عصبي وأريد لزوجتي أن تكون أفضل..!؟
السلام عليكم، أشكركم على هذا الموقع المميز وبارك الله فيكم. أنا شاب متزوج منذ 5 شهور، زوجتي عمرها 20 عاماً وأنا 26 عاماً. زوجتي حملت قبل شهرين لكنّا اضطررنا لإسقاط الجنين نظراً لحالتها الصحية. مشكلة زوجتي تكمن في كونها عصبية جداً جداً لأتفه الأسباب ومتقلبة المزاج وقليلة الكلام أيضاً.
قبل زواجنا كنت أعرف طبيعتها فقررت أن أكون الزوج الصالح الذي سيساعدها بإذن الله في التخلص أو التقليل من هذه العصبية والنرفزة.. فعلاً، تزوجنا وبدأت في التحدث إليها عن خطورة العصبية، خاصة أنها مريضة، وكيف أنه يجب أن تساعد نفسها، وكنت في كل مرة عندما نتخاصم أخشى عليها من الانفعال فأسكت وأتمالك أعصابي وأحاول تهدئتها. لكن لاحظت أن بعد كل المجهود الذي أقوم به من أجلها فهي لا تتحسن بالصورة التي أتمناها.
ولو سألت عن أسباب العصبية فهي كثيرة منها: أنها فقدت والدتها منذ أقل من عام وما زالت متأثرة بوفاتها، وأيضاً حالتها الصحية غير المستقرة، وهناك شيء آخر جدير بالذكر هو أنها تظن دائماً أني غير راضٍ عنها وعن حياتنا، وأني لو تزوجت غيرها لكنت في أحسن حال! لكن طبعاً هذا غير صحيح، فأنا أحبها جداً ولا أرى أن حالتها الصحية قد تكون عائقاً أمام سعادتنا.
أمّا الآن وبعد أن فقدنا الجنين فقد زاد الأمر سوءاً، لكن والحمد لله كنت أحدثها عن ضرورة الرضى بقضاء الله وقدره، وكيف أننا ما زلنا في بداية حياتنا.
باختصار، أنا أحاول دائماً الرفع من معنوياتها والوقوف بجانبها، أنا أحرص دائماً أن أكون حنوناً عليها ولا أفسد الصورة الجميلة الموجودة في مخيلتها عني، فهي ترى بي كل شيء في حياتها. وباستثناء المشاكل التي ذكرتها فزوجتي جميلة ومطيعة وحساسة، ولعل هذا ما يجعلني أحبها أكثر.
سيدي أنا لا أبحث عن المثالية لكن أريد أن تكون زوجتي أفضل وبهذا ستكون حياتنا أسعد.
أرجو مساعدتي في حل مشكلتي، وجزاكم الله خيراً.
20/12/2009
رد المستشار
رغم أني لا أحبذ دوماً القفز للتفسير النفسي من أول وهلة أو التشخيص بوجود اضطراب لمجرد سطور تم كتابتها في ظروف ومشاعر معينة أو نتيجة لتصور من يكتبها؛ إلا أنني لم أتمكن فعل ذلك مع سطورك التي خصّت زوجتك، فهي عصبية جداً جداً لأتفه الأسباب وهي متقلبة المزاج وقليلة الكلام! وهذه المؤشرات لا تخطئها عين أي متخصص نفسي والتي تشير بأن هناك اضطراب ما أو مشكلة نفسية صارت تحتاج لتدخل علاجي؛ فقد يكون اضطراباً في الشخصية نسميه اضطراب الشخصية الحديّة، وقد يكون اضطراباً وجدانياً معروفاً باضطراب وجداني ثنائي القطبين، وقد يكون نتيجة لصدمة وفاة والدتها خاصةً لو كانت قريبة منها جداًَ فتظهر عليها أعراض كرب ما بعد الصدمة، أو وقوفها لفترة طويلة في المرحلة الثانية من مراحل الفقد، وقد تكون نوبات عصبية تحتاج لعلاج دوائي وسلوكي وبرنامج متابعة، وقد يكون وقد يكون، فسيتوقف ذلك على طبيعة شخصيتها منذ أن عرفتها قبل الزواج وطفولتها وقوة بناء جهازها النفسي والعصبي وطبيعة مخاوفها والكثير والكثير.
لذلك بدلاً من الوقوع في حيرة أقترح عليك أن تتحدث لها برفقك ولينك المعتاد معها بأن تتواصل مع طبيب نفسي ماهر معروف عنه العلاج المعرفي السلوكي حتى لا يختزل علاجها في "وصفة" ولكن يتمم علاجها بجلسات نفسية وتدريب سلوكي لتتلمس الفارق بصدق، فما تتصوره أنه تفسيراً لعصبيتها ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً، وتصورك بأنك ستظل محتفظاً بصورتها الجميلة في خيالك ستتلاشى بمرور الوقت والمواقف شئت أم أبيت، لذا فالأفضل أن تحوّل صبرك ورغبتك في إكمال الطريق معها من صبر أصم قابل للنفاد إلى صبر مخطط يشيع الأمل الحقيقي في نفسك، وسيكون الطريق هو التواصل مع الطبيب النفساني الذي سيضع يده على موطن الخلل فيبدأ في علاجه عن بيّنة.
أتمنى لها الخير والشفاء ولك دوام الصبر "المخطط" والحب لها.