خطبة مباركة من مجانين
شكراً جزيلاً لك أستاذة رفيف.
هناك إشكال آخر لو سمحتِ؛ فأم خطيبي قالت أن ابنها لن يكلمني في الهاتف إلا بعد قراءة الفاتحة، وأنا جدّ خائفة أن تقرأ فاتحتي على شخص لا أعرف حتى كيف يفكر ولا كيف يريد أن يعيش! وأخاف أن أكتشف أنه بخيل فهي أكره صفة أخاف أن تكون فيه، هل أنا مخطئة في تفكيري أم ماذا؟.
انصحيني.
17/12/2009
رد المستشار
الغالية "مريم"،
إن الذي يقرأ رسالتك السابقة يظن أنك قد علمت كل ما يتعلق بخاطبك من تفاصيل جعلتك تقررين أنه شريك حياتك فعلاً، ولم يبق إلا الحفل في الأسبوع المقبل، وإذ بك الآن تبينين أنك قررت الارتباط به، وأعجبت بصفاته قبل أن تعرفي ما هي! كيف تغامرين وتتشاجرين مع أخيك في سبيل خاطب مجهول الصفات لديك؟!.
الحكم الشرعي هو أنه لا يحق لأحد أن يجبرك على من لا تريدينه، ولكن الحكم الشرعي لا يتحمل عنك مسؤولية اختيارك فيما لو تبين أنه غير سديد! والحكم الشرعي أيضاً يجيز لأوليائك الاعتراض فيما لو كان من اخترته غير كفؤ، ولكنك ذكرت أن أهلك وافقوا عليه في البداية، ففهمت أنه كفؤ، والله أعلم بحقيقة الأمر!.
أما قضية قراءة الفاتحة: إن أريد بها مجرد اجتماع الرجال والتحاور المبدئي، ثم قراءة الفاتحة على نية التيسير والتوفيق، فهذا لا يعد عقداً، ولا يصبح الرجل والمرأة زوجين بهذا.
وأما إن كنت تعنين بها: اجتماع وليك مع الزوج، وتلفظهما بالإيجاب والقبول، أي بقول الخاطب: أنكحني موليتك. فيقول: قبلت. مع حضور الشاهدين، فهذا عقد صحيح تصبحين به زوجة لذلك الرجل.
ولكن على كل الأحوال، الشرع يبيح لك رؤيته والتكلم معه –كلاماً جاداً- لمعرفة صفاته والاستفسار عما تريدين معرفته من أحواله، ثم بعد أن يغلب على ظنك –وظنه- أنكما مناسبين لبعضكما، حينها فإن اشتراطه لعقد النكاح قبل أن يتكلم معك هو الأمر المطلوب شرعاً، وعليك القبول بذلك الشرط، فإن تبين لك منه بعد ذلك أمر غير مرغوب، فهو قدر وقع رغم اتخاذ الأسباب، والأمر إليك حينها في طلب الطلاق أو لا.
فإن كنت ما زلت مترددة في الارتباط به ولم تحصلي منه على معلومات كافية تجعلك تطمئنين إليه، فيمكنك إخبار أمه بأنك لم تقرري بعد وما زلت بحاجة للتحاور معه قبل الموافقة عليه.
أما إن كنت تعلقت به وتخافين أن تخسريه، وفي نفس الوقت تخافين منه، فهذا غير مقبول! ففكري بتمهل ووازني الأمور قبل أن تقدمي على هذه الخطوة الهامة في حياتك... وأنا أسأل الله تعالى أن ينير بصيرتك ويلهمك ما فيه سعادتك في الدارين.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> خطبة مباركة من مجانين م1