اضطراب الشخصية السلبية العدوانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بارك الله فيكم جميعاً لا سيما طبيبي الدكتور خليل إبراهيم عليوي.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم "من قال لأخيه جزاك الله خيراً فقد بالغ في الثناء" صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
ولذا فأنا أقول الدكتور خليل إبراهيم عليوي جزاك الله خيراً.
لقد قرأت ردك أكثر من مرة على الرغم من أنه صدمني عندما رأيت حجمه قبل القراءة، لكني قلت في نفسي قد يكون فيها ما يغني عن كثرة الكلام فخير الكلام ما قلّ ودلّ، وكلما أوشكت على النهاية أبطئ في القراءة لأني لا أريد أن ينتهي قبل أن أحصل على ما أريد، ولكن للأسف أنهيها وأعيدها ولكن لا يوجد شيء مما كنت أنتظره!
لقد أرسلت مشاكل لموقع مجانين من قبل لكن الطبيب طلب مني المزيد من التفاصيل وأن أتابعه دائماً على مجانين.. فقد كان معذوراً لقلة التفاصيل، وكذلك أنا لأنها كانت المرة الأولى التي أرسل فيها ولأني لا أثق في نفسي فقد اختصرت في الكلام على عكس المطلوب لكن ذلك لم يحدث هذه المرة.
أعتذر يا سيدي، فلقد اختصرت اختصاراً يخل بالمعنى فلم يضف شيئاً جديداً سوى الاسم العلمي لحالتي باللغة الانكليزية (passive aggressive personality disorder).
* ذكرت لك كيف أتغلب على الأفكار السيئة هذه والتي تتحكم بي، وأطلت النفس في سرد مواقف وأحداث لتحلل مصدرها وسببها، وبالتالي ترشدني للطريق الصواب، لكنك لم تفعل (ولا أعلم كيف أتخلص من هذا الشعور الغبي حتى مع محاولاتي الدائبة).
* ذكرت أنني أتعفف عن النساء العفة ولكن لأني أشعر بالقرف منهن، فكيف أتغلب على هذا؟ لم تجب أيضاً (أتخيلهن دائماً بمظاهر مقززة وأشمئز من بعض أشيائهن).
* ذكرت أنني أحاول أن أثق بنفسي لكن لا أعرف كيف، فلم تدلني على الطريق الصحيح للثقة، ولا عن ماهيتها (فألخصه بشعوري أني يجب أن أكون قوي الشخصية واثقاً وشديداً).
* ذكرت لك أنني أعاني من الوسواس في كل شيء لا في شيء معين فلم تتطرق إلى هذا أيضاً، (وجعلتني أعاني من الوسواس القهري -إن شئت أن تقول- في كل شيء).
* ذكرت أنني صرت بين الانبساطية والانطوائية متأرجحاً، فنصحتني أن أقبل ذاتي! فأي واحدة منهما أقبل؟ (وكنت بارعاً جداً في تقمص الدور سواء كان انطوائياً أو انبساطياً).
* سألتك أن العديد من الأفكار تسبب لي انقباضاً في الصدر وأخرى تفرجه، ولم تقترب من هذا أصلاً! (كيف أتغلب على كل ما ذكرت وعلى أي فكرة دخيلة عليّ؟).
* ذكرت لك الخوف الخارج من داخلي لا الداخل عليّ، وتعلم طبعاً الفرق بينهما، ولم تذكر سببه علماً أني فصّلت (لكني لا أعرف ما سبب الخوف؟).
* وذكرت لك أن ليس لي أصدقاء ولا حبيبات ولا أحد أشكو له فلم تعر لهذا الأمر -التافه- اهتماماً أيضاً (لأني أفتقد لمن أتحدث إليهم من قلبي).
*ذكرت لك الأفكار السيئة التي أحملها للنساء، ولكنك حتى لم تقل إلا أنهن لسن كذلك! فلم تذكر شيئاً (كلهن خائنات ولا يستحقين الحب، ولا يردن إلا التفاف الرجال حولهن، ويعزز هذا ما أراه وأسمعه عن النساء من هنا وهناك).
* ثم تبع ذلك قولي (أنني أقرف منهن) فلم تعقّب عليه ولم تفسره لي! وهو الأمر الذي يحزنني وما زال.
* وذكرت أنني لا أحب أن يراني أحد وأنا أذاكر -برغم أني متفوق- وأن هذا يغضب والدي، فماذا أفعل وبالطبع كسابقة لم تجب (أني لا أحب أن يراني أحد وأنا أذاكر، لا أعرف لماذا؟).
* سألتك هل أعلم الفتاة بحبي أم لا فلم تجب (فهل أعلمها بحبي فقط أم لا؟). وماذا عن الخجل المصاحب لوجود النساء معي؟... لا يوجد إجابة!.
* ثم سألت عن نصيحة للتعامل مع النساء فكانت ضحية لعدم الاهتمام (وأرجو نصيحة في التعامل مع النساء طريقة التفكير).
واقتصرت المشكلة على تجربة حبي الفاشلة كما وصفتها علماً أنني، صدرت المشكلة بقولي (أشعر بجوع للعاطفة) تجنباً لأي كلمة قد تؤلمني، ويبدو أنك أصررت أن تؤلمني فيجتمع في الرد الضيق بتأخر الرد، مع عدم الإجابة الوافية، مع كلمتك التي أغضبتني.
أحب جداً كلمة الدكتور وائل -يا ولدي- في استشاراته، بل إنها أحيانا تدمع عيني لشدة تأثيرها بي .
وأشكرك في النهاية على امتثالك لطلبي بعدم إحالتي للروابط مع عدم انتباهك للشرط المصاحب لها، على الأقل لم تشعرني أني ذو أهمية وهو الأمر الذي التمسته في مجانين .
وأود أن أسأل هل هناك علاقة عكسية بين المشكلة والرد عليها؟ لا أعرف!... إن اختصرت تطلبون المزيد من التفاصيل، وإن سردتها أهمل الطبيب جلّها! ألا ترى يا سيدي أن إجابتك تصلح أن تكون لسؤال على النحو التالي:
_*(أيها الطبيب أنا لا أثق بنفسي لأن أبي كان يهينني، وأحببت فتاة وتركتني، وأنا أنتقم من النساء وأكرههن، ولا أعرف ماذا أفعل؟) مع العلم أني لو فعلت ذلك لطلبت المزيد من التوضيح والتفاصيل!.
ثم أنهيت مقالتك بقولك (الحياة جميلة)!، هل تظن يا سيدي أنك تتحدث إلى معتوه أو أخرق؟! ما معنى هذه الكلمة بناء على ما ذكرته في المشكلة؟!..
آسف للإزعاج.
ولكن (النصيحه لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم) وحتى نصل بمجانين إلى قمة الاستشارات النفسية
وسنبقي أن شاء الله مجانين نراسل موقع مجانين، على كل نحن لا نعطيكم مقابلا على ما تفعلونه من أجلنا ولا نملك إلا الدعاء لكم وآسف على ما قلت
R03;
Temporary Mysterious Character
T.M.C
24/12/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد؛
أخي الكريم،
أعتقد أنك إن راجعت الرسالة لوجدتني تكلمت معك كما بدأتها الآن بـ"أخي" والتي أرفع قدراً وأجلّ مكانة من ولدي، وظننت بذلك أني أكرمتك!.
إن الكلام عند العرب يقولون خير الكلام ما قلّ ودلّ، وعندما أبيّن لك أسباب ذلك وأعرفك بنفسك هو العلاج، أما وأنك أردت توجيهاً فيختلف الموضوع.
للتخلص من أفكارك السلبية يجب عليك أن تفكر بأشياء إيجابية وأنك تعيش أفكارك الإيجابية وتتقمصها وتعمل على تطبيقها. أما كيف تتخلص من مشاعرك تجاه النساء فهو بتوجيه الرسول صلّى الله عليه وسلّم لي ولك "ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم" وكذلك بالحديث الذي يقول الكلمة الطيبة صدقة فاعتبر كلامك واحترامك للنساء لله وطاعة للرسول، ولا تفكر في كونهن وعاء للجنس ولا تنظر إلى مشاعرك تجاههن حتى لا تعاني مما تعاني ولا تتصرف معهن بالطريقة التي اعتدت عليها، كما أن المشاعر تتبع قانون الفيزياء الذي يقول "لكل فعل رد فعل" فلاحترام يولد احتراماً، والتقدير يولد تقديراً، والتكريم يولد تكريماً.
وأما الثقة بالنفس فهي تأتي من رضاك بقدراتك وتقييمك الإيجابي لها، وأنك تعمل ما باستطاعتك وأن الذي عملته هو أكثر كما تقدر عليه وبذلك سترضى عن نفسك.
والتغلب على الأفكار الدخيلة يأتي من عدم التركيز عليها وإهمالها، وأن تتذكر إحدى الذكريات الجميلة في حياتك، ذكرى تحبها وتسعدك في كل مرة تأتيك الأفكار الدخيلة إلى أن تصير الذكرى فعلاً أوتوماتيكياً تخلصك من أفكارك الدخيلة والمؤذية دون أن تعي ذلك.
أما الخوف فيأتي من تكون معرفي من التهديد وليس لك القدرة على مواجهته، ويمكن أن يكون التهديد حقيقياً أو رمزياً. لذلك للتخلص من الخوف يتم الاسترخاء وإعادة الذكرى الجميلة التي ذكرناها سابقاً، والتي تساعد في انبساطك.
وأما كلامي عن النساء والذي ذكرته وكررته كما قلت لك سابقاً؛ إن النساء لسن خائنات كما تدّعي وإنما هناك بعضهن -القليل القليل منهن يمكن وصفهن بذلك- كما هو الحال مع الرجال، وأما أنك عممت ذلك من تجربتك مع البنت التي أحببتها على كل النساء فهو غير منطقي، وهو تحميل وزر تلك المرأة على كل النساء، والله يقول "ولا تزر وازرة وزر أخرى". والأمر الآخر هو: لِم َتحمّل تلك المرأة ما قد تكون أنت سبباً فيه؟ وهو أنك لم تعرف كيف تكسب قلبها، وإن كسبته لم تعرف كيف تحافظ عليه! إن المرأة لا تريد منك مالاً ولا ذهباً بقدر ما تريد منك احترام مشاعرها وتكرمها "فالغواني يغرهن الثناء".
والخجل من المذاكرة ربما يعود لما تعودته سابقاً، وخوفك أن يراك أحد في وضع يسخط أهلك ويخجلك، لذلك تتجنبهم، وهذا التعوّد يمكن أن يتغيّر بأن تواجه نفسك وتقرأ رغم القلق الذي تعانيه، أو تبدأ بالموضوع تدريجياً وتضع ورقة تكتب فيها مشاعرك وأنت تذهب للقراءة أمام أبويك، ثم تراقب كم تقّل مع الوقت ليكون ذلك دافعاً إيجابياً لتغيير طبيعة قراءتك.
وأما ما أعدت ذكره عن النساء فالجواب تجده في الأعلى.
أما عن الفتاة التي تحب وتريد مصارحتها بحبك؛ انظر إلى نفسك، هل أنت جاد وتود الارتباط بها أم أنك تريد أن تنتقم منها كرمز للنساء؟ فإن كان الجواب الأول فانظر لنفسك؛ هل تستطيع التضحية والإيثار وتقدمها على نفسك وقدرتك على ذلك حتى لا تعدها وعداً لا تفي به ولا تنجزه؟ وإن كان الانتقام أو اختبارها إن كانت كالسابقة، فلا تقرب منها ولا تحاول أن تفصح عن مكنونك لها.
راجياً أن أكون وفقت لما يخلصك مما تعاني.
مع دعائي لك بالتوفيق.