الزنا بالخيال... هل هذا ممكن؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة ومريض بالوسواس القهري من سن 17 سنة، أتعالج بالبروزاك منذ 3 سنوات. مشكلتي، بعد أن كان وسواسي والعياذ بالله بالكفر وكل ما يتعلق به والإحساس الدائم بتأنيب الضمير تزوجت منذ شهرين وتأتيني عند جماع زوجتي تخيلات أنني أجامع امرأة أخرى غيرها وأشعر بالمتعة، وبعدها أشعر أنني قد ارتكبت فاحشة -والعياذ بالله- الزنا، فهل هذا زنا فعلاً -أي الفاحشة المعروفة التي حذرنا ربنا منها-؟
وهل ممكن أن يكون للوسواس أو المرض الموجود عندي هو سبب في ذلك؟ هل بهذه البساطة ممكن أن يرتكب الشخص جريمة زنا عن طريق الخيال فقط؟ يعني وهو يتخل زوجته امرأة أخرى؟ أنا لا أعرف هل ذلك بإرادتي أم لا، لكنها تأتيني!. أريد فتوى فقهية من الدكتورة رفيف الصباغ، هل أنا زانٍ أم لا؟ وأريد فتوى من طبيب نفسي لما أمرّ به.
أصبحت حياتي فقط تأنيب ضمير فقط لا غير، وأصبح كل همي هو هل زنيت أم لا؟ هل كفرت أم لا؟ هل هل هل هل؟ مع العلم لا أطيق ولا أستطيع أن يقال عني زانٍ أو كافر، ما الذي يحدث لي؟ لا يوجد فتوى لبعض العلماء تقول عنه زنا وبعضهم يقول إثم، وبعضهم يقول جائز... أنا أريد فتوى لهذا كما لو كان ما يصير معي قصداً لأنني لك أستطع فهم شيء، مللت من هذه الحياة من كثرة لوم نفسي وسؤال العلماء عن حكم ذلك، هل هو زنا أم لا؟ هل ما يحدث معي كفر أم لا؟ أنا مللت جداً أريد التوضيح.
20/12/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
ممتاز أنك مللت، فهذا هو المطلوب!!.
وأنا كنت أريد أن أسألك: إلى متى أنت هكذا؟! ألم يأن الأوان أن تعلن الحرب على وسواسك فتملّ منه وتخالفه وتخفف غيظك بمعاكسته؟ ألم يأن الأوان أن تقول له بحزم: افعل ما بدا لك، وألقِ الأفكار التي تعجبك... فأنا أيضًا لن أفعل إلا ما يحلو لي، ولن آبه بك مهما أقمت في رأسي!!!.
دع وسواسك يا أخي يفعل ما يشاء، وافعل أنت ما تشاء! ألم تقتنع بعد أنك مريض وأن ما يأتيك إنما هو أفكار كاذبة لا تؤاخذ عليها؟ إن قناعتك هذه وعملك بمقتضاها أفضل لك من ستين فتوى تقال لك عن كل فكرة تهاجمك!
سأجيبك عن سؤالك، ولكن اعلم علم اليقين أن ما يأتيك ليس بإرادة منك، وأكبر دليل على ذلك أنك تشك في الأمر! إن الذي يتصرف بإرادته لا يخفى عليه ذلك، إن الفكرة التي تستدعيها –مثلاً- أثناء الامتحان لتجيب على الأسئلة، هي بإرادتك، وأنت تعي ذلك تمامًا، ولن تشك أبدًا وتقول: لا أدري، هل الإجابة تأتيني بإرادتي أم هي تهجم على رأسي دون إرادة مني!! لهذا فالحكم الذي يتعلق بك: أنك غير محاسب، وأن أفكارك هذه لا قيمة لها، ولا تعد زانيًا بسببها...
كذلك أفكار الكفر يا أخي! الكافر يعلم علم اليقين من نفسه أنه يرفض الإسلام، وأنه يريد أن يعيش خارجاً عن تكاليفه وأوامره! أما أنت فاسأل نفسك: ألست تريد الإسلام؟؟ ألست تكره الكفر؟؟ ألست عازماً على أن تبقى عبداً لله إلى آخر لحظة في حياتك؟؟ علامَ تتهم نفسك بالكفر إذن؟ ما هذه الفكرة السخيفة التي استطاعت أن تزعزع ثقتك بنفسك وإيمانك؟ قل وبكل حزم: أنا إنسان مؤمن طاهر، ولتزعم الوساوس ما شاءت!
هذا هو الحكم الخاص بك....
أما الحكم الخاص بغير الموسوسين:
فإن مسألة تخيل الزوجة أثناء الجماع وعن قصد، مسألة خلافية، فمنهم من ذهب إلى الحرمة مطلقًا، كالحنفية. وقال الشافعية: هي جائزة ولا إثم فيها إلا إذا كان الرجل مصممًا على الزنا بمن تخيلها إن أتيح له ذلك. بمعنى: إذا كان الرجل يتمنى الزنا بامرأة ما، ولكنه عاجز عن تحقيق ذلك، فقام إلى امرأته ليحقق رغبته في الزنا بها عن طريق تخيلها أثناء جماع زوجته، فهذا آثم ولا شك. أما لو تخيل امرأة دون رغبة وعزم على الزنا فهذا لا إثم فيه.
إذن فأنت على هذا القول غير آثم سواء كنت موسوساً أم لا...
ولا يخدعنك الشيطان ويعيدك إلى دوامة الوسوسة فيقول لك: إنك آثم على بعض الأقوال! لأن هذه الوساوس ليست بإرادتك أولاً.
وثانيًا: الأفضل للموسوس أن يأخذ بأيسر الأقوال إلى أن يذهب عنه وسواسه....
وثالثًا: إن لم تذهب الفكرة عن عقلك وما زال الشيطان يقنعك بأنك زان أو كافر، فقل له مستهزئًا: نعم أنا كما تقول، ولا شأن لك، وعليك من نفسك!!
وأخيرًا: أرجو منك أن تكون أقوى عزيمة وأشد بأساً، فأنت رجل...، والرجل أقوى من أن تهزمه فكرة كاذبة..