كيف أتخلص من الأثر السلبي لعقار الوسواس؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لا أريد الإطالة عليكم، وأريد الاختصار. أنا مريض وسواس قهري منذ 9 سنوات، عندي 85% من الأفكار والأفعال الوسواسية من التي كانت تصلك من خلال استشارات المرضى وأغلبها كفر كفر وبأقبح ما تتصوروا يا أخوة، ولا أريد أن أقول لكم أني لم أتعالج إلا منذ 24-9-2006 بالضبط. بدأت العلاج بالأنفرانيل وكان جيداً جداً، لكن كانت هناك مشكلة هي أني أنام أكثر من ثلثي النهار عوضاً عن الليل! فاضطررت لاستبداله، فكتب لي الطبيب "بروزاك" لكن كانت نفس النتائج من حيث الإيجابيات، وهذا حسن بالنسبة لي، لكن بالنسبة للنوم لم يتغير شيء مع أنه قال لي أنه يقلل أو يعدم النوم!.
كيف لي أن أتخلص من الأثر السلبي ألا وهو النوم مع أخذ الجرعة اللازمة؟ هل يوجد بديل أذكره لطبيبي أنتم تعرفونه؟ فأنا لا أستطيع المدوامة عليه وهو بهذا الأثر، لقد كان العلاج إيجابياً في وسواس الطهارة تقريباً، لكن في وساوس الكفر فظلّت على ما هي عليه، حيث تشتد من حين إلى آخر وأشعر أني كافر فعلاً. إلى متى سأظل أقاوم؟ أصبح عندي فتور في مقاومة الأفكار الكفرية والأفعال، حيث صرت أشعر أن أفعالي كلها كفر وأني أقصده، ما تفسير الجملة السابقة؟ وهل من المعقول يعذر الشخص المريض بمرضه هذا وما ينتح عنه من كفر حتى لو زادت شدته إلى أقصى الدرجات؟ حيث أني حتى لو لم أرِد التفكير في شيء مطلقاً أشعر أني أكفر، ولو كنت قاعداً في سيارة أجرة أشعر أني أكفر، وعند النوم، وفي كل وقت وفي كل حين، أنا لا أستطيع الحياة. أنا متزوج منذ شهرين فاشتدت الوساوس الكفرية بالذات عندي، وصرت أخاف من علاقتي مع زوجتي.
أريد التوضيح، أرجوكم.
13/12/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا سليم،
كما تحب أن نناديك هذه المرة! إذ غالب ظني أنها ليست الاستشارة الأولى لك...
أقول لك مبارك زواجك الذي أقدمت عليه بعد خوف وتردد، وآمل أن تكون قد أخبرت زوجتك بمعاناتك قبل أن تقدم على الارتباط بها.
ما زلت مصراً على الشكوى، وما زلنا مصرين على ما نصحناك به سابقًا! ثابر على العلاج الدوائي، وعلى إهمال الأفكار مهما كانت، وإياك إياك من تحاشي العلاقة الزوجية، فهذا فضلاً عن أنه يزيد من وساوسك ويؤخر علاجك، فإن فيه ظلمًا لطرف آخر لا ذنب له.
وأكرر لك يا أخي: إن الأفكار التي تأتيك لا تعبر عن حقيقتك، ومهما اشتدت عليك وازداد هجومها على ذهنك، فإن إيمانك بالله لا يتغير، هذا ما نص عليه العلماء. أفكارك مزعجة وأنا معك، ولا تجعلك تهنأ في حياتك، وهذا مسلم به، ولكنها لا تؤثر على الحكم الشرعي لعقد الزواج.
لهذا إياك من تحاشي المثير وتعرض له وأنت واثق أن الله تعالى لن يعاقبك. وأنصحك كلما اشتد عليك هجوم الأفكار وزاد قلقك، أن تعود للنصوص الفقهية المذكورة في منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري فاقرأها مرات وكرات حتى يقل قلقك وخوفك. ثم تعرض بكل حزم لما يثيرك. واصبر فإن الله لن يضيع جهدك ومعاناتك، عافاك الله.