفعله فهو كثيرا كان يثني علي إذا أحسنت، وكنت أحرج أنني إذا فشلت فسينتقدني أبي أما أمي فكانت تسخر مني وتنهاني، وكنت أحب ثناء أبي علي جدا وأفخر به.
- (7 – 18 سنة خارج البلد) كنت أحب أن أعتني بأبي كثيرا، وكنت خجولا جدا معه، حيث كان يقول أني مؤدب وأني رجل كفاءة وعندي قدرة على أن أصبح رجلا وكان هذا أمام أمي فكانت تقول أني لست مؤدبا وأني قليل الأدب. كنت أحب توفير كل سبل الراحة له، وكنت أشعر بمتعة في خدمته، ونادرا ما شعرت أنه ثقيل أو أنني أنفر منه كما أنفر من بقية الواجبات.
- (7 – 10سنة خارج البلد) حين العقاب كنت دائما ألجأ إلى أبي بالنظر فقط، فكنت حينها أحمر من الخجل وأنظر إلى أبي فيشعر بي وبحساسيتي فيكلم أمي فترفع صوتها وتقول بأن هذا شأنها، ثم تأتي علي وتضربني وتقول انظر له الآن انظر، لما أكلمك أنا لا تنظر لأحد يا قليل الأدب، ثم تضربني.
- (7- 17 سنة خارج وداخل البلد) كنت بعد أن أعاقب اذهب في الخفاء لأظهر عدوانية أمام نفسي فأقطع أوراقا أو أرمي أشياءا بقوة وأسب أمي سبا ثم أتحرج من سبها في نفس الوقت ، فأكون متناقضا جدا ، ثم أضمر العدوانية فقط. - (7 – 15 سنة خارج البلد) كنت أرد على التلفون بقمة الإحراج لدرجة أن صوتي كان ينخفض فكانت أمي تقول ارفع صوتك لا تكن مثل البنات، وكان أبي في بعض الأحيان يخطئ خطأ فادحا حين يقول لي أنت لست بنتا ارفع صوتك قليلا، أعلم أنه كان يريد أن ينشئ الغيرة في، ولكن أعتقد بأن ذا كان أسلوبا خاطئا جدا. وكان هذا الموقف يتكرر كثيرا. وكان كل من أبي وأمي يكرران الموقف.
- (7 – 10سنوات خار البلد) كنت في بعض الأحيان عدوانيا مع أخي الأصغر وأحيانا طيبا جدا . وإلى الآن كلما ذكرت ولو موقفا واحد لعدوانيتي مع أخي فإنني أندم وأؤنب نفسي فمثلا أذكر يوم ضربته على رأسه بالفرشاة وأذكر كيف لما أراد أن يضايقني كنت أنتظر لينام ثم أضربه وهو نائم ثم يستيقظ ثم ينام ثم أضربه مرة أخرى . ولكن (10 - إلى الآن) غالبا طيب وحنون مع أخي إلا في بعض الشجار المعتاد.
- (7 – 15 سنة خارج البلد) كنت أنتظر ردود فعل وأتخيلها عند لقاء الأصدقاء في المدرسة بعد الإجازة الطويلة وكنت أعطيها أكبر من حجمها، ولكن عندما أرى الأصدقاء يكون رد فعلهم أصغر من الذي توقعته من حيث الحرارة ولكن كنت أخفي كل مشاعري بحيث لا يعرف أحد عني أي شيء.
- (7 – 15 سنة خارج البلد) نادرا ما كان يكلمني أي أستاذ . كل الأساتذة كانوا يثنون علي ولم أكن أذاكر كثيرا، بل كنت أجد سهولة في لتعامل مع المقررات خارج الوطن، ولما زادت المقررات كنت أتعامل معها بغير جدية حيث كنت شديد الذكاء ولكني كرهت العمل المستمر لا إراديا لأن أمي كانت تعذبني وأنا صغير في المذاكرة / كانت أياما سوداء في وجهي كطفل حين تذاكر لي أمي . فنشأ لدي بعض الأفكار الخاصة بقدرتي على الاستيعاب من غير الاجتهاد الممقوت والمؤذي من قبل أمي
- (7 – 15 سنة خارج البلد) كانت أمي تجبرني على المكوث طويلا وتعطيني واجبات ضخمة وتحاسبني بالدقيقة / وعقرب الدقائق إذا عبر الساعة المحددة كانت تبدأ في سحب الكراس لمعاقبتي أنا وأخي على التقصير بالضرب المبرح، فكان إذا اقترب الوقت من الانتهاء يبكي أخي وكنت في البداية أبكي معه ، ولكن بعد أن كانت تستهزئ أمي ببكائنا حينما تعد العصى لضربنا طورت انفعالي بحيث أخاف فقط ولا أظهر البكاء بينما كان أخي يبكي ويبكي.
- (14 – 00 خارج وداخل البلد) بعد سن المراهقة أحيانا عندما أكون سعيدا كنت أحس بأني عقلية ممتازة وأنني عندما اكبر سأصبح عملة نادرة، وأحيانا أخرى أحس أنني الأفضل أن أطلب الموت من الله.
- دائما لست متأكدا من ما أفعل، حتى أنه في مرة سألني الأستاذ عن اسمي (12 سنة) فنظرت إلى الكراس لأقرأ اسمي من عليه. أجد صعوبة في الثقة / لا أدري هل سيكون لي مهرب أم لا في مسألة الثقة هذه النهاية إنني أعتقد أني أعك وأدور في نفس العجلة منذ ولادتي، وكلما أحاول الخروج من الدوامة وبالفعل انجح واخرج منها أجد نفسي أنني لست إلا في دوامة جديدة أو أعيد الدوامة من جديد، أنا الآن خارج الوطن وفي موقف صعب حيث فقط اعتمد على الله وليس لدي أسباب يمكن الأخذ بها سوى الفكر، لا أدري هل أستطيع الذهاب إلى عيادة نفسية هنا أم لا، في الوطن كنت أذهب إلى العيادات النفسية، فإنه لو اكتشف أمري هنا ربما أعود إلى بلدي، لا آخذ أي دواء منذ 4 شهور الأسئلة أحيانا يأتيني هاجس أن أترك كل شيء وأذهب وأغير حياتي وأرمي نفسي في مجال جديد لكن قلت بأنني ربما يجب على أن لا أهرب أو أعالج الأعراض فقط بل يجب علي أن أعالج المرض نفسه؟
- ما المرض النفسي الذي أعاني منه بالضبط؟ هل هو انفصام أم خوف اجتماعي مع اضطراب ووسواس مع ذهانات؟ أم ماذا وما الدواء الذي يمكن أن آخذه؟
- هل من المعقول أن موضوع الأزمة العاطفية لا زال مستمرا ولكن بصبغة دينية/ أي أن نفسي تخدعني فقط وهي لا زالت تريد تلك العواطف والأحاسيس؟
- لماذا عندما كان يأتي الذهان أقتنع بالتدريج حتى يكون يقينا؟ - لماذا مع معرفتي ببعض المهارات لا أستطيع تطبيقها؟
- لاحظ أنني عندما نفي بالدليل كل الأوهام أبقى خائفا قلقا فقط في العراء دون وجود سبب أعلق عليه، وغالبا أميل في هذه الحالة إلى التعليق على شيء ما؟
- لاحظت أنني عندما كنت في الجيش عانيت كثيرا وكانت تأتيني ذهانات قصيرة جدا حول أنني في سجن وكنت أرى الجيش بطريقة مختلفة عن الجنود، فبعضهم كان يبكي مثلا بينما أنا أراه بمنظار أسود وأسوأ من البكاء، ومع اعتقادي بأنه علماني -وأنا أصولي وكنت ألعنه مع أصدقائي– إلا أنني كنت أحس برجولتي وكنت شبه أستطيع تحمل الصعاب وكنت أشعر أنني مجبر على فعل شيء ما وأنني مضطر وهي مسألة حياة أو موت لذلك يجب أن أمضي فيما أفعل ولكن كنت دائم الشكوى ودائم طلب الإجازات وكان الجنود يرون أني ثوري واني أريد تغيير أوضاع مستحيلة واني داهية في التفكير ولكن للأسف لم أتكيف مباشرة، تكيفت في آخر مدتي أي قبل الخروج بشهور وكانت نفسيتي إلى حد ما مستقرة ولا أعلم ما السبب هل هي دورية في نفسيتي أم أن الفترة الأخيرة كنت علي مراقبة 24 ساعة أثناء العمل في الجيش لذلك كانت المسألة بالنسبة لي مسألة حياة أو موت فيها مظاهر مادية تدفعني للتركيز، فهل أنا شخصية تحب الضغط؟
- في الماضي أي قبل المشكلة الذهانية، عندما أكون تحت ضغط الكسب المادي أحيانا أسعى لأثبت أنني أستطيع أن أكسب وحدي بالاعتماد على الله فقط، فانهمك في هذا العمل وأنسى تماما أو أحاول مقاومة مرضي النفسي في وسط القيام بالنشاطات الحيوية بين الناس وكأني أحاول أن أنفي عن نفسي العجز وأثبت أنني لدي القدرة / وكأنني أيضا أتذكر حين كان يقول أبي أن الحياة ليست سهلة وأننا نتمتع بالحياة في حين أن هناك الكثير من الفقراء في العراء والذين هم أفضل منا كأبناء يشرحون القلب ويفخر بهم آباؤهم وكذلك أمي كانت تعيرنا بأننا لسنا كبقية الأبناء النابغين الذين هم فقراء وليس عندهم مال، لذلك أعتقد أنني طوال حياتي عندما أكسب المال بنفسي أستغني عن الناس وربما أنني بهذا أحقق ذاتي التي كنت أشعر في طفولتي أنها مهانة من قبل أقوال أمي وأبي في اعتقادي في ذلك الوقت، أما الآن فإن هذه القدرة تقل والشعور بالاستقلالية يقل؟ ما الفرق بين الذهان والوساوس؟ وما تفسير علم النفس للأفكار التي تأتيني مابين أن الناس تمدحني في مسألة ما (سواء كانت دينية أم لا، ولكن إذا كانت دينية أضفيت عليها صفة القدسية) بينما أنا أتنزه عن هذا المديح وفكرة أنني إنسان ضال وربما يحل بي غضب السماء وكل هذا في لحظات في المخ؟ لماذا هذا التناقض؟ مع أنني غير مقتنع بهذا لكن عندما أحاول نفي فكرة أني ضال أنجر إلى فكرة أنني مميز أي الفكرتين تكونان في وقت واحد في المخ أو تأتي وراء بعضها بسرعة ربما على الساعة تحسب في ثانيتين أو ثلاثة
15/11/2009
رد المستشار
الأخ الكريم: رسالتك الطويلة التي أحالها لي أخي د.وائل قد يشعر البعض أنها مجرد نص مطول وممل، ولكنني قرأتها بهدوء وتمهل، وأعرضها وأرشحها بوصفها تصف تحت عدسة مجهر كيف نتشوه في علاقتنا بالمرأة!!
الكثير من الأفكار والمشاعر التي تجول في رأسك ونفسك هي مشتركة بينك وبين الكثير من رجالنا، وأسوقها هنا للجميع، وبخاصة النساء ليعرفن كم هو صعب ومعقد عالم النظرة الذكورية لهن في مجتمعنا: هن موضوع الإثم والغواية، وموضوع الرغبة والعوز والاحتياج!!! (كما تعبر أنت) كثيرة هي ومتشابكة ومتشعبة تلك العقد النفسية المتراكمة في داخل كل راجل من رجالنا تجاه عالم المرأة، والعكس صحيح، أي العقد التي تتراكم في نفوس نسائنا نحو الرجال وعالمهم، وكم من الخرافات والأساطير، والمفاهيم المغلوطة، والممارسات الخاطئة تعمل في حياتنا فتتحول إلى جحيم من القسوة والاغتراب، والوحدة والجفاء، وعدم الانسجام بين عنصري الكون ولا يكاد أحد يقف ليوضح ويشرح ويرشد بل نقع في قبضة الغوغائية والفوضى وسوء الفهم والتعامل مع استمرار التأكيد على أوهام الالتزام بالإسلام الذي يبدو لي أننا ضللنا طريقنا في الوصول إلى طريقه أصلا وأن ما نكرره ونتحلى به هو مجرد تعاويذ وأشكال وأساطير وحكايات لا تقترب كثيراً من روح الدين ولا مقاصده ولا مبادئه ويبقى وسيبقى هذا من أكثر أسباب تخلفنا وعوائق نهضتنا!!
امرأة تراها لأول مرة في حياتك وحياتها تستدعي إلى رأسك حزمة من الهواجس والأفكار وأحاسيس ومواقف جديرة بالتأمل: ما العلاقة بين تجنب التعامل مع أحد بدافع احترامه؟!!
وما هي معايير حكمك على هذه المرأة بأنها جريئة جدا كما تكرر في أكثر من موضع؟َ وهل الطبيعي والمستحسن أن تتلعثم المرأة في حديثها، أو تتعثر في مشيتها إذا صادفت رجلا؟!!
أين قرأت هذا في الدين؟! ومن يصب في رؤوسنا هذه القمامة؟!! وكيف نتربى على هذا الخبل؟!!
هل الخوف هو الشعور الذي ينبغي أن يحكم التعاملات بيننا رجالا ونساءا؟! وهل هذا الخوف مرتبط بما نعتقد أنه احترام أو تقديس للمرأة؟! أم هي في تقديرنا مدنسة ينبغي الحذر من غوايتها؟
أم هي مدنسة ومقدسة في نفس الوقت؟!!
المصيبة أن طواحين ما تسميه العراك النفسي اليومي، والتردد، والتفكير الخيالي الخرافي اللاعقلاني تجاه النساء هو غالبا ما يحكم تصرفاتنا وتعاملنا مع عالمها، عالم الذنوب والغواية، والرفض والاحتياج!!!
هل يمكن أن تفهم المرأة في مجتمعنا، وتفك ألغاز تصرفات رجالنا بعد قراءة رسالتك لتعرف مثلا لماذا يتراجع أحدهم بعد إقدام، أو لماذا يتحول أو يتغير أو يبدو عاجزا أو مشدوها أو مشلولا ينتظر أن تبادر هي، فإذا بادرت يعتبرها "جريئة جدا"؟!
هل يمكن أن تتصور النساء أن رجالنا ولأسباب اقتصادية واجتماعية ونفسية لديهم تطرف في انعدام الثقة بالنفس يغالبونه أحيانا بالتشديد على جنون ومشاعر العظمة المصطنعة!!
هل يمكن أن نفهم أن من تخاريف حياتنا وخبل عقولنا تلك الفكرة القائلة بأن هيبة الرجل ووقاره واحترامه لنفسه وانتظاره لاحترام الآخرين يتعارض في ذهنه، وفي تقدير الكثيرين، مع التودد للمرأة، أو إظهار مشاعره تجاهها، أو معاملتها بما تستحق من حب وحنان، أو حتى التعبير عن الغيرة أو الغضب أو الرفض في مواضعه، إنما عندنا يتسق مع الاحترام أن يكون الرجل مثل الجماد أو لوح الثلج، والأشطر من يكتم مشاعره!!!
طبعا حالتك فيها مبالغة لأنك تحتاج إلى علاج نفسي يساعدك على الخروج من هذه الأعراض، إنما أنا أعلق على أن أصول ما يبدو في حالتك كأعراض مرضية إنما يدور في عقول كثيرين، وإن لم يصل إلى مستوى المزمن، أو المتكرر، أو المرضي الزائد كما في حالتك!!
وأنت مثل ملايين تخلط بين ما هو مرفوض اجتماعيا بما هو ممنوع شرعيا، وفي حالتك تضيف إلى هذا وذاك تلك الأعراض المرضية من توتر وشكوك ووسواس قهري، وقلق مستمر بسبب، وبدون سبب أكثر!!!
وأتفق معك في التوصيف الذي تعبر أو تفسر به مواقفك ومشاعرك من أنك "غير ناضج" ولكن برأيك كيف يمكن أن ينضج أمثالك ممن يرتعبون من صوت امرأة في مكالمة هاتف، أو يتلعثمون إذا قابلوا امرأة؟! أم سيكونون مثلك في انتظار مبادرة من امرأة "جريئة"!!!
ولا أدري ما هو تصورك لما تسميه ضوابط العلاقة بين الرجال والنساء؟! أخشى أن المبالغة في هذه الضوابط أوصلتنا إلى الرعب والرغبة!!
وأغلب الظن أن ما يملأ رؤوسنا يتضمن كما من المبالغات والأخطاء والتشدد على غير أساس، وبسبب أن تصورنا عن هذا الأمر، مضحك وغير قابل للتطبيق عمليا، فإننا نستمر في ترديده، والصراخ به على شاشات الفضائيات، وفي مجالسنا، وأحاديثنا المعلنة بينما لكل واحدة أو واحد منا عالمه الخاص المخالف تماما لما نبثه، أو نذيعه أو نتداوله في العلن، والذي هو خاطئ بدوره، أو خرافي، أو غير مؤسس على وعي سليم أو برهان، أو دليل شرعي محكم، وعجبي!!
ضائعون نحن في هذه المساحة بين أوهام التشديد، وبريق التحلل، مكتفون بترديد ما لا نطبقه!!
على أي أساس يقرر أحدنا أن: هذه هي المرأة التي أريد؟!! تفكيرك في هذه الجزئية لا يخلو من طرفة وخفة واندفاع، وهكذا يفكرون أحيانا، أي الرجال في بلادي!!
وأنت مثل الملايين تتصور الحلال والمتاح شرعا في علاقتك بامرأة هو ما تتصوره على النحو الشائع في الأدمغة، والصعب والفاشل غالبا في الممارسة الواقعية، ومن هذه التناقضات المؤسسة على الاستخفاف بالبحث عن المعرفة الحقيقية تأتي الصدمات مثل صدمتك حين رأيت صورتها على الكمبيوتر، كيف نفكر بالزواج وماذا نريد منه وكيف نستعد له؟!!!
اقرأ رسالتك جيدا لتعرف تعقيدات وضعك وعلاقتك بها، ولتفهم ببساطة سبب صدمتك حين رأيت هذه الصورة!!
وتفاعلت عندك مشاعر الحب والرغبة في هذه المرأة مع أعراضك النفسية المرضية حتى صارت هذه تدخلك إلى تلك، والعكس، بل وصرت تشعر بأعراض عضوية في الدماغ، ومن المثير للاهتمام: كيف يتفاعل الدين أو كيف تتفاعل كل هذه الأشياء مع الدين لنصل إلى سيمفونية مرضية مركبة!! ساهم في حصول ذلك الوضع المعتل تواضع معارفك الدينية مثل كثيرين يعتبرون أنفسهم قد عرفوا، وحصيلتهم مجرد قشور وصلتهم عبر قراءات خفيفة، وإما متابعات للإعلام السائد، ولا يعتمد على هذا وذاك في تكوين معرفة مطمئنة، وناقدة، وقادرة على التميز بين ما هو شرع، وما هو أساطير أو حكايات مسلية!!!
إضافة إلى تواضع خبراتك الحياتية مثل كثيرين أيضا يعيشون حياة معزولة عن الحياة وتفاعلاتها، ويعيشون إقصاءً كاملا بين الجنسين، وتكون الصدمة مع أول احتكاك مباشر!!!
وهو ما يحصل يوميا للكثيرين، وبشكل مضاعف حصل بالنسبة لك، ولا يوجد توجيه ولا إرشاد ولا فقه للحياة وللعلاقات، إنما كلام عام، أغلبه يبدو متماسكا، وهو مجرد مواعظ فارغة، وأحيانا بلهاء للغاية!!
كم منا يدرك طبيعة تفكيره الخرافي؟! ومنه الربط بين تخبط الخبرة السلوكية بسبب الجهل الشرعي مثلا وقلة الخبرات فيقفز إلى صلته بأعراض دماغية عضوية، وأخرى في الوجدان والمشاعر تستدعي علاجا؟!!
إنه مثل الربط على طريقة شعار: سيزداد الغلاء ما لم تتحجب النساء!! أو القول بأن مشكلات حياتنا تنحل بالعودة إلى الله، ودون تحديد لماهية مشكلات حياتنا تشخيصا وتحليلا ونقدا، وما نقصده بالعودة إلى الله: خطة وخطوات وبرامج، بدون هذا يظل تفكيرنا خرافيا صادرا عن دراويش طيبين لا مؤمنين واعين!!
ومن خلطك واضطرابك مثل كثيرين لا تدرك الوزن النسبي للنجاحات والإنجازات، ولا المعاصي والذنوب، وتأمل مثلا موقف قبلة الفتاة لك وما حصل بعدها!!
فارق بين أن يعتبر الإنسان المؤمن الصغيرة التي وقعت منه كبيرة، يراها كذلك، ويعزم على عدم تكرارها، أما أن يخلط فيعتبرها خطيئة كبرى وأكبر من حجمها الحقيقي فهذا خلل شرعي وعقلي، وبالتالي يمكن أن تتوقف حياته كلها بعد أن يقع في خطأ هو من اللمم، ووسوسة الشيطان هنا تلعب دورا، ولكن وسواسك القهري المرضي طرحك أرضا، وذهب بك بعيدا.
ودماغك المنهك سار بك من هذه المرأة إلى أبويك وعلاقتك بهما إلى السلفيين وآرائهم دون أن تفكر في مراجعة طبيب متخصص، وهذا عجيب جدا، ولكنه أيضا شائع للأسف!!
وأنا أكرر أن حكيك عن حالتك أفادني، ولكنه لن يفيدك ما لم تتعالج، ورسالتك تعرض نموذجا لدماغ تتفاعل فيه فوضى التضارب الذي نعيشه، وتفسخ عقلك استطعت أنت التعبير عنه بلغة معقولة، تقول بأن استجابتك للعلاج يمكن أن تكون باهرة.
راجع طبيبا متخصصا، وانتظم في العلاج، وتابعنا بأخبارك.