السلام عليكم
حضرة الدكتور وائل أهنئكم على موقعكم الجديد ولي أستشارة :
أعاني من رعشة في جسمي وقد قمت بكافة الفحوص فأتضح أنني أعاني من توتر وقلق وخوف فقرر لي طبيبي دواء جديدا أسمه سيروكسات الذي خفف من الرعشة إلى حد كبير وأنا أتعاطى حبتين يوميا
إلا أنه في الأيام الأخيرة ظهرت حالة تخشب في الوجه أي أنني في بعض المواقف أشعر أن وجهي مشدود بشكل كبير فهل هذه الحالة هي من مضاعفات الدواء وستزول مع الوقت أم أن هناك حاجة إلى اللجوء مرة أخرى إلى الطبيب النفساني، ودمتم بألف خير،
ولما لم تكن المعلومات كافيةً فقد قمنا بمراسلة صاحب المشكلة على بريده الإليكتروني كما يلي: أهلا بك يا عزيزي من فضلك نحن نريد معلوماتٍ كاملةٍ عن الحالة لكي نستطيع مساعدتك أكثر ، عليك أن ترسل لنا المشكلة بتفاصيلها عن طريق صفحة استشارات مجانين، وبوجه عام من الممكن إن قللت جرعة السيروكسات أن تتحسن تلك الآثار الجانبية، ولكن الأفضل أن تكتب لنا لكي نقيم حالتك قدر استطاعتنا، أهلا بك مرةً أخرى صديقا لصفحتنا،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذه هيَ إفادته الأخيرة:
أود في البداية أن أشير إلى أن علاقتي العائلية جيدة ولا أعاني من أي مشكلة فيها وأود أن أضيف أنه لا يوجد من أفراد أسرتي من هو مصاب بهذا المرض أستثني من ذلك خالتي (أخت والدتي والتي تعاني من أكتئاب مزمن كما شخصه أحد المختصين النفسانيين مع العلم أيضا أن أبي ليس من أقارب والدتي،
وإليكم المشكلة بالتفصيل منذ ما يقرب من خمس سنوات بدأت عندي رعشة طالت معظم أجزاء جسمي وقد ذهبت إلى أخصائي للباطنية الذي أعطاني دواء اسمه انديرال وقد تعاطيت هذا الدواء فترة تصل إلى السنتين دون أي فائدة بعدها فكرت بالذهاب إلى طبيب آخر فأخبرته بالرعشة وقام بعمل العديد من الفحوص إلا أنه استنتج أن المرض نفسي فأعطى دواء أسمه أركاليون على ما أذكر فبدأت بتعاطي الدواء إلا أن قلة خبرتي في الأدوية النفسية دفعتني إلى الأنقطاع عن الدواء بسبب شعوري بالدوخة والأكتئاب الشديد والضيق بعدها بفترة هدأت نفسي إلا أن الوضع عاد إلى ما هو عليه فقررت الذهاب إلى طبيب أعصاب فقال لي بأنه لا يستطيع أن يقرر لي أي دواء لأنه يخشى علي!
ونصحني بعمل جلسات فذهبت إليه في الجلسة الأولى وقلت له بأنني أشعر بالإرهاق والتعب إضافة إلى القلق والخوف في بعض المواقف ولكنني شعرت من الجلسة الأولى التي لم تدم عشر دقائق بعدم جدوى مثل هذه الجلسات حيث أن الطبيب زاد من همي وغمي حيث كرر علي أن الصبر ضروري مما جعلني أشعر بأنه لا دواء لمثل هذا الداء قررت أن أذهب إلى طبيب آخر فأعطاني دواء أسمه بالتان داومت عليه لمدة أربعة اشهر وتحسنت حالتي كثيراً إلا أنني لم أصل إلى النقطة التي أريد من تحسن المزاج والراحة النفسية فذهبت إلى طبيب نفساني قرر لي العديد من الأدوية التي داومت عليها أكثر من شهرين وهي ريسبيردال نصف حبة يوميا مع بلتان حبة يوميا والعديد من الفيتامينات إلا أنني كنت أشعر بثقل في رأسي مع دوخة شديدة ولازمت الفراش لمدة أسبوعين حتى اعتدت على الدواء،
إلا أن حالتي ساءت بعد شهرين إلى درجة شديدة جدا مما اضطرني إلى الرجوع لنفس الطبيب الذي لم يلق بالا لكل المعاناة واكتفى بالقول دع القلق وابدأ الحياة وقد كانت كلمة مؤثرة فعلا، لكنني لم أحتمل فلجأت إلى طبيب نفساني يشهد له الجميع بالكفاءة والخبرة وقد وجدت ضالتي في هذا الطبيب ولله الحمد فقرر لي سيروكسات وتحسنت حالتي كثيراً حيث أنني نسيت الأكتئاب الذي كان يلازمني ولله الحمد وأنا أتعاطى منه حبتين يوميا منذ أربعة شهور
ولكن في الأسبوعين الأخيرين عاد إلي القلق مصحوبا بشدة في وجهي حيث أشعر بأن وجهي مشدود خصوصاً عندما أقابل عددا كبيراً من الناس أو شخصاً لم أعتد على لقاءه كمسؤول في الحكومة أو غيره حيث أن لي بعض المراجعات في قضية تخص أسرتي في إحدى الجهات الحكومية كما تأتيني هذه الحالة عند مقابلة شخص أبغضه ولا أريد رؤيته مما يسبب لي الإزعاج، وأظل أتساءل هل لا حظ أحدٌ علي ذلك أم لا مع أن الرعشة أيضا باقية ولكنها تتحسن من يوم لآخر
وقد أجريت كافة الفحوص التي تخص هذه المسألة والفحص بالرنين المغناطيسي ولا يوجد شيء ولله الحمد
فما رأي حضرتكم فيما سردت عليكم
17/08/2003
رد المستشار
الأخ السائل العزيز: أهلا بك على صفحتنا أستشارات مجانين، ونسأل الله عز وجل أن يعيننا على إرشادك للطريق السليم، الحقيقة أن إفادتك تنمُّ عن كم التخبط والتيه الذي يتعرض له المريض النفسي في مجتمعاتنا بسبب غياب وعي الناس وإدراكهم لطبيعة الإضطرابات النفسية، وإن كنت أراك ولله الحمد أسعد حظاً من غيرك بكثير، وبوجه عام فإن وجود حالة أكتئاب أصابت خالتك، قد يعني وجود قابلية لديك للأكتئاب، ولكنه في جميع الأحوال لا يؤثر على العملية العلاجية إن شاء الله.
وسأبدأ معك من رأينا الذي توصلنا إليه من خلال تعاملنا مع النص الذي أرسلته لنا (وهذا بالطبع يضع سقفا لقدرة الطبيب النفسي على التشخيص الكامل)، إلا أنني أستطيع أن أقول أن حالتك تقع ضمن إطار الأعصبة Neuroses بوجه عام، وعادةً ما ينتقل المريض من عصابٍ إلى عصاب مثلما يمكنك أن تستنتج من قراء إجابتنا السابقة على صفحة أستشارات نفسية بموقعنا: أختلال الإنية وخلطة القلق والأكتئاب.
المهم أن طبيبك الباطني الأول أعطاك أحد العقاقير التي قد تحتاج إليها الآن بعد إستخدامك للعقار الأخير ولكن بطريقة سنوضحها لك بعد قليل فعقار البروبرانولول (أو الإندرال) يفيد في تقليل الأعراض الجسدية للقلق كالرعشة وزيادة ضربات القلب وغيرها وهيَ الأعراض التي تقلقك عندما تحدثُ لك في مواقف اجتماعية معينة، ولكن هذا العقار كان محدود التأثير معك عندما إستخدمته في البداية لأنه لا يعالج الأكتئاب ولا يعالج الخبرات النفسية المصاحبة للقلق، ولذلك شعرت بعدم فائدته، كما أن شعورك بالدوخة عند تناول عقار السالبوتيامين (الأركاليون) يدل على قابليتك العالية للإيحاء لأنك شعرت بدوخةٍ من عقارٍ يصفه الطبيب النفساني أو غيره لكي يزيد من النشاط والحيوية ولا تكاد توجد له أي آثارٍ جانبية اللهم إلا بعض التغير في لون البول، وأما طبيب الأعصاب (كما جاء في إفادتك) الذي قرر لك جلساتٍ نفسية،
فقد وضعتنا حكايتك معه في حيرة لأن المفترض أن من يستطيع علاج مريضه بمثل هذه الطرق العلاجية النفسية هو إما الطبيب النفسي أو الإختصاصي النفسي (أي في علم النفس)، ولدينا أحتمالٌ واحد لتفسير سلوك هذا الطبيب معك هو أنهُ في الأصل طبيبٌ نفسي لكنه هربًا من وصمة الطب النفسي الشائعة في مجتمعاتنا (وفي الغرب أيضًا وإن كان كثيرون لا يعلمون) يسمي نفسه طبيب أعصاب ربما فهذا سلوك شائع بين الأطباء النفسانيين الذين يهربون من مواجهة قضيتهم ويعللون ذلك لأنفسهم بمعاملة الناس على قدر عقولهم،
وعند هذا الحد من ردنا عليك ننصحك بقراءة باب مصطلحات نفسية على موقعنا مجانين دوت كوم لتعرف الفرق بين الطبيب النفساني وطبيب الأعصاب وغيرهم المهم أن العلاج المعرفي السلوكي مهم جداً في حالتك بل هو الذي سيمكنك من الخلاص والإستغناء عن العقاقير بعد الزوال التام لأعراض أكتئابك وتوترك إن شاء الله بشرط أن يقوم به طبيب نفسي متمرسٌ عليه أو إختصاصي نفسي مدرب، وأن تلتزم أنت بجلساتك العلاجية وما يطلب منك أداؤه بين الجلسات ولكي لا أطيل عليك فإنني سأعطيك فكرةً مبسطةً عن الفهم الحالي في الطب النفسي لما نرجح أنك تعاني منه وهو أضطراب الرهاب الاجتماعي فهو أحد أضطرابات القلق (أو الأعصبة Neuroses) التي تبدأ عادةً في فترة المراهقة وتتمركزُ حول الخوف من أن يكونَ الشخص محط أنظار الآخرين مما يؤدي إلى تجنبه المواقف الإجتماعية ما أستطاع إلى ذلك سبيلاً أو أنهُ إذا أضطر لمواجهة تلك المواقف فإنهُ يعاني من أعراض القلق والتوتر وينشغل جداً بما قد يظنه الآخرون فيه وهو ما يتضح جداً من قولك (وأظل أتساءل هل لا حظ أحدٌ علي ذلك أم لا)؟
من الواضح في حالتك أن طول مدة معاناتك من الرهاب قد تسببَ في أكتئابك ولم يكن عقار الريسبيردون مناسبا لك، وبالمناسبة نحن لا نعرف ما هو العقار المسمى بالتان وكنا نتمنى أن تذكر لنا اسمه العلمي، وإن كنا نخمن أنه أحد عقاقير علاج الأكتئاب أو القلق.ونحيلك هنا إلى قراءة إجابة سابقة لنا على صفحتنا استشارات مجانين بعنوان:
الحياء الشرعي، والرهاب المرضي!
وتناولك لعقار الباروكستين (السيروكسات، وهو أحد عقاقير الم.ا.س.ا) قد حسن بفضل الله من أكتئابك كما أنه يحسن جدا أعراض القلق والتوتر، لكنك إن أردت الخلاص تماما من أضطرابك فإن عليك أن تتابع جلسات العلاج السلوكي المعرفي، وأما ما أشتكيت منه من شعور بتصلبٍ في عضلات وجهك بعد أستمرارك لفترةٍ على جرعة 40 مجم من الباروكستين،
فقد يكونُ راجعًا إلى زيادة الجرعة لأن زيادة مستوى الناقل العصبي السيروتونين قد يتسببُ في أعراضٍ تشبه أعراض تثبيط الدوبامين المشهورة عند من يستخدمون مضادات الذهان القديمة فتحدث لهم تقلصات في بعض العضلات وهذا هو ما أشرت إليه في رسالتك الأولى لنا والتي جاء فيها (وأنا أتعاطى حبتين يوميا إلا انه في الأيام الأخيرة ظهرت حالة تخشب في الوجه أي أنني في بعض المواقف اشعر أن وجهي مشدود بشكل كبير فهل هذه الحالة هي من مضاعفات الدواء وستزول مع الوقت أم أن هناك حاجة إلى اللجوء مرة أخرى إلى الطبيب النفساني)،
فجوابنا عليك هو أننا ننصح بتقليل الجرعة بمقدار نصف قرص، كما ننصحك أيضًا بالرجوع إلى طبيبك النفساني لأن من الضروري أن تسأله عن إمكانية إجراء برنامج علاج سلوكي معرفي لك، وفقك الله وتابعنا بأخبارك، فنحن في انتظار سماع أخبارك السارة قريبًا إن شاء الله.
ويتبع>>>>>>>>> : الرهاب الاجتماعي وليست الرعشة م