لا أذكر أن أحد احتضنني سوى صديق أو وسادة..!؟
والله أنا كان عندي كثير كلام بحب أقوله بس بعد ما فتحت صفحة إرسال المشكلة بطلت أعرف شو بدي أكتب.. أنا ما أعرفه أنني في صغري كنت محروما من أغلب ما يمكن أن يملكه أي فتى صغير بحجة أنني رجل مثل:
عندما يراني أحد أخوتي الكبار (علما أنني أصغرهم وأن أصغر أخ لي يكبرني ب ثمان سنوات) ألعب بالشارع مع أقراني يقول لي أنت رجل لا يجب أن تلعب وأحيانا أتعرض للضرب وقد تم إسعافي من قبل كثيرا (طبعا إذا كانت الإصابات شبه مميتة أما إذا اقتصرت على فشخ في رأسي أو جراح في وجهي أو باقي جسدي فكنت أترك كما الكلب الأجرب)، وأذكر أيضا أنني كنت لا أمتلك أي شيء يمسى بلعبة طبعا بنفس حجة أنني رجل، وبحجة أنني رجل أيضا كانوا سيضطرونني إلى ترك المدرسة لأعمل. وكانوا كثيرا ما يعدونني بأشياء كثيرة لكن كما يقال بالعامية (على الوعد يا كمون).
فوق كل هذا لا أحد بالبيت يأتمنني على قشة رغم أنهم لم يختبروا يوما أمانتي ورغم أن أصدقائي كلهم يشهدون بأمانتي ووفائي. كل هذا من أخوتي فقط، أما أمي فلا يمر يوم دونما أتشاجر معها فهي لا تحبني كباقي أخوتي فأخوتي طلباتهم قيد السمع والطاعة أما أنا فلا.
إذا كان أحد أخوتي يكره صنف طعام فلا تطهوه إلا إذا طلبه الآخر أما أنا فلا. وإذا كرهت نوعا فلا تكترث حتى أنها تضربني وأحيانا تحرض أخوتي لضربي.
إذا ما يوما طلبت مني طلب وكنت تعبا أو عندي بعض الألم (فأنا لدي بعض الأمراض المزمنة مثل الربو والروماتيزم ونسبة السكر في دمي دائمة الانخفاض وتحت المستوى الطبيعي حتى لو أكثرت من تناول الحلوى) فلا يقطر من قلبها قطرة رحمة أو شفقة.
أما أخوتي فقليلا ما تطلب منهم لكن هيهات أن يلبوا. ورغم ذلك لا تأخذ بعين الاعتبار هذا الشيء ومع هذا تقوم بتحريضهم علي إذا لم أجب.
حتى أنني أذكر في يوم من الأيام أن حرارتي ارتفعت وأصدقائي يشهدون بذلك كنت أستفيق ولساني جاف تماما كما الحطبة (ليس تعبيرا مجازيا أي أنها فعلا كالحطبة) ووجهي وجسدي كله محمر وكنت أنتظر إلى أن أتعكز ما حولي لأمشي وكنت أقول لأمي مريض فتقول لي أحضر كذا وكذا ثم امرض براحتك أو تهزأ بي بطريقة اعتدت عليها ظللت على هذه الحال لأسبوع دونما طبيب حتى شفيت بمعجزة من الله رغم أنني أذكر ذلك لكن أصدقائي يقولون لي بأني كنت أكثر من الكلام دونما ربط بالمعاني وأنا لا أذكر ذلك (خرجت عن الموضوع).
أمي تعاملني هكذا رغم أن لا أحد يساعدها في مرضها غيري، أما أبي فأنا أحسه هو وعمي أحن من كل من حولي فلم أجد شخصا يحبني مثله بعكس أمي وأخوتي الذين لا أعتقد بأنهم أمي وأخوتي فعلا.
أنا مذ صحوت على دنيتي وأنا على هذه الحال حتى أصبحت أمنيتي أن أتخلص من أمي وأخوتي.
عشت أبكي كلما رأيت أما تحتضن أبنها وكلما رأيت عاجزا، لأنني كنت أسأل نفسي ماذا لو كانت أمي تحتضنني كتلك الأم؟؟
فأنا لا أذكر أن أحد احتضنني سوى صديق أو وسادة، وأسأل نفسي لو كنت عاجزا هل سيحن قلب أمي وأخوتي؟؟؟
أكثرت الكلام فأنا آسف.
وشكرا لمن سيتعب نفسه ويقرأ ما كتبت.
وأرجو الرد بسرعة لأنني عندما سبق وأرسلت مشكلة طال انتظاري كثيرا.
13/12/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أهلاً بك يا "أحمد" مرة أخرى. أسعدني استمرارك بالتواصل معنا وأحزنني وآلمني ما كتبت عن معاملة أهلك لك.
من المؤكد أن تصرفات أمك وأخوتك معك تفتقر إلى الإحساس بالآخر وإلى الرحمة وإلى الكثير مما تتطلبه الحياة الأسرية والتعامل الصحيح الذي وصل إلينا بالدرجة الأولى من الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي علم البشرية الرحمة وأعطانا دروساً عملية في حسن معاملة الأهل والأولاد والرفق بهم وتفهم حاجاتهم المختلفة. ثم قرأنا ذلك في كتب السلف الصالح ثم علماء التربية والنفس..
والحمد لله يا أخي أنك وصلت الآن لعمر الرشد فأصبحت على أبواب الرجولة وما هي إلا سنة أو سنتان وتصبح مستقلاً نفسياً واجتماعياً وبإذن الله مادياً. وتكون مؤهلاً لبناء أسرة تتلافى فيها كل الأخطاء التي ارتكبت في حقك. ومع كل حزني لما قرأت من قصتك إلا أنني ما زلت لا أعرف سبب عدم وضوح حضور الدين في حياتك يا أحمد. فاسمك متصل بخير الناس وسيدهم ونبيهم وقصتك فيها من الألم ما يضطرك لطرق باب المولى سبحانه وتعالى الذي يقدر أن يعوضك خيري الدنيا والآخرة إن شاء. فيا أخي مادمت تملك من العقل والحكمة ما جعلك تستشير وتسأل ومادمت تملك من العمر ما يؤهلك لاتخاذ قراراتك الخاصة بدون التأثر بمن حولك، لم لا تتجه لله عز وجل فهو القادر أن يمنحك العوض عن الحرمان الذي مر بك وهو الذي وعد الصابرين في أكثر من موضع في القرآن الكريم بالأجر الكبير والثواب الجزيل. وهو أيضاً الذي وعدنا بالجنات وبالسعادة في الدنيا والآخرة إن نحن أحسنا وأطعنا: فهو الذي قال: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69). وهذا الجهاد ليس فقط جهاد الحروب بل هو أيضاً وقد يكون. بالدرجة الأولى جهاد النفس وجهاد المال والسعي لرضوان الله وما يترتب على ذلك من مشاق.
وقال أيضاً: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (النحل:97). ومن يا أخي لا يرغب بالحياة الطيبة ثم باستمرار هذا الهناء بعد مماته. كن مع الله يا "أحمد" ترى الله معك في الشدة وفي اليسر ولا تلتفت إلى من قد يعوق طريقك فطريق الحق واضح ولا يهم فيه رأي الآخرين. وستجد بعون الله لك فرجاً وبلسماً من آلامك وعوضاً عن حرمانك. هداك الله يا أخي ووفقك وأعانك لكل خير. وطمئنا عن حالتك..