السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أعرض حالتي النفسية على حضراتكم راجياً من الله تعالى ثم منكم أن أجد الحل لها.
منذ صغري أعاني من الخوف والقلق، وأخذ هذا الشعور يزداد كلما تقدمت بالعمر بحيث أخذ يؤثر على شخصيتي وعملي، حيث أنني حالياً أعاني مما يلي:
1. الخوف من قيادة السيارة؛ وقد حاولت تعلم قيادة السيارة وقدتها لمسافات لكن الشعور بالخوف تغلب عليّ، حيث أصحو من النوم وأنا مرعوب من فكرة قيادة السيارة ويقودني تفكيري إلى الخوف من دهس أحد بالسيارة أو حصول حادث.
2. الخوف والرهبة من رؤية الجبال والعمارات العالية وناطحات السحاب؛ حيث لمجرد رؤية تلك المناظر أشعر بعدم الاتزان والدوار وتقلص شديد في عضلات جسمي وبأن شيئاً يضغط على رأسي ليوقعني على الأرض، ورغبتي الشديدة بالهروب من هذه المناظر، لكن عندما أكون في سيارة وأنظر إلى تلك المناظر لا ينتابني ذلك الشعور.
3. الخوف من ركوب الطائرة؛ حيث أفكر أنني على ارتفاع عالٍ وسأكون معلقاً بين السماء والأرض، والخوف من سقوط الطائرة.
4. عندما أقف في صف صلاة الجماعة أشعر بالدوار وأن شيئاً ما يضغط على رأسي ليوقعني على الأرض، وكذلك ينتابني هذا الشعور عندما أصلي في حرم جامع كبير.
مع فائق الشكر والتقدير.
29/11/2009
رد المستشار
صديقي،
أولاً لا بد وأن تعي بأنك قد حاولت ونجحت في التغلب على مخاوفك بشكل أو بآخر؛ فلقد قدت السيارة ورأيت الجبال والبنايات العالية وركبت الطائرة وصليت في جامع كبير... كل هذا يعني أنك قد شعرت بالخوف والأعراض التي ذكرتها ولكنك لم تفقد الوعي أو تموت من جراء هذا.. بالتالي فأنت أقوى من أعراضك وإن لم تنتبه لذلك بقدر انتباهك للأعراض في حد ذاتها، والتي سببها الأول والأخير هو الخوف غير المنطقي أو الرهاب (الفوبيا).
كل هذه المخاوف تتعلق أو تدور حول الخوف من فقدان السيطرة.. تخاف من فقدان السيطرة في السيارة فتصدم أو تدهس أحد.. حل هذا بسيط لأنه يعتمد على التدريب المستمر في الخلاء إلى أن تطمئن لسيطرتك الكاملة على السيارة وفهم العلاقة بين السرعة والمسافة المطلوبة للوقوف... بعد ذلك تتدرب على أماكن أكثر ضيقا وعوائق، ثم إلى شوارع هادئة ثم إلى المرور العام.
أما الخوف من الطائرة فلا حل له إلا أن تسلم أمرك لله وتسلم بأننا جميعاً سنموت يوماً ما، وأن الطريقة شيء غير مهم.. يجب أن تعلم أيضاً أن الإحصائيات العلمية توحي بأن حوادث الطائرات أقل من غيرها على الأرض بنسبة تجعل ركوب الطائرة أكثر أماناً وسلامة من ركوب السيارة.
من ناحية الخوف من الأماكن المفتوحة الكبيرة فهو يعني إحساسك بالخوف من فقدان السيطرة على نفسك.. ولا حلّ لهذا إلا التدريب المستمر وجهاد النفس.. ماذا عن رؤية هذه الأماكن في صور صغيرة أولاً ثم في صور أكبر فأكبر ثم على الطبيعة.. يجب الحرص على ألا تنتقل من حجم لآخر أو من صورة لأخرى قبل الوصول لمرحلة الارتياح التام أثناء النظر إلى الصورة الأصغر قبل الانتقال إلى أخرى أكبر منها، أو الانتقال إلى الطبيعة.
أنصحك بمراجعة المعالح النفسي لمتابعة هذا التدرج بناء على منهج علمي.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.