طلب استشاره من أحد يعتبرني مثل ابنته....
السلام عليكم؛ أنا فتاة عمري 18 عام هدفي في الحياة هو إرضاء الله عزه وجل وأتمنى أن أحقق هذا الهدف في كل نفس أتنفسه...، أحببت شابا من أقاربنا وهو يبادلني والحمد لله نفس الشعور حبي لهذا الشاب جعلني أكثر تقربا إلى الله، توقفت عن أشياء كثيرة تغضب الله عندما أحببته والله يعلم أن نيتي خالصة في كل أعمالي لوجه الله الكريم...
هذا الشاب والحمد لله يحاول أن يتقي الله دائما وإن كانت لديه بعض نقاط الضعف مثل الدخان وهو يحاول أن يتركه نهائيا... ولكن أنا متأكدة من معدن هذا الشاب الطيب هذا ما يدفعني دوما للوقوف بجانبه ودفعه إلى الأمام وأرى أن لدي تأثيرًا كبيراً عليه وهذا توفيق من رب العالمين.
وأعتبر حبيبي هو الزوج الصالح لي، والحمد لله قد صليت عده مرات استخارة في أمر هذا الشاب وفي آخر مرة رأيت رؤيا وسألت في تفسيرها فقالوا لي أن هذا الشاب يتطهر وهو بأذن الله صالح، أنا بالتأكيد لا أعتمد على الأحلام في تحديد مستقبلي ولكني أشعر بطمأنينة وأدعو الله أن يجعله زوجا صالحا يقودني وأقوده إلى الجنة...
ولأننا أنا وذلك الشاب نريد رضا الله علينا قررنا أن نقطع الاتصال فيما بيننا مع العلم أنه لم يحدث بيننا إلا مجرد كلام ومشاعر طاهرة وحب عذري...
هو الآن ما زال يكمل دراسته وقد قررنا أنه عندما ينتهي من دراسته، ويكون مهيأ للزواج أنه سيتقدم لخطبتي ولكن نحن نريد إلى أن يأتي ذلك الوقت أن نحاول قدر الإمكان أن نرضي الله في علاقتنا...
ولكن أنا أقف بين يديكم الآن وأقول أنني اتعب جدا عند ابتعادي عنه وهو أيضا ونضعف أحيانا ويعاود الاتصال بي للاطمئنان عني ولأطمئن عن أحواله ثم نعود لقطع اتصالنا مرة أخرى خوفا من الله عزه وجل....
أنا لا يوجد لدي مشكلة معينة ولكني أريد منك التوجه إلى ابنتكم بنصيحة وتوجيهها إلى طبيعة العلاقة الصحيحة كيف يجب أن تكون؟؟ أنا أستطيع أن أصبر إلى أن يتقدم إلى خطبتي وأن أقطع اتصالي نهائيا ولكن أشعر أنه يحتاجني، والصراحة هذه نقطة ضعفي لأنني عندما أوجهه إلى نقطة تزيد تقربه إلى الله تعالى فإنه يتأثر جدا وبشكل إيجابي وأشعر دائما أنه يحتاجني ولأننا في مجتمع ينظر إلى الشاب الذي يطلق لحيته مثلا أنه معقد ولا يوجد ذلك الأب أو تلك الأم التي تحتوي ابنها لذلك أنا وهو لا نجد متنفسا عما تحتويه آمالنا سوى بعضنا...
أتوجه لكم بشكر على توجيهاتكم ونصائحكم التي نحن في أمس الحاجة لها وجزاكم الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتكم، وأرجو منكم النصيحة والدعاء لأني في أمس الحاجة إلى من يمسك بيدي إلى الطريق الصحيح بعد فقدان الصدر الحنون الذي نستطيع أن نرمي همومنا في أحضانه...
وأنا في انتظار ردكم
وأرجو أن لا تهملوا رسالتي....
21/01/2004
رد المستشار
ابنتي العزيزة، لقد سعدت كثيرا بقراءة رسالتك خاصة حين تقولين أن هدفك في الحياة هو إرضاء الله عز وجل وأنك تحاولين تحقيق هذا الهدف في كل نفس تتنفسينه، وحين مس الحب شغاف قلبك في هذه السن جعلت منه دافعا لارتقائك على طريق الخير فازددت قربا من الله وابتعدت عن أشياء كنت تفعلينها ولا ترضين عنها، أي أنك من خلال هذه العاطفة الفطرية البريئة قمت بمزيد من التطهير لنفسك الزكية، ولم تكتف بذلك بل حاولت ذلك مع الشاب الذي مال إليه قلبك ونجحت في التأثير الإيجابي عليه.
وضميرك الحي لا يستريح للاتصال بمن تحبين أو لقائه دون أن تكون هناك رابطة شرعية تسمح بذلك، ولكنك مدفوعة بعاطفتك الفطرية وبإحساسك باحتياج حبيبك إليك وتأثيرك الإيجابي عليه تضعفين وتريدين استمرار الاتصال والاقتراب.
وأنا سأتحدث إليك يا ابنتي العزيزة على مستوى طهرك ونقاءك اللذين ألمحهما في كل كلمة من كلماتك وأسعد بوجودهما في هذه الأيام الصعبة في فتاة في مثل سنك، وأسأل الله أن يزيد من أمثالك ويثبتك على هذه النوايا النقية والسلوك النظيف.
أنت تقولين أن هذا الشاب من أقاربك لذلك تستطيعين رؤيته أو الحديث معه من خلال اللقاءات العائلية المعتادة، ولا أنصحك بلقائه بعيدا عن ذلك، وإذا كنتما تشعران بصعوبة في الابتعاد أو الاكتفاء باللقاءات العائلية فيمكنك أن تشجعيه على التقدم لخطبتك الآن على أن يتم الزواج بعد انتهائكما من الدراسة، وإذا تحقق هذا فسيمكنك لقاءه بشكل مشروع لا يؤثر في سمعتك أو يخدش سيرتك النقية.
وإلى أن يتحقق ذلك أنصحكما بمجاهدة أنفسكما والتوجه إلى الله بالدعاء كي يجمع بينكما على خير، حينئذ سيكون الله معكما ويبارك مسعاكما، أما اختلاس الاتصالات واللقاءات فإنه قد يأخذكما في طريق لا ترضيان عنه، إضافة إلى ما يسببه ذلك من تشويش على سمعتك، وربما لا تثمر هذه اللقاءات زواجا فتندمين على ذلك كثيرا وتشعرين بتلوث تاريخك كفتاة تراعى ربها في كل نفس تتنفسه، وكلما ازددت اعتزازا بنفسك وبدينك ازداد هو تمسكا بك، فالرجل حين يفكر في الزواج فإنه يبحث عن هذا النوع من النساء العفيفات حتى ولو لم يكن من الملتزمين دينيا أو خلقيا.
واحذري أن يوسوس إليك الشيطان بأنك إذا لم تلتق به فربما يبتعد عنك ويفكر في غيرك، ولطرد هذا الخاطر تذكري أن جبريل نفث في روع رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: "لن تموت نفس حتى تستوفى أجلها ورزقها، فأجملوا في الطلب" صدق رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، والزواج نوع من الرزق وهو مقدر سلفا في اللوح المحفوظ.
وإذا استطعتما أن تبسطا من احتياجات الزواج فإن هذا يشجعه على التقدم لخطبتك في ظروفه الحالية وهذا موافق لمقاصد الشرع من تسهيل الزواج والتخفيف في المهور (أقلهن مهورا أكثرهن بركة).
أسأل الله أن يكتب لك ما فيه الخير والصلاح وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يخفق له قلبك وأن يبارك فيكما ويبارك عليكما ويجمع بينكما في خير.
ويتبع >>>>>>: القلب الطاهر ينبض : حبا وطهرا مشاركة