زوجة صالحة أم زانية
أنا زوجة في الخامسة والعشرين من عمري حديثة الزواج سأحكي قصتي وأنا نادمة وخائفة، قبل زواجي كنت أعتقد أني أحب جارا لي وتقدم لخطبتي من أهلي كان عمري عشرون عاما لكنهم رفضوه لصغر سنه وعدم عمله حيث أنه في نفس عمرى.
ذات يوم وعلى غير العادة طرق باب المنزل وكنت وحدى بالمنزل وعلته أن أخته وهي صديقتي ترغب في استعارة كتاب مني، فإذ به يتقرب مني ويقبلني ويحتضنني، وما أكره نفسي له أنني لم أكره ذلك بل أحببته فتمادينا إلى أن لامسني في فرجي بشده لكنني لم أشعر بألم ولم أشعر بأن حدث لي مكروه وكان ذلك بعد انتهاء الدورة الشهرية بيوم واحد،
بعد ذلك شعرت برغبتي في التبول وفوجئت وأنا أتبول بنزول دم لم أعلم إذا كان هذا الدم تابع للدورة الشهرية أم حدث لي مكروه كنت خائفة ومرعوبة وشعرت أن هذا عقاب الله لي، ذهبت في نفس اليوم لدكتورة أمراض نساء خجلت أن أقول لها ما حدث فقلت لها أني جلست على ترابيزة مدببة بالخطأ فكشفت على وقالت لي بالحرف"ما فيش حاجة بس خدي بالك من نفسك" شعرت بالحرج وكأنها تعلم ما حدث!
ولكني اطمأنيت وحمدت ربي واستغفرته وكان هذا الموقف دافعا قويا لرفضي أنا أيضا له رغم أنه كان مصليا ومتدينا وكنت أحبه لحسن علاقته بوالديه، ونسيت هذا الموقف نهائياً كأنه فعلاً لم يحدث ولم أمر به، بعد ذلك بأربع سنوات تعرفت على زوجي عن طريق العمل مع العلم أني كنت راغبة في الزواج عن حب ورفضت بعض العرسان بسبب ذلك والحمد لله أحببته من أول نظرة حبا قويا وبادلني هو الآخر نفس الشعور.
فرحت كأني لم أفرح من قبل وما شعرت به من أحاسيس نحوه لم أشعر بها من قبل، وتزوجنا بعد فترة خطبة، لم أر منه أي شيء قبيح لم أر سوى كل حب وحنان وخير، ودعوت الله كثيراً أن أكون زوجة صالحة له وأن أكون أما صالحة أيضاً إن شاء الله، ودعمت ذلك فيَّ بقراءتي كتب في فقه النساء وفقه السنة ومحاولتي لحفظ القرآن الكريم وتعلم تجويده مع العلم أني أقرأ وأتعلم تجويد القرآن الكريم من قبل أن أعرفه.
المشكلة أنه يوم الزفاف وعند الجماع لم ينزل دم من غشاء البكارة بل شعرت بألم شديد لدرجة أني قلت له أني لا أحتمل وشعرت بشيء طَـقَّ بداخلي لكن لم تنزل نقطة دم واحدة، شعر زوجي بخوفي وخجلي فلم يسألني عن أي شيء ولم يشك بي للحظة بل أنا التي سألته وأقسم بالله أنه عن جهل وليس علم هل هذا يعنى أن بي شيء خطأ فأجابني أنه جائز أن لا ينزل دم من غشا البكارة وأن ذلك حسب نوعه، وطرق إلى ذهنى في هذه اللحظة ما حدث من خمس سنوات، هذه الثقه أشعرتني بالخوف أكثر وشعرت أنني لا أستحقه وأن الله يعاقبني وأني يجب أن أخبره بما حدث.
وحاولت لكني لم أستطع لأني أحبه كثيرا، وأشعر بموتي إذا فارقته، مازال زوجي يعاملني معاملة حسنة ويشعرني دائماً بسعادته بي ويمتدحني أمام أهله وأهلي، أستحلفكم بالله هل ما حدث لي في العشرين هو فض لغشاء البكارة، هل كذبت على الدكتورة، أم أن هناك فعلاً نوعا لا ينزل دم، وإذا كان فعلاً فُضَّ وأنا في العشرين هل أحكي لزوجي الذي أحبه والذي لم أتمنَّ من الدنيا شيئا سواه؟ والذي أرغب فيه طريقاً للجنة بعد أن رأيتها بعيدة المنال.
أشكركم جدا على هذا الموقع الذي أراه منبعا لأتثقف منه، ووجدت فيه سبيلا لمعرفة حقيقة أمري، فلا تتأخروا في الرد.
20/01/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة: أهلا وسهلا بك، وشكرا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أن قصتك تعيد التأكيد على الحاجة إلى التثقيف الجنسي لأبنائنا وبناتنا إلى الأذهان، وكي أطمئنك من بداية الرد عليك أقول لك أنك بإذن الله وفضله زوجة صالحة إن شاء الله وذلك لعدة أسباب أجملها لك في النقاط التالية:
أولاً: ما حدث بينك وبين ذلك الشاب جارك وأنت في العشرين من عمرك ليس زنا والعياذ بالله! لماذا؟ لأن للزنا شروطا من أهمها الإدخال، وما حدث لم يكن أكثر من ممارسة جنسية من الخارج، وأذكر لك هنا الحديث النبوي الشريف الصحيح: إذ روى الأئمة ومنهم البخاري ومسلم "أن النبي صلى الله عليه وسلم رد المقر بالزنى مرارا أربعا كل مرة يعرض عنه، ولما شهد على نفسه أربع مرات دعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (أبك جنون)قال: لا. قال: (أحصنت) قال: نعم."وفي حديث البخاري": (لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت). "وفي النسائي وأبي داود:" حتى قال له في الخامسة (أجامعتها) قال: نعم. قال: (حتى غاب ذلك منك في ذلك منها) قال: نعم. قال: (كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر). قال: نعم. ثم قال: (هل تدري ما الزنى) قال: نعم، أتيت منها حراما مثل ما يأتي الرجل من أهله حلالا. قال: (فما تريد مني)؟ قال: أريد أن تطهرني. قال: فأمر به فرجم.
وأما لومك لنفسك وشعورك بالذنب لأنك لم تكرهي ما كان يفعل، فأمرٌ مبالغ فيه في الحقيقة لأنك كنت تحبينه، ومعنى ذلك أنك كنت ضعيفة وقتها أمامه، ثم أن الممارسة الجنسية خاصة مع من نحب لابد أن تكون ممتعة بالشكل الذي لا نستطيع أن نكرهها فيه إلا أن تكون إيمانياتنا عالية جدا، ويصبح كرهنا هنا للحرام وليس للفعل الجنسي في حد ذاته، إذن لا داعي للوم نفسك وخصامها لأنك لم تكرهي ما حدث وقت حدوثه، ويكفيك ما شعرت به من عذاب بعد ذلك.
ثانيا: لكي يحدث فض لغشاء البكارة لابد من دخول شيء صلب إلى داخل فتحة المهبل مسافة ما بين 2 إلى 3 سم، وقد يدخل هذا الشيء ولا يحدث فض، وأما ما قلته لطبيبة النساء، فهي فهمته لأنها ككل طبيبة نساء ترى يوميا بنات يردن الاطمئنان على بكارتهن ومعظمهن لا يقلن الحقيقة، وهي بالتالي كانت تفهم ما حدث لك ولم ترد إحراجك لكنها تأكدت من سلامة الغشاء، ويمكنك أن تعرفي كثيرا عن الغشاء وعن تركيب الأعضاء التناسلية الأنثوية، بل وعن العملية الجنسية ومراحلها والتغيرات التي تطرأ على الجسد فيها بتصفح ما تجدين تحت العناوين التالية على موقعنا مجانين نقطة كوم:
الغشاء والخوف من الهواء
غشاء البكارة والاسترجاز البريء
الاسترجاز بالشيء وغشاء البكارة م
ماء المرأة في الإرجاز: حقيقةٌ أم مجاز!
الاسترجاز وأصل الشعور بالذنب بعده! م
الماء والنساء، ماء المرأة في الإرجاز
الألم، والاسترجاز وانتظار المولود ! م
ثالثا: من الممكن جدا أن لا يكون هناك دم عند فض غشاء البكارة، لأن ذلك يعتمد على النقطة التي فض منها الغشاء وما إذا كانت غنية بالأوعية الدموية أم لا، ومناطق الغشاء قد تختلف في ذلك، ثم أن ما تصفينه بأنه شيء طقَّ داخلك، إنما هو دليل أقوى على سلامة الغشاء من نزول الدم.
رابعا: فيما يتعلق بوسوسة الشيطان لك بأن تخبري زوجك بما حدث، أسألك بالله ألا تفعلي، لأنك بذلك ستفتحين بابا للشيطان بينكما، كما أن التزامك نحوه والتزامه نحوك إنما يبدأ من لحظة العقد، وليس هناك أي حكمة في أن نتكلم عن ماضي علاقتنا أيا كانت، وأحيلك إلى ردود سابقة على صفحتنا استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
قصة للتدريس .. في مناهج الجهل الزواجي
للضمير أم للوعي أم للغشاء ؟ كله ترقيع !!!
الماء والنساء: أسرار البنات في العراء
الغشاء عند طبيب النساء ، ماذا عن الم.ا.س.ا؟
وأخيرا أن تمنى أن تكوني من خلال ما أحلناك إليه من ردود سابقة ومن خلال ما ذكرناه لك هنا قد عرفت أنك زوجة صالحة وأن زوجك أيضًا زوج صالح إن شاء الله، وأن ما حدث وأنت في العشرين لم يكن أكثر من لممٍ يغفره الله سبحانه وتعالى بالتوبة والصلاة والذكر والدعاء، وتذكري قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) صدق اللهالعظيم (هود:114)، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بالتطورات.