ساسو والوحدة والصمت الأسري
أنا وحيدة، لي أخ أصغر مني معاق ذهنياً، وأنا أعاني من الوحدة بشدة، رغم أن لي أصدقاء وأقرباء لكني أبكي وحيدي ليلاً من الوحدة. كنت أتمنى أن يكون لي أخ أكبر مني -وليس أختاً-، وأتمنى أن أجد من ينصحني، لدرجة أن جاري كان يريد أن يكلمني ويأخذ رقم جوالي، لقد قال أنه سيكلمني كأخته لذلك أعطيته له، هو لا يكلمني كثيراً. في مرة فكرت أن أكلمه وأقول له أني أتمنى لو يكون هو أخي فأكلمه عن كل ما يضايقني، لكن كلما أفعل ذلك أجد شيئاً ما يمنعني! ماذا أفعل؟ من المؤكد أن الحديث على الهاتف لن يكون كافياً، يعني يجب أن أخرج معه وأكلمه، وهذا ما يمنعني دائماً أن أكلمه، فأنا لا أقبل على نفسي أن يراني أحد معه فيقول كلاماً غير لطيف عني، مثلاً أني غير مؤدبة! ولا أقبل أن يقول أحد عن والدي أنه لم يحسن تربيتي! لا يمكنني الحديث مع والدتي؛ فكلما حاولت أن أكلمها أحس من كلامها أنها مستهترة بكلامي، أنا أرتاح معها في الكلام، بل أخجل أصلاً أن أكلمها، وأخاف الحديث مع أبي ولا أدري لماذا!.
مشكلتي أني أحس دائماً بالوحدة لدرجة أني فكرت أن أكلم أولاداً أكبر مني.
6/12/2009
رد المستشار
السلام عليكم يا Saso،
أعتذر بداية عن وصول سؤالك ناقصاً إلينا، وأحاول إجابتك على القسم الموجود، وأسأل الله تعالى أن يفي بالغرض.
إن شعورك يا Saso بالحاجة لمن هو أنضج منك، ومن هو قادر على الإجابة على تساؤلاتك وتفسير مشاعرك وتوجيهك، أمر طبيعي وخاصة في هذه السن التي تمرين بها... ولكنك أخطأت الطريق الذي تبحثين فيه عما تريدين!. لا يصح يا صغيرتي أن تداوي معاناتك بأمر غير جائز سيتسبب لك بأذىً وضيق أكثر من الضيق الذي أنت فيه الآن... لا يجوز يا بنتي أن تلجئي إلى الكلام مع الأولاد أو مع الرجال الغرباء عنك لأجل إزالة شعورك بالوحدة.
إن لديك فطرة سليمة تشعر بالخطأ وتمنعك من الكلام مع جارك، والخروج معه... فإياك أن تقتلي هذه الفطرة الصافية فيك وتعاكسي ما تأمرك به.
إن أردت رجلاً ناضجاً ينصحك، فاكسري هذا الحاجز الذي بينك وبين أبيك، وتقربي إليه شيئاً فشيئاً، فاختاري أولاً المشكلات التي لا تخافين كثيراً من عرضها عليه، وتناقشا بها سوية، وأشعريه باحترامك له وأنك راغبة في نيل نصحه الأبوي المخلص، وتأكدي أنه لا يوجد رجل في الدنيا يحبك ويريد لك الخير أكثر من أبيك.
كذلك لا تقطعي علاقتك مع والدتك، لأن هناك كثيراً من الأمور تخجل الفتاة أن تكلم فيها أباها مباشرة، ولا بد فيها من معونة الأم.
ولا تنسي الصديقة المخلصة الصالحة التي يمكن أن تكلميها بأشياء تفهمها عليك بسبب تماثل السن، فابحثي عمن تشترك معك في غالب أفكارك وطموحاتك -في المدرسة أو ضمن العائلة-، فتحاوري معها في المشكلات التي تعترضكما لتحقيق هذه الطموحات... وستجدين كثيراً من الراحة معها إن شاء الله تعالى...
أمامك هذه الخيارات يا بنتي لتتخلصي من همومك ووحدتك دون خطر، فلا تتهوري بملء فراغك النفسي بالكلام مع الأولاد، وتمسكي بأدبك الذي تتصفين به، ولا تفرطي به لأي سبب كان... مع تمنياتي لك بالتوفيق.