السلام عليكم
على ظهر الخيل: صور متنوعة لانحراف الرغبة
الأستاذ الفاضل د.أحمد عبد الله؛
أسعدني كثيرا ردكم على مشاركتي واهتمامكم بالتعليق على ما جاء فيها، بل أستطيع أن أقول أنه رفع معنوياتي.
من المواقع الأخرى التي أعرفها والمتعلقة بموضوع التعامل مع الرغبات الجنسية المثلية موقع موجه أساسا للمتخصصين والناشطين في هذا المجال وهو:....... لدي فضول لمعرفة هل سبق لكم الإطلاع عليه؟
هناك أيضا بضعة مجموعات حوار (من مجموعات Yahoo تحت اسم peoplecanchange تكتب ككلمة واحدة)، ويمكن الوصول إليها بالبحث عن هذه الكلمة في صفحة مجموعات Yahoo، وهي مجموعات موجهة أساسا لأصحاب المشكلة أنفسهم وقد أنشئت على يد بعض أصحاب المشكلة أيضا.
تأخرت في كتابة هذه الرسالة لأنه كان بذهني طرح بعض النقاط للمناقشة أو توجيه بعض الأسئلة إليكم، ولكني فضلت التعجيل بإرسال هذه المواقع إليكم وأكتفي بسؤال أو طلب واحد هو طلب المزيد من التوضيح لما قصدتم من النقطة رقم 5 في ردكم على مشاركتي السابقة:
"(5) هل يمكن التعامل مع هذه المشاعر والممارسات المضطربة بوصفها مثل أية رغبات محرمة، أو شهوات منهي عنها مثل: الزنا أو شرب الخمر أو أكل مال اليتيم.... الخ وبالتالي يكون المطلوب مقاومة هذه النوازع، واستخدام الوازع والضمير الديني اليقظ في مواجهة هذه الأفكار والرغبات والشهوات مثل أية شهوة مرفوضة سوءا بسواء، والبحث عن تلبية الرغبات الأصلية المشروعة مثل الحاجة إلي الجنس وممارسته، أو البحث عن راحة للعقل والتفكير، أو الاستمتاع بالمال... أو غيرها من الحاجات الإنسانية وتلبيتها بالطرق المشروعة في الزواج والكسب والاسترخاء الذهني مثلا؟!! "
شكرا لكم
والسلام عليكم.
11/1/2004
رد المستشار
أشكرك على متابعتك، وفي انتظار تساؤلاتك، وحصاد بحثك عن كل جديد ومفيد من مواقع أو مجموعات تتعلق بموضوعنا الذي نحاول تطوير أطروحتنا فيه، وفيما يخص النقطة التي تتساءل حولها.... أقول:
أن الخطاب الشائع حول مسألة الشذوذ الجنسي، أو الميول والممارسات المثلية إنما يعرض لها بوصفها حالة خاصة مستقلة بأعراض وأفكار، ويذهب يتساءل حول أسباب هذه الظاهرة – بعد عزلها – من حيث هي اشتهاء جنسي لنفس النوع، وهو يتعامل معها بوصفها خبرة نفسية فريدة سوءا أدانها أو اعتبرها ضمن التنوع المقبول!!!
والخلاف الشائع في جانب كبير منه يتعلق بالسؤال: هل الشذوذ الجنسي هو انحراف مرضي أم تنوع طبيعي؟! ثم خلاف آخر حول أسبابه هل هي بيولوجية حتمية أم نفسية واجتماعية؟! ولكل إجابة تداعيات وتبعات.
وفي حين يستعر النقاش والخلاف حول هذه النقاط يمكن في بحثنا واجتهادنا وتأملنا أن نرى الأمر في سياق آخر بوصف الشذوذ أو المثلية مجرد استجابة لشهوة مثل أية شهوة محرمة تأتي للإنسان فيغلبها بتقواه، ومتانة خلقه، وتكوينه النفسي والعقلي، والاجتماعي، أو تغلبه بسبب ضعف في هذه أو تلك، أو بسبب انحراف في البيئة التي نشأ فيها داخل الأسرة أو خارجها عن السواء الذي أمر الله به، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ويتخبطون بين إفراط أو تفريط، أو بين جهل أحيانا، ومعرفة مشوهة أحيانا أخرى.
وأتوقف كثيرا أمام قول الحق سبحانه وتعالى: "إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ (شَهْوَةً)مِّن دُونِ النِّسَاء..." في سياق حديثه عن قوم لوط، وكل الآيات المتعلقة بقصتهم تحتاج إلى إعادة قراءة وتدبر، وربما بحث في التفاسير القديمة والحديثة، وربما الاجتهاد أيضا في ضوء ما يستجد من معلومات، فهل من مبادر لفعل هذا أو بعضه.
خلاصة الكلام:
إلى أي مدى يكون دالا ومفيدا أن نرى المثلية من منظور الشهوة المنهي عن الاستجابة لها مثل أي شهوة محرمة، وبالتالي نرى المصاب بالمثلية بوصفه إنسانا غلبته شهوته، ونبدأ في البحث عن أسباب هذه الغلبة سوءا فيه هو، أو في المحيط الذي حوله، أو في تاريخه النفسي والجنسي، وينبني على هذه مقترحات بعلاجات – جديدة ربما – وأساليب في الوقاية بالنسبة للأجيال الجديدة تتعلق بأدوات برامج التنشئة والتوجيه والتربية، وصور الذكورة والأنوثة في المجتمع والأسرة والإعلام، وغير ذلك مما يساهم في نشأة المشكلة سامحني... أنت تطرح أسئلة جادة وتدقق، وأنا أحاول الإبحار أعمق وأعمق، وحتى لو لم نكسب سوى طرح أسئلة جديدة ومفيدة، فإن العلم والبحث يبدأ بالسؤال، وتابعنا مشكورا.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخ العزيز المشارك أهلا وسهلا بك، وشكرا على مشاركاتك القيمة الدسمة وعلى ثقثك بصفحتنا استشارات مجانين، وشكرًا لأنك من أفضل وأنبل وأصدق مَن مِن على موقعنا مجانين نقطة كوم قد دفعوا أخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله، إلى التجلي الموفق في ردوده عليهم، وهو واحد من أكبر مجانين مجانين نقطة كوم، ووالله يا أخي الفاضل إني لأشعر أن فتح الله على مجموعة مستشاري مجانين قريبٌ إن شاء الله بالوصول إلى الطريق الصحيح لعلاج ذوي الدين الذين ابتلاهم الله سبحانه وتعالى بهذا الابتلاء، بحيث لا يقتصر دور الطبيب النفسي المسلم حين يعالج صاحب ميول مثلية مسلم، إلى الاقتصار على علاج اكتئابه، وربما الدعاء له بالشفاء، ومعظمهم والله لا يدري أن الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا !، فبينما يعتبرُ الشعور بالذنب أحد مكونات الاكتئاب الأصيلة ويسمونه الشعور المرضي بالذنب Morbid Guilt Feeling،
فإنه يعتبرُ في المفهوم الديني وفي طبنا النفساني العربي المسلم المجنون أحد الكوابح اللازمة للحيلولة دون المسلم ودون الوقوع في الحرام ونستطيع أن نسميه الشعور المحمود بالذنب Healthy Guilt Feeling، وسنفترضُ أنهما نوعان مختلفان من الشعور بالذنب، ولكننا ليست عندنا أبحاثٌ تثبتُ أن مضادات الاكتئاب تعمل على إزالة النوع المرضي فقط! واستنتج أنت ما أود قوله من هذا الكلام، وإذا أردت أن تتابع ما انتهى إليه حوارنا مع صاحب المشكلة التي أحلتك إليها منذ قليل، فانقر الرابطين التاليين:
الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا ! م
الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا ! م1
ونكررُ شكرنا لك، ودعوتنا أن يكتب الله لك الخلاص القريب من هذا العذاب، فادع لنا الله أن يوفقنا، وأهلا وسهلا بك يا أخي فتابعنا بالتطورات.