حب النت ولا ثقة الأهل م..
إلى الدكتورة دانة قنديل،
أنا صاحبة مشكلة "حب النت ولا ثقة الأهل" أعود إليك من جديد. أقسم بالله أني أبكي وأنا أكتب إليك، دموعي تسيل، تمنيت لو أن لا وجود للنت في بيتنا، أن ينقطع، لكن شغل أخي عليه.
أعود إليك وآخر التطورات في قصتي المؤلمة. يا سيدتي، أحس أن الله يعاقبني؛ لا أدري هل هذا الشاب يحبني أم يتسلى؟ أنا غير قادرة على التمييز! يقول لي كلاماً معسولاً، وسألني أأختار الطابق الثالث أم الرابع لنعيش فيه! حكى لي كل حياته، أحسست أني ملكت الدنيا كلها، أول مرة أحس أن قلبي يدق. وتأتي المشاكل عندما يصمم على مقابلتي ويجلس معي في مكان عام، قلت له: "كيف تحبني ولا تخاف على سمعتي؟، كيف ترضى أن يتكلم عني الآخرون؟" أنا رأيت وجهه وغادرت كما شرحت لحضرتك، ولكن لم أجلس معه وحدنا أبداً بعد أن أخبرتك عن العريس، طلبت منه أن يكلم أمي، واتهمته بأنه لا يحبني وطلبت منه الابتعاد عني لكنه لم يفعل ويكلمني! أمي تؤكد أنه يتسلى، لكني أحسست بحبه!.
أقنع نفسي بنسيانه، ولكن كيف أنسى 5 شهور أحسست فيها أني إنسانة لها معنى؟! سيدتي، هذا هو الجديد؛ أعاني من الجرح، لم يكلمني، قال لأمي أنه سيتقدم نهاية هذا العام، لكن أمي رفضت. أنت تقولين أنه إن أرادني سيأتي لخطبتي، لكني أعدك أن أتركه. ادعي لي أن أتمكن من نسيانه، لقد قلت له أني نادمة على معرفته وأني لا بد سألتقي من هو أحسن منه يحافظ عليّ وعلى سمعتي، قلت له أني أصبحت إنسانة جديدة غير محترمة تكلم شاباً لأول مرة في حياتها لأني أحببته، غلطتي أني أحببته.
أبكي، أتألم، أنا لم أستحق كل ذلك، أحسست أنه تغير وأحبني، لكن لماذا تغير؟ لماذا لم يعاود الاتصال بي؟ هل تصدقين أني لن أرد عليه إن اتصل بي! ولكن لم يفعلها! فهل معنى ذلك أنه لا يحبني؟ لو يحبني سيكلمني ليعرف لماذا قلت ذلك، إذن كان يتسلى بي. يا خسارة، خسارتي تزداد كل يوم، دائماً يقولون لي أن نصيبي حلو، وأن الله سيكرمني، لكن كيف وأنا في ابتلاء مثل ذلك الحب؟ أصلّى وأدعو الله، فقد أحسست أني لن أعود إليه ثانية وأن الله سيبعدني عنه، لكن هل سأجد شخصاً يحبني الحب الذي أتمناه؟ كيف أنسى كلامه؟ أملي في الله وفيك كبير يا سيدتي، هل بطبيتي ضيعت كل ثقة أهلي؟ حتى الحب الذي أحلم به كباقي البنات، بحثت عنه في مكان آخر، مكان كله خداع وغش! يا ترى سيكرمني الله ويسامحني ويساعدني؟ ماذا أفعل؟ فقد أحسست أنك أختي وأحببت التواصل معك، ولكن أخشى أنك مللت مني، وأن مشكلتي تافهة! أثق فيك، حلّي لي مشكلتي في نقاط، ماذا أفعل؟ فلا يوجد أنشطة، والأمل في المذاكرة لكنه ضعيف، كيف أقوّي إرادتي؟ أثق بك، وأنتظر ردك. أحبك رغم أني لا أراك، ولكن أحسست أنك أختي الكبيرة.
شكراً لك ولا تهمليني أرجوك،
أنتظرك.
10/12/2009
رد المستشار
أهلاً بك يا حبيبتي وأهلاً برسالتك.
أنا سعيدة لأنك ما زلت على تواصل معنا وتأكدي أنني هنا من أجلك.
أنت متألمة كثيراً لأنك تشعرين أنك اخترت بين أمرين كليهما مهم بالنسبة لك؛ الأول محافظتك على الثقة المقدمة من أهلك ونظرة المجتمع لك، والثاني الحصول على الحب وكلمات الإعجاب والتي هي رغبة طبيعية وفطرية لدى كل فتاة. ورأيت أنك باهتمامك بالثانية خسرت الأولى..
تعالي نحلل الموقف وننظر له بواقعية:
إن مشاعر الحب ليست بحد ذاتها أمراً محرماً، لذلك دعينا نتفق على ألا تجلدي نفسك لإحساسك بالحب. إنما الخطأ يكمن يا صديقتي في كيفية وصولنا لمشاعر الحب وكيفية تعاملنا معها، وطبعاً قد أخطأت بتواصلك مع شاب لا يحل لك فوصلت إلى حبه ثم أنت الآن في المرحلة الثانية وهي كيفية تعاملك مع هذا الحب.
ولن نتكلم كثيراً عما حصل وسنفكر الآن في ما هو آت. سواء كان هذا الشاب يتلاعب ويتسلى أم لم يكن كذلك: في الحالتين عليك الآن عدم التواصل معه وإيقاف التفكير به قدر الإمكان، وضعي خمسة خطوط حمراء تحت كلمة "إيقاف"، إلى أن تتأكدي من صدقه بحضوره فعلاً لخطبتك أو تتأكدي من كذبه بغيابه عن طريقك. لأنك بتفكيرك في الدوافع وراء تصرفاته لا تقومين إلا برش الملح على الجرح، ونحن نريد أن نكون أناساً أصحاء قادرين على إدراك دورنا في الحياة والقيام بمسؤولياتنا تجاه أنفسنا وخالقنا وأهلنا وأمتنا. لا تحصري اهتمامك كاملاً في هذا الشخص. فهو ليس إلا وسيلة يختبرك بها الله عزّ وجلّ وسواء كان هو أم غيره فأنت معرضة للامتحان لا محالة (ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) فكوني يا عزيزتي ممن يحسنون العمل.
بانتظارك ولك مني أيضاً الحب.
ويتبع>>>>>> : حب النت ولا ثقة الأهل م2