السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الرائع الذي يداوي الجراح ويؤنس المستوحشين؛
أعاني من قبل سن البلوغ من الميول المثلية ولا أميل إلى الجنس الآخر، ليس لدي أي تجارب جنسية سابقة مع الجنسين وهذا حفظ من الله أولاً وأخيراً ثم مجاهدة مني لنفسي على عدم فعل الفاحشة رغم الكبت وحفاظاً على صورتي أمام العائلة والمجتمع، ولا يعلم بحالي هذا إلا الله، نسأله الستر في الدنيا والآخرة، أكملت تعليمي الجامعي، وحالياً أعمل، أقيم مع أسرتي وعلاقتي بهم جيدة، أجاهد نفسي على تقوى الله.
طبعاً لا يخفى عليكم ما يسببه هذا البلاء أحياناً من ألم و مرارة وحزن وهم وبكاء وإحباط وعذاب وحيرة و…… و……. و….. و……… إلخ.
قرأت مشاكل كثيرة شبيهة بحالتي في موقعكم هذا مجانين نقطة كوم ، اعذروني إن قلت لكم إنني أعرف ردكم على مشكلتي هذه مسبقاً، وهو نصحي بالذهاب إلى طبيب نفسي، وأعلم بهذا الحل منذ أكثر من 10 سنوات، ولكنكم ستستغربون إن قلت لكم بأنه لا يوجد في بلدي أطباء نفسيين، إنني لا أعيش في قرية صغيرة بل أعيش في العاصمة ويمكنكم التأكد بأنفسكم، مجتمعنا هنا لا يعترف بالمرض النفسي ويخجل منه، بل يعترف بالمرض العضوي أو العقلي والأطباء النفسيين لا أراهم إلا في الأفلام والمسلسلات، وطبعاً فكرة السفر إلى الخارج للعلاج مستحيلة وذلك لتكاليفها الباهظة وكذلك لطول مدة العلاج.
أفراد عائلتي فاتحوني أكثر من مرة بموضوع الزواج وأنا أتحجج لهم بأسباب مادية، وكذلك تساؤلات المجتمع من أقارب وجيران وزملاء حول هذا الموضوع، وإنني مع الوقت ومع هذه الضغوط الخارجية سأرضخ لفكرة الزواج ولكن أريد أولاً أن أعرض عليكم بعض الحالات التي قرأتها في موقعكم هذا:
تخيلات أم ميولٌ مثلية بعد الخمسين؟
عتاب وشكوى وميول مثلية
سجن الميول المثلية : قضبان وهمية!
تشترك هذه الحالات في أن الأزواج توقفوا عن الممارسة الزوجية أو أنهم يتوقعون ذلك وما يقومون به هو مجرد أداء واجب مفروض عليهم، رغم سنوات الزواج وإنجاب الأولاد، كما أن هناك حالات لشباب تجاوزوا الثلاثين ولم يستطيعوا الزواج خوفاً من الفشل.
إن اتخاذ قرار الزواج مجازفة بالنسبة لي واحتمال الفشل وارد، إنني في أشد الحيرة من أمري والعمر يمضي بسرعة ولا أدري ماذا أفعل، فما هو حل هذا اللغز الغامض وهذه الفزورة!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟
وجزاكم الله كل خير.
16/1/2004
رد المستشار
الأخ السائل العزيز: أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، مشكلتك وصلتنا في نفس الوقت تقريبا مع مشكلةٍ مماثلة من قطرٍ عربي آخر، وقد ظهر الرد عليها تحت عنوان: أريد حلا : سجن الميول المثلية : بوادر الانعتاق حيث قدم أخي وزميلي الدكتور محمد المهدي ، جزاه الله خيرا, ما يصح أن يوصف بأنه برنامج علاج معرفي سلوكي لمشكلة الميول المثلية، وهناك إمكانية للعلاج الذاتي من خلال هذا البرنامج، كما وعد بتقديم برنامجاً علاجيا مفصلا سيظهر على موقعنا مجانين نقطة كوم قريبا إن شاء الله.
وأما ما أود التعليق عليه في إفادتك، فهو شيءٌ من الخبرة العملية التي شاهدنا فيها أمثلة غير الأمثلة التي أحلتنا إليها من حالات المثلية على صفحتنا استشارات مجانين، فهناك كثيرون في الحقيقة، خاصةً ممن لم يقعوا في فاحشة الممارسة المثلية الكاملة، كثيرون منهم يتحسنون جدا بعد الزواج.
ولدي أمثلة وفقني الله -كما وفق غيري من الأطباء النفسيين- إلى علاجهم بعضهم تخطى ميوله المثلية تماما بعد الزواج، وبعضهم حتى عانى من عنةٍ عابرة في بداية الزواج بسبب قلقه الشديد وخوفه من الفشل، لكنهم الآن آباء وأزواج ناجحون، وهناك من أكملوا علاجهم قبل الزواج وهناك من مثل الزواج بالنسبة لهم عاملاً مساعدا في العملية العلاجية نفسها.
وأما أن الطب النفسي غير معترف به في المجتمع الذي تعيش فيه والأطباء النفسيُّون غير موجودين، فإن هذا ليس حال مجتمعك وحدك، ولكنني لا أرى لك مفرًا من طلب العلاج مهما كانت التضحيات، فإن وفقك الله إلى العلاج الذاتي من خلال قراءة ما ظهر وسيظهر قريبا على هذا الموقع، وهذا ممكنٌ جدا ما دمت لم تمارس الجنس بعد، ولكنك إن لم تجد عندنا ما يكفي لمساعدتك فإن عليك خوض تجربة العلاج مع طبيب نفسي متخصص، ومن خلال المتابعة معنا أيضًا، ثم عليك أن تتذكر أن هناك خطبة ووقت بينها وبين الزواج الفعلي، أي أن هناك مسافة زمنية تستطيع خلالها أن تغير من نفسك، ونحن سنبقى معك فتابعنا بأخبارك
ويتبع>>>>>>>>: الميول المثلية والزواج : كل هم له انفراج مشاركة