نهر الدموع ومشاكل بالجملة..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله كل خير على مساعدتكم للشباب. مشكلتي باختصار بدأت من 3 سنين، تعرفت على زميل لي في الجامعة وشعرت نحوه ببعض الاهتمام والإعجاب، كما ألمح أنه معجب بي لكن ظروفه المادية تمنعه من الارتباط وطلب مني أن أنتظره حتى يتخرج وبعدها يتقدم لأهلي… أنا رفضت وقلت له من خلال مناقشات كثيرة أني مستعدة لانتظاره لكن بعد قراءة الفاتحة على الأقل لانعدام ثقتي في هذا النوع من العلاقات، بعدها تغيّر وقال أن أمامه ما لا يقل عن 5 سنين ليتقدم لأي فتاة بشكل رسمي، وأن أمه غير موافقة على خطبته حالياً! منذ ذلك الحين يعاملنا أنا وأصدقائي كزملاء؛ ويسلّم علينا ويسأل على أخبارنا، لكن أحياناً أحس أنه قريب مني ويهتم، عدا النظرات طبعاً، ويلمح ويسأل إذا كنت خطبت أم لا، وأحياناً أخرى يبتعد ويتجاهلنا تماماً!
اكتشفت بالصدفة أنه يعمل ذلك مع بنات أخريات؛ فرأيته مرة في الشارع مع بنت، وسمعته في الكلية معروفة أنه يلاحق البنات. المهم أنا في البداية كنت منهارة جداً، ربما تحسنت قليلاً الآن، لكن أحياناً أحس أني لم أنسَ الأمر بعد، وأني ما زلت أنتظره ليأتي ويصارحني، أنا لا أظهر هذا صراحة وأحتفظ بكرامتي وأعامله كأي زميل في الكلية. أنا عاجزة عن التخلص من هذا الأمر؛ أحياناً أكرهه وأكره تصرفاته التي تنم عن تلاعب وعدم جدية، وفي ذات الوقت أحبه وأغار عليه جداً، ومتعبة وأبكي كثيراً. أنا عاجزة عن التعبير عما في داخلي وأتمنى أن أجد حلاً لديكم.
المشكلة الثانية التي تؤرقني هي الخوف من العنوسة وتأخر الزواج؛ أحس أن العمر يمّر وفرص الزواج قليلة، وصديقاتي يرتبطن الواحدة تلو الأخرى وأنا أزداد حزناً على نفسي. الامتياز إن شاء الله في شهر أيلول، وأنا لا أخرج ولا أرى أحداً ولا أحد يراني، وليس عندي أي نشاط اجتماعي بسبب المذاكرة، كما أن جميع أقاربي أقل مني من الناحية العلمية وليس من أحد بينهم يناسبني. أعرف أن ليس لديكم ما تقدموه لي، لكن هي مجرد فضفضة.
المشكلة الثالثة هي عدم الرضى عن شكل جسمي؛ أنا لست بدينة ولكن عندي عيوب كثيرة في جسمي كمنطقة البطن وجانبي الأفخاذ والمقعدة ممتلئة وغير متناسقة، وأنا خائفة أن ينفر مني زوجي بسبب هذه العيوب، أو أكون غير مرضية في العلاقة الحميمة، رغم أنه يقال أني جميلة، لكني لا أشعر بهذا ودائماً أتفقد عيوبي وفي حالة عدم رضى.
المشكلة الرابعة؛ قرأت العديد من كتب إبراهيم الفقي ولا أحسن تطبيقها، أحس أني أقف في مكاني لا أتغير، أو أطبقها لفترة قصيرة وأتركها.
المشكلة الخامسة؛ أعاني من قلة الثقة بالنفس والحساسية الشديدة، كما أني شكاكة قليلاً مع أصدقائي، وأحلم أحلام يقظة كثيراً، وأكلم نفسي حين أكون وحدي وأتخيل أشخاصاً وأناقشهم طوال الوقت. أضيع الكثير من الوقت في هذا، وأخشى أن أكون مريضة نفسياً، فكيف أتخلص منها؟.
وفي النهاية، أتمنى أن أستفيد من آرائكم وأجد الحل لديكم.
وشكراً.
27/12/2009
وقد تابعت صاحبة الاستشارة بتاريخ 14-1-2010 ما يلي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا صاحبة مشكلة نهر الدموع ولم يصلني رد عليها. في المرة السابقة كنت مستعجلة ولم أقل كل ما في نفسي، وأود قول بعض التفاصيل.
بالنسبة لموضوع الشاب الذي أحببته فإني حين أختلي بنفسي وأفكر أجد أني أخطأت في بعض الأمور الصغيرة، لكني ألوم نفسي عليها وأقول لنفسي أنه ربما تركني بسبب هذا الموقف أو ذاك... وهكذا. هذه الأخطاء كانت مثلاً أن سألني مرة إن كنت أحببت أم لا فقلت له أني أعجبت بأحد أقاربي وهو أعجب بي، لكن ليس هناك نصيب بسبب عدم التوافق.
الخطأ الثاني أنه كان يحثني كثيراً على المذاكرة ولم أكن أذاكر، وعلى فكرة لقد رسبت سنتين في الكلية وصديقتي قالت لي أنه تركني لأن لست طموحة! وبرغم أني رسبت سنتين، وكنت في وقت من الأوقات مصابة بنوع من اللامبالاة والإحباط وقلة الثقة بالنفس، إلا أني استعدت الأمل مرة أخرى وعندي أمل أن أكون طبيبة جيدة في المستقبل، ويمكنني أن أبدأ ذلك من الآن.
والخطأ الثالث أني متسرعة في كلامي وأندم عليه، وحصل موقفين أو ثلاثة أنطق بكلمة ليس فيها قلة أدب ولا لفظ خارج لكنه إلى حد ما غير لائق وأقولها على سبيل المزاح، فينبهني أصدقائي أكثر من مرة. وفي مرة رآني وأنا كنت أتشاجر مع إحدى صديقاتي وكنت منفعلة جداً وعصبية، وقال لي حينها أني المخطئة في ذلك الموقف. ترى، هل من الممكن أن تجعل هذه الأخطاء شاباً يترك فتاة بسببها؟ أم أنه لا يحبني أصلاً؟ على فكرة، يمكنني مساعدته في الشقة والجهاز، لكني لم أصارحه بذلك، ليحبني لذاتي وليس لأي سبب آخر.
المشكلة الثانية، أحس أن فرص الزواج قليلة لأسباب عديدة قلت بعضها، فليس هناك أحد في الشارع أو من أقاربي يناسبني لأنهم أقل مني من الناحية العلمية والاجتماعية، تقدم لي أكثر من عريس -من دكتور إلى ضابط...- ورفضتهم لانعدام القبول لدي، كما أني بصراحة غير مقتنعة بزواج الصالونات. وبالنسبة لزملائي في الكلية، فإني على أبواب الامتياز وزملائي كلهم أصغر مني بسنتين أو ثلاث، فأنا مقتنعة أنه يجب أن يكبر الرجل المرأة. ليست مشتركة في نادٍ أو أي نشاط اجتماعي، وبالتالي لا أخرج كثيراً. أعرف أن الزواج قسمة ونصيب، لكني عاجزة عن منع نفسي من الخوف والحزن من وقت لآخر، كما أن أنا عمري 26 سنة.
بالنسبة لأحلام اليقظة؛ أحلم بكل ما لا أجده في الواقع، وأصرف في ذلك الوقت الكثير.
لدي مشكلة مع أصدقائي؛ أطرحها لأتعلم من أخطائي وأتفاداها في المستقبل. لدي صديقتان، لاحظت من إحداهما بعض الغيرة والتكبر وبعض العدوانية، تنتقدني على الدوام نقداً هدّاماً، وتقلل من شأني ولا تحترمني، تحملتها في مواقف كثيرة جداً قبل أن تسوء العلاقة بيننا لفترة، وبصراحة أحس أن قلبي ليس صافياً نحوها. ذات مرة حصل موقف صغير فتجنبتها، وحين سألتني زميلة أخرى ما بي غضبت وفقدت أعصابي أمامها وقلت لها كلاماً قاسياً جداً وعلا صوتي، وكانت تلك المرة الأولى التي تحصل معي في الكلية أن أفقد أعصابي بتلك الصورة، وزميلي الذي كنت أحبه ويحبني لامني جداً على ما قلته لها، ولم أقل له عن السبب.
المهم مرّ الموقف وبعدها ساءت العلاقة أكثر، وحصل منها مواقف كثيرة مزعجة، ولاحظت أن صديقتاي يقطعن كلامهن مع بعضهن إن انضممت إليهن، فشعرت زي أن في الأمر سر يخفينه عني، ومع تكرار ذلك عاتبتهن فاتهمنني بالحساسية والحقد وعدم التسامح... وكلما حاولت التخلص من شكي هذا يحصل موقف يجدده، لدرجة أني بدأت أصير غامضة معهن لأني لا أحب أن أكون كالكتاب المفتوح مع أناس غامضون معي، وبصراحة أنا متضايقة منهن لأني أحسنت معاملتهن ولم أسئ لهن، وحاولت إقناع نفسي بألا أتوقع من الآخرين الكثير فكل الناس فيها عيوب، أنا لست متأكدة من الأمر، لكن عندي شك: فهل هذه الصداقة صداقة حقيقية أم لا؟ وهل أنا من حقي أن أتضايق أم لا؟ على فكرة أنا قلت سابقاً أني شكاكة قليلاً ولست متسامحة. كيف يمكن لواحدنا أن يصفّي قلبه باستمرار وينقّيه؟ من ضمن الأسباب التي تعطلّني عن المذاكرة أني أفكر كثيراً في كل ما يحصل حولي، أو بمعنى أصح لا أعرف كيفية إدارة الأزمات فلا تؤثر على أدائي في العمل أو على صفو حياتي. لقد قرأت لإبراهيم الفقي إن المفترض بالإنسان أن يبقى طوال الوقت قويّاً وسعيداً، وأداؤه في العمل في القمة مهما كانت التحديات، وأنا أحس أني أحتاج إعادة برمجة من جديد.
أنا سعيدة جداً لأني تحدثت بكل ما في صدري، وأتمنى أن أستفيد منكم،
وشكراً لأنكم على الأقل سمعتموني. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
14/01/2010
رد المستشار
الله الله في الصلاة... صلّى الله عليك يا رسول الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً بك يا عزيزتي الطبيبة، يؤسفني أن إجابة الاستشارة الأولى لم تصلك مع أنني أجبت عليها في نفس الفترة ولكن يبدو أن المشكلة فنية من جهازي. أعتذر وها أنا أتلقى مجموعة أخرى من مشكلات تؤرقك.
العديد من هذه المشكلات مرتبط بالرسالة الأولى وسأكرر تأكيدي على أهمية أن تتجهي إلى تأكيد ذاتك وزيادة ثقتك بنفسك فهذا سيوفر عليك الكثير من التعب. أرى أن تقرئي بتمعن حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، ما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان). رواه مسلم (60). بالنسبة لصداقاتك، أنت تعتبرين من وجهة نظرك أنك لم تخطئي بحق صديقاتك ولكن قد يكون رأيهم مخالف لرأيك فأنت أسأت بالحديث والعتاب مع صديقتك ولم تلتزمي بما يضمن لك خط العودة معها، أي أنك فرغت ما بداخلك أمامها دون أي تحفظات وهذا خطأ.
والخطأ الثاني أنك لم تبيني للحاضرين في هذا الموقف سبب انفعالك المبالغ فيه وقد يكون رأيهم حينها أنك عصبية وغير مقدرة لمشاعر الآخرين. لا تفكري فيما مضى ولكن حاولي التحكم بأعصابك في المرات القادمة وتذكري أننا نبني الكثير من جسور التواصل مع الآخرين خلال أيام طويلة وبجهود كبيرة ولكن للأسف قد نهدمها في موقف واحد. يحتاج إعادة بناء الثقة إلى زمن ليس بقليل. ولكن الأمر يستحق والصداقة أيضاً تستحق أن نبذل الكثير من الجهد لأجلها. ومن أجل ذلك أقترح عليك أن تقرئي
ليس من السهل العثور على الكنز
أهمية وحاجة الإنسان للصديق
الصداقة في المراهقة
لسنا في زمن المعجزات
الصديق وقت الضيق.. هكذا الأخوّة الحقّة
صديقتي لا تحبني ماذا أفعل؟
في كيفية تكوين علاقات اجتماعية
صديقتي مزعجة: ماذا أفعل؟
أما المسامحة فقد ورد في ثواب العفو الكثير الكثير وبرأيي أن حياتنا القصيرة لا تتسع للأحقاد والعاقل يملؤها بأعمال لا يخجل أن يقف أمام رب العالمين بها أما الغل والحقد فهي أول ما تسيء إلى الشخص نفسه فتمنعه من راحة البال وهناء العيش. ولدينا في مجانين بعض الاستشارات المرتبطة مثل:
من يقرأ هذه الرسالة سيكرهني ويحقد علي!
الغلُّ والضغينة: أحلام يقظة أيضًا
أختي تكرهني
فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم
ألا أخبرك يا أختي عما يعينك على كل هذه الهموم: إنها الصلاة فهي ما يرفع مستوى الإنسان ويربطه بالسماء والسمو. احرصي على الفرائض والنوافل ما استطعت منها واجعلي لك ورداً يرمياً من الأذكار ففيها تطهير لقلبك وتصفية لنفسك. وكيف أنت والقرآن؟ اجعليه رفيقك. وتابعينا بأخبارك.