الجمال.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم!؟
لا أعرف لماذا هذه النظرة المتخلفة إلى الآن؟!
السلام عليكم، أنا فتاة سمراء اللون -كأهل النوبة- ولكن بلون خفيف، جميلة الملامح ممشوقة القوام... بالعربي دمي خفيف، كل من يراني يحبني.
المشكلة تكمن أن لي زميلة في العمل أحبها وهي محترمة جداً وبنت عائلة محترمة، واحببتها بصراحة من كل قلبين هي ليست من جنسيتي (هي مصرية) ومتزوجة، وهي بيضاء البشرة... عندما نبدأ الكلام عن الألوان والأجناس تنتقد اللون الأسمر أو الأسود وأنا من داخلي أتضايق، بصراحة لأني لا أحب التحقير من شأن أي إنسان لمجرد لونه، فقد خلق الله الناس سواسية ولكن مختلف ألواننا لحكمة يعلمها الخالق، لكن ليس لنا أن نستعبد بعضنا بعضاً، ولا أن نحقر من شأن أنفسنا..
عندما نذكر الزواج -وأنا لست متزوجة- تقول: نحن، أهل مصر، لا نحبذ الزواج من النوبة لأنهم سمر، ولأننا نخشى أن ننجب نسلاً من سمر البشرة، فقلت لها: "عادي"... استغربت حقاً؛ فهل ما زال بعض الناس لديهم هذه النظرة حتى الآن. أتضايق في داخلي، لكن الشهادة لله صديقتي هذه تحترمني أشد احترام ولم ألق منها يوماً أي سخرية من اللون، إلا أنها تثير.
لقد شاهدت فيلماً عن استعباد السود في أمريكا، وكنت غاضبة جداً على ما حلّ بهم..
أرجوكم أفيدوني، فأنا أحب صاحبتي ولا أريد لهذا الأمر أن يؤثر على صحبتنا.
1/12/2009
رد المستشار
نعم يا "نورا" إنه من المحزن أن نقرأ عما فعل الأميركيون مع الهنود الحمر ومع الزنوج، وهو لا يدل إلا على عنصرية بغيضة وعمى يغشى أبصار الناس عندما ينصب تركيزهم على ذاتهم ورغباتهم وحاجاتهم وينسون أن للآخرين حاجات وحقوق. وفي التاريخ قراءات كثيرة مبكية عن الطغيان الذي يقوم به بعضهم ناسين أو متناسين أننا جميعاً سنقف أمام رب واحد بألواننا المختلفة وليس لنا شهادة عبور إلا صالح أعمالنا.
ساقني إلى هذا الكلام حديثك عن أمريكا ولنعود إلى صديقتك البيضاء. أنا أحسدك على المجتمع الراقي الذي تعيشين فيه، حيث أنك تلتقين للمرة الأولى على ما يبدو بهذا النموذج من الناس الذي يعتبر نفسه أعلى مقاماً من غيره، وبالطبع فليس في كلامها وجه حق أبداً، فقيمتنا لا تتحدد بألواننا أو أعراقنا.
أنت يا صديقتي بوصفك لنفسك استطعت تجاوز كلامها والحفاظ على مستوى ثقتك بنفسك وهذا ممتاز. اسألي أي شخص يعيش في بلد ليست بلده، وخصوصاً من أتى من الأرياف إلى العواصم والمدن الكبرى، ستجدين أنه يعاني ما تعانين بسبب نظرة أهل المدينة إلى غيرهم على أنهم أقل مستوى، وكلنا نعلم أن الصالحين والطالحين، وأن العاقلين والسفهاء موجدون في كل بلد وينبتون من كل عرق.
لا تهتمي لما تقوله صديقتك ولا تلوميها عليه فهو مجرد إرث من المجتمع، وتأكدي أنها ستعلم مع الأيام أن كلامها هذا عن اللون خالي المعنى خصوصاً عندما ترى منك أجمل الصفات والتعامل، وركزي على النواحي الإيجابية في علاقتك بها، وتستطيعين التعليق على كلامها هذا بمزاحك الخفيف دون أن تغضبيها منك...