في العمل..تعلقت به، فما العمل..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لم أجد أفضل من تحية الإسلام لأحيي مستشاري مجانين وكذلك أعضاءه، فبالرغم من ابتعادي عن مجانين لفترة إلا أني حين وجدت نفسي في حيرة من أمري في حل مشكلتي لم أجد سواكم لتساعدوني.
مشكلتي تتلخص في أنني تعلقت بحب شخص لم أكن أتوقع أن أحب من هو في مثل ظروفه يوماً ما!.
كان رئيسي بالعمل، وكان كلما غضبت من رئيسي الأعلى -أعلى منه رتبة- وجدته يراضيني بطريقته الحنونة، مع مرور الوقت -قرابة الشهر- من تعاملي معه وجدتني أتعلّق به، كما أنه هو من أوحى لي من تصرفاته بهذا الحب من خلال نظراته وكلامه وحنانه ورناته المستمرة على جوّالي. كما قلت أوحى لي أي أنه لم يصارحني لكنني أصبحت أحبه بطريقة تجعلني طيلة الوقت أفكر فيه لا في سواه. لعلكم تجدون المشكلة في المصارحة فقط! لا، إن المشكلة تكمن في أنه رجل في الخمسين من عمره ومتزوج ولديه ثلاثة أبناء، وعندما أخذت رأي شخص قريب مني نصحني بوضع حد لهذه العلاقة بالمواجهة والمصارحة حتى يعلم كل منا ما بضمير الآخر.
أعلم أن الأمر صعب فهناك أسرة وأبناء وكذلك عمره، فكل هذه الظروف لم يرضى بها أهلي، ولكني أشعر بحبه داخلي، وكذلك الغيرة من زوجته التي لم أرها، أصبحت شاردة معظم الوقت وليس لدي تركيز تماماً في أي شيء، كما أنه ليس لدي من أشكو إليه. أنا أشعر أنه يبادلني نفس المشاعر ولكن ماذا بعد؟ هل عليّ أن أبتعد؟ خاصة وأنني استشرته في شخص تقدم لخطبتي فقال لي أنه جيد وأن أوافق! أم أنه عليّ المصارحة والمواجهة؟ ولكن كيف وهو الرجل؟ وأخاف أن يعلم أحد بهذا الأمر خاصة وأنني علمت أن هناك من بدأ يتكلم عنا.
أنا أخاف الله لذا أسعى لأن أجد حلاً، فأنا أشعر أن تفكيري المستمر فيه حرام، لكنه ليس بإرادتي.
أرجو منكم الرد سريعاً، ولكم وافر التحية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
27/12/2009
رد المستشار
إلى أين تهربين؟ ولأين ستصلين؟ وما الذي سيوقفك؟، ثلاثة أسئلة لا بد من وقوفك أمامهم، فأنت تهربين من حالة "الفراغ العاطفي"، وتهربين لعلاقة مع من يعبث في مثل سنة بعلاقة تعيد شبابه وتحرك الركود الذي يعيشه منذ سنوات؛ فلا شوق ولا تجديد ولا مغامرات ولا عواطف مندفعة، حياته معظمها تلبية طلبات وأحلام زوجته وأبنائه. وتهربين من حقائق مثل تلك العلاقات التي باتت مكررة ومعروفة؛ فهو لن يتزوجك ولن يعرض عليك الزواج ولن يغامر باستقرار بيته ويستجلب على نفسه مشكلات وهموم من الوزن الثقيل، ولن يضحي بأبنائه لأجل عينيك، ولقد كان واضحاً حين قال لك وافقي على من تقدم لك؛ لأنه لا يملك أي شيء يستطيع أن يقدمه، فهو يلهو لفترة حتى يصل للحائط، وكلما وجد منك استجابة كلما زاد طمعه في الحصول على وقت أطول.
إن عدم مصارحته لك بشيء متعمداً طبعاً، ولم أقصد أن يكون واعياً لذلك أو أنه شرير ويخطط، ولكنها الحقيقة التي تحدث حتى وإن كان غير واعٍ لها، وأين ستصلين؟ هذا سؤال سيتوقف عليه مدى قدرتك للعودة لعقلك في الوقت المناسب؛ فقد تصلين لدرجة تجعلك تتخلين عن أخلاق وقيم لم تتصوري تنازلك عنها أبدًَ، فمن يضمن نفسه لدرجة اليقين فهو هالك، وكنت قبل ذلك لا تتصورين أن تقعي في مثل تلك العلاقة ووقعت! وهذا خير دليل على ما أقول، أو في أفضل تقدير قد تصلين لورقة زواج عرفي أو علاقة في الظلام تحت أي مسمى، وقد تصلين للمساحة "الرمادية" التي تسحب من عمرك سنوات، والتي تقف عليها أخريات غيرك لم يقعن في اللون الأسود الكريه بعد، ولكنهن لم ينعمن بالأبيض الواضح أيضاً.
أما ما سيوقفك.... فأمران لا ثالث لهما؛ الأول، أن تعرف زوجته أو تزداد الأقاويل عنكما ويتبرع أحدهم ببعض الإشاعات التي ستسرع بتحُكمه هو في علاقته بك خوفاً على سمعته أو خوفاً من أن تعرف زوجته، وستكرهينه وستكرهين نفسك وحياتك حينها. والآخر، أن تُعلي صوت العقل بداخلك فتسمعي له مما يحذرك منه منذ وقت طويل وتري حقيقة وضعك وحقيقة ما تتصورينه مشاعر منه أو منك، فتعلمي أنك فقط في حالة ائتناس واحتياج لتلك المشاعر بشكل عام ولا تخصه هو إطلاقاً، وأنه تحت وطأة الملل أو أزمة منتصف العمر لمثل من في سنه، وانك تعبثين بسمعتك ومشاعرك لا أكثر، فصار السؤال الصحيح: هو ماذا تفعلين لتنهي تلك المشكلة-إن أردت؟ وأقول لك:
* فوراً ودون مقدمات ولا حديث ولا مهاترات، تنتقلي من عملك لفرع آخر أو عمل آخر، وتقومي بتغيير رقمك الخاص لتقطعي على نفسك قبل أن تقطعي عليه خطوط الرجعة لتستعيدي توازنك ونفسك واحترامك لمشاعرك وسمعتك وأهلك.
* اشغلي نفسك ببدائل قوية تجعلك في انشغال ذهني وبدني عن التفكير فيه، وتعمدي ذلك بكل قوة (صحبة، هواية، عمل تطوعي، دورات، قراءة... إلخ).
* هناك احتمال آخر قد يكون قريباً أو بعيداً عنك لم أحسمه؛ لأنك لم تذكري شيئاً عن أسرتك وعن علاقتك بوالدك، فبعض الفتيات التي حرمت من عاطفة الأبوة لسبب أو لآخر يجدن أن التواصل مع شخص قريب من سن الأب أو يحمل ما يتصورنه من صفات أبوية ينسقن لمثل تلك العلاقات وتواجهن نفس المصير.
وصدقيني يا ابنتي، بعد فترة ستجدي نفسك وقد وقفت على الحقيقة رغم وجود الاحتياج وبعض الألم ولكنك حينها ستستطيعين أن تري رجلاً آخر يناسبك ويكافئك لتبدآ معاً حياة طبيعية دون أزمات.