وسواس الشذوذ وسواس قهري يحتاج العلاج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية إلى الموقع بكل من فيه وعلى رأسهم الدكتور وائل أبو هندي. أما بعد،
غبت كل هذه الفترة والآن عدت وعلى رأي المثل "من طول الغيبات عاد بالغنائم هههه".
سيدي شكراً لك على سرعة ردك لرسالتي الفائتة. وآسف على استعجالي عليك ولكن أنت أدرى بحال الموسوس...!.
أنا الآن ولله الحمد بأفضل حال لم أشفى كلياً... ولكن أستطيع القول 90 %، عملت بنصيحتك وتوجهت إلى الطبيب النفسي فما كان منه إلا أن وصف لي دواء فقط لا غير... من غير ولا سؤال ولا أي شيء...
أخذت الدواء وشعرت فعلاً بتحسن وتغير الحال وآل إلى أحسن مآل، ولكن ما لبثت أن عادت تلك الأفكار اللعينة، فحسبت أني يجب أن أواجه ما أخافه، لم يعد للهرب فائدة ترتجى، وبدأت بها واحدة واحدة، وبدأت فعلاً أكتشف لا بل أتأكد أنه ما يخيفني وما كان يشغلني هو أمر تافه، ولاحظت من خلال مواجهة مخاوفي أني كنت أكبر الأمور وأهول التوافه منها.
بدأت يتحسن حالي حتى وصلت لمرحلة والله أقول لنفسي "فلتأت الأفكار لن تؤثر بشيء الآن" في الوقت الحالي لم تختفِ نهائياً، يعني أظل في اندفاعات هي الوحيدة التي لم أقدر على فهمها، الاندفاع هذا يا دكتور ما مصدره؟ لِمَ يأتيني؟.
يعني اسمح لي أن أشرح لك شيئاً صغيراً، أنا كنت أخاف من الشذوذ، وقفت وقلت لنفسي "أنا شاذ، شاذ، شاذ، شاذ" كان الخوف يزداد حتى وصل لمرحلة انطفأ وكأنه لم يكن موجوداً، وللحظة تأملت نفسي لأبحث عن جواب أو عن أي شيء بداخلها، ما الجواب؟ لا شيء سوى: "أي سخافة هذه".
وعلى هذا المنوال مشيت، يعني كنت أخاف الشعور بالإثارة من بني جنسي، وأخاف النظر إليهم، حالياً أنظر بلا مشكلة وفعلاً أحس أنه أمر سخيف بشكل كبير.
سؤالي الآن -وهو سؤال الكثير من الموسوسين- من أين يأتي الاندفاع الفكري؟ يعني الفكرة المندفعة الناشئة بالدماغ والخارجة للتفكير والفارضة نفسها، من أين تأتي؟ هل حقاً هي رغبة باللاوعي -كما قال العم فرويد- أو هل هي خلل بمركز الخوف؟ أو حتى هي من الشيطان وليس غرضها الإغواء إنما غرضها تنكيد حياة الإنسان؟
اعذرني أنا أتكلم كثيراً؛ الحمد لله لا أخشى شيئاً منه، فأنا سأرسل الرسالة مكتفياً بهذا القدر من الكلام، وأنتظر الإجابة من حضرتك. خذ وقتك ولا تستعجل بالإجابة.
شكراً مرة ثانية.
سلام
20/10/2009
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بك مرة أخرى على صفحة الاستشارات. أود من القلب أن أحييك على نجاحك في تطبيق بعض مبادئ العلاج السلوكي من خلال ما قرأته، ومن الواضح جيداً أنك أحسنت فهم الطريقة المثلى في علاج الوساوس والمخاوف على اختلاف أنواعها وليس علاج وسواس الشذوذ الجنسي باستثناء من ذلك.. وفقك الله وأتم جهدك بالشفاء التام.
لا يقدم العلم المادي أي رد على سؤال ما هو مصدر الفكرة التسلطية الأولى... فقط يقدم لنا شرحاً لكيفية تحول الفكرة من مجرد خاطر عابر على الوعي إلى فكرة تسلطية وهناك بعدد مدارس علم النفس شروح لآلية التحول إلى وسواس لكن ليس هناك أي رد على إجابة ما هو المصدر الأول لهذا الوسواس ويمكنك في ذلك أن تقرأ ما تأخذك إليه الروابط التالية:
ما هو مصدر الفكرة التسلطية (الوسواسية) الأولى؟(2)
المادة المسببة للوسواس: سلامتك من الصدمة
وكما ترى كنت بهذا الشكل أفكر سنة حتى أواخر سنة 2005... وما زلت كلما ازددت خبرة في التعامل مع مرضى الوسواس القهري سماعاً ومشاهدة وعلاجاً كلما ظهر لي أن للشيطان لا شك دور ما في هذا الموضوع أعمق من كل ما فكرت سابقاً... واقرأ أيضاً: ما هو مصدر الفكرة التسلطية الأولى؟ مشاركة1
وما زلت حتى أصبحت الآن في سنة 2009 أتفق تماماً مع وجهة النظر الدينية التي ترجع البداية إلى الشيطان في كل أنواع الوساوس، وأصبحت أيَضاً أتفق مع منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري (11).