أرسل سعيد المصري (19 سنة، طالب، مصر) يقول:
موضوع أرجو الرد عليه بكل تفصيل أكرمك الله.
باختصار، لدي صديق تعرض لتحرش جنسي في الثامنة من عمره من رجال يكبرونه، وبعدها مارس الشذوذ مع أصدقاء سوء حتى أصبح عمره 15 سنة، واتسعت لديه فتحة الشرج بمقدار3.5 سم.
السؤال هنا: هل هناك من تمارين فعّالة تعيد الفتحة إلى قطرها الطبيعي؟ هو يخشى زيارة الطبيب الجراح فيفضح نفسه، كما أنه سيدخل الجيش بعد سنة، فهل من حل غير التدخل الجراحي والطبيب النفسي؟ ففحص الجراحة في الجيش سيكشف أنه شاذ فيعطونه الشهادة الحمراء الخاصة بالشواذ، وفتحة شرج بقطر 3.5 سم لا يمكن أن يخطئ طبيب في ملاحظتها ويعرف مسبب اتساعها.
أرجوك أكرمك الله أن تقدم حلاً جذرياً أنقله له، فيستر الله به عليه، فأنا متأثر وحزين جداً لأجله وأخشى من فضيحته في الجيش، وحينها لن يجد إلا الانتحار طريقاً أمامه، فمن ذا الذي سيمنحه فرصة للعمل وهو حاصل على الشهادة الحمراء من الجيش؟!
أرجو الإفادة بسرعة.
7/11/2009
* وأرسل محمود (21 سنة، طالب، مصر) يتساءل في نفس الموضوع قائلاً:
خايف من الكشف الطبي
السلام عليكم،
أنا طالب في آخر سنة في الجامعة وخائف جداً من الكشف الطبي في الجيش؛ فقد اعتدت إدخال أشياء صلبة في فتحة شرجي، لكن مع مرور الوقت أحس بالندم الشديد.
أريد ردّاً، خاصة أني أقلعت عن هذه العادة السيئة منذ عام ومواظب حالياً على الصلاة، لكني أعاني من حرقة في الشرج وصعوبة في التبرز، كما أن عندي إعاقة في رجلي، فهل من الممكن أن يقع الكشف الطبي للشرج عليّ أم لا؟.
9/11/2009
رد المستشار
للأسف الشديد أصبحت مشكلة موضوع "اتساع فتحة الشرج" والرعب منه عند الذكور ليست أقل انتشاراً من قلق البنات ووسوستها بغشاء البكارة، مما يثير الشجن والحزن في النفس على شبابنا المسلم. ولقد تابعت كل ما نشر على موقعنا من مشاكل بهذا الخصوص، بالإضافة إلى ما يقابلني شخصياً في عيادتي النفسية.
ولا أخفي أن هناك حالات كثيرة منها تدخل في نطاق الوسواس القهري –والحمد لله– أكثر من كونها ممارسة حقيقية للشذوذ الجنسي أو الجنسية المثلية بين الذكور، وقد لا تخرج المشكلة من هذا النطاق حتى ولو كانت هناك ممارسات جنسية شاذة في مرحلة سابقة، فقد عفا الله عما سلف بعد التوبة، ولم يتبق من آثارها إلا ذلك الوسواس المرضي الذي كان من الممكن أن يكون في أي شيء آخر عند هذا الشخص القابل للوسوسة ما لم تكن تلك المشكلة قد حدثت فوجهت الوسوسة إلى هذا الاتجاه.
نعم أحمد الله عندما أتيقن أنني أمام حالة من الوسواس، فقد يكون الوسواس فيما هو أكثر خطورة من ذلك، كأن يكون في العقيدة أو بأفكار الكفر والعياذ بالله، وبالرغم من ذلك فقد يكون العلاج الطبي أكثر سهولة، وأقل تعقيداً بفضل الله، كما أن مريض الوسواس –من وجهة نظري– قد يكون أشد تقوىً وأكثر وَرعاً من كثير من غير المرضى، وأنه ليس عليه وزر شرعي ناتج عن مرضه ما لم يكن متورطاً فيما يغضب الله من أفعال محرمة.
بل إن مريض الوسواس قد يقوم بأفعال –قهرية– تكون على النقيض تماماً مما يوسوس فيه، فيتجنب بل ويتحاشى أي تعامل يخاف منه الوقوع فيما يوسوس فيه..
أما من تورط بالفعل في تلك المسألة -ولا يزال– فقد تجاوزت مشكلته حد المرض القهري إلى فساد أخلاقي وديني وسلوكي واجتماعي، مما لا يمتلك الأطباء في علاجه غير القليل.
فعلاج مثل هذه الأمور يتطلب -ممن تورط- فيها أولاً اللجوء إلى الله بالنية والعمل بعد التوبة النصوح، ثم تنقية العقيدة من المفاسد، وممارسة العبادة كما ينبغي أن تـُمارس، ويكون ذلك من أفضل وأصعب أنواع الجهاد ألا وهو جهاد النفس.
ومع توفر تلك الأمور يبدأ الدور الحقيقي للطبيب في تذليل الصعاب، وإزالة العقبات، وعلاج المضاعفات النفسي منها والجسدي، ويكون أقرب للنجاح في هذه الحالة منه للفشل بعون الله وتوفيقه.
وبالنسبة للحكم الشرعي سواء للممارسة الجنسية المثلية الشاذة، أو استعمال فتحة الشرج (الدُّبر) حتى مع الزوجة، فلا أجد لديّ ما يضيف جديداً عما هو مذكور ومحفوظ من إجماع الفقهاء -ولست منهم- على تحريمه.
ولكنني أستحسن أن أنقل لكم بعض ما فهمته، في حدود معلوماتي التي لا تزيد عن الحد الأدنى مما يجب أن يعلمه كل مسلم عن دينه:
فالتحريم يعني الوقوع في عقاب من الله العظيم العادل في حكمه، وإن كان وجود التحريم والعقاب لهما أكبر دليل –عند المسلمين- على كون هذه الحالة معصية وليست مرضاً، كما يدَّعي غير المسلمين، وأن ما نواجهه نحن الأطباء لا يتعدى مواجهتنا لأي مضاعفات ناتجة عن ممارسات غير صحية، تماماً مثل ما يحدث من أكل طعام ملوث، أو كما هو الحال في حالات الإدمان!.
والدليل من القرآن الكريم -للمسلمين- الذي هو كتاب العلم الحقيقي والبحث الأوحد على هذه الأرض، على أن هذا الموضوع بالتحديد إنما هو ناتج من سلوك غير سويّ للبشر، ولا دخل فيه لما يُدَّعى من نكوصات، وتثبيت، ووراثة وما إلى ذلك، نجده بمنتهى الوضوح في قول الله عزّ وجلّ: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ} (العنكبوت28)، ونفس المعنى كان قد تكرر في سورة الأعراف: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ} (الأعراف 08).
أما ما يدل على كون هذه الممارسات مخالفة للنزاهة وللنقاوة وللفطرة -والدليل أيضاً للمسلمين- أن كان وصف من يقومون بذلك أنفسهم لما كان عليه سيدنا لوط (عليه السلام) ومن تبعه من المؤمنين من تنزُه وتطَهر من أدبار الرجال كما جاء على ألسنتهم في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} (الأعراف82)
كما في قوله تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} (النمل56)، فقد كانت التهمة التي استوجبت إخراج لوط (عليه السلام) تقتصر في أنهم أناس يتطهرون، ويتنزهون عن استعمال الأدبار، ويا للهول!.
معلومات طبية مهمة
أعتقد أن توفر تلك المعلومات الطبية لدى الناس له من الأهمية القصوى في تفهم الكثير من الأمور:
1- التركيب التشريحي والوظيفي للشرج
تحيط بفتحة الشرج عضلتان:
- "العضلة الشرجية الحابسة الداخلية"؛ ووظيفتها أنها تعمل بشكل تلقائي ولا إرادي دائم مما يجعل الشرج مغلقاً من الداخل مما يمنع خروج الفضلات المتكونة في غير الظروف الملائمة، وقد تختل وظيفة تلك العضلة في بعض حالات الإسهال الشديد مما يؤدي إلى تسرب لا إرادي للبراز.
- "العضلة الشرجية الحابسة الخارجية"؛ وهي التي يستطيع الإنسان التحكم بها إرادياً، حيث يؤدي انقباضها إلى زيادة الإغلاق المحكم لفتحة الشرج، الأمر الذي لا يسمح حتى لمرور الغازات، ولا تنبسط هذه العضلة إلا إذا أراد الشخص ذلك أثناء رغبته في التغوط أو تمرير الغازات.
وتكون المسافة بين العضلتين على شكل "مخروط"، طرفه الضيق لخارج الجسم (العضلة الخارجية) وطرفه الأوسع للداخل، مما يجعل من فتحة الشرج كصمام ذي اتجاه واحد، يمكن خروج الفضلات منه، كما يصعب دخول شيء من الخارج.
كما تجدر الإشارة إلى أن المنطقة الخارجية من الشرج تخلو تماماً من أي مصدر للإفرازات الطبيعية التي قد تسهل عملية إدخال أي شيء من الخارج، كما تكون الأنسجة قابلة للتشقق في حالة إدخال أي جسم صلب من الخارج، وإذا كان جسماً ليناً فلن يدخل أصلاً نتيجة الانقباض الطبيعي لتلك الفتحة، ولا يمكن تجاهل توفر التلوث من البكتيريا الطبيعية من الفضلات لتحتل هذه الشقوق.
على العكس تماماً من وجود غدد مخصصة لإفراز المواد المٌلينة في قناة المهبل عند المرأة، والتي تكون وظيفتها الأساسية هي تسهيل عملية الإيلاج أتناء ممارسة الجنس الطبيعي، كما أن هناك فتحة خاصة لخروج البول عند النساء بعيدة عن تلك القناة.
وكما هو واضح فإن فتحة الشرج الخارجية ما هي إلا بوابة تخضع للتحكم الواعي للإنسان لمرور البراز أثناء عملية التغوط والغازات نحو الخارج، ومن الطريف أن التركيب التشريحي للشرج عند كل من الرجل والمرأة متطابق.
2- هل هناك علاقة بين فتحة الشرج واللذة الجنسية؟
الإجابة: بالتأكيد نعم... فكما أن هناك إحساساً طبيعياً باللمس في هذه المنطقة؛ فقد يكون في هذا اللمس نوع من التلذذ والمتعة كما هو الحال في كل مناطق الجسم البشري التي تستقبل حاسة اللمس، كما أن هناك ارتباطاً فسيولوجياً، وعصبياً بين الأطراف العصبية في هذه المنطقة وبين مثيلاتها في المناطق الجنسية نتيجة المنشأ الجنيني الواحد.
ولكن لمس هذه المناطق أثناء الجماع، والتلذذ به من الخارج لن يضير شيئاً طبياً كان أو شرعياً، وإنما إيلاج إدخال الأشياء يكون مصدراً للمشاكل الطبية فضلاً عن العضوية.
3- ماذا يحدث إذا اختل التركيب التشريحي لفتحة الشرج؟
ببساطة تفقد وظيفتها الأساسية وهي التحكم الإرادي في الإخراج، كما تكون التشققات الناجمة عن الاحتكاك غير المناسب -من الخارج للداخل- مرتـَعاً خصباً لكل الميكروبات الجنسية منها وغير الجنسية، وقد يحتاج المريض أو المريضة التدخل الجراحي لإصلاح هذا الخلل، حتى لا تتطور الحالة إلى اعتماد المريض على (الحِفاظات) وهذا الأمر قابل للحدوث مع استمرار تلك الممارسات.
4- كيف يحدث هذا الاضطراب الوظيفي؟
بما أن الشرج منطقة لا توجد بها إفرازات طبيعية فهي عرضة للتمزق بالصور التالية:
- تمزق خارجي:
وهذا أقل ضرراً لأنه ملاحظ بالعين المجردة ويمكن الإحساس به.. وبه درجة من الألم، ويمكن ملاحظته أثناء دخول الحمام، كما أن الجلد المغطي للمنطقة الخارجية به خلايا جلدية ميتة تقوم بعمل طبقة من الحماية للجلد الداخلي على المنطقة الداخلية للقناة الشرجية، وأي تمزق يمكن أن يشفى سريعاً خاصة إذا تمت المحافظة على منطقة الشرج نظيفة.
- تمزق داخلي:
أما التمزق الداخلي للقناة الشرجية فهناك فرصة كبيرة لحدوث أمراض والتهابات تدخل إلى الجهاز الدوري للجسم عبر الأوعية الدموية المغذية للمنطقة، ويمكن للبكتريا والأمراض الجنسية الانتقال إلى الجهاز الدوري لتنتشر في الجسم.
هذا بالإضافة أن الجزء الداخلي من القناة الشرجية "غير حساس للألم"، ولهذا لا يحس الشخص بهذه التمزقات الميكروسكوبية فتجعله غير مكترث للأمر.
4- وكيف يتم تشخيصه؟
1- لا يمكن اكتشاف الأمر أثناء الفحص الروتيني، وهذا ما يحدث على أغلب الأحوال، خصوصاً في حالة تخلّي الشخص عن تلك الممارسة لفترة طويلة لم تحدث فيها مضاعفات.
2- لا يتضمن الفحص الروتيني فحوصات دقيقة لهذا الغرض بالذات، وإنما قد تكون مثل هذه الفحوصات مطلوبة في حالة وجود شكوى للمريض، أو ربما في حالة ظهور بعض اوهذا هو ما يهمنا للرد على هؤلاء الذين يخافون من فضح أمرهم أثناء الفحص الطبي الروتيني كالذي يحدث في حالات التقدم للكليات العسكرية:لسلوكيات التي تدل على الشذوذ.
3- أما في الحالات القضائية، فمثل هذه الفحوصات تكون مطلوبة من قبل متخصصي الطب الشرعي، وأيضاً قد تتطلب ممارسة تلك الأمر لفترات طويلة، وبصفة مستمرة، أو في حالات العنف الذي يسبب هذه التمزقات في حينه.
وهذه الفحوصات الدقيقة، والمتخصصة تشمل العديد من الإجراءات، فالعين المجردة لا تقطع بالتشخيص، مثل المنظار الشرجي الذي يستطيع متخصصو الطب الشرعي من خلاله التعرف على تغيّر الأنسجة نتيجة استعمال الدبر في الجنس، ويتضمن هذا التغيير اختلافاً جوهرياً -في الحالات المزمنة- فيختلف الشكل المخروطي للشرج عن طبيعته السابق شرحها، فيتحول بالتدريج إلى أن ينقلب المخروط لتكون قاعته الأوسع إلى الخارج، وبالطبع تكون أعراض عدم التحكم في الإخراج موجودة، كما يمكن الاستعانة بالفحص المجهري للأنسجة.
وأخيراً... دعوة للتدَّبر فيما يلي من آيات حكيمات:
{وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ} (الأنبياء74)
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الأعراف157)
* ويضيف د. وائل أبو هندي، كنت قد أشرت من قبل إلى كثافة ما يصلنا من استشارات عن اتساع أو الخوف من اتساع فتحة الشرج وأخيراً أرسلت الاستشارة الأولى هنا إلى مستشارنا الفاضل د. جمال الفقي فقلت: "السلام عليكم... عزيزي د.جمال موضوع اتساع فتحة الشرج والرعب منه أصبح ليس أقل من قلق البنات ووسوستها بغشاء البكارة وقد وضعنا ردوداً كثيرة في هذا منها:
الكشف الطبي والشباب وفتحة الدبر
وسواس الشذوذ الجنسي وفتحة الدبر في الذكور
الشباب وفتحة الدبر: أين من وسواس البكارة؟
متعة عند إدخال أي شيء في الدبر!
إدخال الأشياء في الدبر: ماذا جرى للذكور؟
مصر 2009 هل إدخال الأصابع حرام؟
أنتظر منك إبداعاً في هذا الموضوع... وإن هي إلا أياماً قليلة وجاءني من المستشار هذا الرد الجامع واتفقت معه على كتابة مقال في هذا الموضوع فانتظروه... وأهلاً وسهلاً بكل المجانين.