عبير: أريد أن أكون جميلة
قبل أن أسرد ما يؤرقني واعتبره من معوقات حياتي، اسمحوا لي أن أقدم فائق شكري وامتناني لهذا الموقع ولجميع القائمين عليه، أشكر مجهودكم الهائل في سبيل تقديم المساعدة للجميع.
فيما يتعلق باستشارتي؛ أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاماً، أشعر أن حياتي بدأت تتمحور حول موضوع واحد، ألا وهو "شكلي"!! وعندما أقول أن شكلي أصبح محور حياتي فأنا أعني ذلك حرفياً، أصبحت أكره أن أستيقظ من النوم حتى لا أواجه العالم بشكلي، أكره الذهاب للجامعة لأني أشعر بالغربة الشديدة وأنني لا أنتمي حيث تنتمي جميع تلك الفتيات، أنا لا أعاني من تشوه خلقي ولله الحمد، كما أنني طبيعية ولا يوجد فيّ ما هو مخيف والحمد لله على ذلك، لكنني ببساطة لست جميلة! أتمنى أن أصبح تلك الفتاة الجميلة التي إن دخلت القاعة أشار إليها الجميع، أعتقد أن المحيط الذي نشأت فيه له علاقة بما يحصل لي من صراعات داخلية وأفكار تافهة فقد كان أغلب من أعرف ينتقدونني ولم يمتدحني أحد قط، هذا ما جعلني أعد نفسي أنني سأصبح جميلة عندما أكبر!!.
كلما رأيت فتاة جميلة في التلفاز أو على غلاف المجلة أو في حفل أشعر بغيرة شديدة لا أستطيع وصفها، أبدأ بالتوتر وأشعر بخيبة أمل كبيرة، أتأثر جداً بأي نقد يأتيني، أي جملة تقال لي أترجمها على أن الشخص يريد أن يوصل رسالة محتواها أني لست جميلة. أنا عادية ومتوسطه الجمال، الجميع يرى أن لا مشكلة إن كانت الفتاة متوسطة الجمال فالجمال جمال الروح و... إلخ، لكني أريد أن أصبح جميلة، أنا مستعدة لفعل أي شيء فقط لأصبح جميلة، هذا الشعور يخيفني كثيراً لأني أرى هؤلاء المشاهير المهوسين بالجمال وما حل بهم! هل تجوز العملية شرعاً إن كان شكلي فعلاً يتعبني نفسياً! تعبت لم أعد أتحمس لأي شيء، لم أعد أرغب بأي شيء، كبرت وكبر معي هدفي وحلمي وهو أن أصبح جميلة.
أرجوكم ساعدوني فأنا لم أعد أشعر بأي شيء جميل من حولي والسبب هو مشكلتي الغبية!
أنتظر الرد بفارغ الصبر.
20/12/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لا تقسي على نفسك ولا على رغبتك في التميز بل تفهميها كي تستطيعي توجيهها وجهة صحيحة. من أسباب الاضطرابات النفسية عدم القدرة على تحمل الإحباط، وعدم بلوغك درجة الجمال التي ترغبين لا يجب أن يعني خسارتك لباقي حياتك.
الرغبة في التفوق والتميز من الدوافع والأهداف الأساسية للنفس البشرية والتي ينبغي احترامها وتقديرها لأنها توجه الفرد وتعينه على تحمل ما ترميه به الحياة، لكن الخلل يكمن في محاولة إشباع هذه الرغبة فقط من باب واحد وبطريقة واحدة وهي المظهر والشكل الخارجي على حساب تجاهل باقي الجوانب من القدرات.
ولا يكمن الخلل في طبيعة الأهداف فقط -الجمال مثلاً- بل في تفردها، فلا يكون لدى الإنسان غيرها من الأهداف في الحياة مما يزيد اندفاعه نحوها، فإن تعطلت وأحبطت تكون معاناته شديدة وغير اعتيادية، ومن هنا ينصح علم النفس البشر بأن تكون لديهم قائمة من الأهداف فإن تعطل أو أشبع أحدها يكون لديه وجهة أخرى يتجه إليها وينشغل بها كي لا تعطله طاقته غير المستغلة. فماذا غير الجمال قد يكون لك هدفاً في الحياة ويحقق لك التميز الذي تريدين.
يثبت الواقع أن لا مخلوق بشع بالكامل، فابحثي في شكلك عما يميزك وأحسني استغلاله وركزي عليه عند تفكيرك في شكلك ومقارنتك لنفسك مع غيرك، وإن لم تجدي هذا الأمر -وهو أمر مستبعد إلى درجة تقارب المستحيل، فحتى القرود عيونها جميلة- اعملي على تغيير وسيلتك للتميز، وهو وإن لم يكن بالأمر البسيط غير أنه منطقي وسيوصلك للسعادة والرضى، ولكن من بوابة أخرى حين يوجه طاقتك للعمل والإنجاز بدل صرفها على التبرم والحزن على مظهرك الذي لا يعجبك.
عززي ثقتك بنفسك وتذكري أن من خلقك لم يرد لك أن تكوني مجرد صورة بل أوجدك لتعبديه ولتكوني خليفته في الأرض، وبالتأكيد أنه رزقك ما قدرك له فركزي على هذه الجوانب من وجودك وعند تحقق انجازاتك ستتراجع أهمية ما لم تحقيقه.
واقرئي أيضاً:
االشعور بعدم القيمة: صورة الذات السلبية
لسيلوليت (تغمز الجلد) : عبادة الصورة؟
أزمة حواء العربية ...ومقاييس الجمال
لا أملك الجمال: من الذي قال مشاركة
الحفرة