السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
طبيبي العزيز،
أنا تعبانة جداً من نفسي، سأترك أصابعي تكتب عني وعمّا أعانيه.
أنا متزوجة، ولكني لا أستطيع إلا أن أنجذب لأشخاص آخرين من الجنس الآخر، ممكن أن أحبهم! أنا لم أنجب إلى الآن، وكل هدفي من الإنجاب هو أن أشعر بالأمومة، وليس تربية الأطفال، فأنا لا أتصور أن ينصرف اهتمام زوجي عني لطفل حتى لو كان طفلي!، مع أني أحب كل شيء يتعلق بالأطفال، سواء ملابس أو ألعاب فأنا أشتريها منذ زواجي وأملأ بها بيتي، ربما لأنها تذكرني بطفولة لم أعشها؟ في الحقيقة لا أعلم!.
أتعلم لسبب واحد فقط وهو أن أعيش لحظة التخرج وأشعر بالعزة والافتخار، أغار من أقرب الناس إلي، ولا أحب الفرح لأحد وأحب أن يعاني الجميع مثلما أعاني، أحب أن يتكلم الأغلب عني أنا، وإن تكلموا عن أحد آخر أشعر بالملل والسأم، خصوصاً إن كان هذا الشخص محبوباً جداً عندهم ويأخذ منهم اهتماماً ورعاية، فتجدني لا أستطيع التواصل معه أو حتى محبته. أحب أن أكون متفوقة في كل شيء وفي كل مكان وجدت فيه، أحب لفت الانتباه بأي شيء؛ باستخدام ذكائي أو جمالي، الذين مروا على حياتي قبل زواجي وبعده من الرجال لا أكرههم، بل ما زلت أفخر أنهم كانوا في حياتي، خصوصاً أنهم أشخاص ذوو مراكز مرموقة.
بيني وبين نفسي أشعر بالضعف الشديد والاهتزاز، وأعوضه بأن أبدو متعجرفة أمام الآخرين! أتعلق كثيراً بمن أصادقهم، وأعاملهم كأنهم "أنا" فأبوح لهم بكل شيء، ولا أتحمل أن يغادروا حياتي. ذكرت أني لا أحب الخير لأحد، ولكني أحب أصدقائي جداً، ولا أحب أن يصيبهم مكروه، وأحب الخير لهم، لا أعرف لمَ هذه الازدواجية؟ فأي أحد آخر غير أصدقائي لا أحب له الخير، وإنما تجدني لأصدقائي أود أن أضحي بكل شيء من أجل إسعادهم.
بالرغم من ذلك أنا رومانسية وعاطفية جداً وأتأثر ولو بمشهد صغير في التلفاز، تتحرك مشاعري بسرعة؟
زوجي لم يكن فارس الأحلام الذي طالما حلمت به، وإنما تزوجته هروباً من الجحيم، فأنا لم آخذ الحنان الكافي من والداي، بل تعرضت لقسوة شديدة منهما، خصوصاً أني كنت الكبرى.
أنا ذكية جداً جداً، وأيضاً متفوقة في دراستي، أود أن أتخلص من كل هذه السلبية والنرجسية في علاقاتي وشخصيتي، وأن أعيش كإنسانة عادية محبة مخلصة جداً لزوجها.
وتقبلوا تحياتي.
20/12/2009ش
رد المستشار
صديقتي،
عليك أن تبدئي بحب نفسك أولاً.. كل ما ذكرته بما فيه النرجسية هو محاولة بائسة يائسة لإيجاد ما يجعلك تحبين نفسك.
المشكلة تكمن في أنك تعتقدين أن كل هذا سيأتي من خارجك أو من خلال آخرين.. هذا مستحيل!
ذكاؤك خانك في اعتقاد أن نجاح الآخرين ينقص من نجاحك أو قيمتك.. وخانك في اعتقاد أن شعور الأمومة أو أي شعور آخر سيعوضك عن حب النفس (هذا الحب لا علاقة له بالأنانية أو الغرور وأنت تعرفين ذلك جيداً).
أسلوبك هو أسلوب الهروب وطريقتك هي التعلق السريع بمن يوافقونك الرأي أو على الأقل لا يعارضونك ويظهرون بعض التعاطف مع شكواك، ثم تعتبرينهم امتداداً لك وكل الآخرين أعداء.. لا يمكن النجاح في الحياة أو في أي شيء بهذه الطريقة.
أنصحك بالعمل على هذه الأمور مع معالج نفسي.. من المستحيل إيجاد حل عام من رسالتك دون الدخول في التفاصيل الدقيقة وتغيير وجهة النظر والتوجه.
إلى أن تفعلي هذا، اسألي نفسك: ما الذي يجب أن يحدث أو تفعليه حتى ترضين عن نفسك وتحبينها؟ يجب ألا تعتمد الإجابة على أي شيء خارج نفسك أو أفعالك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
واقرئي على مجانين:
راجعة عشان أفضفض متابعة 6
تأخر الإنجاب: علاج معرفي
ويتبع >>>>>>: أحب لفت الانتباه ورومانسية و.... م