السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أكتب مشكلتي وأنا خجلة جداً؛ بصراحة أنا أحب أكل "الصابون" وعندي هوس بصابون "لوكس" على وجه الخصوص! سأوضح لكم مشكلتي لأني أعاني بجدية منها منذ زمن، وأتمنى ممن سيجيب على مشكلتي أن يَفهمني.
انا أحب أكل الصابون، وكما قلت بالذات "لوكس"، مثلاً بطعم الفراولة أو اللؤلؤ أو الخوخ.. والنكهات المغرية ذات الرائحة الزكية، هوسي بالصابون قد لا تتخيلوه فوالله حين لا أحصل على الصابون أجنّ، أحس كأني مدمنة وأبكي، وكل ما أريده ساعتها أن أشتم رائحته!.
أنا لا آكله بمعنى أبتلعه، لا... أنا أحب أن أتفنن بالصابون! مثلاً، أبشرها بالمبشرة أو أقطعها- أظن مشكلتي تنقسم لقسمين: أكل الصابون وتقطيعها! فأعصابي تكون مشدودة أثناء تقطيعها، ففلقة الصابون قاسية فأشد على أعصابي حين أقطعها.. أحب ذلك! ولما أبشرها وأقطعها فتصبح فتافيت صغيرة أذيب بعضها في كأس من الماء والباقي أحفظه في علبة في الحمام، ثم أترك الصابون في الكأس لدقيقة أو نحوها وأتمضمض به، لكن لا أبلعه أبداً، أتمضمض فقط وأحس بلذة، ثم ألفظه طبعاً. لكن لا أحب أن أرى قطعة الصابون بعد أن يستعملها أحد ويتركها جانباً فتلين قليلاً لبقايا الماء عليها ثم تتقشر بعد جفافها... أرجو أن أكون قد شرحتها بوضوح.
أهلي منزعجون جداً مني، هم يظنون أني أبتلعه، سئموا من شراء الصابون لتنفد كميته في أسبوع واحد بسببي.
أرغب في التخلص من هذه العادة لكني لا أستطيع! أحب الصابون! أنا أحس باللذة وأنا أكتب مشكلتي الآن. على فكرة، لم آكل الصابون منذ أسبوع الآن، لكن قلبي يتقطع رغبة الذهاب للبقالة لشراء صابون! والله دون مبالغة، بعض الأحيان حين ينفد الصابون في بيتنا -أستغفر الله أن أبالغ- آخذه خفية من بيت جدي بجانب بيتنا.
أريد حلاً! والله إني أبكي. هل مشكلتي مرض نفسي أم ماذا؟ وضّحوا لي مشكلتي، أريد حلاً أساعد نفسي فيه بنقسي، ولا أريد من أحد أن يطلب مني الذهاب لطبيب نفسي.
وآسفة للإطالة.
وشكراً.
15/11/2009
رد المستشار
ابنتي العزيزة،
اطمئني، فليس هناك ما تخجلين منه، فلست وحدك من تعانين من أفعال قهرية، غريبة، أو غير مألوفة، وتودين الخلاص منها بإرادتك، نظراً لوعيك الأكيد بغرابتها، ولما تسببه لك من حرج أو انفعال أو ضيق.
ولست وحدك التي تعاني من ظهور تلك الأفعال القهرية، والرغبة القهرية أيضاً في الصابون تحديداً، كما أن لك إخوة من البشر ممن يعانون مما هو أغرب من ذلك، فمنهم من يفضل الملح، ومنهم من يفضل الطباشير، والطمي، ومنهم من يفضل ما هو دون ذلك من أشياء مقززة مثل الفضلات.
وفي كل الأحوال التي تقابلنا، يكون المريض على وعي بالغرابة، باستثناء الأطفال فهم لا يستطيعون وصف ما يحدث غير أنهم لا يستطيعون وقفه أيضاً.
فهو مرض معروف وموصوف تحت اسم (Pica) وهو مصنف تحت اضطرابات الشهية والأكل (Eating Disorders) وهو مشتق من الاسم اللاتيني لطائر جميل جداً اسمه (Magpie) من المعروف عنه قابليته أكل أي شيء يستطيع بلعه، ويتسلل لأعشاش الطيور الأخرى بعد خروجها ليأكل فضلاتها، وما قد كسر من بيضها!
والحقيقة فقد قابلت بعض هذه الحالات (وهي قليلة)، أو ما يشبهها، وأعتقد أنها كلها كانت تقع تحت نطاق الأفعال القهرية التي تندرج تحت مرض الوسواس القهري، وكما أن الفكرة تقهر النفس، وتفرض نفسها، فإن الفعل أيضاً يفرض نفسه، ومن هنا لا يستطيع الشخص مقاومته، وقد تظهر مقابلتك مع الطبيب وجود العديد من الأفعال أو الأفكار القهرية الأخرى.
ومن خلال التعامل معها كحالة من حالات الوسواس القهري، تتحسن بشكل ملحوظ -بعون من الله- مهما كانت مدة المعاناة، وتستجيب معظم الحالات للعلاج الدوائي والعلاج السلوكي النفسي، ومن هنا يجب عليك حتماً أن تذهبي لزيارة الطبيب النفسي، وليس هناك ما تخجلين منه، كما يمكنك إخبار الأهل بذلك لأنهم سيساعدونك، ويساعدون أنفسهم بلا شك، وعلى الأقل سوف يلتمسون لك العذر.
ولا يفوتني أن أنبه على ما تتعرضين له من خطورة حقيقية، بالرغم من تأكيدك عدم بلع الصابون، من أخطار مكوناته –الكاوية للأنسجة المبطنة للفم، واللثة- ولن يخلو المريء أو المعدة من التعرض لخطورتها مع تكرار ما يتسرب إليهما من مواد كاوية، وقد تكون فيها من الخطورة ما لا يخطر على بالك.
كما أن هناك تأثيرات ضارة من العطور الكيماوية المستخدمة في صناعة الصابون.
واقرئي على مجانين:
أكل التراب عقعقة Pica
أكل الصابون: عقعقة
علاجُ العقعقة