استغاثة
السلام عليكم ورحمة الله، أما بعد،
السادة الأعزاء، تقبلوا تحياتي العطرة وأمنياتي القلبية بالنجاح والتوفيق بإذنه تعالى. اسمحوا لي أن أصف لكم حالة كل من ابني البالغ من العمر 12 عاماً تقريباً، وابنتي 16 عاماً. أبدأ بالأصغر وهو ابني؛ فوجئنا منذ 6 أشهر بإصبته بحالة هياج شديدة جداً، ويضرب ويشتم كل من يتعرض له ضرباً شديداً، وإذا سمع صوتاً من خارج البيت يصرخ ويسب ويشتم ويثور ثورة شديدة، وعندما يهدأ يبكي ويعود إلى حالته الأولى بالرغم من أنه لم يكن كذلك.
كان سلبياً جداً جداً وخجولاً جداً، حتى أنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه إن هاجمه أي شخص، فسارعت به لعيادات التأمين الصحي بالإسكندرية وقاموا مشكورين بصرف علاج لمرض تشخيصه "الفرط الحركي" مع العلم أنه تم قياس نسبة الذكاء فكان 50، وتم صرف علاج الريسبودال 1 مم مع التجريتول 5 سم وأقراصاً مهدئة عند اللزوم، ومع استمرار العلاج وبعد فترة تغيرت حالته حتى أصبح يشعر بآلام خلف رأسه، وأيضاً إحساسه بيده وكأن بها حرق، ثم يغمض عينيه ليخرج صوتاً غبياً لشخص آخر يشتم ويسب، حتى أنه قام بضربي أنا وإخوته وأمه وأي أحد يعترضه في الشارع، ثم بعدها يبكي نادماً.
مع استمرار العلاج بدأ بفضل الله بالتحسن نوعاً ما فهدأت ثورته بعض الشيء بعد أن نصحني الطبيب الاستشاري بإضافة أقراص كلوزابكس قرصاً مساءً، ثم عدله إلى قرصين مساءً، ولكنه صامت لا يتكلم وكثير الحركة في مكان واحد، وليس لديه رغبة في المذاكرة بالرغم من أنه رسب العام الماضي، وهو الآن صاحب وجه عبوس لا يضحك إلا إذا رجوناه ويفضل العزلة مع عصافير له اشتريتها له خصيصاً، والملحوظ أنه بعد أخذه للعلاج يثور بشدة طالباً للطعام ثم يهدأ بعد الأكل.
أما عن ابنتي التي تبلغ 16 عاماً مصابة بنوبات ذهانية حادة وانفصام، تركت المنزل على إثرها وكنا حديثي السكن بالبيت الذي غادرته ومكثت أربعة أيام حتى وفقني الله في الوصول إليها وإحضارها ثانية إلى المنزل. هي الآن تأخذ علاج السيكودال 4 مغ مقسمة على جرعتين مسائية وصباحية، وأيضاً التجريتول سي آر 400، ولكن النوبات تأتيها وبشدة، وكانت تردد مقولة "أنا لم أفعل شيئاً، الناس هم من يتكلمون عليّ، أنا ساكتة لكن الناس هم سيئون.."، فقمت بالاتصال بالسيد الاستشاري فطلب مني بإعطائها قرص تجريتول 400 في ظهر كل يوم فخفت الحدة بعض الشيء، لكن ما زالت هناك مشاكل متمثلة في زيادة الاكتئاب وزيادة الفرح والتخيلات، فاتصلت بالطبيب فطلب إضافة أقراص كربونات الليثيوم، قرصين مساءً كل يوم، لكن بعدها مباشرة لاحظت أعراضاً جانبية أخرى تتمثل في عدم سيطرتها على نفسها، تتبول، وهذا أحيان وليس غالباً. أيضاً تتخيل أنها رسمت أختها على الحائط فتنظر ناحية الحائط وتضحك وتطلب مني النظر أيضاً إلى ما تتخيله وفوجئت بأنها تطلب رقم شرطة النجدة المكون من ثلاثة أرقام، فسألتها لماذا؟ فقالت ليأتوا ويأخدوا الناس الذين يتصايحون في الشارع!.
R03;وضعت بكل أمانة تلك المأساة أمامكم، برجاء التكرم بمساعدتكم للأخذ بأسباب العلاج.
والحمد لله رب العالمين.
8/11/2009
رد المستشار
الأخ السائل الكريم، أهلاً وسهلاً بك،
إن قصة ولدك ذي الاثني عشر ربيعاً تتلخص فيما يلي: نوبة هياج شديد منذ ستة أشهر وضرب وشتم للآخرين رغم أنه كان هادئاً وخجلاً، وكذلك الهياج عندما يسمع الصوت من الخارج. تم تشخيصه بالفرط الحركي وهذا التشخيص لا أعتقد أنه يناسب حالة ولدك، كون فرط الحركة يبدأ منذ الصغر وهو سلوك مستمر ولا يأتي على شكل نوبات، كما أن هناك تشتت بالانتباه، كما أن الصداع والإحساس بالحرقة باليد وإغماض العينين والكلام الغريب الذي يصاحب ذلك، وكونها على شكل نوبات، وكون الولد أتى بفحص الذكاء بدرجة خمسين (50) يدل أنه يعاني من درجة من القصور المعرفي (التخلف العقلي)، وربما صرع الفص الصدغي (الصرع النفسحركي) psychomotor epilepsy. وهذا أعتقد أنه سبب استجابته للتكريتول، وإضافة الكلوزبكس لا أعتقد أنها مناسبة كونها تثير الصرع، والأكل بعد الكلوزابكس هو أحد المشاكل لهذا الدواء كونه يزيد الشهية ويزيد الوزن.
الولد يحتاج إلى تخطيط الدماغ وتصوير الدماغ بالأشعة الطبقية المحورية، كما أعتقد أنه من المناسب جداً زيادة حبوب التكريتول بالتنسيق مع الطبيب المعالج.
أما ابنتكم ذات الستة عشر ربيعاً والتي تعاني من نوبات الذهان وتركت المنزل بعد تغييره، ولا أدري كم تتكلم بهذا الكلام "أنا لم أفعل شيئاً، الناس هم من يتكلمون عليّ، أنا ساكتة لكن الناس هم سيئون.." إذا كان يأتي على شكل مؤقت -ثوانٍ إلى دقائق- فهذا يتماشى مع الصرع النفسي الحركي، وإذا كان طيلة النهار ومستمر فهذا يتماشى مع تشخيص الذهان. وكونها هدأت مع أخذ حبوب التكريتول يجعلني أرجح التشخيص الأول (الصرع) خصوصاً، إذا كانت هناك مشاكل في الولادة أو بعدها وتأخر في النمو والمشي والكلام. إذ أن الصرع النفسي الحركي لا يعني بالضرورة سقوط المريض أو الإغماء وإنما هي مجرد هلاوس أو شكوك مؤقتة، أو أن المريض يصاب بالذهول مع مزمزة الشفاه وحركات أوتوماتيكية، وأحياناً فقط السكون أو السرحان لفترة وجيزة كان المريض في عالم آخر.
أتمنى لولديك الصحة والعافية.
واقرأ أيضا على مجانين:
بنتي وابني مصابان بالفصام؟
صرع الفص الصدغي